الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزلام سلطة الاستبداد وسلوكهم

صاحب الربيعي

2011 / 6 / 15
المجتمع المدني


تستند البنية التنظيمية لسلطة الاستبداد على منظمة مافوية تهيمن على نحو خفي على مؤسسات الدولة والمجتمع من خلال أزلامها في الأجهزة الامنية والحزبية وتتحكم بهما من دون المساس بكادرها المهني على نحو مباشر لكنها تعمل على إخضاعه إلى نهجها إما بكسب ولاؤه لأحد أجهزتها الأمنية أو الحزبية وإما تهميش دوره على نحو غير مباشر.
تستقطب المنظمة السرية لسلطة الاستبداد حثالات قاع المجتمع في صفوفها ممن يعانون عوزاً مادياً أو ضعفاً في تحصيلهم العلمي والثقافي أو مهمشين اجتماعياً أو مرضى نفسيين أو مأبونين منحدرين من عائلات تمتهن القوادة ما يعرضهم إلى الاحتقار الاجتماعي، فتعمل على منحهم السلطة والمال والنفوذ لتوظيف حقدهم وكراهيتهم ضد المجتمع.
وفي الوقت ذاته تعرضهم إلى الإهانة والاحتقار لضمان ولاؤهم إليها وتهددهم بالطرد من صفوفها إن أخلوا بواجباتهم، لذلك يستميت عضو المنظمة السرية دفاعاً عن سلطة الاستبداد للحفاظ على مصالحه ويبدي خضوعاً تاماً لتنفيذ توجهاتها بإضطهاد المعارضين وقتلهم من دون رحمة أو الشعور بتأنيب الضمير.
يعتقد (( حسن العلوي )) " أنه بسبب الطبيعة الأمنية للمنظمة السرية وانعزالها تكون حقلاً ممتازاً للشخصيات المنطوية والمغلوقة وغير الطبيعية، فالخاملون القادمون من القرى المعزولة التي تعاني تدهوراً في انتاجها الزراعي وضآلة نشاطها التجاري هم أصلح الشرائح الاجتماعية للحياة في منظمة الحزب السرية ".
إن حالة الانحطاط النفسي للكائن المشوه في المنظمة السرية يجعله يفرض نفوذه على نحو لاواعي على الدولة والمجتمع للتخفيف وطأة شعوره بالدونية، فكلما زاد نفوذه زاد شعوره بالنقص والاحتقار الاجتماعي ما يجعله على نحو دائم يعمل على توسيع نطاق سلطاته ونفوذه المالي.
إن أحد أهم توجهات المنظمة السرية اخضاع منتسبيها على نحو دائم إلى المهانة والاحتقار وتذكيرهم بماضيهم السابق ووسطهم الاجتماعي وضآلتهم ودونيتهم لقسرهم على المقارنة بين مكانتهم الحالية وماضيهم التعس، لضمان ولاؤهم الدائم واقناعهم أنهم من دون سلطة الاستبداد وديمومتها لا قيمة لوجودهم في الحياة. كما أنها تعمل على انتقاء العناصر الأكثر نذالة وخسة من منتسبيها للعمل في سفاراتها وتوكل إليهم مهمات قذرة مثل اغتيال معارضين أو التجسس عليهم.
يقول (( حسن العلوي )) : " إن اختيار المعزول اجتماعياً ونفسياً عن حضارة المدن والمدينة المعاصرة والبعيدة عن الجو الثقافي الانساني لمهمات دبلوماسية ساعد على خلق مجموعة من المرتزقة الباحثين عن المال والشهرة والجنس ".
فضلاً عن أن المنظمة السرية توهم منتسبي حزبها من المغيبين بانتخابات صورية في الحزب فتفوز عناصرها بالمراكز الحزبية العليا لتحكم سيطرتها على الجهاز الحزبي، وتقمع الأصوات المعارضة على استيحاء لنهج سلطة الاستبداد.
يؤكد (( حسن العلوي )) " أن قيادة الحزب المركزية تكون حكراً على غير المؤهلين علمياً وثقافياً ومن فاقدي الاختصاص ومن ذوي الامكانات المحدودة ".
على الرغم من أن سلطة الاستبداد تعتمد على نحو كلي على حثالات قاع المجتمع لفرض سطوتها على مؤسسات الدولة والمجتمع وقمع المعارضين، لكنها تشكك بولاؤهم لإدراكها أنهم عديمي القيم ومستعدون لبيع أنفسهم لأي جهة داخلية أو خارجية لقاء المال.
موقع الكاتب الشخصي : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #