الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أضغاث احلام بالخلافة القديمة

محمد البدري

2011 / 6 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ سقطت الخلافة الاسلامية بردائها العثماني وحتى اليوم، ظل فصيل من اليتامي يبكيها وينادي باستعادتها. أسباب متعدده حكمت هؤلاء القلة منها الفشل في عودة حقوق الفلسطينيين باعتبارها ارثا اسلاميا رغم انه عربي او فلسطيني بالاساس وكونه منقوصا لاستحقاقات اليهود في جزء من تلك الارض حسب ما تقوله كتب التاريخ والاديان ايضا. كان فشل التكتل العربي في احراز اي تقدم لصالح الفلسطينيين هو ما حدا بتنظيمات جهادية ان ترفع راية الخلافة علي امل تحقيق ما لم يحققه العرب تحت راية القومية العربية. لكنهم وبكل قصر نظر لم يدركوا ان الاسلام او اي فصيل للاسلام السياسي هو ايضا عربي. باختصار فاننا بتلك البديهية سنعيد انتاج الهزيمة التي لم تحدث فقط للفلسطينيين انما ستمتد الي كل دول تتحدث العربية وكل كيان اجتماعي اصبح للاسلام فيه شأن. ولعل الثورات الجارية حاليا في المنطقة خير دليل علي هذا الطرح، لانه وبسبب الاسلام تسربت العروبة فقامت الثورة علي هزائم الاخيرة وفسادها. فالثورات الحالية ضد فكرة العروبة الحاكمة بعد ان اتضح ان من يقومون بتولي الحكم علي اساس ان المنطقة عربية هم من سلالة افكار البعث او الناصرية القوميتين العروبيتين. انكشف مؤخرا ان هذه الانظمة العروبية كانت ضد شعوبها ولم تكن ضد اسرائيل، بل كانت متحالفة معها سرا مما حدي بالاخيرة الي مساعدة بعضهم في الكفاح ضد شعوبهم كما الحال في ليبيا وسوريا وبالدفاع عن مبارك. بل حافظوا وحموا الارض التي احتلتها اسرائيل منهم وعلي راسهم منظمتة حماس وحزب الله في لبنان تحت غطاء المقاومة باقامة مناطق عازلة. كان السادت هو الوحيد الجاد في استعادة ما فقدته اكبر دولة في المنطقة بعد تهور ورعونة واهمال وتسيب لسلفه زعيم القومية العربية من القاهرة. وكان قصر ادائه بقدر قصر حلفائه في الحرب. فالنظم الخليجية العربية كلها لا يهمها استعادة اي حقوق بقدر همها باحكام السيطرة علي اموال النفط كولاة لامر شعوبها صاحبة الثروة ومنتجتها في آن واحد. اما البعث السوري فقد كان حارسا للدولة اليهودية بالصمود والتصدي للشعبين السوري واللبناني. لكن ما يثير الاستغراب والدهشة في دعوة الخلافة انه كلما زاد الاقتراب من تحقق بعضا من المكاسب الديموقراطية في عالم العرب والمسلمين كلما ارتفعت اصوات المناداه بالخلافة. كما لو ان هناك تربصا او كمينا يتم نصبه كلما لاحت بوادر الحريات علي شعوب المنطقة.

ولا يمكن فهم هذا التزواج المتزامن بين مطلب الخلافة وما يتحقق علي الارض من تثوير واحتجاج او مكسب ديموقراطي ضد السلطات الا بفهم اعمق لما هي الخلافة الاسلامية عبر السلطوية والولاية وطاعة اولي الامر والاستبداد وهي امور كلها ليست ديموقراطية بل تتفق والنظم العربية التي أخفت علاقاتها الداعمة لاسرائيل ولم تحقق انجازا واحدا لشعوبها أو في فكرة تسيس الاسلام حتي ولو حكم به غير عرب كالفرس او الاتراك. ففكرة الخلافة نبعت اصلا من بلاد الحجاز قديما ومازالت تحكمها بنفس الاداء القومي العربي المهين الاسرة السعودية ولكن علي ارضية دينية اسلامية.

انتهي الوضع الاسلامي علي ارضية الخلافة بانهيار تام للمركز وللاطراف، ولم تكن الهزيمة بعيده عن طبيعة الحكم بالدين من القلب العثماني وغير منبتة الصلة عن الثقافة العربية السائده في الاطراف. فلفظ الخلافة في الاسلام ذكر مرتين فقط في القرآن ولم تكن تعني ما جري في واقع بلاد الاسلام حتي سقوطها في القرن الماضي. فالقرآن رهنها للانسان عامة او لشخصية من شخصيات اليهود بقول القرآن :
1- وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاِئكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا ... الي آخر الايه.

2- يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ.


فالإنسان حسب الموروث الاسلامي هو حالة يهودية وفقط حيث لم يكن التصور التوراتي او القرآني مهموما الا باليهود باعتبارهم الناس المفضلين علي العالمين وان الله لم يكن علي علم بباقي شعوب الارض المتعدده وان اليهود وفقط الموكل اليهم خلافة الارض رغم شموخ حضارات اقدم لا تخطئها العميان وقتها. اعتنت نصوص الاسلام باليهود، ففي نهاية سورة الانعام يقول مشيرا الي مرجعية ابراهيم المؤسس الاول للقبيلة العبرانية اليهودية: قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٦١﴾ ...
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الارْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٦٥﴾

ولنترك النصوص بما لها وما عليها من مصداقية وندلف الي واقع ما تم تاسيسه كنظام خلافة لا علاقة له باعمار الارض او العدل وهو ما جري في اللحظة التالية لوفاة مؤسس الاسلام وصاحب القرآن. فبمجرد وفاته سارع رجاله واصحابه للاجتماع من اجل تولي ارث الجماعة التي بزغت وروعت اهل الجزيرة من اليمن جنوبا وحتي تبوك شمالا. استحقاقات الغزو والاخضاع السياسي علي اسس دينية بعباده اله قريش الذي انتصر علي باقي الهه الكعبة كانت كلها مادية، ويستلزم الحفاظ عليها السيطرة علي من تم اخضاعهم بوجود قيادات تضمن إستمرار تحصيل العوائد. فلم يكن من الضروري التعرض لمن ارتد الا بقدر كونه مقاتلا سيضعف القدرات الحربية لجماعات الغزو الاسلامية وبالتالي اضعاف المداخيل من جزية او اتاوات عليهم. لهذا يصر المتشددون من المسلمين علي حق قتالهم وعلي كل من ارتد. اما المعتدلون منهم فيفسروه بان الزكاة او الجزية الممتنع دفعها هي من المعلوم من الدين بالضرورة ولهذا فانكارها هو انكار للدين واعتبار صاحبها مرتدا وجب قتله. هنا يلتقي الجميع علي هدف واحد هو قتل من تناله فكرة الارتداد او انكار احدي ركائز الاسلام. لكن ظلت قضية الارتداد معدومة بنصوص اخري وردت في القرآن بالقول من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وهو ما تم اغفاله تماما لحظة الخلاف علي قتل المرتدين بعد تولي ابو بكر رئاسة الجماعة، ذلك لان المداخيل الراسمالية كانت اهم وكانت علي المحك وعرضة للخطر. فلم يكن حق الكفر (وهو حق طبيعي ومطلق تحت اي ظرف) خادما للحالة الاقتصادية التي وجدت الجماعة الاسلامية نفسها عليها لحظة اختيار قائدهم، ولهذا السبب بالذات استحدثوه كحديث بعد انتهاء الوحي والحديث بوفاه صاحب الوحي.

في سقيفة بني ساعده جرت امور لم يتطرق اليها احد من البحاث او المستشرقين او حتي كتاب السيرة من المسلمين انفسهم. كان من المتوقع للمهاجرين والانصار ان يحاولوا البحث في القرآن عما يجب فعله بعد وفاة مؤسس الاسلام. اليس غريبا أذن ان يتم تجاهل النص القرآني في هذه اللحظة الحاسمة لاختيار الحاكم بينما يتم استدعاؤه ككتاب أحكام وشريعة من نجاسة وطهارة وفروج وقضاء وقصاص بل وقصص واساطير في كل صغيرة وكبيرة تجري في حياتهم اليومية. فكيف تم تجاهله في هذه الحالة الحاسمة وهو يقول "وما فرطنا في الكتاب من شئ" وفي نفس الوقت نجد الجماعة الاسلامية بشقيها المكي والمديني (مهاجرين وانصار) يحتكمون الي قواعد القبيلة لاختيار زعيمها او شيخها في حالة خلو المنصب وعدم وجود وريث شرعي له، حيث قالوا منا امير ومنكم وزير في تقسيم للتركة. لم تتطرق كتب السيرة لعدم حرص الصحابة علي الاحتكام الي القرآن من اجل تولي السلطة في حالة فراغها، بل لم يستدعي احد من المجتمعين في السقيفة القرآن للبحث فيه للخروج من مازق فراغ السلطة حتي انفضت السقيفة وتولي ابو بكر الامر. لم يكن الامر سهلا للوصول الي تلك النتيجة حيث مارس البعض العنف ضد بعضهم مما حدي الي قتل سعد ابن عباده الانصاري فيما بعد لعدم رضاه عن نتيجة التحكيم.

الخلافة إذن وحتي هذه اللحظة الفارقة في تاريخ المسلمين تاسست علي نظام القبيلة وليس الاسلام حتي ولو قام بها مسلمون. فالاسلام وطبقا لما سبق هو القرآن وهو خال من اي نظام حكم او خلافة. فالارث الحضاري لمجتمع البداوة القبلية كان هو الحاضر الدائم. وللحقيقة فما اكثر ما استدعي هؤلاء القوم الارث القبلي لحل مشكلاتهم بغض النظر عما قاله النص في اي قضية كانت.

تتاكد الحالة القبلية لاختيار من يخلف مؤسس الاسلام في موقف علي ابن ابي طالب الذي اعتبر نفسه الاحق بها من ابو بكر لصلته بعلاقة الدم بالنبي. فعند الاحتكام لشريعة البداوة القبلية فان الاقرب لشيخ الجماعة المتوفي (الابن مثلا او الاخ الاكبر) هو الاولي بها. فطالما ان لا ابناء للمتوفي ولا عصب دموي له في الحاضرين الا لابن ابي طالب خاصة وانه من الشق الهاشمي الذي اسس الدين وليس من الشق الاموي التجاري المشكوك في ايمانه الا تحت تهديد السلاح لحظة فتح مكة حسب ما جاء علي لسان ابو سفيان وباقي اهل مكة الذين اعتقوا وذهبوا كطلقاء شرط عدم مقاومتهم للفاتحين لمكة، فان علي اعتبر نفسه الاحق بها.
لهذا السبب بالذات رفض الرجل مبايعة ابو بكر فهو ليس من بني هاشم وظل رافضا له حتي انقطع ما يصله نسبا برسول الاسلام بموت فاطمة زوجته، عندها اضطر للخضوع لشيخ القبيلة الجديد املا في المستقبل، فابو بكر رجل عجوز وقصيرة ايامه، لكن خاب ظنه عندما رست الامور علي ابن الخطاب من بعده ثم علي ابن عفان. خاب ظن ابن ابي طالب لفترة تقرب من الربع قرن انتظارا للحظة الحاسمة. وعندما اتت بموت كبار الصحابة والاكثر اهمية من العشرة المبشرين بالجنة كانت الامور كانت قد تغيرت وموازين العلاقات لم تعد كما هي عليه قبلها حيث اصبحت الثروة بعد الفقر المدقع والحياة الرغدة والشبع بعد الجوع هي المحددة للمصالح وليس للتقوي او صلة الرحم والدم او التفقه في الدين، ولا حتي البلاغة التي اشتهر بها علي لاقناع اعدائه واصحابه علي السواء كما في زمن الجاهلية. بل اصبحت الثروة والاموال ترد عليهم من الخارج ولم يعد الداخل يدر شيئا. كان هذا هو الحال لحظة اغتيال الخليفة الثالث للمسلمين. ولعل هذا هو السبب في خروج علي الي البصرة والكوفة لقتال جالبي الثروة واخضاعهم له في الامصار المدرة للثروات في محاولة للسيطرة عليها من المنابع بعد ان سقطت في يد معاوية وبشرعيه مطالبته بدم عثمان. فابن عم النبي سار علي سنة ابو بكر، الم يكن الاخير هذا مهموما بما يغله الداخل من جزية او من فيئ المغانم كاول مشكل واجهه بعد توليه الخلافة والمعروفة باسم حرب المرتدين وبذل فيها السيف، أما علي فقد كان عليه الخروج الي مناطق انتاج الثروة بعد ان اصبحت من خارج جزيرة العرب. فكلاهما خليفة واهدافهما واحده.

اما قضية الحوار عن ما يطرا من مشكلات فقد شكل المسلمون منذ وفاة نبيهم جماعة تعتقد نظريا بان القرآن ضامن لهم في الحياة وفي الاخرة علي السواء، لكنم لم يواجههوا انفسهم لماذا ساوم زعمائهم علي اهم الامور التي واجهتهم من خارج القرآن ومن احاديث رسولهم. فحادثتي تولي الزعامة ومسالة المرتدين رهنهما ابو بكر وعمر لرأيهما الخاص وليس لما يحكمان به الناس من كتاب الله. وفي الحالة الثانية كان رأي الخليفة الاول مختلفا تماما عن رأي ابن الخطاب الي حد انه عنفه بقوله : أجبار في الجاهلية خوار في الاسلام". كان التعنيف بسبب ان ابن الخطاب راي بالا يقاتل من وصفوا بالمرتدين او ممن قيل انهم ممتنعين عن دفع الجزية. لكن ابو بكر كان اكثر صرامة في حيازة حقوق رسول الاسلام لصالحه فقال بحق قتالهم لو امتنعوا عن دفع ما كانوا يدفعوه لمحمد. اما الموقف الثالث علي نفس المنوال فهي التي اختلف فيها ايضا الرجلان عندما ارتدت احدي زوجات النبي، قتيلة بنت قيس، اخت الاشعث وعادت معه الي اهلها فتزوجها عكرمة ابن ابي جهل وهو من المشركين. طلب ابو بكر قتلها رغم عدم ورود حكم بشانها في الكتاب المرجع لهم لكن عمر عارضه وكان راي عمر هو الراجح هذه المرة ربما للحرص علي بيت النبوة حتي لا يتعرض لتشققات، ومن الافضل التكتم عما ستفعله نسائه من بعده.

لم تذكر كتب السيرة الكثير عن زمن الخليفة الاول لكنها ذكرت تفاصيل يعطيها مشايخ الاسلام اهمية رغم عدم اهميتها ربما لانها الشئ الوحيد الممكن الاعتماد عليه لتبرير خلافة الرجل وتحسين صورتها. كذلك سلوك عمر طوال عهده لم تكن حسب الاخلاق او القيم المنصوص عليها قرآنيا مما يعطي انطباعا آخر بان الخلافة في نظام الحكم عامة لم تكن مهتمة بما في القرآن انما حسب اهواء من يحكم. فعمر يتجسس علي بعض من يتعاطون الشراب ويولوموه هم علي تجسسه عليهم عندما اراد اقامة الحد عليهم وافحموه بما قال القرآن. بل ويدلس علي واليه الذي اتهم بجريمة الزنا فاوحي للشاهد الرابع بانكار مشاهدته للمرود في المكحلة، حفاظا علي ما تغله سلطة واليه من الثروة وهو"المغيرة ابن شعبه" وارسالها له في يثرب. تبدو هنا مفارقة تدعوة للدهشة ان الرعية، حسب ما كتبه الرواه عن عصر الراشدين كانوا يعلمون من القرآن باكثر مما يعلم عمر وان ضوابط الحكم لم يكن يتملكها الحاكم بقدر ما يتملكها العامة من الناس. وهذا يطرح سؤالا كيف كان لرعية يرتكبون معاصي وربما لم يكونوا من صحابة نبي الاسلام او ربما لم يشاهدوه في حياتهم ان يجادلوا المبشرين بالجنة ممن رضي الله عنهم ويدحضوا حجته عليهم من نصوص القرآن الذي هو ادري به منهم؟ وكان الامر اكثر مدعاة للهزل في زمن عثمان حيث اصبحت معايير الثروة والوصول الي السلطة اهم من كل نص او ارث قبلي اجتماعي موروث. فعندما ثار الناس علي عثمان اندفعت عائشة لتكفر عثمان وتستحل دمه، اما الرجل فقد تم قتله وهو يقرأ في القرآن الخالي من اي نص يبرر به قوله " لا اخلع قميصا البسنيه لي الله". لربما كان يبحث عن نص يبرر به القميص او خيطا لاصلاح الثوب بعد ان بلي علي صاحبه. قتله الثائرون قبل ان يجد النص لكن سلوك الخلفاء طوال الخلافة وحتي سقوطها بعد الحرب العالمية الاولي كان علي نمط ابن عفان دون بحث عن نص حيث اصبح السيف اصدق انباءا من الكتب لكل من الحاكم والمحكومين علي السواء، بررها الحاكم بان الله يزغ بالسلطان ما لا يزغ بالقرآن. وهنا يبرز السؤال الذي علي المسلمين مواجهته ما الداعي للقرآن إذا كان السيف هو الذي يحكم الموقف منذ لحظة تولي ابو بكر الخلافة حتي مذابح القذافي والاسد في ليبيا وسوريا. قال ابو بكر "أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم"، وقال عمر عندما خلف أبا بكر: "إن رأيتموني على الحق فأعينوني وإن رأيتم في اعوجاجًا فقوّموني"، عندها قال له أحد العامّة من المسلمين "لو رأينا فيك اعوجاجًا لقوّمناه بسيوفنا" فرد عليه: "الحمد لله الذي جعل في أمّة محمد من يقوّم عمرًا بسيفه". فهل هناك اعتراف ضمني بان السيف هو الفيصل في حسم الخلافات عند العرب وانتقلت لكل من اوقعه الحظ العاثر في الاسلام باعتبار الاسلام امرا عربيا بجدارة.

كانوا جميعا حكاما ومحكومين يقرأون القرآن ويحتكمون الي ما ليس قرآنا. وكانت ذروة هذا النمط من التسلط بكرسي الحكم في الاسلام في زمن بنو امية عندما وصل خبر ولاية عبد الملك بن مروان خامس الخلفاء الامويين وهو جالس يقرأ في كتاب الله، فاغلقه ووضعه جانبا وقال "هذا آخر عهدنا بك". فهو علي علم بانه ككتاب لا يفصل في اي شئ سوي ادعاء التقوي علي المحكومين وطلب الخضوع. انها بالفعل اللحظة الكاشفة لماذا كان الجميع حكاما ومحكومبن منذ لحظة خلق فكرة الخلافة، بل وقبلها في زمن اسلام يثرب، يحتكمون الي السيف والعنف لاذلال الناس واهانتهم ويبرروا الامر بانه كتاب الله لانه لا يغادر صغيرة او كبيرة الا واحصاها وانه الكتاب الذي لن يضلوا بعده ابدا ... الخ ما يصدع به اصحاب فكرة الخلافة عقول العامة به. فيتركوهم يقرؤا القرآن ويحفظوه اكثر من مرة ويقفون هم لهم بالسيف ضمانا للعوائد والرساميل اما في بيت المال الذي نهبه ابن عباس والقي مفاتيحه حسب ما جاء في السيرة واما في بنوك سويسرا ويلاحقها العامة من حفظة القرآن بالقوانين المدنية وحقوق الانسان لاستعادتها.
فهل سقطت الخلافة الاسلامية فعلا في العقد التالث من القرن الماضي، ام اننا لازلنا نجني كوارثها ونعيش تجلياتها من نهب وسلب تحت رايات ملكية وجمهورية او تحت حكم جماعات منشقة كحماس وحزب الله؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كابوس الخلافة
رعد الحافظ ( 2011 / 6 / 13 - 17:25 )
صديقي الكاتب المصري الليبرالي الرائع , الأستاذ محمد البدري
مقالكَ الرائع يُلخّص قصّة الخلافة الإسلامية والصراع عليها منذُ يوم السقيفة الى محاولات شريف مكة ( الحسين بن علي ) وبعدهِ الملك فؤاد في مصر وحتى إبنه فاروق عندما فكروا بإعادة مسرحيّة الخلافة في كلّ مرّة يحتاجون فيها للخروج من مأزق يخصّهم هم ,وليس الرعيّة
نعم لم يحتكم الصحابة للقرآن ولا لصاحبهِ المتوفي تواً منذ اللحظة الأولى بل إحتكموا لشريعة القبيلة والمصلحة الشخصيّة في السيادة .
الكل تلاعب بالكلمات وإستغلها لأغراضه الخاصة
فعائشة صرخت / إقتلوا نعثلاً في حياة عثمان لكن بعد أن قتله الثوّار خرجت على جملها تطالب بدمهِ , ومثلها فعل نصف الصحابة الباقين
*****
كما قلتَ عزيزي
كان السيف على الدوام أصدق أنباءً من الكتبِ
وأنّ الله يُزغ بالسلطان ما لا يزغهُ بالقرآن
وكان الجميع يقرأؤن القرآن ويحتكمون الى ما ليس قرآناً
حتى أنّ أحد خلفاء بني اميّة ( ربّما الوليد ) أقسم قائلاً
والله لايقول لي أحدكم إتّقِ الله بعد اليوم .. إلاّ ضربتُ عنقه !
وقصّة عمر بن الخطاب في خروجه للشام وتصادف الطاعون في بلدة يريدون فتحها معروفة , عندما ركن


2 - كوابيس الخلافة الإسلامية
رعد الحافظ ( 2011 / 6 / 13 - 17:31 )
عندما ركن الى رأي الغالبية بالرجوع عنها
لكن أبا عبيدة إنتهرهِ قائلاً أتهرب من قضاء الله ؟
فهمّ عمر بضرب عنقهِ , لولا تدخل بن عوف بالوقت المناسب ( كان عائداً من قضاء حاجته ) , فروى حديث سمعه عن النبي بأن إذا سمعتم ( بالطاعون ) في أرض فلا تقدموا عليهِ , وحُلّ الإشكال ساعتها .. وإلاّ فالسيف كفيل بحّل إشكالاتهم الكثيرة
حتى أنّ عمراً كان يكثر من التهديد بالسيف , فحتى ساعة وفاة النبي قال عمر / والله لايقول أحدكم مات محمد حتى ضربتُ عنقهِ بسيفي
فهو سريع الغضب كما ذكرت كتب التراث , حتى مع صاحب النبوة في حياتهِ والدليل تأثيره في صياغة بعض الأحكام والآيات .. ماعلينا
على كلٍ , قصّة الخلافة وما تجّره علينا , ربّما هذا ما ينقصنا الآن لتكتمل
دورة العنف والتخلف في بلادنا البائسة وعلى يد الإخوان والسلفيين , هذه المرّة
******
همسه في إذن كتابنا و أحبتنا المصريين
هم يستخدمون حرف الياء ( ي ) بدل الألف المقصورة ( ى ) في الكتابة بالنت
مثلاً (حتي ) بدل (حتى ) , و(علي ) بدل (على ) وهكذا
هل هناك نقص في هذا الحرف عندكم في الكي بورد ؟
تقبّل فائق إحترامي


3 - فلسطين والكتاب المبين
عرفة خليفة الجبلاوي ( 2011 / 6 / 13 - 19:02 )
تلخيص رائع لكاتب متمكن، ورؤية ثاقبة لأحداث التاريخ فشكرا لك.
تقول: لم تتطرق كتب السيرة لعدم حرص الصحابة علي الاحتكام الي القرآن من اجل تولي السلطة في حالة فراغها، بل لم يستدعي احد من المجتمعين في السقيفة القرآن للبحث فيه للخروج من مازق فراغ السلطة. عبارة كاشفة لفكر الإسلاميين الذين يتبنون مبدأ (ما تكسب به إلعب به)، لذلك لم يأتوا بآية واحدة من الكتاب المبين عند كلامهم غير المنتهي عن قضية فلسطين، لأن الذكر الحكيم في يميل لصالح النسل العبري وليس العربي. يقول: وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (البقرة 58)، والقرية هي بيت المقدس. ويقول: يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (المائدة 21). بل بكرم زائد أورثهم مصر: كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (الشعراء 59)
تقديري لشخصك الكريم


4 - رائع
لطيف شاكر ( 2011 / 6 / 13 - 19:45 )
ثقافة متسعة و فكر متقدو جرأة نادرة صفات يتصف بها دائما صديقي واخي الاستاذ محمد البدري في كل كتاباته ارجو الا تكون مقلا في مقالاتك نحن نحتاج الي قلمك المنير وفكرك المستير في وسط ظلام الجهل الذي غيب العقول


5 - تحياتي سي محمد .
محمد علو ( 2011 / 6 / 13 - 22:17 )
الجثة بعدها دافية
وأهلهُ بدأوا يغسلوه
والصحابة على الملك لايفة
فى السقيفة يقسموه
منكم الوزير ومنا الامير
الذي يعترض راح يصير
عبرة للصغير و الكبير
مثل بنو قريظة و النضير
ابن عُبادة حسب حسابه
وشاف إن الأمر خطير
وابن الخطاب شاهر سيفه
و فى عينيه شرار يطير
وقال منا الوزير ومنا الامير
فلا شورى ولا مشورى يا حمير
وبذلك المبشرين المبجلين
اصبحوا خلفاء وسلاطين
...............
سقيفة ماذا يا رعاكم الله
فالذي يعرف الجواب وينطق به اتحمل كُل خطاياه
وإن كتب الجواب صادقا فالجنةُ مئواه
فهل يدخل الجنة إلا من كانا الصدق هدفهُ ومُبتغاه


6 - تاريخ العربان الاسود
على سالم ( 2011 / 6 / 14 - 03:48 )
تهنئتى استاذ محمد البدرى على تحليل رائع للتاريخ الاسود للعربان والذين هم السبب الرئيسى للكوارث والمصائب والمحن التى نعيشها حتى هذه اللحظات ,هؤلاء الوحوش الادميه والذين تكاثروا وتناكحوا فى جزيره الفسق والفساد والسرقه واللواط ,هذه الجزيره النجسه ونفطهم اللعين يلعب دور كبير فى جر العالم اجمع الى دوامه الارهاب والتخلف والهمجيه والبربريه وايضا المذابح المروعه والتى نادى بها رئيس عصابتهم البلطجى القاتل منذ اكثر من اربعه عشر قرن من الزمان ,لااملك الا الحسره والهم


7 - انت كاتب بارع
مدحت قلادة ( 2011 / 6 / 14 - 07:37 )
اخى وصديقى الاستاذ محمد البدرى
اشكرك على تحليلك الرائع لهذا التراث العفن ومن الغريب ان هناك من يسعى جاهدا لاجترار هذا التراث العفن فى القرن الواحد وعشرين هذا مما حذا بى بكتابة مقال منذ سنوات على الك الامة امة تجتر قازوراتها
استمر فى الكشف على هذا المذمر للحضارة والانسانية


8 - تجربة حكم متواضعة جدا
عبد القادر أنيس ( 2011 / 6 / 14 - 11:11 )
شكرا محمد على هذا الجهد التنوري.
في الحقيقة لو قارنا الفكر السياسي وتجارب الحكم في الإسلام بما كان في اليونان ثم في روما قبل ألف سنة لاقتنعنا بمدى تواضع ما قدمه المسلمون في هذا الباب. الحكم في الإسلام بدأ قبليا ثم تطور إلى ما يسمي الاستبداد الشرقي الذي يجعل الحاكم ظل الله ووكيله بلا منازع (البيعة مرة واحدة) خاصة ما ورثه المسلمون عن تجربة الحكم الفارسي الذي كان مرجعا كبيرا لفقهاء المسلمين. أهم كتاب في السياسة الإسلامية (الأحكام السلطانية للماوردي) تافه مقارنة بالديمقراطية اليونانية أو القانون الدستوري الروماني. أما لو قارنا نموذج هذا الحكم بما بلغه الفكر الدستوري اليوم فسوف نصاب بالخيبة والدهشة والحيرة عندما نرى أنه مازال بين مثقفينا الإسلاميين حتى اليوم من يتشبث بنظام الخلافة القروسطية رغم الإنجازات الجبارة التي تحققت في ظل الديمقراطية والعلمانية؟
إنها مأساتنا.
تحياتي


9 - ليس بعد هذا كلام
محمد حسين يونس ( 2011 / 6 / 14 - 15:37 )
معلومة رائعة تلك الخاصة بان الخلافة ذكرت في القران للنبي داود و الجد ادم و لاغير فاذا ما اردتم خليفة فليكن من ابناء داود .. انت بتجيب الكلام دة منين ..شكرا علي انني استفدت من مقالك


10 - مجهود عقلاني محترم
عبدالله ( 2011 / 6 / 15 - 10:37 )
شكرا أستاذ محمد على مقالك القيم هذا.


11 - استحقاقات واجبة
محمد البدري ( 2011 / 6 / 15 - 14:40 )
شكرا وتقدير مع تحية واحترام متبادل لكل من تشرفت بلقائه في خانة التعليقات. فهي ما انتظره للاستفادة ولمزيد من التعلم وشحذ الفكر. لهذا فانا لا اغلقها ابدا لان النقد هو اللب الخفي لما تمت كتابته وليس ما كتب بالفعل. انتظرت نقدا وتعليقات من الجهة المقابلة من الافاضل امثال الاستاذ شاهر الشرقاوي لكنه ربما يعف عن قراءة ما اكتب. لكن عالمنا الصغير سيجمع الجميع دائما علي الحق طالما تيقظت العقول لما بها من تراث اصبحنا بسببه ضمن مخلفات العالم الحضارية. اما ملحوظة العزيز الفاضل الاستاذ رعد عن اللغة وتبادل الاحرف فرغم اني لا اعتقد باجادتي للعربية كتابة الا ان الافكار المحصورة في القفص اللغوي الذي اكتب به مفهومة، وهذا كاف، وتصل الي المتلقي وهذا يكفيني. فانا لست بليغا كما هو حال جبريل صاحب الوحي الذي لا يخطئ لغويا، ورغم ذلك فكثيرا من افكاره يغلفها الغموض وغير مفهومة وبعضها اعاف انا عن ترديدها او صياغتها بانبهار كما صاغها هو. كما ان فهناك الفاظ اخري تبدو وكانها خبط عشوائي علي الكي بورد الالهي وليس نقصا في مفرداتها الابجدية. فهل للسيد رعد ان يشرح لي معني كهيعص. تحياتي وتقديري للجميع مرة اخري.


12 - عزيزي الكاتب محمد البدري
رعد الحافظ ( 2011 / 6 / 15 - 16:01 )
ربّما لم تفهم قصدي جيداً بملاحظتي الأخيرة
وهي موجهّة من خلالك لكل أحبتي المصريين الذي يكتبون من خلال النت , كتاباً ومفكرين ومعلقين ( وليس في الصحف الورقية )
هم يستخدمون حرف الياء ( ي ) بدل الألف المقصورة ( ى )
أنتَ الآن في ردّك كتبت مرتين ( أخري ) وتقصد بها ( اُخرى )
هل تلاحظ الفرق وقصدي
أنا هنا لا أتهكم عليكم معاذ الله وأكيد انتَ تعرف معزّتكم عندي
وليس لملاحظتي علاقة بالفذلكة والحذلقة والبلترة والأتمته
هي إيه يعني أتمته ؟ من أوتوماتيك ؟ ههههه
****
أمّا سؤالك عن كهيعص هههههه , فهل وجدتني أعترف يوماً بأحدّ الإعجازات ( الكثيرة ) عند القوم , حتى اجد معنى ل كهيعص ؟
وعلى كلِ سأكتب لك معناها اليوم
كتاب .. هؤلاء .. يمكن .. عاوز .. صندوق ههههههههه
أنا لا أجد أفضل من هذا التفسير , فهل تجد ؟


13 - العربية لسان ام لهجة ام لغة
لطيف شاكر ( 2011 / 6 / 15 - 16:28 )
ياسيد رعد انت تتكلم بلسان عربي وليست لغة عربية هل تعلم ياسيدي ان اللغة العربية بها 12الف قاعدة عكس لغات العالم المعمول بها الان هل تعلم اننا لانتكلم بما ننطقه واعطيك مثلا واحدا فقط كيف تكتب اسم طه وكيف تنطقه طاها ثم ممكن ان يكون النطق واحد والكتابة مختلفة مثل ندا وعدي وهدي و وهل تتطابق لغة المصري مع المغربي والجزائري والخليجي
عزيزي نحن نتكلم لغة مصرية ونكتب بها ايضا والسيد محمد يكتب بالمصرية الجميلة التي احتوت في جنباتها الكثير من اللغات المختلفة ومصرتها اضافة الي سهولة استخدام مفردات التكنولوجيا الحديثة والصناعات الجديدة
هل لوكان الدؤلي وسيبويه يعيشون اليوم ماذا كان سيكون حال اللغة العربية في ظل مجمع اللغة العربية المحنط
يقولون علماء الالسنة ان العربية من اللغات التي ستنقرض خلال المائة سنة القادمة ضمن لغات كثيرة لانها لاتستوعب الجديد


14 - قراءة
مازن البلداوي ( 2011 / 6 / 15 - 17:14 )
العزيز محمد البدري
شكرًا لك على المقال المقتضب الوافي
الدولة الدينية انتهت بوفاة محمد وبدأت مرحلة الدولة السياسية المدنية كما يذكر الرائع خليل عبد الكريم، وبما ان محمد لم يبين او يوضح لاصحابه مايجب ان يكون عليه وضع الدولة بعد رحيله بخلاف مسالة حجة الوداع، وهو موضوع يحتاج ان تفرد له مقالات خاصة به
فان من أتى بعده ركن الى اصول الزعامة القبلية ولاغرابة في ذلك فهو طبيعي في ظل الظروف التي كانوا يعيشونها بدليل ان شيوخ القوم رفضوا تأمير محمد لأسلمة بن زيد على راس الجيش الذي عقد محمد رايته بيده، الا انهم خضعوا بغير رضا، ومن ثم وبعد خروجهم لم يبارحوا بعيدا عن المدينة وانتظروا وفاته وكان علي بن ابي طالب في المدينة باق لم يخرج معهم، وهنا كان الخوف من ضياع كل الجهود التي بذلت من قبل بيوتات قريش غير الهاشمية لاعادة الزعامة السياسية لقريش بلبوسها الجديد الديني، لذا فقد عادوا مسرعين بعد نبا الوفاة ودخلوا السقيفة وكان السيف هو المرجع عندما قال عمر لابي بكر أمدد يدك أبايعك ، ولم يفارق السيف يد الحاكم منذ ذلك الحين، فهي سياسة جعلت من الدين مطية لتتوسع وتكبر رقعتها، وحتى ان تداول السلطة .....يتبع


15 - جزء من مقال لي / أرجو أن لا أزيد الطين بلّه
رعد الحافظ ( 2011 / 6 / 15 - 17:16 )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=211577
الفكرة التالية بسيطة ومفيدة وقابلة للتطبيق , للناطقين بالعربية وللراغبين بتعلمّها .
توحيد اللغة العربية المستخدمة في المدرسة والإعلام ودوائر الدولة وحتى في الشارع .
لتصبح بمرور الزمن , لغة واحدة تأخذ من الفصحى مفردات كثيرة ومن العاميات العربية بتنوعها الكبير .
ثمّ لتطفو الى السطح في نهاية المطاف ( ربّما خلال بضعة عقود ) , لغة واحدة مشتركة مفهومة من الجميع , وأسهل تعلماً للأجانب الراغبين بها .
لاتوجد إحصاءات دقيقة بعدد اللهجات العربية , لكنّها حتماً بالعشرات .
و يكفي القول أنّ في الجزيرة العربية نفسها يوجد الكثير منها .
{ مثل النجدية والحجازية والقصيمية والقطيفية والحائلية والحساوية والحضرمية والظفارية والتهاميّة وغيرها كثير } .
ونعرف جميعاً أنّ القرآن نفسه كان يُقرأ بسبع قراءات أو حروف أو لهجات .
ويصل التفاوت بين اللهجات العربية الى درجة , قد لايفهم معها السامع لهجة مواطن له من نفس البلد .(مثلاً اللهجة الموصلية صعبة الفهم على البغدادي والبصري ..في العراق ) .
ناهيك عن عدم الفهم الكلي بين مشرق ومغرب ما يٌسمى بالوطن العربي


16 - أحبتي
رعد الحافظ ( 2011 / 6 / 15 - 17:23 )
عزيزي الأستاذ لطيف شاكر
الكلام عن إنقراض اللغة العربية يبدو خرافي أو على الأقل مبالغ فيه
ستجد في رابط مقالي المذكور أنّ اللغة العربية ستحل بالمركز الثالث عالمياً حسب عدد الناطقين بها عام 2050 ومن إحصاءات الأمم المتحدة
أرجو أن أبتعد عن مزيد من التشعّب
كل الذي اردتُ قوله حرف ( ى ) يكتبه أحبتي المصريين ( ي ) , ا
وبما انّ ملاحظتي كانت سمجة وبايخة وصعبة الفهم , الى هذا الحدّ فأعتذر لكم جميعاً وأسحبها والله ولي التوفيق


17 - تتمة
مازن البلداوي ( 2011 / 6 / 15 - 17:23 )
تداول السلطة بعد ابي بكر لم يات تبعا لقاعدة ( وامرهم شورى بينهم) على سبيل المثال، فقد كان بوصية من ابي بكر الى عمر، وبعد عمر أتى الامر بواسطة مجلس الستة وفيهم بن عوف، ووصية عمر لهم بان راي بن عوف هو رمانة الميزان
المهم...... اننا نرى الموضوع سياسيا بحتا استثمره العرب لتوسيع رقعة ملكهم واستلام الإيرادات لإدامة هذا الملك
وتتمثل جليا بقول يزيد بن معاوية....... لا خبر جاء ولا وحي نزل ، انما هي امارة نازعتمونا عليها
تحياتي لجهدك الجميل


18 - حرف ى وي
شامل عبد العزيز ( 2011 / 6 / 15 - 17:37 )
تحياتي للكبير الباشا البدري وجميع المشاركين
لم اجد في أي كتاب أو رواية أو موضوع لجميع الكُتّاب المصريين استخدام حتى - حتي - او على - علي - أخرى - اخري - هذه الملاحظة كتبتها انا من زمان في الحوار المتمدن ولكثر من شخص ولكن لم أجد الجواب الشافي ,
سؤال هل الكيبورد في مصر لا يوجد فيه حرف ى وموجود فيه حرف ي فقط ,, اعتقد بأن جواب البدري الباشا للأخ رعد لم يكن كجواب على سؤال رعد لأن سؤاله عادي جداً ,, هناك فرق بين ى وي وتُعطي معنى اخر حتى لو أن القارىء سيفهم العبارة واكيد سوف يفهمها ولكن هو سؤال منطقي لماذا الأخوة في مصر يكتبون حرف ى ويجعلونه ي
فقط هذا هو السؤال
اكيد سيد محمد البدري أستاذنا الفاضل ان كهيعص لها مدلول تفسيري لا علاقة له ب حرف ى والفرق بينه وبين الحرف ي
خالص تحياتي


19 - أعزائي شامل ورعد والبلداوي
محمد البدري ( 2011 / 6 / 15 - 18:58 )
الي الاستاذ الكبير العزيز مازن، قول -امرهم شوري بينهم- غالبا فهمها الصحابة علي انهم هم وفقط المعنين بالشوري وربما اعتبروا انفسهم الامه بكليتها (تضخم ايماني لانهم اصبحوا شيوخ قبيلة جديدة) والا لما حصروا الشوري بينهم حتي مقتل عثمان وذلك لان القرآن ظل يمجد في اصحابه واهل بيته في معظم اقواله. اما بالنسبة للعزيز الغالي رعد فانا حقيقة لا اعرف الفرق بين حرفي الـ (ى) والـ (ي) الا بكونهما حرفين عربيين خرجا الي الخلاء لقضاء الحاجة، الاولي فعلتها بسلام آمنين والثانية نسيت انها مرتديه بامبرز فلم نشهد منها شيئا. فلو ان هناك ما يمكن تحسسه كفارق عبر حاسة الشم لاصبح ممكنا التفريق بينهما في الكتابة. يبقي الفاضل الرائع شامل الذي لا استطيع معه صبرا فسوف ارسل له ملفا عن تاريخ الهيروغليفية وما تشاكل علينا وعلي المسلمين من الغاز وحروف في باديات السور. تحية للجميع وشكر وتقدير علي تعليقاتكم التي اسعد بها قدر سعادتي بجميع الاخوة المعلقين..


20 - هل اوصى الرسول ام لا؟
عزيز الحافظ ( 2011 / 6 / 15 - 19:22 )
الاستاذ البدري
موضوع الخلافة شائك وأتمنى لجهدك الطيب ان ينظر لجميع الجوانب دون رأيي في زاوية النظر لها مذهبيا بخصوص الخلافة. تنص الشيعة انه ورد نص بان الإمام علي بخطبة حجة الوداع ومنطقة غدير خم هو خليفة الرسول وكل المذاهب تقول الحديث صحيح وتعطيه تبريرات بقناعاتها لا احللها الا من منظور عقلاني: هل من المعقول دون تعصب ان يترك الرسول أمته دون خليفة تحت اي منطق؟ وهل اوصى الرسول ام لم يوص والوصية لها تشريعها الشرعي في الثقافة الاسلامية؟ الشيعة تقول وصى وحصرا بعلي والمذاهب تقول لم يوص؟ طيب هل أوصى الصديق؟ نعم أوصى للفاروق! وهل أوصى الفاروق؟ نعم لستة صحابة قال ان الله ورسوله راضون عنهم وجعل الكفة في الثلاثة الذي فيهم عبد الرحمن بن عوف طيب إذا الصديق و الفاروق أوصوا والرسول لم يوص!!!! هما إذن حققا الشريعة أفضل من نبيهما بالوصية!! هل مر بك دراسة الموقف ومنطقيته ولامنطقيته او لا؟ راي الشيعة مخالف فهل اجد عندك تفسيرا؟ هل معقول الصحابة يلتزمون بالتعاليم القرانية والرسول لا؟ ثم هل قرات مايقوله الشيعة ان عليا كان منشغلا بتغسيل وتكفين الرسول والسقيفة وغيرها تهيا البديل لنبيها ؟اترك لك الإجابة!!


21 - هل اوصى الرسول ام لا؟
عزيز الحافظ ( 2011 / 6 / 15 - 19:22 )
الاستاذ البدري
موضوع الخلافة شائك وأتمنى لجهدك الطيب ان ينظر لجميع الجوانب دون رأيي في زاوية النظر لها مذهبيا بخصوص الخلافة. تنص الشيعة انه ورد نص بان الإمام علي بخطبة حجة الوداع ومنطقة غدير خم هو خليفة الرسول وكل المذاهب تقول الحديث صحيح وتعطيه تبريرات بقناعاتها لا احللها الا من منظور عقلاني: هل من المعقول دون تعصب ان يترك الرسول أمته دون خليفة تحت اي منطق؟ وهل اوصى الرسول ام لم يوص والوصية لها تشريعها الشرعي في الثقافة الاسلامية؟ الشيعة تقول وصى وحصرا بعلي والمذاهب تقول لم يوص؟ طيب هل أوصى الصديق؟ نعم أوصى للفاروق! وهل أوصى الفاروق؟ نعم لستة صحابة قال ان الله ورسوله راضون عنهم وجعل الكفة في الثلاثة الذي فيهم عبد الرحمن بن عوف طيب إذا الصديق و الفاروق أوصوا والرسول لم يوص!!!! هما إذن حققا الشريعة أفضل من نبيهما بالوصية!! هل مر بك دراسة الموقف ومنطقيته ولامنطقيته او لا؟ راي الشيعة مخالف فهل اجد عندك تفسيرا؟ هل معقول الصحابة يلتزمون بالتعاليم القرانية والرسول لا؟ ثم هل قرات مايقوله الشيعة ان عليا كان منشغلا بتغسيل وتكفين الرسول والسقيفة وغيرها تهيا البديل لنبيها ؟اترك لك الإجابة!!


22 - تعليق ثاني
عزيز الحافظ ( 2011 / 6 / 15 - 19:29 )
الاستاذ محمد البدري
ارجو قراءة هذا الرابط حول الموضوع علما باني لم انشره سابقا في الحوار المتمدن
ارجو التمعن من نفس الكيفية الجميلة التي ولجت بها الربط بيم الماضي والحاصر
http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=40615:2010-11-26-14-51-36&catid=34:2009-05-21-01-45-56&Itemid=53
المقالة
هل عيد الغدير وهم شيعي ام حقيقة باهرة السطوع؟


23 - البدري الكبير
شامل عبد العزيز ( 2011 / 6 / 15 - 20:40 )
شكرا لك ودائماً أستاذي ومنّور الايميلات - تحياتي لجهودك عزيزي


24 - البدري دائما يجمع الاحبة
لطيف شاكر ( 2011 / 6 / 15 - 21:23 )
عزيزي رعد الحافظ احترم شخصك الكريم وقلمك المستنير
احيل سيادتكم الي كتاب حاضر الثقافة في مصر للمرحوم العلامة بيومي قنديل والي مقالات الدكتور محمود يوسف بكير عن مستقبل اللغة العربية علما باننا نتكلم الان اللغة المصرية الحديثة وليست العربية لك تحياتي وقد سبق ان قدمت هذا الموضوع في احدي حلقات برنامجي مصر التي لانعرفها وكان معي اخي الاستاذ محمد البدري واخرين
اقبل تحياتي


25 - للافاضل شاكر وعزيز 1
محمد البدري ( 2011 / 6 / 16 - 09:29 )
فامتناني لهما عميق بقدر الاضافة وذكر بعضا من المصادر التي تضيف ولا تنتقص. اما عن الغدير والولاية فتلك من المشاكل التي اورثها ايانا اهل السنة اهل المشاكل (عنوان احدي مقالاتي بالحوار). فمن اكثر القضايا اشكالية وجعلت المنطقة تدور في حلقة مفرغة ولا تتقدم الي الامام ان اهل السنة هم الذين تولوا امر الولاية في معظم تاريخ الاسلام وظلت باقي المدارس والنحل والطوائف وعلي راسها الشيعة مهمشين وفي موقف المعارضة. فالمعارضة في الاسلام وحسب ما يرسخه الاسلام من قوامة وطاعة وارساء لقواعد مهيمنة هي في اصولها تنتمي الي الاشكال الاكثر تحضرا منها الي اشكال القبلية البدائية عند اهل السنة. سوف احيلك الي شعار السلفية السنة وما يرددون دائما عن ماهية منهجهم أنه: العمل بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة. اي ان العقل بات ملغيا من نهاية آخر السلف السني. وعند الحديث عمن هم هؤلاء السلف نجدهم ابو بكر وعمر بالاساس باستخفاف بقدر حيازته القوامة علي ابنتي النبي يذكرون عثمان. اما علي فلا يذكروا شيئا عنه الاب قدر بلاغته وابنيه الحسن والحسين أي بتنميطه طبقا لجاهلية العرب او رابطة الدم القبلية ... يتبع


26 - للافاضل شاكر وعزيز 2
محمد البدري ( 2011 / 6 / 16 - 09:29 )
مع استبعاد تام لاي فكر او تحليل او تفسير لمواقعه في الاحداث، ولنلاحظ كيف انه شبه مستبعد منذ السقيفة وحتي مقتل ابن عفان. هنا اتذكر قول احد كبار اهل الشيعة في لبنان محمد حسين فضل الله - الوحي عقل خارجي والعقل وحي داخلي - حسب ما اتذكر. وعندما رست امور المسلمين الي بنو امية بقتل من بقي من سلالة اهل البيت اصبح القرآن نفسه يعاد انتاجه عبر شروح و تاويلات تخدم السلفية السنية لابو بكر وعمر وفقط، فما حاجة النظام السياسي الذي تاسس في السقيفة وما بعدها برمته الي ابن عم النبي طالما قدروا هم علي السيطرة عبر الترويع بالسلاح والتكفير بالنص وحيازة السلطة ولو بالتآمر كما شهدتها واقعة التحكيم بين علي ومعاوية الاشهر والاكثر فضائحية في تاريخ اهل السنة. لكن لنعد الي كيفية صياغتهم لتاريخ الاسلام حتي لما قبل وفاة النبي. فالحادثة التي قال فيها النبي : اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا، الم تكن تلك كافية لاهل السنة من بعده واثناء عملية التدوين بالا يذكروا وحيا ياتي بعدها ويضيف حسب الروايات في كتبهم الصفراء من اسباب النزول. ... يتبع


27 - للافاضل شاكر وعزيز 3
محمد البدري ( 2011 / 6 / 16 - 16:31 )
فاين العقل عند السنة السلفيين بعدما توقف العقل عند الفهم بسلف الامة بينما الشيعة فاالوحي مستمر طالما هناك عقل يعمل حسب قول فضل الله. الفرق الكبير، وانحسار الشيعة في مناطق ليست عربية بمعظمها جعل كل ما هو عربي بلا عقل تقريبا. وإذا ما ظهر امثال ابن رشد من ارضية العقلانية الاوروبية فالتكفير السلاح الاكثر حسما ينتظره ويمنعه من الظهور. فالبنسبة اي نص مفقود في خطبة الوداع امر ليس فقط واردا بل مؤكد ليس فقط في هذه الخطبة بل منذ حاول اهل السنة تدوين القرآن والسنة. فاعتراف عائشة بان هناك مفقود ضمن نص سورة الاحزاب كفيل بان نعتقد بثقة ان القرآن محرف. فهل عثمان الذي حاز كراهية الجميع ونسبوا اليه جمع وحرق ما رآه هو مناسبا من القرآن جزء من العقل السني المطلوب اتباعه بمعني ان نقوم بالتعديل حاليا كما قام هو ليتناسب مع ظروفنا كما ضبطه هو علي ظروفه؟ وبالتالي فان اي حريص علي الاسلام اما ان يرفض كلية المنظومة السنية بافعالها التي فعلت ما تشاء بارث هذه الجماعة الاسلامية وحتي ولاية معاوية، واما ان نصبح خارج التاريخ كما حال الاسلام السني طوال تاريخ الاسلام. وكما قلت سابقا اهل السنة بلا جدال هم اهل مشاكل.


28 - ما معنى أضغاث ؟
حورس شاكر ( 2011 / 6 / 17 - 23:30 )
فالإرث الحضاري لمجتمع البداوة القبلية كان هو الحاضر الدائم

من تلك العبارة ستأتى مشاركتى المتواضعة لمقال هو من العـِيار الثـقيل
فكما فهمت أن المسلمين عبر التاريخ كانوا يُطبقون قواعد البدواة القبلية بحذافيرها وبالزيادة المُسيئة حتى بالمقارنة بما كان يُمارسه بَدو الجزيرة ، وسأعطى مثالا ً يؤكد كلامى فحين يُكرر المسلمون مالاقوه فى صدر الإسلام من إضطهاد وعنف وقتل وتعذيب وتهجير من قـِبل من لم يُسلم من الأعراب ، أستغرب مما قاموا ويقوموا به ضد مخالفيهم فى الرأى والدين وحتى فيما بينهم عبر تاريخهم، والذى لو قام بواحد على مئة منه هؤلاء المدعُوون من قـِبل المسلمين بالكفار لقـَضوا على من آمن بالإسلام فى أيام قلائل ولما كان إسلام


29 - تكملة - مامعنى أضغاث
حورس شاكر ( 2011 / 6 / 17 - 23:39 )
هذا من جانب وأما من جانب آخر فإننى أرى أنه لولا الغزوات والإستيطان الذى مارسوه مع جيرانهم من الشعوب لأندثر العرب وفـَنوا فى بضع سنوات وذلك من وجهة نظرى لسببين رئيسيين أولهما لإنعزال العرب عن جيرانهم وعدم إندماجهم مع العالم لعنصريتهم الطاغية وضيق أفقهم فى الإنفتاح على الآخرين وعدم قبولهم للآخر
وثانيهما فإن دخولهم لتلك الشعوب والحضارات أعطاهم دماءا ً جديدة وأبقى على جنسهم من الإنقراض وهو مايجب أن يعترفوا به ويـُقروا بفضل تلك الشعوب فى بقاءهم

اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه