الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يكون الاباء في مواجهة الاعداء

علي الشمري

2011 / 6 / 17
المجتمع المدني


((عندما يكون الاباء في مواجهة الابناء))
في كل المجتمعات البشرية ومهما طالت فترة سباتها ,لا بد وان تتوفر لها عوامل مساعدة لاستعادة بناء الوعي المجتمعي وفق متطلبات المرحلة والمتغيرات الدولية المعاصرة لها,
فأنظمة الحكم العر بي تعمل جاهدة ووفق اوليات أجندتها على تعطيل الحراك الفكري في المجتمع من خلال ضوابط واليات صارمة كمنع التجمعا ت والتظاهرات والاتصالات وقمع الحريات الشخصية وحرية التنظيمات النقابية ومنظمات المجتمع المدني الاخرى,وهذه من سمات الانظمة الشمولية خوفا من تطور الوعي والارتقاء به الى حالة الرفض للواقع الفاسد والتفكير بالتغيير الشامل نحو الافضل.لقد عمدت أنظمة الحكم العربي الى جذب شرائح مختلفة من المجتمع بمؤثرات مادية أو ترهيبية (حسب طبيعة ذلك المجتمع وطبيعة النظام المتسلط وسياسته) لجعلها تدور في فلك الحاكم,وهذا ما عمد اليه الطاغية المقبور صدام,حيث أستطاع من خلال فترة حكمه الطويل الى شراء ذمم وظمائر الكثير من أبناء المجتمع العراقي من خلال سياسة الترغيب والترهيب ,وتحويلهم الى عيون للسلطة ليعملوا ضد أرادة وتطلعات الشعب تحت واجهات ومسميات مختلفة,فهناك شريحة تسمى أصدقاء الرئيس(من كبار ضباط الجيش والمسؤولين الحزبيين )وهؤلاء لهم أمتيازات ورواتب وأكراميات خاصة,وأخرى أحباب القائد (لصغار السن ومن الجنسين)محاولا تنشئتهم وفق رغباته وتطلعاته في البقاء مدى الدهر,
وهناك من يعمل مع الاجهزة الامنية المختلفة تحت عنوان (الاصدقاء)وأستطاع أن يجند مجاميع من النساء لاستخدامهن في جذب وتوريط الشباب من خلال بيوت الدعارة التي كانت السلطة تساهم بانتشارها,ومرتبطة بمديرية الامن في كل محافظة.وهذا لن يكون بمستغرب من نظام ديكتاتورية فاشستي.لكنها تكون اكثر غرابة من جهات تدعي انها أسلامية وتريد تطبيق تعاليم الاسلام.
وأمتدت يداه الى شيوخ العشائرالحقيقيين وعمل على تحجيم دورهم ما بين قتلهم بوسائل مختلفة ومنها دس السم لهم في مديريات الامن ومابين رميهم في السجون ,أو فرض الاقامة الجبرية عليهم مع المراقبة الصارمة وذلك لمعارضتهم لسياسة صدام والبعث ,وخلق طبقة جديدة من الشيوخ أطلق عليها في حينها شيوخ التسعينات ,وهؤلاء بمثابة شرطة سرية للنظام يستلمون رواتبهم الشهرية من المكاتب الحزبية,بالاضافة الى الاكراميات والهدايا في الاعياد والمناسبات الوطنيةالاخرى ,وقد تم تصنيفهم ,شيخ عموم,شيخ قبيلة,شيخ عشيرة,رئيس فخذ,وجيه,وهؤلاء تكون رواتبهم مختلفة بأختلاف تسمياتهم,وقد ساهموا هؤلاء في أجهاض الانتفاضة الشعبانية في ال1991 من خلال أيواء كبار البعثيين الهاربين من غضبة الشعب في مضايفهم ,ومن مضايفهم أنطلق القوات العسكرية الصدامية لما يعرف في حينها تحرير المدن من الارهابيين..وكثيرا من الشيوخ أستخدمهم جيش الطاغية لتشخيص المواطنين المشتركين في الانتفاضة بعد سيطرة الجيش على الاوضاع ,بالاضافة الى ما كتبوه من تقارير سرية عن كثير من العوائل ممن لهم أبناء شاركوا في الانتفاضة وبعد دخول الجيش غادروا العراق الى دول مختلفة.
هؤلاء الشيوخ المصنعين صداميا ,وبعد سقوط النظام ,فقدوا أمتيازاتهم المالية وفقدوا أحترام الشعب العراقي الذي كان يعتبرهم جزء من المنظومة الديكتاتورية الحاكمة انذاك.
لقد لجأ الكثير منهم من الذي كان يستلم رواتبه من صدام ومنظومته الحزبية الى الدخول في الاحزاب الدينية لغرض الحصول على الرواتب والامتيازات مجددا ,وأعلنوا توبتهم وندمهم عن التعاون مع الطاغية و للتكفير عن سيأتهم التي ارتكبوها ضد الشعب العراقي,وأعلنوا تضامنهم وولائهم للشعب طمعا بالمغفرة وعدم الاقتصاص منهم,لكنهم سقطواثانية في أول أختبار حقيقي عندما زجهم المالكي في سوح التحرير ضد المتظاهرين العزل من السلاح,وأستخدموا كافة الاسلحة المتوفرة في أيديهم من عصي وسكاكين وشفرات حلاقة لايذاء المتظاهرين وتفريقهم ,بحجة أنهم خرجوا للمطالبة بالقصاص من جناة واقعة عرس الدجيل,وتأيدهم لحكومة المالكي الذي خصص لهم رواتب شهرية ومكافئات وأمتيازات (على غرار ما كان يفعله صدام)وقد نجح المالكي في تجنيدهم وتعبئتهم(من خلال تشكيل مجالس أسناد العشائر ) من جديد كشرطة سرية له وأستخدامهم كورقة رابحة ضد المتظاهرين المطالبين بالايفاء بالوعود التي قطعتها الحكومة (المئة يوم)للمواطنين,في محاولة منه لتدوير الصراع وتحويله من بين الشعب والسلطة ,الى صراع بين الشعب نفسه,بين الاباء والابناء,بين تطلعات الشباب نحو التجديد والديمقراطية وبين رغبات الطبقة الطفيلية المعتاشة على ويلات الشعوب ,بين رغبات الشباب في أقامة دولة مدنية خالية من الديكتاتور,وبين جوق الطبالين ممن يحاولوا صناعة الديكتاتور بانفسهم أستنساخا للتجربة الصدامية.
شيوخ عشائر كربلاء وكموقف نبيل منهم وبعد أن عرفوا حقيقة ما جرى ضد المتظاهرين اعلنوا برائتهم من الاعمال التي طالت المتظاهرين وأعتذروا للشعب ان بدر منهم فعل ضدهم ,أما البقية فقد نفذوا الاوامر المالكية بكل حذافيرها خوفا من فصلهم من صنف الشرطة السرية وحرمانهم من الرواتب والامتيازات التي يغدق بها المالكي عليهم.
عجبي على نفوس قد غيرها الدولار ,وعقول لم تنضج بعد لمسايرة تطلعات الشباب ورغباتهم,وصولا الى الوقوف بالقوة المسلحة ضد أحلام أبنائهم الشباب,ما الفرق بينهم وبين كبارالقوم في ليبيا عندما اعلنوا بكل صراحة تأييدهم ومساندتهم لشباب الثورة وقالوا ,لقد هرمنا ونحن بأنتظار هذه اللحظة التاريخية(لحظة التغيير),وكبارالقوم عندنا يحاولوا أيقاف عجلة التغيير والتطور وأرجاعنا الى عصر المشايخ والاماراة
فالوعي الجمعي للمجتمع العراقي أخذ بالتطور ,بعد ان كشف كل الاحابيل والدجل المشرعن وعاهد نفسه وشعبه على مواصلة التظاهر والاحتجاجات لحين الاستجابة لمطالبهم المشروعة,وأذا أستطاع المالكي ان يفرقهم في تظاهرة أسبوعية بواسطة شرطته السرية فلن يستطيع أستخدام شرطة السرية للاسابيع المستمرة المقبلة من التظاهرات,
وأن التاريخ سوف يضيف في صفحات شيوخ العراق أحرف سوداء على مدى ضحالة تفكيرهم وعقم محاولاتهم الوقوف بوجه تطلعات الشباب الرافض أن يكون أباءه شلة من الاعداء ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسبان يتظاهرون ضد السياحة المفرطة في -أرخبيل البليار-


.. خيام النازحين الفلسطينيين تمتد على طول شاطئ دير البلح في غزة




.. إسرائيليون يتظاهرون في القدس المحتلة للمطالبة بصفقة لإعادة ا


.. إيهاب جبارين: ذوو الأسرى يريدون أبناءهم أحياء لا جثثا هامدة




.. انقسام في إسرائيل حول عملية رفح.. وأهالي الأسرى يطالبون بوقف