الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية: مفهوم للترك أم للتبني؟

عبد القادر أنيس

2011 / 6 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقالي هو قراءة لمقال كتبه السيد منصف المرزوقي التونسي، الغني عن التعريف طبعا، بفضل نضاله الطويل ضد الاستبداد ونهجه السلمي من أجل توطيد أركان الحكم الديمقراطي في تونس وفي غيرها من بلادنا المنكوبة بالاستبداد. المقال محل قراءتي يمكن الاطلاع عليه كاملا في:
http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=8877
ولقد تعمدت الاحتفاظ بنفس العنوان لأنني شخصيا لم أجد إجابة شافية منه على السؤال الذي تصدر مقاله كعنوان (العلمانية: مفهوم للترك أم للتبني؟). مآخذ كثيرة على مواقفه حول قضايا كثيرة في هذا المقال ظلت تلح عليّ حتى عبرت عنها هنا. ورغم أن المقال يعود إلى 2010، فقد قررت القيام بقراءة نقدية له ولو جاءت متأخرة، بعد أن اطلعت على تدخلات كثيرة حديثة للكاتب، ولم أجد مواقفه تغيرت عما كانت عليه قبل انتصار الثورة في تونس التي أطاحت باستبداد بن علي، خاصة في هذا المقال موضوع قراءتي.
يصف السيد منصف المرزوقي نفسه في هذا المقال ((كديمقراطي حقوقي علماني)). رغم ذلك يقول مباشرة بعد هذا الوصف بـ ((أن العلمانية بالنسبة للإسلاميين مرادفة للإلحاد. وأنه ليس لي أنا نفسي عنها غير بعض الأفكار السطحية تتلخص في أن المفهوم ترجمة غير موفقة للمصطلح الإنجليزي secularism، وللفرنسي laïcité، أن بعض أصحابه يخفون وراءه عداء بدائيا للإسلاميين وحتى للإسلام، ويخفي بعض أعدائه عداء لا يقل بدائية للديمقراطيين والديمقراطية. خاصة أنه يختزل في الشعار المبتذل: فصل الدين عن الدولة)).
هذا كلام لحقوقي وسياسي تونسي يصف نفسه بأنه ((ديمقراطي حقوقي علماني))، وقضى شطرا كبيرا من حياته في الدفاع عن حقوق الإنسان تسبب له في المضايقات والملاحقات والسجن والمنفي. اعتباره شعار فصل الدين عن الدولة شعارا مبتذلا موقف غريب في نظري خاصة بعد أن سبق ووصف نفسه بأنه ديمقراطي حقوقي علماني. كيف ذلك؟
يقول: ((كل ما توصلت إليه (حول العلمانية) لخّص في كتاب نشر بالفرنسية سنة 2004 عنوانه Le mal arabe الداء العربي ، وكنت أتوقع له بعض النجاح. لكن "ربها واحد" والبشر يتصرفون بنفس الكيفية في كل عصر ومكان: إن لم تسمعهم ما يريدون سماعه، هددوا بقطع لسانك كما يفعل "المتخلفون"، أو تجاهلوك كما يفضل "المتقدّمون")).
ولست أدري كيف يسوي الكاتب بين قطع اللسان (الراجح أنه يقصد الإسلاميين) ومجرد التجاهل (العلمانيين).
طبعا، فموقف ملتبس مثل هذا لا يرضي أحدا، وليس أمامنا إلا أن نصدقه عندما يقول بـ ((..أنه ليس لي أنا نفسي عنها (أي العلمانية) غير بعض الأفكار السطحية تتلخص في أن المفهوم ترجمة غير موفقة للمصطلح الإنجليزي secularism، وللفرنسي laïcité)).
ورغم هذا بذل الكاتب كنوزا من الحيل للجمع والتوفيق بين المتناقضات كمحاولة الجمع بين الماء والنار والإسلام والعلمانية وحقوق الإنسان العالمية ولاحقوق الإنسان الإسلامية والأحزاب الإسلامية والأحزاب الديمقراطية، ولكنه مع ذلك يظل غير مرتاح لهذا الموقف وهو ما يجعله يغرق في تخبطات محيرة.
أن يقول الكاتب بعد هذا الرفض للعلمانية على أنها شعار مبتذل عندما تنادي بالفصل بين الدين والدولة لا بد أن يقود الكاتب إلى تبني هذا التنازل للإسلاميين: ((لكن الإسلام كان في تاريخنا ولا يزال راية الثوار ضد الفساد والظلم)).
السبب في هذا الرفض لرفع شعار العلمانية عند الكاتب هو ((أن الطلاق الذي حصل بين الدين والدولة في فرنسا كان ممكنا لوجود جسمين مهيكلين أي الكنيسة والدولة. لكن عندنا لا وجود لكنيسة، فبين من ومن يقع الطلاق؟)).
قبل مناقشة هذا الرأي بودي أن أنبه أن المسألة ليست مسألة مصطلحات "علمانية، ديمقراطية، فصل الدين عن الدولة..." ولا حتى مؤسسات دينية "الكنيسة، المسجد، الفاتيكان، الأزهر، الحوزات الشيعية..."، بل هي مسألة مضامين لأفكار تهيمن على حياة الناس بغض النظر عن مروجيها والمؤسسات المدافعة عنها والمصطلحات التي تحملها. فماذا يهمنا نحن في البلاد الإسلامية حتى لو سلمنا مع الكتب بغياب المؤسسات الشبيهة بالكنيسة الكاثوليكية بينما يطغى نفوذ الدين بواسطة مؤسسات أخرى "الدولة، المسجد، وزارات الشؤون الدينية، الزوايا الطرقية، الحوزات..."، وتمكنت بشتى الوسائل من تعطيل الانتقال إلى مجتمع الحرية والديمقراطية والعلمانية بحجة أن لنا في ديننا ما يغنينا عن ذلك؟
ومن جهة أخرى، لو جارينا الكاتب في قوله ((الإسلام كان في تاريخنا ولا يزال راية الثوار ضد الفساد والظلم)) ووافقنا على أنه لعب دورا إيجابيا، فلابد أن نلاحظ أن الإسلام لم يكن وحيدا بين الأديان في القيام بهذا الدور، المسيحية البروتستاتنية أيضا لعبت دورا عظيما في التحولات السياسية والاجتماعية بل وحتى الاقتصادية في أوربا وكذلك المسيحية الكاثوليكية عبر لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية هي الأخرى لعبت أدوارا أكثر تقدمية مقارنة مع الحركات السياسية الإسلامية، بل على الضد، إذا قارناها بحركات الإسلام السياسي وحتى بالثورة الإيرانية بقيادة الملالي، ومع ذلك ساهمت الأفكار الإصلاحية البروتستانتية والكاثوليكية في التمهيد للعلمانية، بينما عادتها الحركات الإسلامية. فلماذا نقبل فصل الدين عن الدولة في البلاد المسيحية ولا نقبله في البلاد الإسلامية؟
لهذا أرى من المعيب أن يتبنى الكاتب فكرة مغلوطة وهو يقول بـ ((أن الطلاق الذي حصل بين الدين والدولة في فرنسا كان ممكنا لوجود جسمين مهيكلين أي الكنيسة والدولة. لكن عندنا لا وجود لكنيسة، فبين من ومن يقع الطلاق)) ولا أرى أن مجتمعاتنا تختلف عن المجتمعات الأوربية التي بادرت إلى العلمانية؟ وأرى عكس ما يزعمه الكاتب في أنه لا يوجد عندنا ما يقابل الكنيسة؟ بل توجد عندنا مؤسسات دينية تبدأ من تنصيب الدولة نفسها كحامية للدين وحارسة على تطبيقه في كثير من المجالات خاصة مجالات الأسرة والأخلاق، وهي أهم المجالات في حياة الإنسان لعلاقتها بالحق في المواطنة التامة، بل أرى أن الإسلام كسياسة دولة يهيمن على حياة الناس كلها في بعض البلدان الإسلامية بما فيها رفض حقوق الناس في المشاركة في حياة بلدانهم وتقرير مصيرها السياسي والاقتصادي وغيرهما؟ وتوجد مؤسسات أخرى لها من القوة والنفوذ لا يقل عن الفاتيكان والكنيسة، مثل الأزهر والزيتونة والقرويين والزوايا الطرقية والحوزات الشيعية وغيرها من العتبات المقدسة في النجف وقم وغيرها كما سبق أن ذكرت بالإضافة إلى تكفل الدولة بفرض نوع من الدين المذهبي كمصدر تشريع دون سواه، بعد أن تقمع كل المذاهب الأخرى أو تهمشها. بل، إحقاقا للحق، لابد من التنويه بموقف الكنائس المسيحية التي تطورت نحو قبول التعايش السلمي مع الدولة العلمانية والديمقراطية عكس مؤسساتنا الدينية.
قلت، هذا يحدث في كل بلد إسلامي تتعدد فيه المذاهب وتتصارع وتستخدم آلة القمع الحكومية للانتصار لطرف على آخر. لكن أغلب المذاهب الإسلامية المتصارعة بما فيها المستضعفة تتفق مع دولها على اضطهاد المختلف دينا ومذهبا كما تتفق على رفض حرية الاعتقاد، وتتفق على اضطهاد المرأة وإخضاعها لقوانين مهينة بالدفاع عن تطبيق شريعة ظالمة تجعل منها كائنا قاصرا من المهد إلى اللحد.
ألا يبرر هذا تبنينا لعلمانية مناضلة شأن العلمانية الفرنسية تبعد الدين عن الدولة وتحصره في مجال الحريات الخاصة حتى تتحقق المواطنة الكاملة لجميع سكان البلد الواحد؟
ومنه، أفلا يحق لنا أن نتساءل عما إذا كان الإسلام في تاريخنا فعلا وبالمفهوم العصري ((راية الثوار ضد الفساد والظلم))، على ماذا ثار الإسلام وحقق إنجازا يعتد به في ميزان الفكر التحرري المعاصر؟ وما هو الفكر الذي يمكن أن ينعت بالثورية في هذا الإسلام؟ بحيث يمكن الاعتداد بما أنتجه هؤلاء الثوار من أفكار تغنينا عن المطالبة بالعلمانية وما تقتضيه من تبنينا لكامل حقوق الإنسان كما صاغتها المواثيق الدولية؟ ليس بين أيدينا أمثلة حية، ولم يقدم لنا المرزوقي أمثلة تؤيد رأيه. الصحيح أن الثورات القومية العربية كانت قد وجدت نفسها تكافح على جبهتين: جبهة الصراع ضد الاستعمار وجبهة الصرع ضد القوى التقليدية المتمترسة بالدين، وأما استثمارها لعامل الدين كعنصر لتحريك الجماهير، فهو لا يخفي خلفيتها الأيديولوجية التي استمدتها من الأفكار القومية الأوربية التي لا مقابل لها في موروثنا الروحي، ولعل هذا سبب في فشلها لاحقا لأنها لم تحدث القطيعة الضرورية مع الفكر الرجعي عموما، ولأنها، وهذا هو الأهم، تعاملت مع الشعوب مثلما نتعامل مع القُصًّر أو المعتوهين الذين نخفي عنهم بعض الحقائق ونحجر عليهم ونمنعهم من التصرف الحر بحجة أنهم غير ناضجين لذلك. هذا حدث مثلا مع ثورة التحرير الجزائرية (1954-1962)، وهي ثورة غير إسلامية، بل هي أقرب في برامجها وطروحاتها وإدارتها للحرب إلى النهج العلماني كون أغلب قادتها قد تكوّنوا في المدارس الفرنسية العلمانية وتعلموا النضال في النقابات والأحزاب الفرنسية العلمانية أو على الأقل تأثروا بأساليبها في العمل السياسي والجمعوي، ولكن الشباب الذين صاغوا بيانها الأول أضافوا (إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الاسلامية). ولقد اكتسب هذا البيان على مر الأيام طابعا مقدسا تعالى على التجاوز، كما ظلت شبه الجملة (في إطار المبادئ الإسلامية) بمثابة مسمار جحا أو حصان طروادة تستغله القوى الرجعية كلما اتخذت الدولة قرارات تقدمية، حتى بعد أن قال أحد محرريه، الرئيس المغتال محمد بوضياف، إنه هو وصحبه لم يكونوا يقصدون به الدولة الإسلامية ولا تطبيق الشريعة، بل كانوا متأثرين بشعار (الدين لله والوطن للجميع).
المرزوقي يقدم لنا المطالبة بالديمقراطية بديلا عن المطالبة بالعلمانية. لأنها حسب رأيه: (( تضمن كل الحريات، ناهيك عن كونها أرضية تتلاقى عليها كل الثقافات بدل اللائكية التي تبقى خاصية ثقافية فرنسية لم تستطع تصديرها حتى لأوروبا)).
القول بأن العلمانية بقت "خاصية ثقافية فرنسية لم تستطع تصديرها حتى لأوربا" قول جريء جدا على الحقيقة. ومن النادر أن نجد من ينكر أثر أفكار الثورة الفرنسية العلمانية في أوربا بأسرها، بل حتى في إعطاء إشارة الانطلاق للنهضة العربية.
سنرى كيف يتمكن الكاتب الخروج من هذا المأزق، بعد أن جرد الديمقراطية من أهم عناصرها الحيوية وخاصة العلمانية وحقوق الإنسان وفصل الدين عن الدولة. أقول "جرد" متعمدا، لأن كل القوى السياسية اليوم تنادي بالديمقراطية بما فيها الإسلاميون الذين كانوا بالأمس القريب يكفرونها، ولكنها يجردونها من أهم ركائزها مثل العلمانية وحقوق الإنسان وفصل الدين عن الدولة.
دعونا إذن نواصل قراءة أفكار المرزوقي. كتب: ((حصل القذف من الأعماق المجهولة يوم سألني صحفي عن موقف اللجنة العربية لحقوق الإنسان من مشروع قانون فرنسي يمنع الحجاب، فرددت أن موقف حركة حقوق الإنسان عربيا ودوليا كان وسيبقى إدانة فرض لبسه بالقوة كما يفعل النظام الإيراني، وإدانة نزعه بالعنف كما يفعل النظام التونسي)).
طبعا لا بد أن القارئ النابه يكون قد انتبه إلى هذا التشويه للمواقف ووضع الجميع في سلة واحدة رغم الفارق الحضاري الكبير. فإذا كنا مثلا نعرف أن الحجاب فُرِضَ وعُمِّمَ على جميع النساء بقوة القانون والقمع في إيران والأمر كذلك في السعودية منذ تأسيس الدولة، وهو أيضا كان يجابه بقوة القمع في تونس فإن ما يتعمد المرزوقي إغفاله أو لا ينتبه إليه على الأقل هو أن ظاهرة الحجاب في تونس وفي كل البلاد الإسلامية ظاهرة سياسية غير محايدة وليست مجرد اختيار حر من المرأة، فمؤيدوها يعلنون لمن يريد أن يسمع ومن لا يريد عن نيتهم في السعي تعميم هذه الظاهرة على جميع النساء، وإلى الإطاحة بحكوماتنا المستبدة ليس لأنها مستبدة سياسيا بل لأنها في نظرهم علمانية لا تحتكم إلى شرع الله، وهم يدعون لإقامة الدولة الإسلامية التي لا تختلف في استبدادها عن الدولة القومية التي يعملون على الإطاحة بها. الحجاب إذن هو شعار سياسي يتم فرضه في كثير من الأحيان على المرأة في الاسرة وفي الشارع وفي المؤسسات التربوية عبر التخويف والترهيب والتكفير. ولا أخال الكاتب يجهل ما تتعرض له الفتيات من ضغط من طرف أو أطراف مختلفة تبدأ من الأخ الإخواني مرورا بالمعلم والإمام إلى غاية رجل الشارع الذي ينصب نفسه حارسا للأخلاق إلى الدولة الموافقة أو المتواطئة، ويبلغ الضغط حدا لا يطاق أحيانا. وفي الجزائر لجأ النشطاء الإسلاميون إلى شتى الاعتداءات من شتم وحصار وصب الحامض ثم القتل خلال حربهم الجهادية. فأين نحن من حرية الاختيار التي تدخل في إطار حقوق الإنسان المقدسة، والتي يجب أن نحترمها ونوفر لكل شخص الحماية المطلوبة لممارسة حقه في التعبير عما يعتقد، بما فيها عن طريق الكلمة واللباس. كما لا يجب أن نتجاهل هذا الكم الهائل من النفاق الذي لجأ إليه الناس خوفا من الإسلاميين في لباسهم وكلامهم وجباههم. نفاق لوّث تصرفات الناس في الأسرة والسوق والإدارة وفي كل مكان دون أن تستفيد منه الأخلاق، عكس ما يدعيه الإسلاميون، بل ازدادت تدهورا.
في الجزائر، وبما أن الكاتب تعرض بالنقد للقائد السياسي العلماني سعيد سعدي، فإن الحجاب التقليدي لم يكن أبدا يثير أية مشكلة، ولا كان يقابل بالاستهجان من طرف الناس مهما اختلفت مواقفهم الفكرية والسياسية. كانت النساء عندنا ترتدين أنواعا مختلفة من الأحجبة منها الملاءة السوداء التي تستر كامل الجسم وحتى الوجه يختفي وراء العجار (البرقع)، ومنها "الحيك" الأبيض الذي تلبسه الشابات وتحرصن على إظهار بعض مفاتن الجسم كأن يكشفن عن جانب من الساق أو بعض خصلات الشعر مع ستر الوجه، مثلا، ومنها حجاب نسميه بوعين تستر به المرأة كامل جسمها وتبقى ممسكة به بيد على مستوى وجهها فلا تترك إلا عينا واحدة للنظر وكانت هذه اأحجبة تتعايش في سلام مع اللباس العصري الوافد إلينا مع الفرنسيين بما فيها الميني جيب والجِين، وكثيرا ما يشاهد المرء تعايش جميع الأنماط في أسرة واحدة، أما نساء الأرياف فلم يكن يتحجبن خاصة في الحقول والبساتين.
المفارقة أن الملاءة هذه تعرضت للنقد من طرف شاعر جمعية العلماء المسلمين في أربعينات القرن الماضي، محمد الصالح خبشاش:
تـركـوكِ بـيـن عبـاءةٍ وشقـــــاءِ ++++_مكؤوبةً فـي اللـيلة اللـــــــــــــيْلاءِ
مسجـونةٌ مزْجـورةٌ محـــرومةٌ ++++ محفـوفةٌ بـمـلاءةٍ ســــــــــــــوداء
ثم يتساءل الكاتب: ((... ما "وقود" المعركة بين أنصار المفهوم وأعدائه؟)) ويجيب: (( تاريخيا لم يعلن اللائكيون الفرنسيون "جهادهم" ضد الكاثوليكيين إلا للانتقام من استبدادهم القديم وخوفا من تجدده. نفس الشيء عن تعلق بعض العلمانيين في المغرب العربي بالمفهوم وهم يرون فيه السدّ المانع أمام اكتساح الإسلاميين المتهمين بالإعداد للاستبداد)).
أين الخطأ هنا في موقف اللائكيين الفرنسيين والعلمانيين في المغرب العربي؟ ألم تمارس المؤسسات الكنسية في أوربا قمعا تواصل لقرون من الزمن ضد الشعوب، ضد المختلفين، ضد المفكرين، وحتى ضد العجائز بتهمة السحر فأقامت للجميع المشانق والمحارق. وعليه فقمع العلمانيين تجاههم هو جزء ضئيل من بضاعتهم ردت إليهم أما في المغرب العربي فالشر بدأ من الإسلاميين الذين راحوا، أمام مسمع ومرأى الجميع، يشحذون الخناجر والحناجر للفتك بكل المعترضين على مشروعهم الإسلامي. لكن عندما يكتب المرزوقي ((الإسلاميين المتهمين بالإعداد للاستبداد))، فكأني به لا يصدق أن الإسلاميين ظلوا دائما يعدون للاستبداد، وحيثما وصلوا إلى الحكم مارسوه (إيران، السودان، طالبان، الصومال، السعودية..)، وبالتالي فكلمة "متهمين" ليس في محلها لأن الأمر ليس مجرد اتهام بلا دليل بل إن الإسلاميين يصرحون دائما عن نواياهم في إقامة الدولة الإسلامية. ولم توجد دولة دينية غير فاشية ماضيا وحاضرا.
رغم نقدي لهذه المواقف فهناك سؤال سأتعرض للإجابة عنه في المقال اللاحق، وهو : هل إن الثورات العربية قد وضعت مجتمعاتنا في مأمن من عودة أي نوع من الاستبداد، خاصة الاستبداد الديني، حتى لو وصل الإسلاميون عن طريق الانتخابات إلى السلطة؟
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى الرائع عبد القادر انيشس
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 6 / 12 - 15:07 )
ما هو الفكر الذي يمكن أن ينعت بالثورية في هذا الإسلام؟ بحيث يمكن الاعتداد بما أنتجه هؤلاء الثوار من أفكار تغنينا عن المطالبة بالعلمانية وما تقتضيه من تبنينا لكامل حقوق الإنسان كما صاغتها المواثيق الدولية؟ ليس بين أيدينا أمثلة حية، ولم يقدم لنا المرزوق
***********
الاستاذ عبد القادر انيس
تحياتى على هذا المقال الغنى الرائع .

الاسلام يا استاذ انيس قوانينه مدنية ...فى الاساس مدنية ..مبنية كلها على حقوق وواجبات ..وعقود وموثيق بين كل طرفين او زوجين من البشر يربطهم علاقة ما او اى رابط مشترك
اب وابن
زوج وزوجة
حاكم ومحكوم
جار وجاره
انسان و واخر
بائع ومشترى
فرد وجماعة
جماعة وجماعة

اما عن الفكر الثورى .فيكفى لا اله الا الله فكرا تحرريا منقطع النظير

الحرية من العبودية لكل ما سوى الله
هل هناك معنى للحرية افضل من ذلك؟
فمن لا يعبد الله فهو عابد لسواه
ولو كان هذا السوى..نفسه وهواه

واكمل معك لاحقا
وتقبل تحياتى


2 - مقال مهم ومعالجة رائعة
عبدالله أبو شرخ ( 2011 / 6 / 12 - 17:38 )
العلمانية تجعل من التدين خياراً شخصياً وتمنع الدولة ( أو الجماعات ) من استخدام الدين كوسيلة للقمع كما يحدث في إيران والسعودية، وفي هذه الحالة فقط ستكون الحريات مضمونة وفي مقدمتها حرية التفكير والاعتقاد وحرية التعبير. الظاهرة الوحيدة التي يمكن تسميتها بالثورية في تاريخ الإسلام كله هي ظاهرة عقلنة الإسلام على يد مفكري المعتزلة الذين قالوا بحكم العقل لو تعارض مع حكم النص، وهي ظاهرة تم إفشالها وتدميرها على أيدي السلفيين.
شكرا للأستاذ عبد القادر على هذا الطرح المتميز.


3 - شكرا
مازن البلداوي ( 2011 / 6 / 12 - 17:59 )
الأستاذ عبدالقادر انيس
شكرا على هذا المقال الرائع، الثورات العربية برايي لاتستطيع ان تمنع الأستبداد كما اشرت اليه، لأنها لازالت موجودة داخل البوتقة التي تحوي نفس معالم الأستبداد ولاتستطيع ان تبتعد عنها، لا بل عليها ان تتعايش معها، ومن الممكن ان يصل الأسلاميون الى الخناجر والسيوف كما حدث وسيحدث، الا ان العلمانيين لايستطيعون( سؤالي اليك في بعض الحوارات) لأن الأستعداد الذهني لأقامة الدولة الدينية يستحوذ على تفكير من ينادون به وهم يسيطرون على جزء كبير من المجتمع ويتحكمون في حركته
الأستبداد يجب تقويضه بواسطة صياغة دستور وقوانين تحد من الفرص التي يمكن ان يستغلها المستبد يوم ما، لأن المداهنة جزء اساسي من السياق السياسي ومن يسعى للأمساك بكرسي الحكم مستعد ان يداهن الى ان يصل ويستحكم، لذا فالواجب على القوى غير الدينية ان تتدخل بشكل قوي لصياغة دستور قوي يحافظ على كرامة الأنسان المتدين وغير المتدين، والا فأننا نستبدا استبدادا باستبداد، وصاحبنا المرزوقي يحاول الألتفاف حول صياغة الكلمات ليفرغ هذا المفهوم او ذاك من محتواه الحقيقي لتيق الساحة فارغة كي يصول بها فرسانه
والحديث يطول كما تعلم
تحياتي


4 - إلى شاهر
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 12 - 20:40 )
شكرا سيد شاهر على المرور والتعقيب والإطراء. قولك: (الاسلام قوانينه مدنية ... مبنية كلها على حقوق وواجبات ..وعقود ومواثيق بين كل طرفين او زوجين...الخ). لو كان هذا صحيحا لأدى لبناء مجتمعات عادلة وقابلة للحياة قديما ولكن هذا لم يحدث. لا بد من اشتراك الناس في ضبط كل شيء ضبطا دقيقا ومتواصلا لتصحيح الانحرافات.. وهذا غير ممكن في ظل أي مقدس يتعالى على النقد والشك. مبادئ الإسلام وتعاليمه فضفاضة قابلة لأي تأويل وتلاعب. تماما مثل مبدأ الحرية فيه. صحيح الحرية قضية عويصة في الدين وفي الفلسفة، ولكن المواثيق والقوانين العصرية تمكنت من ضبطها بقوانين دقيقة حتى أمكن ممارستها واحترامها. في القرآن لا يمكن الوصول إلى ر أي واحد حولها. الإنسان مرة مسؤول أمام الله، فهو إذن حر، ومرة غير مسؤول لأن الله يقدر له كل صغيرة وكبيرة، وبهذا تمكن رجال الدين والحكام من التلاعب كيفما شاءوا. فما أصابنا من مصيبة فهو مقدر، وبالتالي فالفقر والمرض والحروب قدر من الله وليس للحكام مسؤولية وهذا خدمهم فشجعوه باسم الدين وقمعوا الحريات باسم الدين أيضا. الفكر الحديث أكثر ضبطا ولهذا حقق إنجازات إنسانية أفضل.
سررت بالتحاور معك.


5 - إلى عبد الله أبو شرخ
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 12 - 20:57 )
شكرا سيد عبد الله على المرور والتعقيب، ظاهرة المعتزلة ظاهرة ثورية فعلا كما أشرت، ولكنها حاولت تجاوز حدود الإسلام الخانقة وفشلت لهذا السبب، وهذا رأيي الذي عبرت عنه في المقال. الثورة حركة للتغيير لا تحدها حدود الواقع المهيمن، أي النصوص الإسلامية، بل يجب أن تتم في تناقض معها وخروج عنها كما فعل المعتزلة ثم الفلاسفة في تاريخ الفكر الإسلامي ولو عبر التحايل والتضمين والتلميح، ولهذا تم تكفيرهم من طرف الإسلاميين عن حق وليس عن باطل على ضوء نصوص الإسلام ذاتها ولأنهم شعروا بالخطر عليه وعليهم. أما محاولة أسلمة المعتزلة فهذا ظلم في حقهم يقوم بهذا العمل من يريد استثمار إيجابيات تراثنا لذر الرماد في العيون. ألا ترى معي كيف يفتخرون بابن رشد أمام الأجنبي لخداعه والإشادة بدور الإسلام قديما بوصفه دينا متسامحا ومولدا للحضارة ولكنهم ظلو ا دائما يحاربون ابن رشد في التعليم ويكفرونه ويكفرون العقلانية عموما وينتصرون لأسلافهم الذين ساهموا في الانحطاط مثل الغزالي وابن تيمية وغيرهم كثير.
تحياتي


6 - إلى مازن البلداوي
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 12 - 21:08 )
شكرا سيد مازن على المرور والتعقيب والإطراء. سأحاول الإجابة عن السؤال فيما بعد. ما يمكن قوله الآن على عجالة، أن كل الاحتمالات واردة في ظل تسارع وتيرة الوعي لدى الناس بفضل تحطيم قيود الجغرافيا على الإعلام بشرط استثمار قوى الحداثة والعلمانية لذلك دون تردد ومساومة وتنازلات. احتمال وصول الإسلاميين وارد واحتمال تشويشهم وتحريفهم لنضالات الناس وارد أيضا، لهذا فمسؤولية العلمانيين كبيرة في كشفهم وتنبيه الناس إلى خطرهم، بدل النظر إليهم كشركاء يمكن الثقة فيهم كما يفعل الكاتب الذي لا يريد إحراجهم بالعلمانية، وهم لم يقدموا أي تنازل يذكر في طريق القبول بحقوق الإنسان والمواطنة والديمقراطية. هم في مأزق أيضا ولو حكموا، لأن مطالب الشباب كثيرة وملحة ولا تشبعها الآيات والأحاديث. يبدو لي أن التفاؤل والتشاؤم لهما نفس الحظوظ. تحياتي


7 - العلمانية والدين
عرفة خليفة الجبلاوي ( 2011 / 6 / 12 - 21:09 )
هذا ما عهدناه منك، فكر إنساني راقي لا يشوشه معتقد ولا يعادي اعتقاد طالما ظل هذا المعتقد لا يمس حرية الآخر. أوافق الأستاذ عبد الله أبو شرخ فيما قاله.
الإسلاميين لا يمكنهم الاعتقاد بالعلمانية، لأنهم لا يسنطيعون التغاضي عن تطبيق الشريعة بما فيها حدود الرجم وقطع اليد. ولا يؤمنون بالديمقراطية التي تساوي بين الجميع أمام القانون. فهل يرضى الإسلاميون بمساواة المرأة بالرجل أو بمساواة المسلم بالذمي؟ إن شعار العلمانية الذي يفصل بين الدين والدولة يعارض الآية القرآنية: ) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الأنعام 162)
تقديري لشخصك الكريم


8 - إلى عرفة قاتل الجبلاوي
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 12 - 22:04 )
شكرا عرفة الجبلاوي. وددت دائما أن أسألك كيف لك هذا الاسم المتناقض أو كيف تبنيته؟ فعرفة الذي يرمز إلى المعرفة والعلم، في رواية نجيب محفوظ، قتل الجبلاوي الذي يرمز إلى الله، حيث كلمة الجبلاوي مأخوذة من جَبَل أي خلق؟ وهو ما فعله العلم بكل المقدسات. طبعا هي مزحة خارجة عن الموضوع لأنني أتفق مع مضمون تعقيبك تماما ولا تعليق لي عليها. نحن هنا هذه المرة سمن على عسل
تحياتي


9 - علي المثقف الثوري ان يكون اكثر ثورية علي نفسه
محمد البدري ( 2011 / 6 / 13 - 05:48 )
بكل احترامي وتقديري للمناضل الحقوقي المرزوقي لكنه يحمل مشكلة المثقف عندما تصبح الساحة مفتوحه له يطل عليها بعد انتصار وعليه الا يخالف الجمهور بعد ان انتصر علي السلطة. نحن لم نجد مثقفا حاول الوقوف بعيدا عن السلطة يلهبها ويناضل ضدها ويقف علي نفس المسافة من الجمهور يلهبهم بنقد ما زرعته السلطة فيهم من اديان وقمع ثقافي. ربما كان علينا ان نخترع هذا النوع المثقف الذي يقاتل الجميع لانهم ملوثون دون استثاء وليبقي المثقف العضوي الملزم نفسه في خنادق الجمهور ويقاتل معهم ضد السلطة حاضرا لكن عليه ان يدرك ان سلاحه لم يعد مسلولا اذا ما غازل المفاهيم البالية في المجتمع. فالثورة هي جراحة عميقة بقدر عمق المرض الذي نثور ضده. فالثورة - اي ثورة هي حالة ثقافية بالاساس وياتي بناء عليها وضع سياسي جديد. اما اذا رصدناها بالعكس فالانتكاس يصبح حتميا لهذا فان الحجاب والطاعة والعبودية وكل المفردات االتي اصبحت رموزا وايقونات سياسية لصالح الفساد السياسي المستحق للثورة عليه لا يجوز مغازلتها كذلك العلمانية لا يجوز تركها بلا اعادة الاعتبار اليها. انها حالة عقلية ايضا قبل ان تكون ثقافية. شكرا وتقدير للفاضل العزيز انيس.


10 - بعد استئذان أنيس
فؤاد النمري ( 2011 / 6 / 13 - 06:53 )
قانون الوجود هو أن الشيء يؤكده نقيضه
ما نقيض العلمانية؟ إنه بالعرف السائد الدولة الدينية
فهل ثمة دولة دينية حقاً في الوجود؟
الجواب القاطع هو النفي على الإطلاق. هناك دولة تستخدم الدين تبريراً لأهدافها الدنيوية
دولة النبي محمد في يثرب لم تكن دولة دينية بل النبي نفسه استخدم الدين لإقامة العدالة الإجتماعية، لإطعام اليتامى والمساكين وهو من كان أحدهم ثم إن إطعام اليتامى والمساكين ليس مما يرضي -الله- فلو كان الأمر كذلك لما خلقهم كذلك
وطالما أن الدولة الدينية مجرد وهم فالعلمانية هي كذلك أيضاً
الاعتراف بالعلمانية يقتضي مسبقاً الإعتراف بالدولة الدينية بالجوهر وهذا ما يفوت على كل القائلين بالعلمانية وهذا بالتحديد هو هدف المتأسلمين


11 - أهلا باعودة
سناء نعيم ( 2011 / 6 / 13 - 07:20 )
تحياتي أستاذ انيس واهلا بكتاباتك النيرة التي إشتقت إليها كثيرا
المنصف المرزوقي كغيره من العلمانيين العرب لا يستطيعون الجهر بالحقيقة خاصة مع طموحه السياسي الذي يجبره على المناورة حفاظا على مكانته في المجتمع حتى .وإن كان مجتمعا منفتحا نسبيا كمجتمعه
لقد ذكرت ان الدولة الإسلامية لا تختلف عن الدولة القومية في الإستبداد وانا أقول انها تفوقها إستبدادا وقهرا وتسلطا .ذكرت ان الأخلاق إزدادت تدهورا مع إنتشار التدين الشكلي وهذه حقيقة واضحة لا تغفلها العين ولا ينكرها إلا الكاذبون الذين يروجون لما يسمى،زورا وبهتانا،صحوة إسلامية وهم يمارسون أبشع المنكرات بلا حياء .فما يسمى ثورات عربية لن تاتي إلا بمستبد اخر لا يقل إستبدادا عن سابقه وبن علي ،رغم إستبداده بالحكم،فقد مشى على خطى بورقيبة في التأسيس لدولة مدنية قد يفتقدها التونسيون في المستقبل.أم مصر طه حسين فحدث ولا حرج بعد ان أصبح محمد حسان المستشار الذي يستنجد به المجلس العسكري ثم يهلل العرب للثورات العربية


