الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألكُرد بَينَ نَزعَة التَمَرّد والطّرَافَة

فرياد إبراهيم

2011 / 6 / 19
القضية الكردية


الكرد متأثرين ومحتمين بالجبل وبطبيعتهم الجبيلية تواقون الى التمرد على كل ظالم. متأهبون للتصدي لكل عدو غادر طامع . الكردي عاشق للسلاح بالطبيعة وعلى كل من يخالف سنن الطبيعة الصادقة . فظاهرة التمرد بادية في شخصيتهم. و احيانا تظهر روح العصيان والتمرد حتى على قوميتهم والأنسلاخ منها لسبب ما أو لآخر. فهم بالطبيعة انسانيون لهم من ميزات انقلابية على الواقع المصطنع المقيد بقوانين تحول بينهم وبين الحرية ، حرية القول والفعل، وإستقلالية الرأي . وقد يرجع ذلك الى سنوات القهر والتلاعب والسخرية والتلاعب بمقدراتهم وانكار حقوقهم في إنشاء كيانهم المستقل بهم كباقي شعوب العالم وما ينشأ عن ذلك من يأس وإحباط وهم وقنوط . ورغم كل ذلك لم تؤثر نزعة التمرد هذه على روحية الفكاهة و الطرافة والسخرية اللاذعة المتأصلة فيهم والميل الى اللعب واللهو في احضان الطبيعة الخلابة والعشق للجمال الساحر الآدمي منه وغير الآدمي من نبات وكلأ وحيوان وطير وجبال ووديان والشمس والقمر والنجوم. فالكردي عاشق بالطبيعة. رومانسي. واضف الى ذلك عفوية السخرية المحتشمة والمحتمية بالكياسة والظرافة .
وبدون الخوض في تحليل مسهب مفصل اود ان اذكر بعض من خصائص هذا الشعب العريق عن طريق عرض بعض من نتاجهم الثقافي والفكري وتراثهم الادبي والأجتماعي العام يكون بمثابة نموذج ( سامبل- sample) توضيحي لبعض معالم هذا المجتمع الظاهر الخفي. ظاهر في مساهماته الثرة في التراث العربي والأنساني وخفي في كونه لا يزال يعاني من فقدان الهوية القومية وغموض معالمه الشخصية والذاتية لحد اليوم .
فالتمرد جلي في دبكاتهم (الرقص الشعبي الكردي)
الاختلاط بين الجنسين. فموقع المرأة في المجتمع الكردي موقع متميز . فأنه لا وجود لنظام الحريم (الفصل بين الذكور والإناث) عند الكرد، النساء يخالطن الرجال في جميع مواقع الحياة، إنهن وإنهم يصنعون الحياة معاً، جنباً إلى جنب، وكتفاً إلى كتف.
قال المستشرق الروسي نيكيتين "إن الفتاة الكردية تدبك بجانب الشباب، وبذلك تستطيع العثور على زوجها في المستقبل".
الكرد وتحاشي الزواج من اربعة:
غالبية الكرد يتحاشون الزواج من اكثر من واحدة حيث تقول الحكمة الكردية:
( من اراد ان يدمر بيته فليتزوج مرتين وهناك مثل اخر بهذا الخصوص رجل له زوجان مثل صياد الاقباج قلبه مليئ بالثقوب- القبج (الحجل) هو الطائر الرمز للشعب الكرد ي.)
الأدب المكشوف- المباح:
وهنا نموذج آخر من الوصف في قصة ( سارى وحمد و السلحفاة ) . منها هذه المقتطفات:
((نساء المحلة اجتمعن حول التنوريصغين بانتباه الى ما قصته لهم من قصة هزتهن حد الأرتعاش......عندما كانت تهبط ، بدا ثدياها في حركتهما مثل قربة وهي تُخَضُّ . كل ثدي كان بحجم بطيخة ضخمة . تردد في المكان صدى قرقعة صدفتي سلحفاتين. . كلما كانت الأنثى تستحث الخطى، كان الذكر يزيد قرقعة....مشهد هاتين السلحفاتين شد انتباهنا نحن الأثنين بالمقابل. بعد هنيهة كانا يلهثان. .....ما كنا مرئيين، وكلما كانا يزيدان من وتيرة لهاثهما، كان شيخو يرفع مؤخرته أكثر، وينظر محدقاً إليهما....كان بين فخذيه لاح مثل نصب حجري وهو يمرجحه يمنة ويسرة . في البداية ظننت أنه يريد النيل مني ....ويحك . يا هذا هل صرت مسعوراً . أما عيناه فقد استحالتا فنجانين مملوءين دماً. ))
وللشعراء الكرد فلسفة عميقة :
فشيخ شعراء الكرد ( نالي )- بمعنى تأوه أو أنّ أنينا - ، أو بمعنى ( حدأة الحصان) – أي جعل نفسه حدأة للحبيب ذليلا تحت أقدامها. بيدها الحكم تدوس أو تعفو ، تسحق أو تغفر، لأن الشاعر يرى من ينظر لجمال الحبيبة و كأنه فسق وأتى الكبائر ، تقتله أو تنجيه من عذاب العشق والجوى والأرق المستديم في الليل الطويل .
يقول هذا العظيم في بيت له:
(الحياة سهم ونصيب ما تم قسمته ازلا ، وما اقوله لأمر في غاية الجد والموضوعية . انظر بعين العقل الى السيجارة ، فالتبغ هو الذي يحترق والورق هو الذي يقبّل الفم!)
ما اقرب هذه النظرة الى القدرية أو الجبرية. والقدرية كما ارى قريبة الصلة من (كالفانيزم – (Calvanism وهو مذهب من مذاهب المسيحية الأوربية وخاصة (الهولندية ).
ويقول الشاعر ( حريقي ) في بيت من الشعر:
( ليست المرآة سوداء فلم السب والشتم ، وما ذنبها إذا كان هو نفسه وجهه أسود؟! )
اساطير الكرد:
يورد القاص الشعبي الكردي حكاية تفسر سر الصوت السريع للطائر الذي يسمى ( نقار الخشب) وهو يطقطق بمنقاره فيقول القاص:
( ان هذا الطائر كان في زمن بعيد شيخاً زاهداً متعبداً يذكر اسم الله سبحانه وتعالى بقوله/ تاق تاق/ أي الله احد احد/ ثم تحول هذا العابد بقدرة الاله المعبود الى طائر يذكر الله ذكراً حسناً كما كان يفعل وهو شيخ متعبد.)
وفي الطرافة والظرافة آخذ مثلا وأترك آلافا:
الشاعر ( فائق بى كه س) –أحد اشهر شعراء الكرد الحماسيين الوطنيين والذي وقف بشدة في وجه الأستعمار والأنتداب في الثلاثينات و الأربعينات من القرن المنصرم . مر عليه اصدقاؤه يوما فوجدوه يشرب النبيذ المعتق وكان يضع امامه بجانب الكأس بدل المزة والزلاطة - العادة المتبعة - آنية من العنب وأخرى من الزبيب ( والزبيب كما هو معلوم من العنب والشراب يصنع من كليهما.) فكان يلقي بعنبة في فيه ويلحقها بحبة زبيب ثم مصة عرق . فقالوا له ما هذا يا فائق؟ فقال وقد اشتهر بالطرافة والمرح:
- هذا هو ( الأب والأبن وروح القدس!)
*******
Freeyad Ibrahim
17 – 6 - 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح كلمة
فرياد إبراهيم ( 2011 / 6 / 19 - 09:20 )
بيت نالي
الصحيح هو: ( التبغ هو الذي يحترق والبايب-الغليون - لا الورق - هو الذي يلثم الشفاه.
ارجو الانتباه لذلك وشكرا

اخر الافلام

.. الأونروا: ملاجئنا في رفح أصبحت فارغة ونحذر من نفاد الوقود


.. بعد قصة مذكرات الاعتقال بحق صحفيين روس.. مدفيديف يهدد جورج ك




.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مسؤول الأغذية العالمي في فلسطين:




.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط