الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خدمة واحدة تصنع الفرق!

ماريا خليفة

2011 / 6 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


" ما من رجل يقف باستقامة أكثر من ذاك الذي ينحني لمساعدة فتى صغير"~ فرسان بيتاغورس

هل تساءلتم يوماً لماذا يشجعنا أشخاص مثل الأم تيريزا والدلاي لاما على أن نسعى إلى خدمة الآخرين ولماذا يفعلون هم ذلك في حياتهم اليومية؟ ما الرائع في خدمة الآخرين؟
المحبة فعل وهي لا تكون فاعلة إلا إذا تولّدت لديك ومنحتها للآخر. باستطاعتنا كلنا ان نجعل العالم مكاناً يحلو العيش فيه، حتى لو كانت لدينا شكوك ومخاوف يبدو انها تعيقنا. إن الخدمة التي نقدمها للآخر ليس من الضروري أن يُحكى عنها في الصحف. ويمكن أن تكون خدمة بسيطة لا يلاحظها احد كرفع نفاية من الشارع إذا رأيتها. ذلك العمل يجعلك تشعر بالراحة في داخلك حتى لو لم يربّت أحدهم على ظهرك ويعلن أهمية الخير الذي تقدمه للآخرين.
إذا أمكنك أن تتشارك هذه المفاهيم مع أولادك منذ سنوات حياتهم الأولى، فسوف يساهمون لاحقاً في الأعمال التي تهدف إلى تحسين العالم الذي نعيش فيه. إن تقديم العون لأخوتهم وأخواتهم أو أهلهم يمكن أن يشكل بداية تعليمهم الحب وعدم الأنانية.
يظن البعض منّا أن نحتاج لأموال طائلة ولتكريس ساعات طويلة لكي نستطيع أن نخدم الآخرين. ولكن لا. الخدمة قد لا تتطلب سوى دقائق قليلة. فإذا أردت تحسين العالم الذي تعيش فيه يمكنك أن تقوم بعشرات الأعمال البسيطة كلما صادفتك في حياتك. يمكنك أن تقدم خدمة للآخر عبر مساعدة عجوز على النزول من الباص. أو السماح لأحدهم بأن يمرّ أمامك في المصرف أو لمتسوّق ليس لديه سوى بعض الحاجيات أن يمرّ قبلك على الصندوق في المتجر. الخدمة تكتسب معناها عندما نقوم بأعمال بسيطة كهذه باستمرار. عندما نساعد الآخرين بدافع من المحبة والاهتمام وحب الخدمة نساهم في جعل العالم مكاناً أفضل من خلال أعمال يومية بسيطة.
يمكنك أن تقوم بعمل صغير كأن تفكّر بشيء إيجابي وتوجّهه إلى شخص يحتاجه. إذا رأيت ولداً يتشاجر مع أهله أمام الناس يمكنك أن ترسل لكل فرد من هذه العائلة أفكار حبّ تحمل لهم الانسحام والسلام. وصدقوني هذا النوع من الأفكار يقبلها الآخر بامتنان. يمكنك أيضاً أن تبتسم ابتسامة تفهّم إلى أم تعاني لضبط أولادها المشاغبين. يمكننا جميعاً أن نحسّن أجواء بيوتنا والشركات التي نعمل فيها ومجتمعنا وحتى وطننا عندما نخصّص بعض النقود للمساهمة في قضية خيرية وعندما ننظر مباشرة في عيني الآخر ونبتسم له. سنجد فرصاً كثيرة أمامنا عندما نبدأ بفعل ذلك. لقد علّمني سائق شاحنة بريد سريع أن انحناءة بسيطة من الرأس باتجاه شخص ما تشكّل تحيّة. وأنا أفعل ذلك دائماً. نحن نحسّن الكون بأكمله حين نتعلّم كيف نقدم خدمات للآخرين لأننا نصبح أكثر اطّلاعاً . وعندما نتشارك بما نعرفه كما أفعل هنا نطلق ذبذبة إيجابية تعمل كمحفّز للمزيد من التغيير الإيجابي. وإذا أرسلتم هذه المقالة لأصدقائكم الذين ليسوا على لائحتنا وأرسلوها بدورهم إلى رفاقهم تصبح هذه الأفكار واسعة الانتشار ومعدية!
لا أحد يعرف أكثر منّا نحن سكان الشرق الأوسط أن الأعمال المجردة من الأنانية والقائمة على المساعدة يمكن أن تساعدنا على التحكّم بعالم يبدو في بعض الأحيان فوضوياً. حتى أبسط المساعي يمكن أن يكون إثباتاً على اننا نستطيع أن نغيّر العالم بطريقة إيجابية. الطاقة السلبية منتشرة بكثرة وهي تتغذى من المعاناة والألم وضيق الأفق، وهي أمور نواجهها باستمرار في هذا العالم، لكننا نستطيع إبطال مفعول هذه الطاقة السلبية من خلال التفكير والتصرف بطريقة غير أنانية كلما سنحت لنا فرصة تقديم خدمة.
إن الخدمة المجانية تساعد العالم بأسره وهي عادة لا تتطلب أكثر من لحظات قليلة ويمكن أن يقوم بها حتى الأشخاص الأكثر انشغالاً في الدنيا. عندما تكتسبون عادة تحويل المحبة إلى عمل، يمكن لهذه الأعمال البسيطة أن تتحوّل إلى منفعة كبيرة للعالم الأوسع. مرّة في اليوم، يمكنك أن تؤثر في الواقع وسوف تحصد الكثير من الخير حين تعلم أنك تجعل من العالم مكاناً أفضل للعيش، خدمة بعد خدمة.
" وحدها الحياة التي نكرسها لخدمة الآخر تستحق أن تعاش"~ ألبرت إنشتاين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص