الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر واوهام الثيوقراطيه

عبدالله عامر

2011 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


مصر واوهام الثيوقراطيه
تداخلت المفاهيم كثيرا حتي اصبحت اشبه ما تكون بالضبابيه وتضاربت الاراء حتي صار كل راي علي طرف نقيض من الاخر . فالصراع ما زال قائما بين الاسلاميين من جهه والعلمانيين والليبراليين من جهه اخري وكل طرف منهما صار كمن يؤذن في مالطه فبينما يدعو الاسلاميين الي دوله اسلاميه يرفض العلمانيين والليبراليين هده الدعوه تحت مسمي الدوله المدنيه ويحتدم الصراع وما إن تخرج الدراسات التي تؤكد قدره الاسلام علي اقامه دوله حديثه حتي تخرج دراسات اخري مضاده تظهر انه لا دوله دينيه وصار الامر اشبه بالسفسطات التي تثبت الشيئ ونقيضه وعلي هذا فان فصل النزاع اصبح شئيا لا مناص منه كيما نصل الي ارض مشتركه ننطلق منها سويا لان احد اهم مبادي الحوار الوطني بين التيارات في مصر الان اصبح انه لا حوار .
ان الدوله التي يرفضها التيار العلماني وكذلك ترفضها كل التيارات بما فيها الاسلاميين هي دوله الثيوقراط . وكلمه ثيوقراط تتكون من شقين الاول هو ثيو اختصار لكلمه ثيولوجي اي علم اللاهوت المسيحي والشق الثاني هو قراط واصلها كراتوس اي حكم وترجمه الكلمه هي الحكم بالحق الالهي المقدس . وظهر هذا النمط من الحكم في اوروبا في العصور الوسطي حيث كان الحاكم يدعي انه يحكم باسم الله في الارض وبدراسه تبعات هذا الامر نجد ان صلاحيات الحاكم في هذا الوقت كانت غير محدوده ومطلقه - باطلاق الله الذي كان – يدعي خطئا – انه يحكم باسمه – لايحدها دستور ولا قواعد العقد الاجتماعي الذي سقط وسقطت مبادئه بانتهاكات الحاكم واستخدامه لادوات القمع الذي كان واحدا من اهم اساليبها الدين والارهاب الفكري الذي مارسه المأجورون من رجالات الكنيسه الذين حرموا الاعتراض علي مايري او حتي مجرد مناقشته . ولم تكن تبعات هذا الحكم ممتده الي السياسه وحسب بل ايضا الي العلم الذي تدهور حاله وليس خافيا علي احد تجريم الطب باعتبار المرض عقاب من الله او تحريم نظريه دوران الارض لكوبرنيكوس لمخالفتها الكتاب المقدس . وعلي هذا فان الحكم الثيوقراطي مرفوض بكل المقاييس ولا يمكن ان يدعو به احد من اي التيارات ولا حتي من الاسلاميين .
والمشكله في مصر هي تخوف التيار العلماني من تلبس الاسلاميين لعباءه الثيوقراطيه وسط اتهامات للاسلاميين باستغلال الدين في خطابهم السياسي - بالشكل الذي يجذب الاغلبيه الساحقه من ابناء الشعب البسطاء- والرجعيه والغرق في اغوار الراديكاليات الجامده وما الي ذلك من الاتهامات المتبادله بين الطرفين . ولكن تبقي حقيقه واحده هي ان الخلفيه الثقافيه في مصر لايمكن ان تكون باي حال من الاحوال هي نفسها في التي في اوروبا لان النظريه في العلوم الاجتماعيه تفصل بنسبيه هذه العلوم وبالتالي نسبيه ما يتصل بها من افكار وايديولوجيات اي انه ما يمكن في اوروبا قد يستحيل في مصر والمنطقه العربيه وبالتبعيه فان تطبيق الاتجاه العلماني لنظريه الدوله في مصر يفتقر الي هذه الواقعيه التي تقول ان الثيوقراطيه الاوروبيه تختلف اختلافيا جذريا عن نظريه الدوله الحديثه ذات الهويه والمرجعيه العربيه الاسلاميه التي يمكن ان تقوم في مصر . ان الفكر العلماني في اوروبا جاء مناسبا تماما لحاله الاضطهاد الديني – الذي مازال قائما – والتراجع الفكري والعلمي كحركه فكريه مضاده تهدف الي التنوير والاصلاح وانتشال اوروبا من غياهب الجهل التخلف ويظهر هذا جليا في استهجان التيار العلماني الاوروبي للفكر الديني المسيحي في اوروبا الي حد قصر الدين علي الكنيسه باعتبار الفكر الديني في اوروبا فكرا متخلفا غارقا في اصوليته الجامده بل وتنطبق عليه كل الاتهامات التي كيلت خطئا للاسلام والاسلاميين في مصر . والحاله المصريه تختلف تماما عن تلك النظره التي ينظر بها العلمانيون الي المجتمعات باعتبارها ظاهره مطلقه فيطبقون النظره التي نظر بها علمانيو اوروبا علي المجتمع الاوروبي مثلها تماما في مصر دون مراعاه للاطار الثقافي والديني المحدد للمجتمع المصري الذي يرفض استهجان الدين بالشكل الذي تدعو اليه العلمانيه باعتبارها " الحكم علي ماهو نسبي بما هو نسبي " والدعوه بانتفاء المطلقات او علي الاقل جعلها في حد ضيق يرتبط فقط بالميتافيزيقيات . ولكن بالنظر الي الاطار الثقافي المصري نجد انه مجتمع محافظ شرقي متدين لا يمكنه التنمط مع هذه الافكارالتي تصلح بشكل معين في سياق زمكاني معين . اما بالنسبه للاسلام فهو لا يحمل هذه النظره الكهنوتيه التي تضفي حاله من القدسيه علي رجال الدين من فهو دين مستنير لا يمكنه صنع هذا الديكتاتور الذي صنعته الثيوقراطيه الاوروبيه بل انه يحتوي علي المبادئ الاساسيه التي يمكنها ترسيم خارطه تكون البدايه لصناعه دوله حديثه ذات مرجعيه اسلاميه وهويه عربيه ولعل المثل في تركيا وماليزيا ليس خافيا علي احد وواضح تماما حيث ان كلا من الدولتين احتفظ بالهويه التي تبددها العلمانيه وانطلقا في الطريق الي الحداثه .وبهذه النظره التوضيحيه للامور من وجهه نظر حياديه تحليليه يمكن القول بان قيام الدوله الحديثه في مصر امر ممكن ولكنه مرهون بموائمه هذه الدوله لاحتياجات المواطن المصري النفسيه والفكريه والثقافيه وكذلك اتجاهاته الايديولوجيه دون العمل علي استجلاب قوالب الفكر الاوروبي الجاهزه التي من شانها العمل علي تحويل مصر الي دوله ممسوخه الفكر والاتجاه .
عبدالله عامر
في 23- 6 -2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكر خاص
عبدالله عامر ( 2011 / 6 / 26 - 09:46 )
شكرا لك يا اخي علي وصفي بالوقاحه والادعاء واعلم اني لن ارد علي الاساءه بالاساءه لاني مسلم مستنير - ولانك حتما ستكون اكبر مني سنا لاني لم اتجاوز العشرين - وليس كما تعمم وانت اعلم ان التعميم خطا يقع فيه العقل احيانا وانا اعذرك لان الاعلام لم يترك لنا مساحه حتي كيما نتكلم فكون البعض يسمعون من اذن واحده فهذا امر طبيعي لم


2 - الصعود المستنبر
عامر عبد الله ( 2012 / 3 / 21 - 15:42 )
ا السلام عليك يااخي ولا تتعب نفسك في هذا الباب لقد عايش اهل الملل الاخرى المسلمين وعرفو اخلاقهم وهم يخافون قيام دولة الاسلام لي انها جامعة لامفرقة عادلة لاظالمة منقذة لامهلكة قادمة غير ابيهة نرجو من اخوانى الكرام التزام ادنى الحيطة والحذر فلاتسيئو الى بعضكم البعض بي الكلام البذيئ لي انكم ستسا لون والسلام عليكم


3 - الصعود المستنبر
عامر عبد الله ( 2012 / 3 / 21 - 15:46 )
ا السلام عليك يااخي ولا تتعب نفسك في هذا الباب لقد عايش اهل الملل الاخرى المسلمين وعرفو اخلاقهم وهم يخافون قيام دولة الاسلام لي انها جامعة لامفرقة عادلة لاظالمة منقذة لامهلكة قادمة غير ابيهة نرجو من اخوانى الكرام التزام ادنى الحيطة والحذر فلاتسيئو الى بعضكم البعض بي الكلام البذيئ لي انكم ستسا لون والسلام عليكم

اخر الافلام

.. الشرق الأوكراني في قبضة روسيا.. الجيش الأوكراني يواجه وضعا -


.. رأس السنوار مقابل رفح.. هل تملك أميركا ما يحتاجه نتنياهو؟




.. مذكرة تعاون بين العراق وسوريا لأمن الحدود ومكافحة المخدرات


.. رئيس الوزراء الأردني: نرفض بشكل كامل توسيع أي عمليات عسكرية




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام تنفذ سلسلة عمليات نوعية في جبالي