الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الخوف من وصول الاخوان للسلطة ما يبرره؟

احلام اكرم

2011 / 6 / 15
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لا أحد يستطيع إنكار دور مصر القيادي في المنطقة العربية وأهمية فكرها في التاثير على المسار الفكري في المنطقة العربية برمتها . من هنا راقبت عن كثب الإنتفاضة المصرية ومحاولة الإخوان سرقة أضوائها بعد أن نجحت في كسب الجولة الأولى والإطاحة بالنظام . والأهم بعد أن نجحت في كسب تأييد الرأي العام العالمي لمطالبها المشروعة ..
وبعد هذا النجاح العالمي لم تنقطع محاولات الإخوان من الإستحواذ على الشارع المصري لتسيير عجلة التغيير بإتجاه أهدافهم ومطالبهم ..وعلى رأسها ما صرّح به نائب المرشد العام للإخوان المسلمين خيرت الشاطر من أسابيع قليلة بأن "" هدف الجماعة دولة إسلامية وسيادة العالم "". اما موقف الجماعة من تطبيق الحدود .. فقد أكده الدكتور محمود عزت بأن هذا الأمر يأتي بعد إمتلاك الأرض فلا بد ان تقام الحدود بعد ان يكون الإسلام في حياة الناس وأخلاقهم وتعاملاتهم ""..
في لقاء نظمته الجالية المصرية يوم الأحد السابق في لندن تحت عنوان "" المستقبل المصري"" تحدث فيه كل من : الدكتور عمرو حمزاوي – ورجل الأعمال الأستاذ زياد علي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي الإخواني عضو مجلس شورى الإخوان المسلمون والذي خالف قرار الجماعة بعدم الترشح لرئاسة الجمهورية ويحظى بدعم مئات من شباب الجماعة الذين قام بتجنيدهم في السبعينات ويعتقدون فيه الإعتدال ..
قدّم الدكتور أبو الفتوح رؤيته المستقبلية لمصر الدولة الديمقراطية الوليدة ..مؤكدا أن الديمقراطية الحقة لا تشترى .. ومنبها الإنسان المصري الفقير والذي يمثل 60% من الشعب المصري .. إلى عدم بيع صوته لأي جهة يعتقد بان تمويلها خارجي خاصة من تمويل أمريكي أو سعودي مطالبا بإقرار قانون يمنع التمويل الأجنبي, وضرورة الحوار مع السلفيين لأن إقصائهم وعزلهم سيؤدي إلى تطرّفهم. وحق أي حزب في الترشّح والوصول إلى السلطة مادام يفوز بالأغلبية حتى لو كان الإسلاميون الذين في رأيه لا يشكلون خطرا على الإطلاق .. لأن مفهوم التعددية الديمقراطية يقتضي ذلك وأن الإسلام رمز لهذه التعددية لأن فيه 16 مذهبا لا يكفر احدها الآخر ..ناسيا ومتناسيا الخلافات القائمة بين السنة والشيعة ؟؟؟
وتجاهل العديد من الأسئلة والتي من ضمنها دور الفن في إحداث التغيير الجذري الذي يساهم في النقلة النوعية الضرورية في الثقافة المصرية .. وفيما إذا كان الإنسان المصري سيستمر في الإستمتاع بالغناء أم أنه سيخفت الأصوات ويكممها !!

ولكنه فشل فشلا ذريعا في إجابته المقتضبة عن ضرورة إصلاح التعليم المصري .. وفيما إذا كان هذا الإصلاح سيتم بضوابط دينية أم سيتمتع بالحرية الفكرية الضرورية لإعمال العقل والخروج من الظلامية والتشدّد .. خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة .. للخروج من ثقافة سلبية نمت وترعرت خلال الفترة الماضية لا تنتمي إلى طيبة المصريين إستخدمت المناهج التعليمية والمنابر في ترويج ثقافة التطرف والغلو في تديّن زائف وكره المواطن من أي دين آخر .. حين حللت حرمانه من حقه في المساواة في الحقوق والواجبات .. ثقافة أدت إلى عودة المرأه خائفة طائعة تتقبل عدم المساواة . والعنف والإغتصاب الزوجي متلحفة بعباءة سوداء تقتل فيها الروح والجسد .
رده المقتضب كان بأنه سيعمل على إصلاح التعليم وتحريرة للبحث في القضايا العلمية .. أما الأمور الأخرى, "" فهي أفكار مستوردة لا تتماشى مع الثقافة السائدة """...
سؤالي للدكتور أبو الفتوح .. ولكل الإسلاميين الذي يتطلعون للوصول إلى السلطة .. أليست الثقافة السائدة هي نتيجة المناهج التعليمية التي إعتمدت أيدلوجية دينية متصلبة أدت إلى وضع إسم المنطقة العربية كلها على لائحة الإرهاب . والخوف من كل إنسان يعيش فيها .
أليست هي نفس المناهج التعليمية التي رسّخت لدونية المرأة .. وجعلت هذه الدونية مقبولة إجتماعيا .. والأهم مصدّر تهكم عالمي من فتاوي أقرت إنتهاك حقوق المرأة مرات ومرات ؟؟
أليست الثقافة السائدة هي أحد أهم الأسباب في تخلف المنطقة العربية .ولا سبيل للخروج من هذه الثقافة سوى بالتعليم الحر الغير مرتبط بأية أيدلوجية دينية..
سؤالي هو هل فكرة الحقوق المتساوية للمواطنين .. وعدم التمييز بين الرجل والمرأة .. والخروج من العنف الأسري المسلّط على المرأة ..أفكار مستوردة .. وإذا كانت مستوردة أليس من الأجدر إستيرادها بدل العديد من المظاهر المجتمعية السلبية التي حللت الفساد وسرقة الأموال العامة .. وأدت إلى إتساع الفجوة بين المواطنين في المجتمعات العربية وإنعدام العدالة وتغييب القانون .

وهل من العدالة إنتهاك حقوق المرأة في عملية إغتصاب زوجي تتم عشرات المرات .. هل من العدالة أن تخرج المرأة بعد زواج دام عشرات السنين بملاليم فقدت قيمتها من خلال التضخم ولا تسد الرمق لتتسول عيشها من إخوتها وأقاربها . هل من العدالة تأكيد حق الزوج في التعدد لمجرد حب التغيير .. وكبر سن المرأة وغيرها من الحجج الواهية ؟؟
لماذا لا تأخذ الدول العربية أجمع بقانون ما جيلا المعمول به في تونس . وهو القانون الذي أقرة الراحل الحبيب بورقيبة عام 1956 يقر فيه بالمساواة الكاملة للمرأه في العمل والتعليم والإرث والشهادة ومنع تعدد الزوجات .. والأهم الملكية المشتركة للزوجين في حال الإنفصال .

لقد أكدّ الدكتور أبو الفتوح في حديثه "" بأنه لا يمكن لأحد التحدث بإسم الإسلام .. ولكن بإستطاعة أي شخص تقديم مفهومه البشري للإسلام "" .. أليس هذا المفهوم البشري هو ما أدخل كل المنطقة العربية في متاهات الفتاوي وغيرها والتي أساءت إلى الدين .. أليس من الأجدر إختصارا لمعاناة الإنسان المصري العربي في هذه الحالة عملية البتر في فصل الدين عن الدولة ؟؟؟
لتجذير قيم المواطنة – المساواة - العدالة وسيادة القانون .. وكلها من ضمن اخلاقيات كل الأديان ..

وبالرغم انه لم يتطرق إلى علاقة الدولة الجديدة مع العالم من حولها إلا ان مقولته
"" لا يمكن منع الناس من الإيمان بمرجعية إسلامية "" تنطبق على ما قالة زميله خيرت الشاطر "" أن الإخوان يستعدون للحكومة الإسلامية كمرحلة تالية لتطبيق نهضة مجتمعية على أساس مرجعية إسلامية بهدف الوصول إلى مرحلة سيادة العالم وعودة الدولة الإسلامية. وكما يروّجون بمراوغة وتلاعب بالكلمات ""دولة مدنية ديمقراطية على اساس مرجعية اسلامية"" .
وبهذا يؤكد الإخوان بان إعتدالهم مجرد كلمات وقشرة لا ترتقي إلى الإيمان الحقيقي بالديمقراطية ..

نعم الديمقراطية .. عملية تقتضي بناء الإنسان من الداخل بعد سد رمقة وإحترام كرامتة الإنسانية .. عملية تنمية إنسانية مستدامة تتغير بمقتضى الظروف لما يخدم مصلحة الإنسان في كونة جزء من العالم حولة .. عملية بناء ثقافة سلام لا تختلف في قيمها الإنسانية من إنسان وآخر ..لنستطيع الحياة بأمن وأمان في عالم بلا حدود.

والسؤال الذي يجب أن يطرحة المصريون حين التوجه إلى صناديق الإقتراع .. هل وصول الجماعة سيخدم الهدف الأول والأساسي من الإنتفاضة وهو مصلحة الإنسان المواطن المصري على المدى القريب والبعيد . وهل سيحقق لثوار هذه الإنتفاضة الشباب الأمل الذي يتطلعون إلية وهو الإندماج في العالم وأن يكونوا ذو تأثيرات إيجابية وأفكار تخدم تطلعاتهم لمجتمع حر يضمن لهم العدالة الإجتماعية والحرية .. والأمن .. وإحترام حقوقهم .

نعم .. حجر الأساس في تغيير الثقافة وبناء مجتمع العدل والأمان والحرية هي المرأة ...ومن خلال المناهج التعليمية الغير مرتبطة بأيدلوجية دينية .. لأن الأديان الإبراهيمية الثلاثة أجحفت بحق المرأة ... وأية ديمقراطية لا تعترف بذلك هي ديمقراطية سوداء تتخفى تحت عباءة أن المرأة هي الشرف بينما تتعامل معها ومع حقوقها بدون شرف ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يادة العالم مرة واحدة؟؟؟
بشارة خليل قــ ( 2011 / 6 / 15 - 17:09 )
طيب مش قبل ما يرغب في سيادة العالم, يكون سيد نفسه من عبودية النصوص المقدس
والتفاسير الغارقة في التصلب والعنصرية والكراهية والغدر والارهاب
ولا يتعلم احترام الاخر ومعتقداته بدءا باخوته في الدين من المذاهب المختلفة
او يطلق حملة تشجيع القرائة مثلا بدل حملة مليون لحية او نقاب ..لا ادري
ولا يروح يفيد العالم بشيء بدل ما قاعد عالة على باقي الشعوب
كل شعوب الارض متجهة نحو تعزيز قيم العدالة والحرية والمساواة الا هو قاعد بيحلم بالهيمنة على العالم واخضاعه لاسلامه الارهابي
لأ , وهم اليهود اللي بيتآمرو على العالم...شيزوفرينيا جماعية

اخر الافلام

.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر


.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض




.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف


.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير




.. العربية ويكند | استطلاع أميركي: الرجال أكثر سعادة بوظائفهم م