الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها المصريون رفقا بأقباطكم

محمد خضير عباس

2011 / 6 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتعرض الأقباط في مصر بين فترة وأخرى الى حملات عنصرية وارهابية يقودها دائما ومع الأسف الشديد التيار الإسلامي السلفي المتشدد لغايات مصلحية واجندات خارجية الغرض منها تشويه صورة الاسلام واظهاره على انه لا يحترم الاديان الاخرى وغالبا ما يكون العنف هو الخطاب الموجه ضدهم والمتمثل بقتل الاقباط واحراق ممتلكاتهم وتفجير كنائسهم وتضييق الحريات على شعائرهم الدينية وبالرغم من كون هذه الاعمال منافية للمبادئ الاساسية للاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي صدر عام 1948 والموقعه عليه مصر ومنافية لما اقر به الدستور المصري في باب الحريات العامه ومنافية اصلا لمبادئ الدين الاسلامي الحنيف التي تؤكد على الحريات الدينية وان الانسان حر في معتقداته وفي ممارسة شعائره العبادية بل انه اعتبر الحريات الدينية هي اهم الحريات عند الانسان وهؤلاء يدعون كذبا وبهتانا انهم حماة الاسلام من خلال تظليل الجماهير المستضعفة الفقيرة والغير متعلمة والتي تشكل نسبة كبيرة من الشعب المصري وحثها على مناصبة العداء للاقباط بوصفهم كفار تارة ومشركين تارة اخرى وما اكثر الايات القرانية التي وردت فيها هاتين الكلمتين ومؤكدين بالاخص على صورة ال عمران التي يفسرونها حسب اهوائهم كما جاء فيها ( ان الدين عند الله الاسلام ) وفي نفس السورة ( ومن يبغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ) ناكرين بل خافين وعن عمد الكثير من الشواهد التاريخية الاسلامية الدالة على تسامح رسول الله (ص) مع اصحاب الديانات الاخرى ( اهل الكتاب) وخاصتا النصارى منهم كما دونها التاريخ الاسلامي ومنها
1- قال رسول الله (ص) ( استوصوا بالقبط خيرا فان لي فيهم نسباً وصهراً ) حيث كانت احد زوجات رسول الله (ص) قبطية وانجبت له ابنه ابراهيم
2- ان المصطفى (ص) استقبل يوما وفدا من نصارى الحبشة واكرمهم وقال (انهم كانوا لاصحابنا مكرمين فاحب ان اكرمهم بنفسي ) لكي يرد الجميل على ما قام به ملك الحبشة عندما لجأ اليه وفدا من الملسمين طلبا للمساعدة ايام تعرض اصحاب رسول الله الى المطاردة والتنكيل من قبل قريش بعد هجرة رسول الله (ص) من مكة الى المدينة
3- استقبل الرسول (ص) وفدا من نصارى نجران وسمح لهم باقامة الصلاة في مسجده عندما حانت صلاتهم
4- قال رسول الله (ص) (من اذى ذمياً فانا خصمه ) وجاء في رواية اخرى ( من اذى ذمياً فقد اغضبني )
5- روية ان رسول الله (ص) كان يحضر ولائم اهل الكتاب ويشيع جنائزهم ويزور مرضاهم ويكرمهم .
فلماذا اذن لا تذكرون هذه المناقب والاعمال في خطبكم الرنانة في المساجد والجوامع وتخرصاتكم على الدين المسيحي في وسائل الاعلام . اما كان شعاركم دائما ( محمد قدوتنا ) فلماذا لا تقتدون به اذن ؟
اما جاء في سورة النجم بقولة تعالى ( وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ) وكذلك في قوله تعالى في سورة الانبياء ( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ) ان اعمالكم هذه هي عين الكفر في الاسلام وان الاسلام منكم براء .
ان نجاح مصر في المرحلة الانتقالية السياسية الحالية يعتمد كثيرا على احترام مبدأ القانون والذي بموجبه يضمن احترام اساسيات حقوق الانسان وفي جوهرها الحريات الدينية والمعتقد والرأي .
نحن الان نعيش في عصر العولمة وعصر دعوات حقوق الانسان والدفاع عن حقوق الاقليات وحوار الاديان والحورات الوطنية لذلك ليس مقبولا ابدا ان تكون هناك خطوط حمراء على المواطنين الذين يتعبدون باديرتهم . ان الاقباط لا يريدون الانفصال عن مصر ولا يفكرون بحكما ذاتيا بل بالعكس انهم متمسكين بارض مصر ارض اجدادهم لشعورهم الحقيقي بانهم سكنة البلاد الاصليين فدعوهم يعيشون بسلام . فيا اهل مصر انكم بناة اول حضارة انسانية عرفها العالم فلا تسيؤا لتاريخكم المشرف بالسماح لهؤلاء الماجورين بنشر الفرقة بين ابناء الوطن الواحد ولا استبعد ان تكون هذه الاعمال مقصودة لغرض تحريف الثورة عن اهدافها الاساسية وجر الشعب المصري لا سامح الله الى حرب طائفية ينتظرها اعدائهم بفارغ الصبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مساء الخير
حازم الحر ( 2011 / 6 / 27 - 16:45 )
اخي محمد وأخوتي
التناقض اللذي ترك فيه محمد أتباعه في احاديثه وقرانه سبب لهم هذا التطرف الرهيب - فهو يامرهم بالرحمة تارة والقتل والتقطيع وتضيق الحياة وقتالهم فأما الاسلام او الجزية وهم صاغرون تارة اخرى ويسعد مساكم


2 - شكرا أخي محمد
عرفة خليفة الجبلاوي ( 2011 / 6 / 27 - 17:58 )
تحية إجلال واحترام لكلمة حق تقال في ظلام دامس وليل داجي. كنت أتمنى أن يقول هذه الكلمة مصريون لعبنا معهم صغارا وأكلنا معهم شبابا وعملنا معهم كبارا. لكنهم نسوا العيش والملح وانشغلوا بأحلام الجزية وجمع الغنائم.
أخي محمد نحن نعيش في كارثة لا إنسانية، طفلتان عمرهما 13، 14 سنة يشهران إسلامهما أمام النيابة وتنتقبان، فيطلب وكيل النيابة مندوبا من الأزهر ليعلمهما الدين؟؟؟!!!
تقديري لشخصك الكريم


3 - صحيح هي التضارب في التعاليم
بشارة خليل قــ ( 2011 / 6 / 27 - 20:12 )
مرة يمهل ولا يهمل ومرة سريع الحساب
مرة لكم دينكم ولي دين ومرة قاتلوا الذين لا يؤمنون..الخ
مرة لا تزر وازرة وزرة اخرى ومرة يقتل جميع افراد بني النضير من ظهر شعر عانته
مرة ضد المنافقين ومرة ثانية يحلل النفاق في التقية والكذب في ثلاث
مرة رحمة للعالمين ومرة لا تأخذك بهم رأفة
مرة ليتمم مكارم الاخلاق ومرة يجامع طفلة ويجبر سوداء على التنازل عن ليلتها بتهديدها بالطلاق لانها هرمت ويرغم صفية بنت حيي على مضاجعته بنفس اليوم الذي رأته به يذبح زوجها وابوها واخوتها ويأخذ امرأة ربيبه ويلصق شبقه بالارادة الالهية
يشتم الناس ويلعنهم ثم يطلب من الهه ان يقلبها له




4 - الخلل فينا
محمد خضير عباس ( 2011 / 6 / 27 - 21:13 )
الاخ حازم الحر
ان التناقض ليس في احاديث النبي محمد (ص) ولا في الايات القرانية وانما التناقض موجود في تفسير هذه الايات من قبل ما يسمون نفسهم علماء الدين انت تعلم ان الدول الاسلامية تعتمد على اربعة مذاهب اسلامية رسمية وعشرة مذاهب غير رسمية فتصور كل مذهب يفسر حسب معتقده لذلك نشأ التطرف والتكفير ليس ضد الديانات الاخرى فحسب وانما ضد بعضها البعض ايضا تحياتي لك


5 - التساهل الحكومي
محمد خضير عباس ( 2011 / 6 / 27 - 21:18 )
الاخ عرفة خليفة
انا متابع للشأن المصري وان العداء للاقباط ليس وليد الساعة وانما يرجع الى زمن فتح الخليفة سعد بن ابي وقاص لمصر واستمر منذ ذلك التاريخ ولحد الان ولكن مع الاسف ان السلطات الحكومية السابقة والحالية تغض النظر عن اعمال العنف الموجهة ضد الاقباط لانها لا تريد الدخول في مواجهات مع المتطرفين الاسلاميين المتشددين لان لها سوابق اليمة معهم تحياتي لك


6 - الحكومه المصريه والمجلس العسكرى جبان...
حكيم العارف ( 2011 / 6 / 28 - 03:48 )
حاجه من اثنين ... الحكومه لاتستطيع الحكم ... او
الحكومه جبانه لاتستطيع مواجهة التطرف الذى هو ضد القانون اصلا ...

فى الحاله الاولى ينبغى تغيير الحكومه.
فى الحاله الثانيه الدوله تصبح دولة الغاب وطز فى مواثيق حقوق الانسان ... وبالتالى لاقانون ولايحزنون ... كما يفعلون الان...
القانون اللى على هواهم ماشى والقانون اللى يلخبط خططهم فى قتل الاقباط والافلات بلا عقاب ...معطل لظروف طارئه ...


7 - الخلل فينا
محمد خضير عباس ( 2011 / 6 / 28 - 14:16 )
الاخ بشارة خليل

نفس الرد على تعليق رقم 1 شكرا لمرورك


8 - الاقباط كمش الفدا
محمد خضير عباس ( 2011 / 6 / 28 - 14:21 )
الاخ حكيم العارف
نحن نعلم جيدا ما سببه تاثير العنف الاسلامي الارهابي ضد الحكومة المصرية في حقبة التسعينيات من القرن الماضي حيث ادى مفعوله الى شل حركة الاقتصاد المصري وخاصتا قطاع السياحة بالكامل الذي يعتبر احد موارد الميزانية المصرية وادى الى اهتزاز صورة مصر مبارك امام الراي العام الداخلي والخارجي لذلك فان الحكومة المصرية المؤقتة الحالية لا تريد ان تفتح جبهة مرة ثانية مع التيار الاسلامي المتشدد حتى ولو كان الثمن حياة الاقباط تحياتي لك


9 - ليس الاقباط وحدهم
علي ياس ( 2011 / 6 / 28 - 14:31 )
الاخ محمد المحترم
ليس الاقباط وحدهم هم المظطهدون في مصر وانما جميع الاقليات المسيحية المقيمة في الدول العربية وخاصتا في العراق والذي ادى الى هجرة العديد منهم الى دول العالم فالحملة مستهدفة ومنظمة لاستأصال هذا المكون من البلاد العربية

اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه