الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام دين وليس دولة !!

ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن

(Ibrahim Elgendy)

2011 / 6 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اعترف الاسلاميون ان الاسلام يفتقر الى برنامج لحكم دولة فى زماننا ، فقد شكّلت التيارات الاسلامية المختلفة احزابها بعد الثورة بدءا من الاخوان المسلمين مرورا بالجماعة الاسلامية انتهاء بالسلفيين ، وتقدموا ببرامج مدنية بحتة وغيّروا خطابهم الذى أكد لسنوات طويلة على ان القرآن دستورهم الى الاعتراف بالدستور المدني !!

ما زلنا كعلمانيين نتحداهم ان يأتوا ببرنامج من (نصوص ) القرآن والحديث، لحكم دولة حديثة بكل تعقيداتها، يبدأ من رؤية (نصوص ) القرآن والسنة للتعاطي مع التعليم والسياحة والتجارة ، مرورا بموقفه من اسرائيل والمرأة والاقباط ، انتهاء بنظرته للعلاقات الخارجية والاقتصاد والتكنولوجيا !!

اذا افحمنا أحد بأن الاجتهاد ركن من اركان الاسلام ويمكن من خلاله ابداع البرنامج ، سنرد عليه بأن الاجتهاد ركن انساني وليس اختراع اسلامي ، فالمجتمعات غير المتدينة كاليابان تجتهد لابداع برامجها التى تتلاءم و مصالحها !!
الا اذا كان العالم قد سرق هذا الركن من المسلمين وهم فى غفلة من امرهم ، فهذا أمر اخر !!

والاسئلة المشروعة هنا ..
اذا كانت نصوص القرآن والحديث بل والتاريخ الاسلامي كله ، لا يوجد بها برنامج لحكم دولة .. فما هو المانع من الاعتراف بأن الاسلام دين فقط ؟
واذا كانت تلك النصوص بها برنامج.. فما هو المانع من عرضه على شبكة الانترنت ( وهو امر متاح الان ) حتى تخرس السنتنا نحن العلمانيين؟
واذا افترضنا قدرة تلك (النصوص) على ابداع هذا البرنامج وهو امر مستحيل وعرضناه على الشعب ورفضه.. فهل نطبقه عليه بالقوة ؟
واذا وافق عليه الشعب .. فمن سيطبقه ؟ الاخوان أم السلفيين أم الجماعة الاسلامية ؟ ولماذا ؟
واذا وافق الشعب على ان يتولى تطبيقه الاخوان .. فما هو موقف السلفيين والجماعة الاسلامية والتكفير والهجرة والامر بالمعروف والنهى عن المنكر ؟
واذا وافقت كل تلك الجماعات على ان يتولى تطبيقه الاخوان .. فهل سيسمح الاخوان للجماعات الأخرى بالمعارضة.. أم انه حكم الله ولا تجوز معارضته؟
واذا سمحوا بالمعارضة والخلاف .. فما هو الفيصل اذا احتكموا (حكومة ومعارضة ) الى القرآن بتأويلاته المختلفة ؟ فالقرآن حمّال اوجه !!
واذا أثبتت التجربة أن البرنامج لا يصلح للواقع الحالي .. فهل يمكن الرجوع عنه ... ام ان هذا كفر مباح ؟
وما هو النموذج الذى سنتبعه فى التطبيق .. السعودية السنية أم ايران الشيعية أم دولة الخلفاء ؟
واذا كانت دولة الخلفاء ، فأى خليفة سنتبع ؟ عثمان الذى قتله المسلمون ورفضوا ان يدفن في مقابرهم .. أم من ؟

على التيارات الدينية ان تواجه نفسها بالحقيقة وتبتعد الى عن مصطلحات ( برنامج لا يتعارض مع الاسلام) و (برنامج ذات مرجعية اسلامية ) فهى لا تقنع طفلا ، وتدليس بدأه الشعرواى وانتهى بزغلول النجار !!

فاما ان مصادرك نفسها ( نصوص القرآن والسنة ) قادرة على ابداع البرنامج دون لف او دوران .. اما ان تعترف بأنها نصوص للعبادة والشعائر ، وهذا لا ينقص من قدرها بل يؤكد قداستها فى صدور المؤمنين بها بعيدا عن دنس السياسة

الاسلام دين فقط وليس دولة ، ومن يصر على كونه دولة .. أن يقرأ المقال من أوله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض