الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الله بن سبأ ..حفظه الله لنا!!!!

عمرو اسماعيل

2004 / 11 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كتب أحد القراء معلقا علي بعض ما اكتب وخاصة مقالي الاخير عن الفلوجة وعلي اعتراضي علي مايسمي مقاومة يقودها ارهابيون متعطشين للدماء لايفعلون شيئا الا قتل الابرياء من المدنيين من العراق لانهم لايريدون التنازل عن مكاسبهم ايام صدام ويعرفون جيدا ان العراق الحر الديمقراطي سيكون فيه النهاية لمنظومتهم الفاشلة الفاشية والارهابية ..تلك العصبة من مصاصي الماء التي اتخذت اهل الفلوجة دروعا بشرية قائلا :

ان الاختراق للأرض العراقية على أشده و من قبل الكثير و الكثير من أجهزة الاستخبارات و على رأسها الموساد
الإسرائيلي.. إلى جانب مصلحة أميركا في تشويه المقاومة بمثل تلك العمليات و بتضخيمها إعلاميا.. و للأسف فإن مقالك يصب في نفس الاتجاه...

كا اتهمني نفس الكاتب أن ما أكتبه هو محاولة لتسفيه حال العرب و تاريخهم.. و سلب كل مقاومتهم معاني البطولة.. أمام قوى هي بطبيعة حال المرحلة التي يمر بها العرب أقوى منهم...

وأنا طبعا لا اقصد تسفيه حال العرب بل احاول نقد الذات وعندي الشجاعة لقول الحقيقة .. لاننا(واضم نفسي باعتباري عربيا مصريا )من نقوم بتسفيه حالنا بانفسنا .. ونستسهل اتهام كل الآخرين ومخابراتهم ودولهم بالتآمر علينا وانهم سبب تخلفنا وضعفنا وهواننا .. اتهمناهم انهم من قاموا بعملية 11 سبيمبر رغم اعتراف بن لادن بها مرارا وتكرارا .. واتهمناهم انهم من يقومون بعمليات الخطف والنحر البشعة التي تحدث في العراق والتي نخجل داخلنا منها رغم تهليل انصار الظلام علي المواقع السلفية الجهادية الظلامية للزرقاوي بطل النحر القومي ومطالبته يالمزيد ..واتهمنا اسرائيل انها من قتلت سياحها في طابا مع المصريين الغلابة العاملين في الفندق لأننا نخجل داخليا من تلك العملية وموت مصريين غلابة لاذنب لهم فيها ..
نفس العقلية المريضة التي لم تخجل وتملأ الصفحات في الكتب عن اتهام شخص واحد هو عبد الله بن سبأ بأنه استطاع بمفرده ولا أعرف كيف من أين أتي بهذه القدرة ان يتلاعب بالصحابة كلهم وفيهم من نعتبرهم من المبشرين بالجنة وعلي رأسهم أم المؤمنين عائشة وان يجعلهم يتقاتلون فيما بينهم ويهدرون ارواح الآلاف من المسلمين في هذا القتال .. اتهمنا شخصا واحدا انه السبب في قتل عثمان وفي احداث الفتنة الكبري وفي موقعة الجمل والقتال بين انصار سيدنا علي عليه السلام وبين انصار معاوية زعيم الطلقاء وأنه السبب في انتهاء الخلافة الراشدة وتحولها الي ملك عضود لا يتخلي فيه الحاكم عن كرسيه منذ تلك اللحظة وحتي الآن عن حكمه الا ان قبض عزرائيل روحه او جاء مغامرا فقطع راسه بالسيف او بعث له الله هولاكو العصر القديم او الحديث ليدمر ملكه .
اتهمنا رجلا واحدا بهذه القدرات الخارقة لاننا لا نستطيع نقد انفسنا ونقد تاريخنا ودراسته لنعرف لماذا تقاتل الصحابة فيما بينهم ومن كان المخطيء ومن كان المصيب ..لاننا أجبن من أن نعترف ان سيدنا عثمان قتل لانه لم يعرف كيف يدير شئون الدولة وتغلب عليه بنو أمية مثل كل كهنة المعبد الآن الذين يلتفون حول كل حاكم ليسلبوا الشعب ثرواته وحقوقه .. لا نريد ان نعترف ان سيدنا عثمان قتل لان الشعب ثار علية وهو رفض ان يتخلي عن الحكم طواعية واطلق صيحته الخالدة التي اصبحت دستورا لكل حكامنا منذ تلك اللحظة وحتي الآن .. هذا قميص البسينه الله فلا أخلعه .. ومنذ تلك اللحظة لم يتغير اي حاكم في عالمنا التعيس الا علي يد عزرائيل .. فهل أنا من اسفه حال العرب أن ام ان حالنا هو فعلا سفيه بما فيه الكفاية منذ اللحظة التي عرفنا فيها الهروب من الحقائق وعدم مواجهتها بالكذب علي انفسنا واتهام الآخرين انهم السبب في مصائبنا .. وادعاء اننا ملئنا العالم عدلا واننا لم نغزو البلاد الاخري بل فتحناها وانهم استقبلونا بالورود مثلما كان يعتقد الامريكيون تماما في غزوهم للعراق ..هذا رغم اننا نعرف تماما وفي عقلنا الباطن اننا اهدرنا ارواحا وارقنا دماءا اكثر مما أهدرها كل طغاة التاريخ .. وانه لم يكن هناك اي فرق بين اي جيش عربي غازي وبين جيش الاسكندر او حتي جيش هولاكو .. لاننا لانريد ان نعترف ان هذه هي الحرب وان جميع الامم في تلك الحقبة كانت تتقاتل بنفس الطريقة وتغزو بعضها لا فرق بين الاغريقي والروماني والفارسي والعربي .. من حقنا ان نفخر بتاريخنا دون ان نضطر الي الكذب واضفاء انسانية كاذبة علي عصر كانت روح الانسان ليس لها اي قيمة فيه والتغلب كان فيه للأقوي و الاقسي .. لقد تخلص العالم كله من قيم هذا العصر ولكن لاننا نصر علي الكذب
فحالنا يزداد سوءا .
هذه حالنا الحقيقية ولن نخرج منها الا اذا اعترفنا بها اولا .. اعترفنا اننا اكثر شعوب الارض تخلفا وفقرا وتعرضا للقهر والاستبداد علي يد حكامنا ومحتلينا علي يد سواء .
ثرواتنا تستمتع بها قلة قليلة والاغلبية تعاني شظف العيش وتعاني البطالة وتستجدي الحرية .
فهل تعرفون من هو السبب في كل ذلك انه عبد الله بن سبأ .. فليحفظ الله لنا عبد الله ابن سبأ .. فله الفضل فيما تبقي لنا من قوانا العقلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