الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب ثقافة البحث العلمي

مهدي زاير جاسم

2011 / 6 / 22
التربية والتعليم والبحث العلمي



يُعَدُّ البحث العلمي المحرك الأساس لبناء مجتمع راقٍ ومزدهر ،وأحدث نقلة نوعية في حياة الشعوب ،وأحد الأسباب في تقدم الدول الغربية على الدول النامية،والمتابع للمجتمع العربي يرى غياب ثقافة البحث العلمي وعدم الإيمان بقدرة البحث العلمي ،وهي آراء يقوم عليها مجموعة من عديمي الفائدة لايقدرون قيمة البحث العلمي ولايعترفون لغيرهم بقيمة أبحاثهم وقدراتها على إحداث التغيير المطلوب .

المتابع الحقيقي للسنوات الماضية يستطيع أن يرى بوضوح نمطين واضحين النمط الأول هي جامعات تقدِّر قيمة البحث العلمي وتعظمه وتحتضن الباحثين العراقيين المتميزين ، والنمط الثاني جامعات لاعلاقة لها بثقافة البحث العلمي وبعيدة كل البعد عن هذا المجال ،والنمط الأول يعي قيمة البحث العلمي في ترسيخ قيم علمية ،وهم أناس وطنيون ينطلقون من ثقافة وطنية عالية تراعي مصلحة البلد ،وتعترف أن التقدم والرقي الإنساني لايتم إلا من خلال البحث العلمي الحقيقي .

في حين ينطلق النمط الثاني من بيروقراطية مقيتة وإرهاب فكري وأنانية مفرطة، وهم يمتلكون ثقافة واحدة ثقافة الجسد الواحد والحسد العلمي بعيداً عن الأسس ومنطلقه تخريب وهدم مابناه النمط الأول وتخريب الأسس والقواعد العلمية للبحث العلمي الرصين ،لذلك فمسؤولية بناء ثقافة البحث العلمي تقع على رؤساء الجامعات بالدرجة الاولى ،وعمداء الكليات ومدراء المعاهد العلمية والمهنية لاختيار أصحاب الكفاءات العلمية ،لكي تستطيع المؤسسات العلمية والجامعية الولوج إلى المستقبل بأقل خسائر وبأحسن النتائج .

ومن المؤسف أن يقوم بعض القائمين على إدارة البحث العلمي يتقصدون تدمير منجزات الباحثين وخاصة الكفاءات الشابة فيقتلون فيهم الهمة والأمل بالمستقبل ،وتقليل أهمية النتائج التي تخرج بها بحوثهم ،وانها لاتغير شيئاً كل هذا يزرع اليأس في نفوسهم وهم بأمس الحاجة إلى احتضانهم وتشجيعهم ،وتقليل الأعباء الوظيفية عليهم؛ لكي يبدعو في مجال كتابة البحوث العلمية والتربوية خدمة لبلدنا العزيز .

وقد آن الأوان لكي يغيروا هؤلاء من قناعتهم ونمط تفكيرهم ، وعليهم أن يفهموا أن البحث العلمي ليس إنسانا نغضب عليه وإنما حقيقة كامنة خلف فرضيات علمية مبنية على الشك العلمي بهدف الوصول إلى ناتج يخدم البشرية ويقلل معاناتها،ويوفر سبل العيش الكريم ،لذلك نقول إن الثقافة هي القوة المبدعة والمنتجة التي تدفع الإنسان إلى عمل ما قد يؤدي إلى اكتشاف علمي فيما بعد ،فالثقافة توفر مناخاً علمياً وهي أن تعرف مالك وماعليك ،وأن تحترم آراء الآخرين ،بعيداً عن التسقيط والسخرية من الآخر ليس لشيء سواء الكفاءة والنزاهة والقدرة على الإبداع.

نقول ان ثقافة البحث العلمي تفضي إلى رؤية حكيمة وواسعة تؤمن بالإنسان والمجتمع وتقدر للباحث بحثه ،وللعالم علمه ،وللطالب رؤيته ،وللعامل إنجازه ،وأن لاتوزع المكاسب على من لايستحقها ، ونبتعد عن الطائفية بكل أشكالها كالعرق والحزب والعشيرة ،وان يكون مبدأ الكفاءة العلمية هو المعيار الحقيقي لاختيار الكفاءات ،وقد حان الوقت أن نقدر علماءنا الذين يملؤون العالم كله بنتاجاتهم وبحوثهم وعقولهم ،وأن نعطيهم دورهم في اعتلاء المناصب العلمية والسياسية لأن البلد في حاجة ماسة لتغيير العقول القديمة التي لاتؤمن بالبحث العلمي الجاد الرصين ودورة في بناء البلد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح