الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القسم الاخر من اقسام الزمان: الزمان الوجودي

زينب عبد العزيز

2011 / 6 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أن ألشعور بالزمان هو شعور ذهني نفسي وعند ألتأكيد عليه يكون له مصداق في ألواقع الخارجي وهو مضي ألايام وهذا ألشعور ما نسميه بالزمان ألوجودي .
وكون أن ألزمان لا يمكن أن يعرف ألا بالماديات ألوجودية فهو مرتبط بالمادة فأذا وجدت المادة وجد الزمان وكلما تجردنا عن ألمادة تجرد ألزمان عن الوجود وأصبح معدوماً لا وجود له وهذا ما جاء به أصحاب ألفلسفة ألوجودية في فلسفة برجسون الذين قالوا أن الزمان لا يمكن أن يفهم ألا من خلال ألوجود ألإنساني فمفهوم ألزمان يكون وأضح والذي يعتمد فيه على ألآنات ألثلاثة (من الماضي والحاضر والمستقبل ) وكون الماضي والمستقبل وهو ألمبدأ ألزماني ألاول وعندها ينقل هذا ألمستقبل ليكون حاضراً وعندما يمر الحاضر ليكون ماضياً فهو عبارة عن ألنقص لهذا ألامتداد ألزماني حتى يتحقق ألنفذ لهذه ألكمية ألزمانية وعندها يتحقق ألفناء بفناء ألموجودات .
وأيضاً ويقولون أصحاب هذا ألتقسيم أن حقيقة ألوجود هي (جوهرية من أصل زماني ) وأنه لا ينفك عنه وليس بعارض عليه فلا وجود بلا زمان ولا زمان بلا وجود .
نعم أن ألزمان موجود لكن في مخيلة ألفرد أي ألزمان ألماضي والمستقبل ولكن معنى وجودهما في الحاضر أي أنهما حاضران في ذهني وهذا ما ذهب أليه أوغسطين أحد أصحاب المذهب ألاهوتي ألفلسفي في كتابه مدينة الله.
وكون أن ألانسان يتذكر أيام طفولة ويصفها ويتحدث عنها كأنها ماثلة أمامه فيكون الماضي حاضراً بين يديه لكن ليس بمادياته وإنما بوجوده ألذهني أما المستقبل فهو عبارة عن توقعات للحوادث ألتي أرتسمت نتيجة ألمقدمات ولأن ألنتائج تتبع المقدمات دائماً وفق ألقاعدة فيمكن لي بذلك أن أتوقع ألمستقبل وأجعله ماثلاً بين يدي ذهنياً لا مادياً وحالما تتحقق تصوراتنا ألمستقبلية بالفعل يصير ألمستقبل حاضراً.
أن أدراك ألحوادث واكتساب ألمعارف والخبرات في فترة معينة في حياة ألإنسان وأن هذه ألاكتسابات ضمن ألقوى ألباطنية للحس ألمشترك ومركزها مقدمة الدماغ حيث أنها تتقبل ألصور ألمنطيقية من خلال ألحواس ألخمسة ألمتأدية إليها لكن هذه ألوة تنقل هذه ألصور الى قوة أخرى لتحتفظ بها حيث أن هذه القوة تتعامل مع ألصور على أساس صور ألاشياء حيث أن هذه ألقوة تتعامل مع ألصور على أساس صور ألاشياء حاضرة فقط وهي تكون وضيفتها بهذه ألحالة أنها تحتفظ بالحاضر أو مبرمجة في إلتقاط ألصور في ألحاضر فلابد من أن تفرغ هذه ألقوة صور ألحاضر لكي نستلم صور أخرى وفق ألية مستمرة حتى تنتقل هذه ألصور ألى مخيلة تحتفظ فيها وترتسم فيها وفق خزانة لأتمتليء وهي قوة المخيلية حتى يصبح ألحاضر والماضي ضمن نفس ألإنسان وأصبح بذلك اعتباري ألوجود وهو وفق هذه ألقوة .
وهذه ألعملية من ألتقدم وألتأخر ألزماني ألغير محسوسة مادياً لكن تدرك بالحواس ويدركها كل ألبشر ألسوي وهذه ألقبلية والبعدية ليست أمر أعتباري وأنما هي واقع حقيقي لا يمكن أن يغير وفق اختيارنا فهي أيضاً متفقة مع ألحس ألمشترك حيث أننا ندرك أن ألامس واليوم أمتدادان متصلان وندرك العلاقة بينهما كون أن ألامس قبل أليوم واليوم بعد ألامس فهذه ألرابطة وألنسبية الزمانية تختلف عن النسبية ألماكانية حيث كل ما مضى من ألزمان هو ألماضي وكل ما نستقبله هو ألمستقبل ألآني وكل ما نعيشه بالآن هو ألحاضر .
ويقول عبد ألرحمن بدوي في كتابه الزمان ألوجودي (لعل ربط ألآنات الزمانية بالوجود ألانساني قد وجد كذلك عند أوغسطين من خلال أرجاعه للأنات ألثلاثة ألى حالات ألنفس ألثلاث (ألذاكرة ، وألانتباه ،والتوقع ) حيث يقول فمن ذالذي يستطيع أن يقول أن ألمستقبل لم يأتي في ألنفس بعد أن كان في ألنفس توقع ألمستقبل ومن ذا الذي يقول أن الحاضر ليس له حيزاً لأنه يمر في نقطة غير قابله للقسمة أذا كان ثمة أنتباه منه يمر ما سيكون حاضراً فالزمان إذن قائم في ألنفس ندركه عن طريق أحوالها حيث أن ألحواس تدرك الزمان بالواقع ألخارجي أي ألزمان وفق ألوجود المادي فهناك أنسجام بين ألحس وبين تدفق الزمان وترتيبه لينتج بين هذين المصنعين بلورة زمانية مكونة من ألحوادث التي تمر حادثة بعد حادثة من مستقبل لينتقل الى ماضي ويعيش حاضر وفق نظام دقيق سيال لا يمكن للأنسان أن يوقفه أو يتحكم به فالزمان يتفق مع مدركات ألبشر ومنسجم مع ألحس ألمشترك له فهو نسيج واحد .
الزمان الميتافيزيقي :
وهو الزمان المرتبط معرفته ومعرفة وجوده من خلال الحركة والتوالي في ألآنات فهو الزمان ألذي يعرف بواسطة صفاته ألذاتية فيه من ألسرعة وألبطء والتي عرفت هذه ألصفة ألذاتية بواسطة وجود ألمكان وقياس ألمسافة فلا يمكن أن يعرف ألزمان دون ألمكان فهو بمثابة عرض لا يعرف ألا أن يحل بالأشياء فالزمان ألميتافيزيقي هو زمان ألتجربة والتصور ألتصديقي للواقع ألخارجي هو زمان قياسي يعرف مدة مضيه من خلال ألتغيرات ألحاصلة على الموجودات التي تنعدم بمرور الزمان عليها لأنه عرض يعرف أثره من خلالها مثاله ألأشجار ألمعمرة ألتي لا يعرف أعمارها ألا من خلا عدد ألدوائر في وسط جذعها فنلاحظ أن الزمان قد ترك أثر فيها .
وصحيح أن هذا الزمان عرض يؤثر في ألاشياء ثم يعرف بوجوده لكنه له ترابط بين ألحواس وفق لقانون حسي في ألعقل ألبشري فهو حدس قبل أن يعتمد معرفة وجوده على ألتجربة وملاحظة ألتغيرات ألموضوعية ألخارجية وأنما عند ألمعرفة وألملاحظة يتحقق أتفاق بين ألحواس والحدس وبين ألتغير ألزماني والمكاني ألحاصل للموجودات فلا يمكن ألفص بين ألمقياس ألتجريبي والحدس ألواقعي للزمن حيث هناك ترابط بين الحيز وألمكان ولا يمكن أن يكونا منعزلين عن بعضهما ألبعض لأن أذا عزل كل منهما عن ألاخر يصبح كل واحد منهما تجردات ولكون ألماديات هي من مكونات هذا ألكون وفق ألابعاد ألاربعة وكان ألزمان هو ألبعد الرابع لها .
لقد برزت مشكلة للزمن وفق ألميتافيزيقية للزمن والتقديرات التي سبقته في ألقول عنه فهو كهن حير ألكثير لأنه لا يمكن معرفته ألا من خلال ألماديات والحيز ألمكاني وأثيرت تساْلات عن الزمان والخالق وهل أن الله كان موجود معه قبل خلق ألعالم أم كان بدون زمان فأصبح هذا الزمان ألميتافيزيقي لغز محير متشعب ألاقوال وفي أعترافات الكتاب الحادي عشر أجاب القديس أوغستين بالعبارات ألتالية في معرض رده على ألذين تسألوا عما كان يفعله الله قبل أن يخلق ألعالم ولقد خاطب أوغستين الله بعبارات (لم تكن أعوامك ألا يوماً ويومك ليس كل ألايام لكن هذا أليوم لا يعقب أبداً اليوم السابق لأن يومك ألحالي لا يخلي مكانه لليوم ألتالي وأن هذا اليوم الذي أتحدث عنه هو ألأبدية وهكذا فقد خلقت كل ألازمان لقد سبقت كل ألازمان إذ لا يوجد زمن نستطيع أن يقول فيه : لم يكن هناك زمن ابداً أذن ليس هناك من زمن لم تفعل فيه شيئاً ما دمت قد صنعت الزمن لا يمكن لأي من الزمان أن يكون شريكاً لك في ألازلية ما دمت باقياً على ألدوام على حالة ثابتة ......) فأن الزمان ألميتافيزيقي هو ألتسمية الجامعة للتسميات المختلفة ولكل من قال بأن ألزمان يقاس وتعرف كيفية ومدة وأنه متصرم ويقاس من خلال مدة ألحركة .
وأيضاً من قال عنه هو سيال ألمترابط بواسطة (ألآن) والتي هي أداة تربط بين ألماضي والحاضر فالعلاقة بين الحركة والمكان
بالزمان علاقة ترابط فلا يمكن أن نقول بالتغير والتجدد الحادث في ألاشياء دون توفر عنصر الزمان في ذلك .
(ولقد سمي هذا الزمان بهذه ألتسمية لأنه جامع بين ألوجود ألخارجي ومصداقه في ألواقع وبين ألتغير وألتجدد ألحاصل في الموجودات وألاشياء بين الاحساس به من خلال ألنفس البشرية المجردة وألتي تشعر بالمجردات ألماورائيه وحيث لو عدمت هذه ألنفس من المكان فلا شعور بالزمان ومضيه ) وكون الزمان جامع هو ما يدل على نسبية وفيها ألا أنه لا يمكن للموجودات في هذه ألخاصية أي أن الزمان لا يكون ألافيها فهذه الموجودات سواء وجدت أو عدمت فأن الزمان موجود لكن لا يتم قياسه ومعرفته ألا من خلالها فهي بمثابة أداة مادية فالمادة في سكونها وثباتها والزمان في سيلانه وتصرمه كالجالس في نهر جار فالمادة تدلنا
على وجود ألزمان المجرد عن الحس وتخبرنا بمقداره للمضي وهذا ألتقدير من وضع العقل والتفكير والذهن فهي تخبرنا بمقدار ما مضي على هذه الموجودات من الزمان والصحة فالنتيجة مضمونة لكنها لا تخبرنا على كمية ما هو آت من ألزمان لأن ذلك ألتقدير العقلي قد يصيب وقد يخطأ فهو يدخل الى حقل ألتجربة وألقياس لكن ألنتيجة غير مضمونة ألصحة في قياس مقدار ما هو آت ومؤثر في ألتغير على ألموجودات من ألزمان لأن هذا ألتقدير يفتقد ألى عنصر وبعد وكون أن الزمان الذي لا يمكن معرفته وحسابه وتقديراته هو ألزمان المتصل ألازلي وهو ألمجهول لدينا وفقط يكون ألزمان معلوماً عندما يقاس وجوده ومعرفته بنسبة في ألموجودات ولطالما تجردت هذه ألموجودات عنه وأردنا حساب ما هو متقدم عليها من كمية ألزمان تكون ألنتائج قابلة للصحة وللخطأ.
المصادر :
- جهامي – جيترار – مفهوم ألسبيبة بين ألمتكلمين وألفلاسفة
2 - ألالوسي – حسام – ألزمان في ألفكر ألديني وألفلسفي وفلسفة ألعلم – ص177- ط:1- 2005 م- ألمطبعة : مؤسسة ألعربية للدراسات وألنشر – بيروت – ألناشر دار ألفارسي للنشر والتوزيع عمان – ألتوزيع – دار في ألاردن دار ألفارس للنشر وألتوزيع .
3 - ألاهواني – أحمد فؤاد - أحوال ألنفس رسالة في ألنفس وبقائها ومعادها – ألطبعة :ألاولى 1371هـ- 1952 م – المطبعة : دار بيليون – باريس .
4 - المطهري – مرتضى – دروس في ألفلسفة ألاسلامية بحوث موسعة في شرح ألمنظومة ج3- ص192-ط: ألاولى – 1423هـ- ق 1381هـ-ش – مطبعة: أنتشارات ذوي ألقربى .
5- جيهامي – جيتار- مفهوم السببية بين المتكلمين .
6 - ألالوسي – حسام – ألزمان في ألفكر ألديني وألفلسفي وفلسفة ألعلم – ص177- ط:1- 2005 م- ألمطبعة : مؤسسة ألعربية للدراسات وألنشر – بيروت – ألناشر دار ألفارسي للنشر والتوزيع عمان – ألتوزيع – دار في ألاردن دار ألفارس للنشر وألتوزيع .
7 - جيهامي – جيترار – مفهوم السببية بين المتكلمين وألفلاسفة بين الغزالي وأبن رشد دراسة وتحليل 8 - كوفليه – أرمان – نصوص فلسفية مختارة مقدمة عامة في علم ألنفس وعلم الجمال– الطبعة : ألاولى 1427هـ- 2006م – المطبعة : بيت الحكمة –العراق – بغداد .
9 - الهادي – جعفر – ألله خالق الكون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم