الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نظلم السلفيين؟

مايكل سعيد

2011 / 7 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثيراً ما نظلم السلفيين ونبالغ في هجمونا عليهم لأنهم يفسدون الحياة السياسية و المناخ السلمي الديمقراطي , ولكن السؤال الذي لابد أن نطرحة لماذا يفعلون كل ما يفعلونه من أمور معادية للسامية؟

ولكي نجيب على هذا السؤال لابد أن نُعرّف ما هي السلفية في الإسلام ؟

السلف هم الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ويعتقدون في أن هذا هو نهج الإسلام الأصيل من أصل الكتب و الأحاديث و الإبتعاد عن المناهج الدخلية على الإسلام وروح الإسلام , ويعتبر ذروة هذا المنهج ما نشأ في القرن الثالث الهجري الذين برزوا لمواجهة المعتزلة في العصر العباسي.

هذا هو مختصر تعريف السلف الصالح الذي يتبعه السلفيين

إذاً فنحن أمام جماعة لا تعرف أي شيء عن الحياة السياسية أو الديمقراطية أو الدولة المدنية الحديثة , فكل هذا كفر بالنسبة لهم , هم فقط يعتقدون بـ " قال الله وقال الرسول" ولن يقبلو بغير ذلك.

لذا فلا ننتعجب من حرقهم للكنائس لانهم يعتقدون أنها معابد كفرية بحسب معتقداتهم , ولا نتعجب عدم قبولهم للآخر لأن الذي يحيد عن منهجهم هو من الخوارج و الذي يختلف عنهم في الدين فهو كافر أو مشرك, و الذي يعتقد في المنهج الإسلامي المعتدل فهو من المنافقين.

أما بخصوص سبابهم للكنيسة ولرموزها فحدث ولا حرج هذا من الثوابت الدينية لديهم , وكان رسولهم في ختام صلاته يقول "اللهم العن فلان وفلان" وهذا معتقد لا نلومهم علية و إقتدائهم برسولهم لا يعيبهم في شخصهم , فكما قولنا سلفاً أنهم لا يعرفون سوى "قال الله وقال الرسول"!

وحينما نتكلم عن حقوق المرأة والطفل و أسلمة القاصرات نجد أن أسلمة القاصرات في نظر المجتمع الدولي هو نوع من أنواع إنتهاك حقوق الطفل لأنهم بذلك يستغلون صغر السن للتأثير عليه أو التغرير به او بها وحتى لو قال الطفل او القاصر أنه إختار دينه الجديد عن طيب خاطر فهذا لايعطي الحق للجهات المعنية بالمضي قدماً في إجراءات تغيير أوراق ومستندات لطفل بناءاً على رغبته لأن هذا إنتهاك صارخ لحقوقة والتي أبسطها أن يظل في رعاية أبواه حتى بلوغ سن الرشد الذي يستطيع فيه تمييز الأمور وحينها يختار مايشاء وهذا حق كامل له ولا يستطيع أحد أن يقف في طريقه إلا الظالم , وهنا سندخل في صدام مع أتباع السلفية لأن المقاييس عندهم مختلفة تماماً فلا يوجد طفولة في الإسلام فالمرأه عندهم تتزوج وقتما تكون قادرة على تحمل الوطء (الجماع) دون النظر للسن او غيره فالمعيار لديهم جسدي بحت حتى لو كانت في التاسعة من عمرها أو أقل بقليلاً او اكثر من ذلك فقط تكون قادرة على اداء واجبها الزوجي! وهنا قد يحدث تصادم بين الجهات القضائية وبين التيار السلفي بخصوص قضية قاصرتي إلمنيا لأنهم في نظر القانون أطفال أما في نظر السلفية فهم بالغات راشدات ولم اقصد بالغات ذهنياً لأن المقياس لديهم "جسدي بحت" !

فأنا لا اتفائل خير بمستفبل مصر لأننا سنشاهد صدامات عنيفة بين التيار السلفي وبين التيارات الليببرالية , فالليبرالي المسلم في نظر السلفيين "زنديق" والليبرالي المسيحي "كافر" والمرأة الليبرالية "فاجرة" أما الليبراليين فهم ينظرون إلى حقوق الإنسان في المقام بغض النظر عن الجنس او اللون او الدين ويؤمنون بالعدالة الإجتماعية لكافة أطياف المجتمع بمختلف أجناسهم ومذاهبهم , فهل نجد بين هذا وذاك طالولة للحوار في ظل هذا الإختلاف الكلي؟

إذاً فنحن أمام ثورة فاشلة مع كل أسف لأنها ستشهد إنقساماً حاداً بين من يؤمنون بالديمقراطية والحرية والدولة المدنية الحديثة وبين ما يكفرون الديمقراطية لأنها ليس وحي إلهي وليس من كلام الرسول والذي وضعها هم الغرب الكافرون و أصبحت الديمقراطية حرام شرعاً لأنها ضد أحكام الدين!

فالخلاصة هي أن السلفيين يمثلون أصول الدين والكثير من المسيحيين يراهم متطرفون لأنهم تعاملوا مع المسلميين الليبرالين في المدارس والجامعات الذين لا يرون بينك كمسيحي وبينه أي إختلاف سواء في العمل او الكلية او المدرسة فقط تفترقون وقت الصلاة أنت بالكنيسة وهو بالمسجد فيما عدا ذلك لا يوجد فرق بينك وبينه!

أخيراً وليس آخراً لم أقصد بمقالتي أي إساءه لأي دين والمقالة لا تخرج عن نطاق قراءة للواقع الذي يعيشه الشعب المصري الذي وجد نفسه يعيش أيام ثورة مسروقة , عذراً يا مصريين يا من طالبتم بالحرية فالآن الحرية أصبحت مستحيلة فعلى أحد الطرفين أن يضحي بحريته لكي لا تنقسم البلد , فهل يضحي السلفيين بمرجعيتهم الدينية و أفكارهم في سبيل إحياء مصر , أم يضحي الليبراليين بحريتهم وقبول أحكام السلف ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تاريخيا.. نعم.. واقعيا ..لا
محمد حسين يونس ( 2011 / 7 / 3 - 05:02 )
ما يحرك هؤلاء المعاتية الذين يركبون المرسيدس و يحملون احدث صيحات المحمول هو الدينار السعودى و تعليمات امن الدولة هم لا يهمهم دين و لا ملة هم دائما يبحثون عن الصرة و الدنانير وما يتبعها من شراء نسوان صبايا و حلوين .. الصراع اليوم بين جميع الفصائل علي بيت المال السايب و لهم في مبارك و عصابتة اسوة حسنة .. تحياتي مع اقتناعي باننا سنواجة ايام اسود من زمن المبارك


2 - مقال واقعي
نادر ( 2011 / 7 / 3 - 12:18 )
رائع بمعنى الكلمة هؤلاء اغبياء بطبيعة عقيدتهم ومش ممكن هيكونو كويسيين ابداً لانهم يعشقون التخلف لابديل لديهم


3 - صدام لن يحدث
محمد بن عبدالله ( 2011 / 7 / 3 - 19:34 )
كتبت :


لا اتفائل خير بمستفبل مصر
نحن أمام ثورة فاشلة مع كل أسف لأنها ستشهد إنقساماً حاداً بين من يؤمنون بالديمقراطية والحرية والدولة المدنية الحديثة



المشكلة هنا هي أن (الليبراليين) دعاة الحرية لا يشكلون سوى نسبة ضئيلة من ال85 مليون مصري...فلن نشهد عراكا أو سجالا بين فريقين متساويين في القوة بل مذبحة صامتة لكل من يجرؤ على معارضة التيارات الدينية ولا أستبعد ردة جماعية لهؤلاء اللبراليين كما رأيناها سابقا عند بعض اليساريين فهذه ظاهرة لاحظها العلم يجنح إليها المهزوم للحفاظ على اتزانه النفسي (دفنسف ميكانزم)

غدا ستلبس ثائرات اليوم النقاب كما سبق ولبست معظمهن الحجاب فلا أمل في الشخصيات الثورجية المتذبذبة

ملحوظة إن كانت نوارة ابنة لأحمد فؤاد نجم فهي أيضا بنت المتعصبة صافيناز كازم..أسماء محفوظ وغيرها ملتزمة بالحجاب وحتى الملتحي وائل غنيم فقد ذكر عصام العريان أنه كان عضوا بجماعة إخوان الخراب و(شاعر الثورة) عبد الرحمن يوسف هو ابن القرضاوي

لذلك أردد مع الأستاذ محمد حسين يونس فيلسوف الحوار المتمدن:

((وطن بديل يا محسنين!))


4 - التعصب الاعمى
ابراهيم المصرى ( 2011 / 7 / 4 - 00:52 )
عزيزى مايكل قرات ماكتبت وماعلق بة الاعزاء ووجدت ان الاراء ابتعدت عن الحقيقة ووقعت فى رؤية ذاتية متحيزة لاسباب دينية وهى افة تنتشر فى كثير من الكتابات على موقع الحوار المتمدن عموما سيد مايكل انت قلت( أما الليبراليين فهم ينظرون إلى حقوق الإنسان في المقام بغض النظر عن الجنس او اللون او الدين ويؤمنون بالعدالة الإجتماعية لكافة أطياف المجتمع بمختلف أجناسهم ومذاهبهم ) وهذا سيدى ليس صحيح فالفقر المنتشر فى قرى ونجوع واحياء مصر بسبب الطغمة الليبرالية المتسلطة والمغتصبة للسلطة فالعدالة الاجتماعية لاتشغل الليبرالين االا حين يصل الامر الى مايهدد مراكزهم وثرواتهم ثانيا سيد مايكل للاسف انت تخلط بين السلفين كمذهب وطائفة من المسلمين وبين باقى طوائفهم فاكثرية مسلمى مصر لايتبنون الدوجما الزاعقة اللتى يطنطن بها الغلاة من السلفين كمحمد حسان والحوينى ويعقوب وغيرهم فهم اقرب للحنابلة المتشددين عماهو المذهب لاكثرية مسلمى مصر المتسامحين فالتعميم يقودنا للغلطوايضا ليس كل التيار السلفى منغلق ومتشدد وايضا عزيزى مايكل ليس اسللفين من حرقوا الكنائس او ساعدوا على هروب الفتيات فمن قام بذلك ناس عادية منفل


5 - المستقبل لنا
ابراهيم المصرى ( 2011 / 7 / 4 - 01:02 )
فالاحداث الاخيرة سيد مايكل قام بها ناس عاديون وليسو سلفين ولاانفى ان للسلفين دور فى التهيج واثارة التعصب كما ان ملاحظتك الاولى عن افتقارهم للخبرات فى العمل السياسى فى محلها وعلينا الا نمنعهم من ذلك فبالتجربة سيصححوا مواقفهم ويقتربوا من التيارات الاخرى وان احتفظوا ببعض منطلقاتهم وهذا حقهم فالحوار سيد مايكل كفيل باذابة الحواجز وتقريب الناس والاتجاهات حتى لانقع فى اقصاء يقودنا لعنف لاتحتملة ظروف الوطن الان اما عن تشاؤمك ومشاركة بعض الاعزاء المعلقين فهذة قراءة ملتبسة سيد مايكل فالمستقبل ستصنعة جماهيرنا اللتى خرجت فى نبل وتصميم على ازاحة الفاشيست فاسقطتة وهى قادرة على تجاوز احن المرحلة وارتباكاتها واطمئنك ان التيارات المنغلقة والمهوسة اكانت يسارية او ليبرالية او اسلامية فى حالتنا (السلفين) اقلية ولاتأثير لها كما نتوهم فالحاصل ان القنوات الشرعية للاعلان عن الذات مسدودة وستنفتح مع الانتخابات وساعتها سترى ان السلفين لاوزن لهم الا الجعجعة الفارغة عبر وساءط الميديا وابار البترودولار المنهمرة عليهممن بعض جيراننا المرتعشين منوصول اعصار الثورة لممالكهم لتقتلع عروش البؤس اللتى قهروا شعوبه


6 - نحن لا نقرا التاريخ جيدا
محمد حسين يونس ( 2011 / 7 / 4 - 04:34 )
لقد تجاوز العصر و العلم قبول اى عدوان علي حقوق الانسان و هؤلاء الاخوان ومن علي شاكلتهم عباقرة في قهر البشر و تكميمة و تضليلة و حرفة بعيدا عن اهدافة بالاغتيالات و الارهاب و الزحف حاملين و جهة نظرهم البدائية عن الحكم و اصولة.. انها نفس الكوارث التي اضاعت مصر من قبل و ستضيعها في القريب العاجل و يومها سيصلون للة شكرا باحتلالها كما فعل كبيرهم عندما احتلت اسرائيل سيناء عام 67 الاخوان لا امان .. الانهب و سرقة بيت المال كما سرقت شركات توظيف الاموال السذج من الشعب من قبل .. الامن الوحيد مواطنة متساوية تمنع رئيس مجلس ادارة لص و مرتشي من ادعاء التقوى بمطاردة السيدات العاملات والاقباط و ازاحتهم عن مناصبهم رغم ان هذا يمثل اضرارا بتطور العمل في مؤسستة

اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم