الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التراث والدين

حميد المصباحي

2011 / 6 / 11
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


إن التراث العربي في بداياته,وإبداعاته كان شفاهيا,وكانت الداكرة مرتكزا له,وعندما يغزوها النسيان,تستعين بالخيال وتحتكم إليه,مما ولد في الدهنية العربية,ميلا للتدكر التمثيلي الإبداعي,حيث التداعيات تحول التاريخ إلى أساطير وحكايات حجيتها في بلاغتها وجمالية قولها وليس في تطابقها مع الوةاقع التاريخية وما تدل عليه من وثائق وآثار,هكدا اكتسب القول قداسة والخطابة سلطة,والشعر عبقرية,مقابل المكتوب,المشكوك فيه,لأنه لايسنع مباشرة,كما أنه مناقض للسليقة والفطرة,وفيه التصنع والتعود,مع الكثير من التعديل والقابلية لتحديد المعنى ومساءلته العقلية والمنطقية,لدلك كان الوحي بدون أسفار,ولا ألواح دليلا قويا في وجه أهل الكتاب إبان الدعوة الإسلامية,وبدأت مواجهتهم لليهود,بأن الله كلم موسى ولم يكتب له ألواحا,وفي مواجهة المسيحيين,بأن الإنجيل لم يكتبه عيسى,بل أصحابه,وعندما بدأ تدوين القرآن,وتجميع الصحف طرحت مسألة الترتيب,وظهرت اختلافات حول بعض الألفاظ لتمتد لغيرها,فاحتفظت الشيعة بما اعتبر مصحفا لعلي مقابل مصحف عثمان,وأخفى بعضهم ما ظنه تدوينا لعائشة رضي الله عنهم جميعا,والقرآن كان واحدا رغم كونه حمال أوجه كما قال علي بن علي طالب
الدي أدرك مبكرا قابلية القرآن للتأويل السياسي وحتى الفكري,وهنا كان الفكر الإسلامي سباقا للإستفادة مما أبدعته الحضارات الأخرى في التفكير والمحاجة,وقد اعترف إبن رشد أن الإختلاف في الملة لايمنع من الإعتراف بما حققه الغير من تقدم في علوم المنطق والعقل وحتى العلم,فديانة الأمة بصحتها وخلوها من العيوب لاتؤهلها لأن تكون صائبة في العلوم الأخرى المعتبرة دنيوية أو بشرية كالطب والفلك والرياضيات وعلوم الفكر حتى الأخلاقية منها,وقد كانت هده جرأة فكرية لم يشهد العصر الوسيط مثيلا لها,وشكلت لمحة ضوء في تاريخ المعرفة العلمية استفادت منها كل الحضارات الإنسانية,ما عدا الحضارة العربية التي استمرت في تقديس الشفاهي,معتقدة أنها وحدها القادرة على تعليم كل علوم الفكر ما دامت عقيدتها صحيحة,فبدأت الأساطير تسيطر على الفكر العربي,وظهرت تفسيرات للقرآن غير مقبولة عقلانيا,ولا يمكن البرهنة على صحتها,فقط لأتها مدعومة بقول تبث سماعه من المقربين من بيت النبوة أو التابعين,وهو ما يشكل عائقا أمام الإجتهادات المنفتحة على روح العصر في العلم والثقافة ومجمل المهارات الفنية والإبداعية,مما عاق الفكر العربي على تحقيق أي خرق لتراثه بغية التحقيق فيه من جديد بناء على المناهج الجديدة,تلك التي يمكن أن نفحص من خلالها كل ما كتب وما يوجد كتراث إسلامي في غار حراء والمدينة المنورة وحول الحجر الأسود والمضمر في مسجد المدينة,فكل هده الآثار ضار العلم بإمكانه التحقيق فيها حتى لاتتحول بقداستها من موضوع للتفكير والبحث إلى أوثان نصرف العقل عن التفكير ونحولها إلى موروثات الغاية منها جلب السياحة الدينية المربحة بإبعاد أهل العلم والبحث عنها كأنها محتكرة لصالح فئة من المسلمين يستغلونها سياسيا ودينيا لاحتكار السلطة باسم حماية المتاطق المقدسة والموروث الديني وكل ما يدل عليه,سواء كان مكنوبا أو منقوشا.
فهناك بعض التجارب في العالم أثبتت أن كل قول مأثور لا يوجد إلا مجاورا لنقيضه,وهده حقيقة اكتشفتها حفريات المعرفة,التي بحثت عن المنسي,وأعادت تركيبه من جديد,وحققت بدلك الكثير من الإكتشافات بعيدا عن أي ادعاء مدهبي أو طائفي,لندرك بهده الحفريات حقيقة الشفاهي وحتى قوته,ونعود ربما إلى الصيغ المكتوبة التي كانت قبل الإسلام,وخصوصا وأن أهل الكتاب أنفسهم سواء كانوا عربا أو غير عرب,الكثير من حقائقهم الدينية متوفرة في حقول بحثنا العربي كمجال جغرافي تركوا به الكثير من كتاباتهم التي قد ننير بها لهم طرقهم التاريخية التي تاهوا عنها أو لم يسعفهم تارخهم الخاص في التوصل إليها,وبدلك ربما نصير كعرب لنا اليد الطولى في اكتشاف حقائق جديدة ومناهج مغايرة لما توصل إليه الغرب نفسه,ويكون هدا محك لنا ولهم على التفكير في قضايا جديدة حتى إن كان موضوعها التراث الإنساني المشترك والمختلف حول مشتركه هدا لكشف الحجاب عن الغامض في تارخ الحضارات والأديان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا


.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق




.. خليل العناني: المنطقة العربية في حالة اشتعال بسبب الإدارة ال


.. وزير لبناني يخشى -غزة ثانية- بعد القصف الإسرائيلي العنيف




.. بايدن يحضّ إسرائيل على عدم ضرب المنشآت النفطية الإيرانية