الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللهم يتّم نساءهم واجعلهم غنيمة لنا

نبيل هلال هلال

2011 / 6 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كل ما يحدث فى هذا الكون لا يجرى على غير إرادة الله تعالى، وإنما وفقاً للنواميس التى خلقها الله وبحسب إرادته تعالى. ذلك ببساطة شديدة هو مفهوم القضاء والقدر فى ضمير المسلم . أما المفهوم بمعنى "الجبر" فقد أخذ به رجال الدين اليهود فى الماضي. ذلك المفهوم الذى يعفى الإنسان من المسؤولية ويرجع كل شيء إلى إرادة الله وحدها وإغفال مسؤولية الإنسان. وهو مفهوم يفضى إلى التواكل والسلبية، إذ لا يرى المرء معه جدوى من الأخذ بالأسباب ومنافحة الظلم أو دفع القهر أو مقاتلة العدو. بل عليه فقط الانتظار والصبر حتى يتولى الله تعالى عن الإنسان هذه الواجبات.
ألم تر أن اليهود قالوا لنبيهم : (يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها، فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون) . وظل اليهود قرونا عديدة يعتقدون أن الرب "سيحرق كل أعداء اليهود، وسيغرقهم فى بحور الدم، وأنه سيفعل ذلك بمفرده . أما هم فيتفرغون لجمع المال. وأما إعادة الهيكل فتلك مهمة الرب . وظلت تلك هى رؤية اليهودى لفترات طويلة، غير أن ظروفاً تاريخية استجدت جعلت مجموعة من اليهود تتبنى فكرة الصهيونية العملية، أى عدم الاكتفاء بالاعتماد السلبى على الرب وإنما معاونته -إن صح التعبير- فى تحقيق هدفه الذى هو هدف إسرائيل فى اعتقادهم. وهكذا بدأ اليهود فى تخصيص جزء من أموالهم لشراء الأرض وتكوين الكتائب المسلحة وتوسيع العلاقات السياسية والاقتصادية بالقوى العظمى ... الخ وكان الانتقال إلى مرحلة الصهيونية العملية ما هو فى حقيقة الأمر إلا انتقالا من فكرة "الجبر" السلبية اليهودية إلى فكرة القضاء والقدر بأبعادها الخصبة فى الفكر الإسلامي، لذا فيمكننا القول بوضوح كامل إن التحول عن فكرة الجبرية السلبية والاعتماد السلبى على الرب – سبحانه-عند اليهود كان تأثيرا إسلاميا، وتمخض عن ذلك أيضا أخطر فكرة هددت السلام فى المنطقة العربية، وهى فكرة الصهيونية العملية،....، ولكن الشيء الغريب أنه فى الوقت الذى انتقلت فيه فكرة القضاء والقدرة بمعناها الإسلامى الخصب إلى اليهود ، بما فى الفكرة من مزايا، انتقلت إلى العالم الإسلامى فكرة الجبر بمعناها اليهودى السلبى إلى حد ما، وحاول البعض تفريغ فكرة القضاء والقدر الإسلامية الخصبة من كل المزايا ,واسمع إلى دعوات وعاظنا فى المساجد، تجد أنها جميعاً أو معظمها تتراوح بين اللهم اهزم أعداءنا، لا أن نقوم نحن بهزيمتهم وحربهم، واجعلهم غنيمة لنا، ويتِّم أبناءهم ورمِّل نساءهم ... فكلها مهام يدعون الله سبحانه أن يقوم بها نيابة عنهم. أو أن يصيح صائحهم بأن : يا يهود جيش محمد سوف يعود، أمانى بأن يعود جيش محمد صلى الله عليه وسلم، ليتولى عنهم الجهاد. أو يتحدثون عن قرب ظهور مثيل صلاح الدين ليتولى عنهم مهمة هزيمة العدو. يقول رفاعة رافع الطهطاوى "كان المصريون والمسلمون يوكلون أمر إحقاق الحق وقمع الظلم إما إلى القضاء والقدر أو إلى ذوق الحاكم وحيائه (!!)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فكرة
سردار سعيد ( 2011 / 6 / 15 - 01:01 )
الاستاذ نبيل هلال ،، تحية
استطعت ان تجتهد بالربط في الفكرة بصورة جيدة جداً ، اقول إن اغلب ما هو موجود عند اليهود هو موجود عند الاديان الاخرى لكن بطريقة او باخرى وربما باختلاف الاسماء ،، اعزي سبب تقعاس الفكر الاسلامي - كفرد او جماعة - وجعله متكل على ( الله ) بكل الامور - في اطار طرحكم اعلاه - هو بسبب جهل الانسان بفكرة الحياة وتكريس مهامه للاخرة وهذا ما يجعله اكثر اهملاً ، ناهيك عن باقي الغسيل للادمغة والتصوير الخاطيء لمفهوم الرب ( شماعة الفشل ) لكل الاديان وان كان للشيطان النصيب الاكبر كشماعة تعلق عليه الفشل !!

اضن نحن بحاجة الى صهيونة لكن من نوع أخر ؟


2 - إلى الأستاذ سردار سعيد
نبيل هلال هلال ( 2011 / 6 / 15 - 13:49 )
تحية إلى الأستاذ سردار سعيد
فعلا أخي الكريم , جوهر الديانات واحد,لكنها جميعا حُرِّفت,وغسيل الأدمغة كما تقول ,اضطلع به رجال الدين وأصحاب المآرب .

اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل