الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانيه الثيوقراطيه في الجزائر

عمر دخان

2011 / 7 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دار قبل أيام بيني و بين أحد الناشطين/الناشطات في أحد الأحزاب الجزائرية الحاكمة حوار سياسي طويل، خلصت من خلاله إلى أنه لا وجود لشيء اسمه حياة سياسية في الجزائر و هو ليس مجرد استنتاج من الحوار معه، بل ما يمكن أن نطلق عليه اعترافا بأن الأحزاب في الجزائر كما كتبت من قبل ليست سوى شركات تجارية و مراكز تجمعات مافيويه، يدخلها الأفراد من أجل تحقيق أرباح شخصيه و لا يهمها شيء آخر.

على كل حال سأحاول تلخيص محتوى الحوار على شكل نقاط لكي أتمكن من ترتيب أفكاري بشكل يحفظ تناسقها.

1. عند سؤالي له عن التوجه الفكري للحزب المنتمي إليه الشخص، لم يفهم معنى السؤال أساسا، ثم مازحني قائلا : أنه لا وجود لشيء اسمه توجهات و إيدولوجيات في الأحزاب الجزائرية، فالكل يحمل نفس الهدف و الغاية : تحقيق المنافع الشخصية، و إيجاد عمل لفلان، و الحصول على أرض في المكان الفلاني و ما إلى ذلك من الفوائد الشخصية، و هي أشياء لم أكن أحتاج سماعها منه لأقتنع بوجودها، خاصه و أنها ترى رأي العين على الواقع.
2. عندما تحدثنا عن واقع القهر الديني الذي يواجه به غير المسلمون في الجزائر، تحول المتحدث إلى شخص أشد تطرفا من أشد شخص تطرفا في طالبان، فهذا الناشط في حزب علماني غير إسلامي يقترح أن يتم طرد كل الجزائريين غير المسلمين من الجزائر، و تسفيرهم إلى الفاتيكان على حد قوله، مضيفا : ماذا أتى بهم هنا إن كانوا غير مسلمين؟، فقلت له أن هذه بلدهم حتى و إن كانوا لا يحملون نفس الديانة، لم يتفهم الفكرة و أصر على طرحه، فكان ردي أنه وفقا لمفهومه يجب تهديم كافة المساجد في أوروبا و طرد المسلمين من هناك، و لم يكن رده على سؤالي الأخير شافيا أو مقنعا و لكنه كان مزيجا من الإصرار على الطرح السابق و التهرب من الإجابه، فقلت له : ما دمتم أنتم السياسيون تفكرون هكذا و كل من يتبعكم، اسمح لي أن أصارحك أنني سأعارض بناء أي مرفق إسلامي في الدول الغربية، إلى أن يتوقف النفاق العربي المبني على حلال علينا حرام عليكم. و إن كان هذا طرح العلماني، فأنا لا أريد حتى تخيل طرح الإسلامي!
3. طرحه بالنسبة للصراع الفلسطيني/الإسرائيلي لم يكن أقل تطرفا، فهو يعتقد أن العرب منتصرون في النهاية لا محالة، و لا يقبل أي نقاش واقعي بهذا الخصوص، لأنه على ما يبدو أن العناد و المكابرة و الكذب على الذات هي عوامل تحقيق النصر العربي الوهمي الذي لن يأتي مهما طال الزمن، خاصه مع انتشار مثل هذه العينات في المجتمع، و التي تأبى بكل جبن مواجهة الواقع بحكمة و عقلانية، و تجنح دوما لمخدرات الكلام العاطفي اللعين الذي دمر البلاد و العباد.
4. طرحه بالنسبة لمستقبل البلد كان ملخصه كلمة واحده "الهروب" أو "الهربة تسلك" بالعامية الجزائرية، فهو على غرار بقية النشطاء يريد تحقيق أكبر قدر من الأرباح قبل التوجه إلى بلد غربي من البلدان التي كان يذمها و يذم أهلها، و يستقر هناك و لتذهب البلاد و العباد إلى الجحيم!.