12 - الى عبد القادر انيس
مكارم ابراهيم ( 2011 / 6 / 13 - 08:22 )
ارى انه يمكن تحقيق العلمانية او تاسيس دولة مدنية في العالم الاسلامي او الشرقي ولكن هذا مشروط بان السلطة الحاكمة لهذه الدولة تكون ليست حكومة مستبدة ولصوصية فاسدة
لان نوع السلطة الحاكمة سواء اكانت في دولة اسلامية او كاثوليكية او بروتستانتية او يهودية او ملحدة هو من يحدد ان تحقق دولة علمانية مدنية او دولة ليست علمانية فاذا كانت سلطة فاسدة غير ديمقراطية فانها ستستخدم الدين للسيطرة على الشعب وسرقة ثرواته لتكون محصورة الثروة والسلطة بيد فئة صغيرة في الدولة من سياسيين ورجال اعمال اثرياء
و اذا تم انتخاب حكومة نزيهة تمثل غالبية فئات الشعب فسيكون حتميا عليها احترام كل فئات الشعب وسيكون حتميا وتلقائيا ان تحترم حقوق كل المواطنين ولاتتدخل بمعتقداتهم الدينية
تقبل احترامي وتقديري


13 - إلى محمد البدري
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 13 - 09:33 )
شكرا أخري محمد البدري على هذا التحليل المكثف لحالة عويصة فعلا. أنا أتساءل هل على المثقف أو السياسي الذي يطمح للعب دور عام في حياة بلاده أن يتستر على أفكاره أو يُقبِل على تنازلات هو يعرف أنها مُخلة بصدقية أفكاره من المنظور العلمي أو حتى التجربة الإنسانية العامة بحجة أن الناس غير ناضجين لتقبلها أو بحجة أن عليه أن يفعل هذا لأن السياسة هي هكذا مناورات وحيل وخداع؟ هل يختلف المثقف عن السياسي في هذا؟ هل هكذا نوع من العمل السياسي والثقافي مقبول؟ أو هل السياسة هي هكذا ومن لا يمارسها هكذا فهو غر عليه أن يبتعد عنها؟
تحياتي


14 - إلى فؤاد النمري
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 13 - 09:38 )
طبعا أختلف معك فيما ذهبت إليه من نفي للدولة الدينية. لعل المشكلة هي اختلاف في المفاهيم. دعني أوضح رأيي. الدولة الدينية هي تلك التي تحتكم إلى الدين في مختلف مناحي حياتها: قوانين، مواقف، أخلاق، معاملات ... الخ. وهذا وجد في التاريخ ويوجد حاليا، وليس شرطا أن يتولى رجال الدين زمام الأمور، يكفي أن يراقبوا التزامها بالدين ولو من بعيد. ولا يجب أن تنطلي علينا حيلة الإسلاميين الذين يزعمون أنهم مع الدولة المدنية فقط لأن رجال الدين ليسوا فيها ثم يشترطون أن تلتزم هذه الدولة بتعاليم الإسلام ومبادئه !!!!!
من جهة أخرى فأنت عندما تنفي الدولة الدينية، وتقول -هناك دولة تستخدم الدين تبريراً لأهدافها الدنيوية- ورغم أنك تعرف أن كل شيء دنيوي، حتى الأديان هي صنيعة دنيوية، ولا شيء إلهي، كل شيء صنعه الإنسان ونسبه لقوى غيبية لكي يكتسب قوة وقدسية. نحن متفقان هنا. ولكن لو اتفق الناس على هذا لتم تجاوز الدين بسهولة. المشكلة أصلا مطروحة لأن هناك من يعتقد أن تعاليم الدين ربانية جامعة مانعة. وبهذا فالعلمانية هي إعادة الحق لأصحابه أي للإنسان ليسوس ويشرع بنفسه ومباشرة ودون أن يكون مجرد واسطة أو وكيل لله أو لرجاله.
شكرا


15 - إلى سناء
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 13 - 09:58 )
شكرا سناء على الترحيب. أحب حرصك الشديد على الدقة في التعبير وأنا كذلك ومع ذلك أغفل أحيانا، (الكمال لله !) فعلا الدولة الدينية تفوق الدولة الاستبدادية استبدادا، كما ذكرت، لأنها فاشية أيضا بمعنى أنها لا تكتفي بالاستبداد السياسي بل تهيمن أيضا على حياة الناس الخاصة وتنتزع منهم أية حرية حتى في الملبس والمأكل والمشرب والتعبد والحل والترحال.
من جهة أخرى أتبنى حيرتك تجاه ما يحدث في الساحة العربية، ولكن لا يجب أن نضع أنفسنا بين خيارين لا ثالث لهما إما الدولة القومية الاستبدادية أو الدولة الدينية. لأن الدولة الاستبدادية الجمهورية أو الملكية هي التي خلقت الخطر الأصولي من جهة لأنها خنقت كل الحريات الكفيلة برفع مستوى الناس ولم تترك للناس غير ملاذ الدين، ولأنها تستغل البعبع الديني لتخويفنا حتى نرضى بها.
يبدو لي أن هذه الثورات قد تفضي إلى نتائج وخيمة ولكن على الجماهير أن تتحمل مسؤوليتها، فقط اللوم يقع على النخب لأنها تستسلم قبل الأوان أو تنحاز إلى الغالب أو تفضل أن ينتقم لها الإسلاميون من المستبدين، وليكن ما يكون فيما بعد.
تحياتي


16 - إلى مكارم
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 13 - 10:17 )
تقولين سيدة مكارم: ((و اذا تم انتخاب حكومة نزيهة تمثل غالبية فئات الشعب فسيكون حتميا عليها احترام كل فئات الشعب وسيكون حتميا وتلقائيا ان تحترم حقوق كل المواطنين ولا تتدخل بمعتقداتهم الدينية)).
رأيي أنه لا توجد حكومة نزيهة من تلقاء نفسها. وأنت أدرى مني كونك مواطنة في بلد راق. ما يضمن نزاهة الحكومة هو المجتمع الحي الذي لا يعود إلى النوم بعد أن ينتخبها اعتقادا منه أنها سَتُدار في صالحه من تلقاء نفسها، واضعا فيها ثقة عمياء. أداء الحكومة يجب أن يتم تحت رقابة عيون لا تنام: صحافة حرة، معارضة، مجتمع مدني يقظ، نخب حقيقية. هذا غير متوفر عندنا والإسلاميون يشوشون على هذا الوعي المنشود. الناس يتصورون الحكومة شيئا متعاليا عليهم وليس من حقهم محاسبتها لأنهم أصلا لا يؤمنون بقدرتهم على ذلك، والخوف كل الخوف أن يعود الناس بعد هذه الثورات إلى غفلتهم اعتقادا منهم أن الحكومة في خدمتهم.
تحياتي


17 - الى عبد القادر انيس
مكارم ابراهيم ( 2011 / 6 / 13 - 10:56 )
ولكن عزيزي عبدالقادر كيف تريد ان تتواجد صحافة حرة في البلاد الشرقية تنتقد الحكومة وتعبر عن راي الشعب اذا كانت الحكومة ديكتاتورية تمنع اي صحفي من التعبير عن رايه لانه
سيعتقل ويعذب؟ اذا لووجدت حكومة نزيهة ديمقراطية ستسمح للصحافة والاعلام ان يكون حرا ويعبر عن راي الشعب


18 - الدين لا يشكل سياسة الدولة
فؤاد النمري ( 2011 / 6 / 13 - 11:50 )
تعاقبت دول متنوعة في فرنسا وفي بريطانيا وكلها كانت مسيحية ومع ذلك كانت دولاً متباينة
يا سيدي لنطبق تعاليم الإسلام .. لنمنع تناول الخمور ولنبد كل الخنازير ولتتلفع المرأة بكل الحجب والنقب ولتلغ كل البنوك غير الإسلامية وليتزوج المواطن مثنى وثلاث ورباع.. لكن ما علاقة كل هذا بأنماط الإنتاج؟
لكأنك تنكر وظيفة الدولة الرئيسية وهي الحفاظ على علاقات الإنتاج وحراستها.
ما شأن الدين بهذه الوظيفة؟
دولة محمد في يثرب كانت علمانية تنحو لإقامة عدالة اجتماعية لكن ما إن مات محمد حتى أصبحت في اليوم التالي دولة البطاركة زعماء القبائل
عندما تعترف بالدولة الدينية فأنت تشرعن بذات الوقت دعاوى الإكليروس بل أنت تعترف بأن التعاليم الدينية هي تعاليم إلهية لا تنحاز لأي جهة أو طبقة


19 - إلى مكارم
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 13 - 12:05 )
عزيزتي مكارم، المسألة عويصة ومعقدة، ولعلها أشبه بمشكلة البيضة والدجاجة. لو قلنا البيضة أسبق لقالوا ومن أين جاءت الدجاجة، ولو قلنا الدجاجة أسبق لقالوا وكيف جاءت الدجاجة بدون بيضة. هنا لا يجب أن نغفل مسألة التطور البطيء الذي عرفته الكائنات الحية ومنها المجتمعات البشرية.
هناك علاقة جدلية بين تطور طبيعة الحكومة وطبيعة الشعب. حديث (كما تكونوا يولَّ عليكم) فيه جدلية هامة. لا يمكن أن نتصور شعبا واعيا وعلى رأسه حكومة متخلفة مستبدة، والعكس صحيح. كلاهما يتطوران معا. إذا أردنا حكومة بأداء ممتاز علينا العمل على رفع مستوى أداء المحكومين من حيث السلوك والتفكير والتعامل والمسؤولية وممارسة الحريات واحترام الحقوق والواجبات، وعلينا أن نتوقف عن النظر إليهم كضحايا غير مسؤولية عن واقعهم الاجتماعي والسياسي .. السؤال المهم: من يقوم بهذه المهمة؟ رأيي أن أهم عنصر في المجتمع ليس الحكومة بل هم متعلموه وبالأخص نخبه، والدور عليهم في بث الوعي بين الناس لجعلهم يحسنون التصرف والانتخاب والمشاركة في حياة البلاد. ومجتمع بلا نخب هو مجتمع غير قابل للتطور. وهذه مأساة مجتمعاتنا الطاردة للنخب
تحياتي.


20 - إلى الدكتور فؤاد النمري
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 13 - 12:45 )
تقول ((الدين لا يشكل سياسة الدولة)). فما هي سياسة الدولة التي لا يمكن للدين أن يشكلها أو على الأقل يساهم فيها؟ أنت ترى أنها (الحفاظ على علاقات الإنتاج وحراستها). هل هذا يعني أن الدولة في حراستها لعلاقات الإنتاج، لا تقوم بذلك إلا استنادا إلى منطق القوة البطشية: شرطة، جيش، قمع. ألا تلجأ الدولة إلى الهيمنة أيضا على البنية الفوقية عبر الهيمنة على مختلف المؤسسات المنتجة للأيديولوجيا: مدرسة، مسجد، نخب، ومراقبة حرية التعبير وتسخير النخب لتحريف وعي الناس لخدمة علاقات الإنتاج الظالمة، وبذلك تستخدمهم ضد أعدائها وتقتصد جهدا كبيرا. ما معنى (الدين أفيون الشعوب) إذا لم يكن يلعب دورا هاما في التأثير على مواقف الناس من علاقات الإنتاج. كيف نفهم الاستلاب والاستلاب الديني بخاصة في علاقته بالصراع من أجل توجيه علاقات الإنتاج.
من جهة أخرى، فأنا لا أرى أن دولة محمد (علمانية تنحو لإقامة عدالة اجتماعية). ألم يزعم أن قراراته من الله؟ ألم يقنن للعبودية؟ ألم يقنن لوضع يحط من شأن المرأة. دولة محمد هي دولة خليط من القبلية والعبودية والإقطاعية والتجارية مع مسحة أخلاقية تعكس ذلك.
سررت بمحاورتك


21 - اللبوس الديني
فؤاد النمري ( 2011 / 6 / 13 - 14:40 )
ها أنت تقول ما أقول . يستخدم الدين رافعة لدعوى اجتماعية . المتأسلمون يلبسون السلطة لبوساً دينياً لكن السلطة تظل سلطة دون أن تختلف وظيفتها الإجتماعية. ليس هناك أدنى علاقة بين الجسم وبين الزيّ
الدين هو أفيون الشعوب وكل إنسان مهما كان دينه وجنسيته وافكاره هو قابل للأفينة
تقبل تحياتي والرجاء عدم مناداتي بالدكتور لأنني لا أحمل هذه الدرجة العلمية


22 - الى القديرة مكارم ابراهيم والرائع فؤاد النمرى
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 6 / 13 - 19:31 )
تحياتى
الحقيقة مداخلتى هذه لاعبر عن امتنانى وسعادتى بالتعرف على شخصية مؤمنةمتحررة واعية ..وراقية ..مثل الاستاذة مكارم والذى سبق لى التعرف عليها من خلال مواضعها وارائها الحرة النبيلة .
والى استاذ عبقرى .واعى ..محايد ..منصف مثل الاستاذ فؤاد النمرى.وان كنت اختلف معه عقائديا وفكريا .باعتباره شيوعيا ....وانا تعرفت على بعض اراؤه من خلال موضوعات سامى لبيب ..الا اننى هنا اراه بصورة اكثر وضوحا واكثر عمقا .مما يرفع من قيمة احترامى له .
.بالفعل العمل والانتاج شأن لا علاقة له بالنظرة الايمانية للكون والوجود .الا فيما يتعلق باتقان العمل واحسانه والارتقاء به ...فلن يجامل المولى المؤمن بدون وجه حق لمجرد ايمانه ..اذا قصر فى ادائه او سلك سلوكا مغايرا للحق لتحقيقه ..ولن يظلم الملحد او الغير مؤمن به اذا اجاد واحسن العمل .وسيجازيه بالنجاح فى الدنيا .على الرغم من الحاده او عدم ايمانه به

وشكرا لكما مرة اخرى
وتحياتى.


23 - الى شاهر الشرقاوي
مكارم ابراهيم ( 2011 / 6 / 13 - 19:53 )
تحية طيبة لك استاذ شاهر
واشكرك كثيرا على هذا الاطراء والتقييم لي انا في الواقع اسعى ان اكون مع العدل والانصاف وعدم الاعتداء على حق الاخرين واحاول ان لااطلق احكاما مجحفة تعميمية بحق فئة معينة فقط لانني لاانتمي لها او لااتفق معها لانني اعتبر
ذلك من اسوء الصفات البشرية وهي التمييز العنصري وهو مااناضل ضده احاول ان اكون موضوعية في تقييمي للامور وايقاف مشاعري اذا حاولت ان تطغوا على تحليلي للمواضيع
تقبل مني خالص الاحترام والتقدير
مكارم


24 - نكتة حلوة
سردار أمد ( 2011 / 6 / 13 - 20:50 )
تعليقاً على مقولة ((أن الطلاق الذي حصل بين الدين والدولة في فرنسا كان ممكنا لوجود جسمين مهيكلين أي الكنيسة والدولة. لكن عندنا لا وجود لكنيسة، فبين من ومن يقع الطلاق))
أقول أنها ذكرتني بنكتة تقول: ان احد الأمريكيين قال نحن في عندنا ديمقراطية، فسأله العربي كيف يعني؟ قال مثلا توقف امام البيت الأبيض وتشتم الرئيس الأمريكي ولا أحد يتعرض لك بكلمة واحدة، فرد عليه العربي وقال: ونحن أيضاً عندنا ديمقراطية، فسأله الأمريكي كيف؟ قال توقف في وسط أي عاصمة عربية وتشتم الرئيس الأمريكي ولا احد يتعرض لك ولا بكلمة واحدة.

أشكر الأستاذ عبد القادر أنيس وجميع الأخوة والسادة المعلقين والقراء وموقع الحوار والجميع


25 - نكتة حلوة
سردار أمد ( 2011 / 6 / 13 - 20:51 )
تعليقاً على مقولة ((أن الطلاق الذي حصل بين الدين والدولة في فرنسا كان ممكنا لوجود جسمين مهيكلين أي الكنيسة والدولة. لكن عندنا لا وجود لكنيسة، فبين من ومن يقع الطلاق))
أقول أنها ذكرتني بنكتة تقول: ان احد الأمريكيين قال نحن في عندنا ديمقراطية، فسأله العربي كيف يعني؟ قال مثلا توقف امام البيت الأبيض وتشتم الرئيس الأمريكي ولا أحد يتعرض لك بكلمة واحدة، فرد عليه العربي وقال: ونحن أيضاً عندنا ديمقراطية، فسأله الأمريكي كيف؟ قال توقف في وسط أي عاصمة عربية وتشتم الرئيس الأمريكي ولا احد يتعرض لك ولا بكلمة واحدة.

أشكر الأستاذ عبد القادر أنيس وجميع الأخوة والسادة المعلقين والقراء وموقع الحوار والجميع


26 - تعقيب
حامد حمودي عباس ( 2011 / 6 / 14 - 10:17 )
لو كفرنا بذلك البعبع المخيف والمسمى بالعلمانية ، فماهو البديل ؟ .. ترى على ماذا انتهت صيغ اقتحام الدين ورجاله سرادق الحكم في دولنا العربية على وجه الخصوص ؟ .. لماذا كل تلك المكابرة وعدم الاعتداد بنتائج التخلف وسرقة المال العام ومحاربة المرأة والتحايل على مشاعر وحقوق الناس من قبل مشايخ الفتوى ، حتى بلغ الامر في تدنيه ، ان احدهم قام بتحريم بيع الخضروات المذكر منها والمؤنث في سلة واحده ؟ .. العلمانية في تركيا كانت مهددة بخطر سطو الاسلاميين لولا حماية العسكر ، ولولا خوف الشعب التركي من أن يصل الى الدرك الذي وصلت اليه بلدان وشعوب حكم الدين .. عدا هذا فانني صرت اقترب من القناعة بعبثية الجدل مع اعداء العلمانية .. لأنها سوف لن تفضي بأكثر مما تفضي اليه دعوة العفيفي الاخضر للقذافي بأن يتنحى استجابة لنصيحة اردوكان .. أحييك استاذ أنيس


27 - إلى شاهر
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 14 - 10:32 )
عندما يسود الغموض تلتقي المتناقضات. وهذا في نظري ما وقع فيه أخونا شاهر. علاقات الإنتاج يا سيدي تقوم على مجموعة من العناصر أهمها: أشكال ملكية وسائل الإنتاج (ملكية جماعية أو مشاعية، رٍقِّية، إقطاعية، رأسمالية، عمومية...)، موقع الفئات الاجتماعية المختلفة في الإنتاج (ملاك، عمال، عبيد، أقنان) ، وأشكال توزيع الأشياء المنتجة والثروات والريوع (أجور، ريوع، خدمات، توزيعا ظالما أو عادلا..).
فهل تعتقد أن الإيمان بالإسلام كمنهج حياة وكسياسة دولة ونظام مجتمع لا دخل له في علاقات الإنتاج؟ الإسلام مثلا لا يعترض على اقتناء العبد كشكل من أشكال ملكية وسائل الإنتاج ولا يعترض على بيعه وشرائه والتصرف فيه واستخدامه بدون أجر . وليس في الإسلام أي تنظيم للعمل وللأجور مثلا ولا للكيفية التي تحدد بها الأسعار، ويمكن أن يعترض أي مسلم ملتزم على أي قانون وضعي يحاول التدخل في هذا المجال. استغلال الإنسان للإنسان منذ فجر الإسلام كان يتم عبر السيطرة والتبعية: العبودية، الولاء، الجزية، الخراج، زكاة ظالمة، تصرف الخليفة في أموال الدولة بدون قيد يمكن الاعتداد به اليوم ومازال الخليجيون هكذا. لهذا نحن في حاجة للعلمانية.


28 - إلى حامد
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 14 - 13:47 )
شكرا على المرور والتعقيب أخي حامد
طبعا أنت تعرف أن نقدنا موجه للجميع، كمساهمة في تتنشيط النقاش الدائر في مجتمعاتنا حول هذه المسألة الهامة جدا بل والمصيرية لنا جميعا
خالص مودتي


29 - إلى سردار
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 14 - 13:51 )
شكرا أحمد سردار على النكتة الظريفة. وهي فعلا معبرة عن سعينا الدائم لتجنب مواجهة الحقائق كما هي خوفا أو انتهازية أو تملقا لجماهير غير واعية.
تحياتي

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية