الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحديات السلطة والمعارضة

صاحب الربيعي

2011 / 7 / 2
المجتمع المدني


إن حقيقة الخلاف بين السلطة والمعارضة لا يتأطر بتقاطع وجهات النظر حول أساليب إدارة الدولة وإنما بتقاطع المصالح بين السلطة وشرائح اجتماعية تطالب بدور ما في السلطة لشعورها بالتهميش جراء تغليب السلطة مصالحها على حساب مصالح المجتمع. إن زيادة وعي المثقفين بمصالحهم يزيد من مطالبهم بتمثيل أكبر في السلطة فيحتجون على نحو خفي لتحريض المجتمع ضد السلطة ومع الزمن يصبح الاحتجاج أكثر حدا لكنه يتستر خلف قناع الحرص على مصالح الوطن تحاشياً لبطش السلطة، ويتلاشى الحذر ليصبح احتجاجاً علنياً برفض اجراءات السلطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
يعتقد (( امارت ياصن )) " أن حرية التعبير ليست رفضاً لتوجهات سياسية وحسب، بل رفضاً لإجراءات اقتصادية واجتماعية وثقافية مرتبطة بالتنمية الشاملة ".
إن عجز مؤسسات السلطة القائمة عن تلبية المصالح العامة يدل على فشلها بإدارة الدولة، فتلجأ إلى استخدام العنف لقسر الفئات الاجتماعية المتضررة على القبول بتوجهاتها. ويعدّ أخطر أساليب الرفض الاحتجاج الصارخ الذي يكسر حاجز الخوف فيربك الأجهزة الأمنية ويتهددها ما يجعلها تستخدم العنف المفرط لإعادة غرس الخوف والرعب في نفوس المواطنين. وعند فشلها تزيد عزلتها عن المجتمع وتصبح عبئاً على السلطة ذاتها لعدم قدرتها إجراء اصلاحات حقيقية في بنية أجهزتها القمعية ما يزيد نقمة المجتمع عليها فيطالب بإسقاطها لخلق مؤسسات جديدة قادرة على تلبية مطالبها.
يعتقد (( توماس كوهين )) " أن الثورات السياسية تهدف إلى إحداث تغيير في المؤسسات القائمة لكنها تواجه بالعنف من السلطة المستبدة ".
يهدف استخدم سلطة الاستبداد العنف المفرط ضد المعارضة لإضعاف بنيتها التنظيمية وتفكيكها وتحجيم منافستها على السلطة، ومع زيادة حالات الرفض الشعبي لمؤسسات السلطة القائمة وإجراءاتها وفقدان أجهزتها القمعية السيطرة تتفاقم الأزمة السياسية وبضعف أحزاب المعارضة الوطنية يتصدر المشهد السياسي المضطرب واجهات سياسية أو نخب مرتبطة بجهات دولية أو إقليمية تسعى إلى فرض أجندتها على التغيير الجديد.
يتطلب خروج السلطة من مأزقها السياسي منح حرية تشكيل أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني تقودها نخب سياسية وثقافية مشهود بمواقفها الوطنية، فلا يمكن إجراء حوار سياسي مع جهات سياسية مجهولة الهوية الوطنية أو جهات مرتبطة بأجندة دولية على حساب المصالح الوطنية لأن التغيير الثوري من دون مسارات مستقبلية محددة يقود إلى الفوضى والحرب الأهلية.
يقول (( بيخو باريخ )) : " إننا بحاجة إلى منتديات مؤسساتية تضم ممثلو مختلف فئات المجتمع ونخبها لمناقشة طرق حياتها وتفكيرها وقضاياها الخلافية للتوصل إلى رأي مشترك يكتسب شرعيته من استفتاء عام ".
إن مفتاح حل الأزمة السياسية الحوار مع كل الجهات المتضررة والمعنية بالشأن العام والساعية إلى إحداث تغيير شامل في البنية الاساس لإدارة الدولة والمجتمع. على خلافه استخدام العنف لمواجهة الحراك الشعبي الرافض لسلطة الاستبداد يفاقم الأزمة السياسية ويلحق الضرر الكبير بالسلطة والمعارضة معا، ما ينذر بالحرب الأهلية وتجزأت الوطن.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3


.. Saudi Arabia’s authorities must immediately and unconditiona




.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس


.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف




.. لحظة اعتقال الشرطة أحد طلاب جامعة ييل الأمريكية المتضامنين م