الحوار كان طويلا و حادا أحيانا، و لكنه لم يخرج كثيرا عن المحاور السابقة، وهو الحوار الذي لم يصدمني بل زاد قناعاتي الشخصية حول شعب ميت و دولة تحتضر، شعب ضُحك عليه كثيرا برضاه، و من أفاق من أفراده لم يحاول تغيير الواقع، بل انسل بهدوء ليقف في صف اللصوص اللذين سلبوا خيرات البلد و يواصل معهم المهمة النبيلة في حلب البقرة العجوز، بموافقةٍ و مباركةٍ و مشاركةٍ من شعبه الذي "مايعرفش صلاحه" وهي عامية جزائرية لـ لا يدرك مصلحته من ضرره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صحيح
الجزائري أيوب العمري ( 2011 / 7 / 5 - 20:15 )
أولا :أنا قارئ بسيط لا أكثر.أعيش في الجزائر وأشاهد ما يحدث على الأرض...طبعا العصبية موجودة لدى الجزائريين كلهم.فهم مثلا لا يتقبلون أن يتحدث بربري بغير العربية أو ينسب نفسه لغير العرب بل ويسخرون منه إن استطاعوا حتى ولو كان مزاحا بينما يتحدث الأجانب بلغاتهم ويبجلون...
ثانيا: العلماني كافر ولذلك تجد الجزائريين يصفون سكان منطقة القبائل بالكفار واليهود والعملاء ونعوت أخرى ...وفيهم من يهددهم بالحرب والهلاك والحصار لأن القبائل ينتخبون على أحزاب علمانية في مظهرها...وزعماؤها من المنطقة وتدافع عن اللغة الأمازيغية...
ثالثا :لو رأيت قوائم الأحزاب الانتخابية يتصدرها أميون وتجار المصالح وأشخاص لا علاقة لهم بالسياسة تماما.همهم جيوبهم واسأل عن وزير أقام زردة في ولايته وأنفق الملايير في خيمته ولم يتصدر لكنه الآن وزير...كيف...
... هل هناك سياسة اجتماعية الأحزاب غائبة في المجتمع لا نشاط لا حركة لا توجيه لا شيء... الانتخابات يسيرها أميون يزورون يوقعون يملأون الصناديق والنتيجة معروفة....


2 - شكرا على التعليق
عمر دخان ( 2011 / 7 / 6 - 03:34 )
شكرا على تعليقك سيدي الكريم. القبائل جزء من الجزائر و لا يمكن أن نستثنيهم من السلوكيات السيئه المنتشره في المجتمع الجزائري لأنها متفشيه في منطقتهم أيضا ككافة مناطق الجزائر. لا وجود لأحزاب علمانيه في الجزائر اللهم إلا إذا إعتبرنا حزبا طائفيا مثل الأرسيدي حزبا علمانيا. كل الأحزاب في الجزائر جهوية أو دينيه أو طائفيه، و لا وجود لأي حزب علماني، و مثل هذه الأفكار تنتشر في أوساط المجتمع القبائلي أيضا، فهو ليس مجتمعا علمانيا كما ذكرت حضرتك، و لنتذكر أن الكثير من الإرهابيين ينحدرون من تلك المناطق و ينشطون فيها.
الجزائريون بعربهم و بربرهم يقدسون اللغه الفرنسيه و يسبحون بحمدها صبح مساء - إلا القلة القليله - و موضوع السخرية من البربر ولغتهم هذا لم أره إطلاقا بكل صراحه، بل بالعكس، هم يقفون كلهم عربا و بربرا ضد الأقليات الدينيه و بشكل متطرف، و ليس من العدل أن نلقي اللوم كله على جزء من المجتمع بينما المجتمع بأكمله متعفن.
أنا أيضا أعيش حاليا في الجزائر بشكل مؤقت، و كل الوقائع التي أكتبها هي من واقع الحياة اليوميه و أشياء أراها رأي العين.
تحياتي لك و شكرا لك على إثراء الموضوع سيدي الكريم.

اخر الافلام

.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با


.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط




.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-