الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلوك سلطة الاستبداد مع المعارضين

صاحب الربيعي

2011 / 6 / 17
المجتمع المدني


تستند السلطة المستبدة على منظومة فكرية فاشية تعمل على غرس العنف في لاواعي منتسبيها ضد المعارضة لضمان بقاؤها في السلطة، ولا تؤمن بالحوار لأن منظومتها الفكرية إلغائية لكنها قد تستخدمه وسيلة لكسب الوقت لتحشيد قواها لتنكيل بالمعارضة. تعمد سلطة الاستبداد إلى تصنيف المواطنين إلى موالين ينتمون إلى حزبها الفاشي وأجهزتها القمعية ومعادين لنهجها الفاشي وحتى المستقلين يجري تصنيفهم أعداء تبعاً لمبدأ من ليس معنا فهو ضدنا.
كما أنها تتبع سياسة تأجيج النعرات الطائفية والعرقية بين المواطنين وتوريطهم بأفعال عدائية ضد بعض لينشغل الجميع بمعارك هامشية ما يشعرهم بالتهديد، فيلجئون في اللاوعي إلى سلطة الاستبداد طلباً للحماية من تهديد وهمي.
يعتقد (( حسن العلوي )) " أن العدو بنظر الأنظمة الدكتاتورية وأنظمة الإنقلابات العسكرية هو المواطن ليس الخارج على إرادة السلطة وحسب، بل هو أيضاً المختلف معها في الرأي... أصبح المستقل والمحايد عدواً لأنه خارج تعريف الولاء الذي حدده النظام الديكتاتوري، ومن ثم فإنه خاضعاً إلى رقابة الأجهزة البوليسية واستجواباتها ".
تعدّ سياسة تصنيف المواطنين إلى موالين وأعداء، سياسة إقصائية تفرضها أقلية حزبية تنتهج سلوك فاشي ضد غالبية المواطنين لإرغامهم على الانتماء إلى حزبها الفاشي أو التعاون مع أجهزتها القمعية لقاء اعترافها بمواطنتهم، على خلافه فإن المواطن الرافض الانتماء إلى حزب السلطة الفاشي أو التعاون مع أجزتها القمعية يعدّ مواطناً من الدرجة الثانية لا يتمتع بحقوق المواطنة الكاملة.
إن النهج الفاشي لسلطة الاستبداد قائم على سياسة الشك في ولاء الجميع، ومن ضمنهم الموالين لها لقسرهم على الطاعة العمياء واستخدامهم ضد غير الموالين لإرغامهم على إبداء الولاء أو غرس الخوف في نفوسهم.
يقول (( منذر حلوم )) : " إنه في السياسة التي تقوم على الدم كل شخص عدو، صديق وفقاً للحاجة إلى عداوته أو صداقته ولسبب ما تبدو ردود الأفعال دائماً مسوغة ".
إن السلوك العدائي لموالي سلطة الاستبداد وأجهزتها القميعة ضد المواطنين يستهوي المرضى النفسيين الذي يعانون احتقاراً اجتماعياً أو الذين يشعرون بضآلة مكانتهم الاجتماعية أو المنحدرين من قاع المجتمع لذلك يسعون خلال سلوكهم العدائي إلى فرض أنفسهم عنوةً على المجتمع.
صعباً على الإنسان السوي أن يمارس سلوكاً متعارضاً مع تربيته الأسرية الخاضعة للقيم الدينية والأعراف الاجتماعية لذلك يرفض الانتماء إلى حزب سلطة الاستبداد وأجهزتها القمعية ترفعاً عن سلوكها اللانساني ونهجها العنفي ضد المواطنين.
إن النهج الفاشي لحزب سلطة الاستبداد في تصنيف المواطنين إلى موالين وأعداء تبعاً لإيمانهم من عدمه بالفكر الفاشي واستخدامها العنف ضد المواطنين يعدّ متعارضاً مع الفكر الإنساني، لأن الوطن ليس حكراً لهم والمواطنين ليسوا عبيداً في اقطاعية حزبهم الفاشي.
يعتقد (( حسن العلوي )) " أنه نهج سلطة الديكتاتور مهاجمة الخصم المعارض، وهو في مرحلة حمل النوايا قبل أن تترجم إلى أفعال ".
إن عدّ الوطن اقطاعية إلى حزب سلطة الاستبداد والتعريض بحقوق المواطنين واضطهادهم يتنافى مع لائحة حقوق الإنسان العالمي، ما يتطلب تدخل المجتمع الدولي لمنع انتهاك حقوق الإنسان في الدول التي تحكمها أحزاب فاشية وسلطات مستبدة.
موقع الكاتب الشخصي : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي


.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن




.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك


.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية




.. شبكات | لبنان ترحل لاجئين سوريين طوعيا