الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا مبالاة!!

سعد تركي

2011 / 6 / 22
المجتمع المدني


كثيرون منا ـ ممن حالفهم الحظ وبقوا أحياء ـ رأوا بأم العين مشهداً واحداً في الأقل لحادثة قتل جرت في وضح النهار.. كثيرون منا تمنوا في قرارة أنفسهم لو أنهم يفعلون شيئاً لحماية بريء يطارده قتلة لا يبدو عليهم أبداً أنهم يخشون أحداً أو شيئاً.. كثيرون ـ برغم تعاطفهم مع القتيل ـ أقصى أمانيهم أن يكون القاتل قد اختار هدفاً آخر غيرهم، مع علمهم أن لائحة القتل تشملهم.. الجميع ـ غالباً ـ يفرّ من أمام قتلة يمضون نحو ضحيتهم بهدوء تام ورباطة جأش. صاحب المحل يقفل على نفسه محله، والمتسوق أو المار مصادفة يفرّ مطلقاً ساقيه للريح.. يخلو المكان ـ مهما كان مكتظاً ـ إلا من القتلة وضحيتهم!! كثيرون يتمنون أن يظهر فجأة (أخو خيته) كما يظهر (علم دار) فينقذ المسكين البريء ويتكفل، نيابة عنهم، بما عليهم أن يفعلوه!! ويبدو أن خللاً كبيراً وعطلاً هائلاً أصاب منظومتنا الاجتماعية، فأضحى شعار العقلاء (شعليه)، فننكر على من ينتخي تدخله فيما يعرضه للخطر، وأضحى حتى (الحاجوز) متهوراً يُلام ويُقرّع على تهوره!!
نغضب في لحظة ونثور ونهدر ـ مهددين ـ مثيرين الرعب فيمن ظلمنا أو سلب حقاً من حقوقنا، غير أننا سرعان ما نعود إلى سلبيتنا ولا مبالاتنا، كنار الحلفاء التي تنطفئ بسرعة أكبر من سرعة اشتعالها.. نعود إلى شغفنا الأول برجاء أن يقوم آخرون بما يقتضي منا القيام به. تظاهراتنا الكبيرة والعارمة التي استنفرت جهد الحكومة انتهت وتناقص عديد المشاركين فيها جمعة في اثر جمعة، حتى أعطت الحق لسياسيين، هم عصب الحكومة وعمودها الفقري، أن يجيروها لأنفسهم ويوجهوها لما يخدم أغراضهم!! فتتحول مطالبنا المشروعة إلى امتيازات وقوة بيد من تسبب بغضبنا وثورتنا!!
من بين ما استطاع المتظاهرون أن يحققوه، (مكرمة) محافظة بغداد بتحديد سعر الأمبير بعد أن وزعت الوقود مجاناً لأصحاب المولدات. غير أن هذه (المكرمة) لم يستفد منها ـ في كثير من الأحيان ـ إلا أصحاب المولدات أنفسهم بفعل سلبية من لم يستطع أن يفهم أن لديه من القوة والنفوذ ما يمكنه من اقتناص حقه من بين فكي الجشعين. فكثير من المواطنين لا يشتكون بقاء سعر الأمبير ونظام التشغيل السابق على حاله، لأنهم يخشون من ملاحقة المشكو منه بسبب علاقاته الواسعة مع المجلس البلدي الذي لم يتغير منذ أيام سيئ الصيت بريمر!! فضلاً عن أن بعض أصحاب المولدات هددوا بملاحقة من يشتكي عشائرياً!!
سنخسر كل يوم مكاسبنا الشحيحة والضئيلة ما دمنا ننتظر أحداً ما يكون فماً وذراعاً يطالب نيابة عنا، في حين إننا لن نفعل شيئاً خلف أبواب مساكننا إلا الدعاء له، مستعدين للترحم عليه أو لومه وتقريعه لأنه لم يغلق على نفسه بابه كما يفعل العقلاء!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غوتيريش يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإخلاء سبيل جم


.. اعتقال محامية تونسية بارزة بعد تصريحات وصفت بـ-المهينة- لبلا




.. واصف عريقات: يوم 7 أكتوبر ضربت ركائز الكيان الصهيوني الثلاث


.. شهادة لأحد النازحين في غزة: -أخي ترك منزله واستهدفته الطائرا




.. عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومة نتنياهو تخلت عن الأسرى وتر