الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرجل العراقي الحديث !

فرح الشمري

2011 / 6 / 23
المجتمع المدني


عندما امشي في شوارع العراق ايامنا هذه اتطلع الى وجوه الشباب الذين يفترض بهم ان يقودوا هذا الوطن ويمثلوا ذروة نجاح المجتمع وعنفوان الشجاعة والثقة والمسؤولية وافضل ما توصل اليه العلم الحديث وتكنولوجيته المتطوره ! ويصدف اننا ننظر الى صور الشهداء الابطال من جيل الاربعينات و الخمسينات و الستينات والسبعينات في بيوت الاقارب والاصدقاء والجيران , الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل حروب لا يعرفون اسبابها حتى , اشعر بالثقة الكاملة ان اولئك الرجال من المجتمع العراقي بغيابهم قد تركوا فجوة لن يتمكن احد من ملئها وربما هذا هو السبب الذي اقتيدو الى الموت من اجله . لو قدر لكل اولئك الشهداء الابطال ان يتزوجوا وينجبوا ابناءا مثلهم هل كنا سنحصل على تلك النتيجه , وقد يكون ذلك من الاسباب ابسطها لكن اولئك الابطال قد ذهبوا ولن يعودوا يوما ولا امل في وجود امثالهم من جديد لانهم برغم معرفه حتفهم ومعرفة ذلك المصير كانوا على اعلى درجات تحمل المسؤولية والشعور بالواجب وتمتعوا بالشجاعة وتمتعوا بالشهامه وتمتعوا بالاصاله وتمتعوا بالصدق واداء الواجب وذهبوا الى الحرب سيرا الى حتفهم . اين تلك الصفات من رجلنا العراقي الحديث واين هو منها ؟ فمن اين نبتدأ الثناء و باي كلمات نلهج بقصائد تبجيل ومدح الرجل العراقي الحالي ؟ انبدأ بدرجة الفخر التي يشعر بها وهو القادر على اقناع عشرة فتيات في الوقت ذاته بصدق نيته وشرفها تلك النيه الغير الموجوده اصلا , ام درجه الفخر والامتياز الاعلى التي يشعر بها مواطنه المتزوج ولديه من الصديقات ما يقارب على ال .....هل نذكر العدد ؟ هل هناك مجال للعد والحصر ؟؟ هل نذكر السبب ؟ ام ذلك الزوج الذي يفتقر الى ادنى مقومات الرجوله ولا نقول الممتازه من كلمه ونزاهه وشرف ونسب وشهادة معترف بها ويتباهى بخيانته لزوجته المثقفه والمؤمنه وذلك لانها غير قادره على فتح فمها بكلمه واحده ضده مطالبه بحقها لان المجتمع لا ينظر بعين الرافه والرحمه الى المراه التي تعيش بدون زوج اوالمراه المنفصله او المطلقه !!. ام نتحدث عن الرجل المرتشي ام نتحدث عن الرجل الوصولي ام نتحدث عن افضل الرجال ذاك الذي يدعي معرفة الله وان زواج المتعه الذي تم تحلليه في اوقات الحروب والفتوحات الاسلاميه حيث كان المقاتل المسلم يبتعد عن اهله لعدة سنوات حصرا صار هو احد اهم اوجه معرفه الرجل ومخافته من ربه !!عن اي نوع نتحدث بالتحديد وعن اي صفه تلك التي نمتدحها ا كثر من غيرها ؟ لا شك اننا اذا قمنا برسم منحني بياني لمدى تطور شخصيه الرجل العراقي منذ عام 1980 الى الان سوف نجد ان المنحني يتناسب تناسبا عكسيا وليس طرديا مع دخول الالفيه الثالثه حتى انني لا ابالغ ان اقول ان مستوى ذلك المنحني البياني قد يتدنى الى ما تحت درجه الصفر المئويه ولا ابالغ بقولي ذلك وان كنت ابالغ فليثبت لي احدهم ان الرجل العراقي الحالي مشابه للرجل العراقي قبل 30 سنه من الان . اصبحنا نتحدث عن شخصية الرجل العراقي قبل ثلاثين سنه من الان وكأنه الانسان القديم انسان نايدرتال او انسان شنايدر الذين قرانا عنهم في كتب التأريخ او انه الان كتحفه نادره لا يمكن العثور عليها ذلك الرجل الذي ينبهر بشخصيته اي مواطن من اي دوله اخرى اذا ما سافر الى واحدة من تلك الدول , اذكر ان والده صديقتي السوريه تقول كان العراقي عندما ياتي الى سوريا ننظر اليه وكان نسرا ينزل من الطائره ! اتساءل الى اي مستوى بعد ذلك سيتدنى حال المجتمع العراقي فانا لا ارى بصيص الضوء في نهاية النفق , فهل يراه احدُ غيري ؟ ارى فقط ان 99% من الرجال العراقيين الحديثين هم بحاجه اكثر من ماسه الى دورات تقويه وتاهيل واعادة بناء وهيكله لشخصيتهم لانهم ربما لايعرفون معنى ان يكون المرء رجلا فهل تتعهد الامم المتحده او المنظمات الانسانيه او الخيريه بهكذا نوع من الدورات او ربما نحن بحاجه الى نماذج كنماذج الابطال والشهداء الذين فقدناهم لا ليقيموا الدورات بل ليكونوا قدوة فقط لشبابنا اليوم لان ربما هذا هو جل ما ينقصهم .وفي حديثنا كله هذا لا ننسى ان نتذكر ان من يدفع ثمن اخطاء وجرائم الحكام والعمر والدهر والتأريخ والرجل في العراق ؟ هي المراه بلا شك وقد يكون ذلك هو الادهى والامر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من يقف وراء التجهيل
علي الشمري ( 2011 / 6 / 23 - 21:33 )
الاخت فرح الشمري المحترمة
ما تطرقتي له هو واقع مجتمعنا الحالي ,وعند انقراض جيل الخمسينات والستينات سوف يصبح الواقع اكثر انحدارا ,,لكن هنا يحق لنا أن نتسائل ؟من يقف وراء ذلك الانحدار ؟تراثنا,قيمنا؟عاداتنا وتقاليدنا؟,ديننا؟,تربيتنا؟أم أن أغراءات المادة هي من غيرت الكثير من نفوسنا؟أم أن الكبت والحرمان الذي عانى منه الكثير من العراقيين ولد ردة فعل معاكسة تجلت في التمرد على القيم والمبادئ ؟ كل هذه تحتاج الى وقفة تأمل وتصيح الكثير منالمفاهيم التي أضرت بالمجتمع لعقود طوال ؟؟؟
تقبلي تحياتي وتمنياتي لك بالتوفيق في طروحاتك المستقبلية


2 - ما السبب عزيزتي
فؤاده ( 2011 / 6 / 24 - 18:41 )
كل ما ذكرتيه صحيح من تدهور وضع الرجل وحتى وضع المرأه صحيح جدا , لكن ما اسباب ما نراه اليوم .
السبب عزيزتي يرجع الى هذه الثلااثين سنه التي مرت وجرفت الكثير وحرفت الباقي وهو ما كان عليه البلد من قمع لكل جميل فهي سنين صعبه للغايه ادت الى تخلف كبير وما التصرفات التي يتصرفها اليوم الرجل الا نتاج
شكرا لك

اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق