الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشرفون التربويون..تفسحوا في المجالس!

اسماعيل موسى حميدي

2011 / 7 / 3
التربية والتعليم والبحث العلمي


المشرفون التربويون.. تفسحوا في المجالس!
اسماعيل موسى حميدي

من بين فروع وزارة التربية هو وحدة الاشراف التربوي والمتكون من مجموعة من المشرفين وفي الاختصاصات المختلفة لهم زيارات دورية وكل حسب اختصاصة للمدارس الابتدائية والثانوية على السواء يختارون وفق آليات تضعها وزارة التربية وبحسب برنامج تدريبي تاهيلي لاعدادهم لمهنة الاشراف، مهمتهم متابعة العملية التعليمية داخل المدارس من خلال الحضور الموقعي والمباشر للمعلم او المدرس في المدرسة ومتابعة طريقة تدريسه والاسلوب والستراتيجية التي يتبعها داخل الصف فضلا عن مهارات المدرس وكفاياته وطبيعة المامه بالمادة العلمية ودرجة تهيؤه النفسي للقيام بعملية التدريس، ويكون ذلك من خلال التشخيص لكل هذه الامور اثناء زيارة المعلم او المدرس في حجرة الصف ...والملاحظ الغريب الذي يجلب اشمئزاز الكثير من المعلمين والمدرسين ومدراء المدارس في عمل المشرفين هو عند زيارتهم للمدرسة المعنية أول عمل يقومون به هو ازاحة مدير المدرسة من على مكتبه والجلوس محله على اعتبار ان المشرف اعلى شأنا ومهابة من مدير المدرسة ،هذا الامر يزعج الكثيرين لان فيه بعدا اجتماعيا ضيقا كذلك يخلو مشهد احتلال المشرف التربوي مكان مدير المدرسة من الحس التربوي التي تسعى وزارة التربية لغرسه وتفعيله في قطاعاتها ونفوس افرادها فكيف اذا خلت جعبة المشرفين التربويين الذين يعدون عماد التربية منه..وقد امرنا الله تعالى التفسح في المجالس" يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم"ولم يأمرنا القيام لتعظيم الاخرين فالمؤمنون سواسية وسمة المؤمن التواضع .
يؤكد الكثير من العاملين في هذا القطاع بان الآلية التي تلجأ اليها وزارة التربية في اختيار المشرفين التربويين لا ترقى ومستوى وقيمة المنصب المهني والتربوي الذي يتميز به منصب المشرف التربوي وفي كثير من الاحيان لايبتعد الامر عن المحسوبيات وارضاء الخواطرفي الترشيح لهذه المهنة.اما عن تأهيل المشرف فغالبا ما يؤهل عن طريف زجه بدورة اشراف لا تتعدى الشهر الواحد لاتسمن ولاتغني ..يتناول فيها اساسيات الاشراف التربوي لاغير ،لابد ان نستفيد من تجارب الدول المتطورة واللجوء الى اساليب حديثة في ضوئها يؤهل المشرف التربوي ولابد من الاعتماد على ذوي الشهادات العليا من تخصصات طرائق التدريس والمناهج والمتميزين من ذوي البحوث القيمة والخبرات الخاصة في الاختيار الذين ينتسبون لهذه الوزارة، فضلا عن زجهم في دورات تاهيلية خارج القطر ..مشرفونا اليوم لم يبتعدوا كثيرا عن الروتين الممل الجاثم لسنوات في دوائر التربية ،إذ لابد من الافصاح عن ماهيات التربية العلاجية الصحيحة ومتابعة انماط التعليم العالمية لاسيما في بلدنا الذي يعاني قطاعه التربوي من الترهل منذ سنوات عده.
تسجل يوميا الكثير من الاخطاء والهفوات على المشرفين التربويين في مدارسنا الثانوية والابتدائية ومن اهم المآخذ عليهم انهم يعتبرون انفسهم فوق المعلم وامكاناته وهناك من المشرفين من يزرع المهابة والرعب في نفوس المعلمين وهم غالبا ثقيلي الظل في الاوساط التي يعملون فيها لانهم دائما مشخصي لعلات التربويين في المدارس بصورة نمطية غير خاضعة لمعايير مهنية اساسها الحرص التربوي الفاعل النابع من القيم السليمة المخلصة للتربية التي مسعاها بناء وترميم الجيل وفق الرؤى التربوية المثالية.
على المشرفين ان يكونوا سمة عالية للتربية والمربين بعطائهم المعرفي واسلوب تعاملهم وسمو نفوسهم وان يترفعوا عن الاهتمام بالذات والنظر للمعلمين بعين الازدراء
اتمنى لو جلس المشرف في نهاية المجلس الذي يجلس فيه المعلمون ليشعر المعلم بقيمته وان لا شخص يسمو على مكانة المعلم الذي هو المربي الحقيقي في العملية التعليمية لا ان يزيح مدير المدرسة من مكانه ويجلس محله ويبدو لهم كمحقق الشرطة في حجرة التوقيف وهو بهذا الحال قد غادر الاصول التربوية بكل احوالها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وحدة الاشراف التربوي
نبيل عبد الأمير الربيعي ( 2011 / 7 / 3 - 03:58 )
تحية طيبة استاذ اسماعيل انهم وحدة من الأشراف التربوي والعاقل يفهم


2 - تشخيص موضوعي
مسعود الزبيدي ( 2011 / 7 / 4 - 19:46 )
صدقت عزيزي فيما طرحته في مقالك الجميل فوزارة التربية بحاجة الى وقفة جادة في اختيار المشرفين والرقابة على عملهم وعدم اعطاء لهم الحرية المطلقة في العمل وعلى ان يتم اختيارهم بموضوعية كاملة

اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24