الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتهازيو أزلام سلطة الاستبداد

صاحب الربيعي

2011 / 6 / 19
المجتمع المدني


يمكن عدّ حزب سلطة الاستبداد بمثابة اسفنجة قذرة تمتص الماء الآسن من الأماكن القذرة كونها تستقطب في صفوفها حثالات قاع المجتمع لانسجام سلوكهم على نحو كلي مع نهجها الفكري. يتبجح حزب سلطة الاستبداد بأفكار انسانية بهدف استقطاب المغفلين الذين يجهلون حقيقة أهدافه أو يتجاهلونها، فيستخدمون أبواقاً لتبرير ممارسات الاضطهاد والعنف.
إن دور المغفلين في حزب سلطة الاستبداد الفاشي أخطر من دور حثالات قاع المجتمع لأن الأخيرة تعي مهامها العنفية ووجودها في الحزب الفاشي، على خلافه فإن المغفلين تقتصر مهامهم الدفاع عن ممارسات حثالات قاع المجتمع المنصاعين لتوجهات قيادتهم الحزبية. لذلك لا يصح تقسيم منتسبي حزب سلطة الاستبداد الفاشي إلى شياطين وملائكة، كلهم شياطين لكن مهامهم مختلفة فمنهم من يمارس التعذيب والقتل بيديه ومنهم يعمل على تسويغ التعذيب والقتل بلسانه. وغالباً ما يكونوا انتهازين ومستفيدين على نحو مباشر من سلطة الاستبداد ومستعدون لبيع ولاؤهم لأي جهة سياسية أخرى لقاء ضمان مصالحهم الخاصة، لذلك تجدهم يتقدمون الصفوف الأمامية لأحزاب السلطة والمعارضة وأشدهم حماسة على إدانة ممارسات السلطة السابقة والإشادة بممارسات السلطة اللاحقة.
تصفهم (( أحلام مستغانمي )) : " إنهم أصحاب كل عهد وكل زمن... أصحاب الحقائب الدبلوماسية، وأصحاب المهمات المشبوهة، وأصحاب السعادة وأصحاب التعاسة، وأصحاب الماضي المجهول... أصحاب النظريات الثورية، والكسب السريع، وأصحاب العقول الفارغة والفيلات الشاهقة والمجالس التي يتحدث فيها المفرد بصيغة الجمع ".
إنهم يغيرون أشكالهم وجلودهم وأفكارهم وأخلاقهم... فيلبسون العمامة مع المعميين ويتقدمون صفوف المصلين ويتحدثون بالحلال والحرام ويوم الدين، ما يفقد صدقية رجال الدين ويعرض بصلاتهم المشبوهة.
يمكن تقبل بصعوبة استخدام أحزاب المعارضة عند استلامها السلطة نفس حثالات سلطة الاستبداد وأجهزتها القمعية، لأنها بمثابة عاهرة تبيع نفسها إلى كل السلطات والأنظمة والجهات الداخلية والخارجية لقاء ضمان مصالحها، أنها سوط كل سلطة لجلد المجتمع. لكن صعباً تقبل استخدام أحزاب السلطة الجديدة في صفوفها انتهازيي سلطة الاستبداد بمجرد أن يغيروا أقنعتهم ولباسهم وولاؤهم وحديثهم ويطلقون اللحى ويتقدمون صفوف المصلين.
تنصح (( أحلام مستغانمي )) أبنها قائلة : " كف عن الصلاة يا أبني.. لقد أصبحوا يصلون أيضاً ويلبسون ثياب التقوى ".
إما الذين انقطعت بهم سبل النضال وضاعت أعمارهم في مسالكها وأمنوا بالأفكار الإنسانية لخلاص المجتمع من سلطة الاستبداد وقهرها وكانوا مخلصين إلى مبادئهم وذاقوا مرارة التعذيب والسجون والمنفى، غالباً ما يجري عزلهم من قيادات أحزابهم الانتهازية. لأنهم يمارسون ضغطاً عليها لتطبيق المبادئ التي ناضوا من أجلها لخدمة المجتمع ما يتقاطع مع رغبات قيادات الصدفة المتسلقين على أكتاف غيرهم والباحثين عن السلطة والمال، فيعمدون على طمس نضال رفاق الأمس والتقليل من دورهم ويفضلون عليهم حثالات سلطة الاستبداد والانتهازين لفرض هيمنتهم على الدولة والمجتمع.
لكن يبقى المناضلون أصحاب المبادئ الحقة على الرغم تهميشهم وإقصاؤهم أشواكاً في ضمائر الانتهازين ويجاهدون لتعريتهم وكشف بطلان دعواهم بالوطنية ما يعرضهم إلى خطر التصفية الجسدية من رفاق الأمس خشية كشف أسرار تاريخهم المزيف.
تعبر (( أحلام مستغانمي )) عن ذلك قائلة : " إني أريد أن أبقى هكذا أمامهم، مغروساً كشوكة في ضميرهم، أريد أن يخجلوا عندما يلتقون بي. أن يطأطئوا رؤوسهم ويسألوني عن أخباري وهم يعرفون أنني أعرف أخبارهم، وأنني شاهد على حقارتهم. لو تدري لذة أن تمشي في شارع مرفوع الرأس، أن تقابل أي فرد منهم من دون أن تشعر بالخجل ".
انتهازيو أحزاب سلطة الاستبداد والمعارضة يتبادلون الأدوار والمصالح في كل زمان وسلطة، لا يعتقلون، ولا يعذبون... أنهم يتبادلون المعلومات السرية للغاية بينهم ويتبادلون الأقنعة المختلفة واللحى الاصطناعية والعمائم المزيفة وكل أدوات النصب والاحتيال المتوافقة مع توجهات السلطة الجديدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #