الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاشتراكية والشرطة

محمد حسني

2011 / 6 / 15
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


ظهر جهاز الدولة منذ أن بدأ المجتمع البشري ينقسم إلى طبقات، حكام ومحكومين، سادة وعبيد، ملاك وشغيلة. ومثلما وظفت الدولة رجال القانون والدين والفن لصالح مشروعها، فقد احتاجت إلى قوة مسلحة ومنظمة، وإلى سجون ومعتقلات. لقد تكونت الشرطة لا لتوفر الأمن والأمان، ولكن لتكون ذراع لطبقة الحاكمة وتطبق مصالحها، وحتى لو كان أفراد الشرطة لا ينتمون لتلط الطبقة الحاكمة، فإنهم يرتبطون بها بحكم دورهم.

ولكن ما ذا يتصور الاشتراكيون، أثناء وبعد الثورة الاشتراكية، هل سيكون المجتمع بغير حاجة لقوة مسلحة؟

خلال النضال ضد الأنظمة الحاكمة وضد الثورة المضادة، من قوة منظمة ومن جحافل البلطجية، تتكون لجان حراسة لحماية الأحياء والمنشآت، وبالتالي هي تخلق "قوة أمن موازية" تقوم بالدور الحقيقي وهو"الأمن"، وليس "القمع". ففي المجتمع الاشتراكي، يكون هناك احتياج للقوة فقط حتى تستطيع الأغلبية حماية نفسها ضد التصرفات التي تقوم بها بقايا الطبقات القديمة ضد المجتمع. فأعمال البوليس والجندية في المجتمع الاشتراكي يمكن أن يقوم بها العمال العاديين، الذين يختلطوا بحرية مع زملائهم العمال، يتشاركوا نفس الأفكار ويعيشون نفس الحياة، ولضمان إلا تتطور مجموعات الجنود والشرطة بانفصال عن جمهور العمال، يجب أن يكون الجنود والشرطة عمال مصنع ومكتب عاديين يقومون بهذا بالدور بالتناوب.

وبدلاً من أن يدير القوات المسلحة والشرطة مجموعة صغيرة من الضباط ستتم إدارتها عن طريق ممثلين من جمهور العمال " منتخبين مباشرة ".

لفترة قريبة كان مانقوله، يبدو كمثالية ورمانسية، ولكن منذ يوم 29 يناير، وبعد أن انسحبت الشرطة، قهرا، وعمدا ايضا، ثم مهاجمة الأحياء بعصابات الأمن والبلطجية، مع حملة إشاعات واسعة تستند إلى تضخيم حوادث متعمد. تشكلت عل الفور لجان حماية شعبية، من شباب واهالي الاحياء، لحماية المساكن والمنشآت، وتدريجيا استطاعت أن تتغلب حتى على عصابات النظام.

لم تكتمل التجربة الرائعة، لعدة أسباب منها أن المواطنين لم يتخيلوا استمرار الوضع، وأنه يمك أن نعيش بدون شرطة. كما أن النظام تنبه بسرعة فعمل على إعادة الشرطة فورا، ولو بشكل ظاهر. كما حرص المجلس العسكري على التأكيد على عودة الشرطة، وتم التغاضي عن كل الدعوات لتنظيم فكرة اللجان الشعبية، وتقنينها حيث توفر الحماية المدنية، وكذلك فرصة تشغيل للشباب. فهذه اللجان تفضح الوجه القبيح للنظام، فهي ستقوم بالحماية، غير منعزلة عن الجمهور، لكنها بالطبع لن تكون أداة للطبقة الحاكمة، من جنرالات ورجال أعمال، فلن تقوم بقمع المظاهرات، ولا الاعتصامات، ولن تعمل في تعذيب المواطنين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية


.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت




.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام


.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف




.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام