الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراقبوا بلدية الحله والجساره بقلم ماجد المطيري

حامد كعيد الجبوري

2011 / 6 / 16
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الحاج ماجد عباس ويس المطيري
الحلة الفيحاء عروسة الفرات الأوسط ، حدثني عمي عدنان ويس الخفاجي المطيري وهو من مواليد 1937 قائلا وعيت عليها – الحلة - سنة 1944 وكانت مدينة الحله تمتاز بأشياء كثيرة ومهمة عن باقي المدن العراقيه والعربيه ومدن العالم ايضا ، وهي مدينة العلم الإلهي والفقه والاجتهاد والأدب والشعر والكرم والنبل والشرف ، وكذلك مدينة المهن والحرف اليدوية القديمة والجميلة والزراعة والآثار القديمة ( بابل كيش بوريسبيا ) وكثير الكثير من تلك الحضارات التي انارة العالم بنورها ، هذه هي حلة الخير والطيب
، واما من الناحيه التكون السكاني لأبنائها ابتدأ من العلماء والفقهاء الإجلاء أمثال العلامة الحلي ابن المطهر وآل طاووس وصفي الدين الحلي وسيد حيدر الحلي ومحمد مهدي البصير وطه باقر والكثير الكثير من هؤلاء الفضلاء والأجلاء ، وصولا للشخص البسيط طيب القلب والمؤمن الصالح كانوا هؤلاء الناس ولعقود كثيرة يقدمون الثمين الثمين من علومهم وجهودهم العلمية والأدبية والطبية الغزيرة إلى جميع إنحاء المعمورة وكانت الحلة قبلة يقصدها طلاب العلم من جميع إنحاء العالم ولمدة أربعة قرون فبقيت الحلة متداولة على شفاه و ألسن التواقين والمتلهفين إليها من شتى بقاع الارض ،
ونقلا عن الاديب الشيخ المرحوم يوسف كركوش ان في الحله 350 عالم ديني مجتهد وكانت الحلة أول حوزة علميه قبل النجف الأشرف كما أن فيها عوائل عريقة ومحترمه ولها وزنها وثقلها على الحكومة في العهد الملكي ، بل وحتى في العهد العثماني وبعد الاحتلال البريطاني ، وتمتاز الحلة آنذاك اي القرن المنصرم (قرن العشرين) بجمالها وكثرة بساتينها المثمرة وحدائقها المنضمة ونظافة شوارعها وأزقتها وكذلك دوائرها الرسمية فكانت الأوساخ والفضلات و مخلفات البناء لا ترمى كما هي الآن وللأسف الشديد، اما من ناحية البلدية في تلك الأيام لا تبنى أي دار ولا بنايه ولا محال أو أي بناء الا بموافقة البلدية ويمنح الموا طن أجازة بناء او ترميم وكان يشرف على ذلك مراقب البلدية وكان اسمه سابقا (جاووش) ، وهو الذي يشرف ويراقب كل مخالفه أو تجاوز يحصل من قبل المواطنون ، حتى بسكب الماء بالشوارع والأزقة ، كل هذه كانت تعد مخالفات يحاسب عليها القانون وكان المخالف ينذر او يغرم من قبل البلدية ، وهؤلاء المراقبون كان ديدنهم الإخلاص والامانه والشرف بعملهم ، وكانت الحلة بالصيف ترش الشوارع بالماء بواسطة سيارة (تسمى بالرشاش ) او بواسطة عربات تجرها الخيل ويديرها رجل يقوم برش الشوارع والأسواق ، ومن هؤلاء المرحومين ( حسوني وابو هادي الجباوي ، وكرجي ) وغيرهم وكانت بلدية الحلة تقوم في فصل الصيف بمكافحة الحشرات بالسيارة المعروفة ب ( ام الدخان ) - حرق الكاز - ، وكانت هذه السيارة تجول قبل المغرب في شوارع الحلة وإحيائها الصغيرة ،
وأما في فصل الشتاء كان مراقب البلدية (الجاووش ) يعمل مع عماله من الكناسين بتصريف مياه الأمطار إلى شط الحلة ، وكانوا يلبسون ( الجزم ) وكانت تصرف لهم من نفقة البلدية وبأيديهم المكانس الطويلة المصنوعة من سعف النخيل وفي بعض الأحيان يشاهد في الأيام الممطرة مدير بلدية الحلة وكذلك المتصرف (المحافظ الان ) يعملون مع عمال البلدية بتصريف مياه الإمطار وكأنهم عمال وبدون إي ( استنكاف ) او تكبر وللأسف الشديد لا يوجد عندنا هذا اليوم مثل هذا الحس الوطني لا من المحافظ ولا من مدير البلدية ، وكانوا يعملون هؤلاء العمال والمراقبون بكل شرف وإخلاص وإتقان وكان من ضمن مراقبي بلدية الحلة الأوائل والدي المرحوم ويس خضير الخفاجي المطيري – الحديث لعدنان ولده - من مواليد 1888 – 1963 م والمرحوم نوري البياتي والمرحوم خزعل الشريفي والمرحوم رءوف المعروف والمرحوم جاسم الجسار والحاج عباس لفته المطيري ، وغيرهم الكثير من القائمين على هذا العمل وقاموا به بكل شرف ودقه وأمانه ، وكانت الرشوة بعيدة عنهم كل البعد ، كان لباس ( الجاووش البلدي ) آنذاك ألبزه العسكرية الخاكي الجميلة والسدارة ألفيصليه السوداء على الرأس ، والحله مكونه من صوبين يفصلها شط الحله الجميل وكان حينها نظيف كل النظافة من الأوساخ والشوائب والفضلات وأجساد الحيوانات الميتة ، لا كما هو الحال في أيامنا هذه فأن شط الحلة يرثى له من تراكم جميع الفضلات وحتى ( السكراب ) من الحديد وغير ذلك ، وكانت آنذاك المقاهي والكازينوهات على ضفافه الجميلة عامره بروادها والجلسات العائلية الشعبية على حافتاه وتلك العصريات اللطيفة لا كما هو اليوم عكس ذلك فالشط مهمل من قبل المواطن والحكومة - لماذا يا حكومة الحلة المحلية - وهل يوجد ما هو أجمل من الشط ، هل رجعنا الى الوراء ويا ليتنا رجعنا الى تلك الأيام الجميلة والنظيفة من تاريخ مدينة الحلة أيام زمان أيام الأربعينيات والخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات ، نرجع الى شط الحلة هناك جسر واحد في الحلة وهو يقع في وسط المدينة شيد عام 1936 م وكان قبل ذلك جسر ( دواب ) يديره مراقبون يعرفون ( الجساره ) يقف واحد من الجسارة في طرف من الجسر والآخر من الطرف الثاني من الجسر وبيد كل واحد منهم صفاره يؤشر بها للآخر لتنظيم السير و عبور المركبات الصغيرة وكذلك العربات التي تجرها الحيوانات ، والجسر ممر واحد يسع لسيارة واحده وكان من هؤلاء الجسارة المرحوم الحاج محمد جاسم محمد المطيري مواليد 1898 م-1976 م وكان هذا الرجل مشهور بمهنة ( المجبرجيه ) على صعيد الحله آنذاك و من الجسارة المرحومين كاظم الحمر و جواد ابو حامد من آل عجام (ابو ديه ) حيث بترت يده أثناء الواجب وحصل هذا الحادث المؤسف بفتح الجسر وكان جسر الحلة يفتح لمرور السفن الصغيرة ، ومن الجسارة المرحوم عبد الرضا السلمان الطائي ( ابو ساجده ) والمرحوم الحاج عباس عبيد بريسم والمرحوم عربي ابو هادي والمرحوم صالح هادي والمرحوم حسن ابو حمد وغيرهم وكان جسر الحله مصمم به فتحه تفتح عندما تمر السفن للعبور وتفتح هذه الفتحة بواسطه ( هندر ) تفتح من قبل الجساره وكنا نحن نشاركهم هذه النزهة وتمر السفن من خلالها إي من العبارة والسفن آنذاك يجرها رجال أبطال (سفانه) ومن واجبات الجسارة تنظيف الجسر وإنارة الجسر وكان سابقا يتنور بالفوانيس النفطية وبعدها بالكهرباء ومن أعمالهم تزيت وتنظيف المجموعة الحديدية الضخمة من المسننات و (الدشالي ) والآلات الحديدية في مجموعة فتحة الجسر الميكانيكية ، وتقع هذه المجموعة تحت الجسر فى الصوب الكبير من الحلة ، وكذلك كانوا يطلون السياجين للجسر بالصبغ ويصلحون كل عطل او كسر يحصل بالجسر وبالأخص من كسر أعمدة السياج الحديدي للجسر خوفا من سقوط المارة بالشط ، وكذلك كان عندهم زوارق و ( كفف جمع كفه ) يستعملونها للإنقاذ في حالة سقوط بعض المارة بالشط وخاصة الاطفال ويستعملوها أيضا عندما يقطع الجسر لعبور بعض الناس بهذه الزوارق (البلامه) و( الكفف ) 0 وعذرا لجميع مراقبي ألبلديه والجسارة اللذين لم أتذكرهم .
------------------------------------------

الحاج محمد الجسار بملابس العمل الحكومية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رحم الله الحلة ومن ذكرت من الافاضل
بشار علوش ( 2011 / 6 / 18 - 05:49 )
استاذي العزيز
الحلة مع كل الاسف اقرب الى ان تكون قرية في اطراف العراق النائية منها الى مدينة عريقة.الحلة التي كانت غنية بحدائقها وساحاتها ومتنزهاتها اصبحت غنية بشوارعها الوعرة ومزابلها المتراكمة .يكفي ان تقارن بين صورة لمدينة الحلة من خمسينيات القرن الماضي (مثل التي يعرضها مصور الزنابق في شارع ابو القاسم) وبين ما آلت اليه المدينة الان . الشيء الوحيد الذي لم يتغير في الحلة هو طيبة ابناءها وكرمهم. رحم الله الحلة ورحم الله كل من عمل لعمرانها ممن ذكرت ومن لم تذكر

اخر الافلام

.. أبرز القضايا التي تصدرت المناظرة بين بايدن وترامب


.. الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه ترامب يتبادلان الاتهامات بع




.. هل يتنحى بايدن؟ وأبرز البدلاء المحتملين


.. توثيق اشتباكات عنيفة في رفح جنوبي قطاع غزة




.. آيزنكوت: يجب على كل الذين أخفقوا في صد هجوم السابع من أكتوبر