الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأستاذ حسين علوان متلجلجاً داخل شرك المنطق

نعيم إيليا

2011 / 7 / 3
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


من أخص سمات الشخصية الماركسية التزامها بالعقيدة الماركسية ومسلماتها إلى حد الخضوع لها خضوعاً يحاكي خضوع العبد الذليل لربه في العقائد الدينية. ولا تكتفي بهذا بل هي تنكر هذا الخضوع إنكاراً، وتوهم نفسها بأنها منعتقة من إسار الجمود بادعاء التطوير والتجديد إيهاماً. يظهر هذا التناقض في سلوكها، وفي تركيبها النفسي والعقلي، فهي أبداً: مضطربة، متقلبة، عنيفة، متطرفة، مستسلمة لمبدئها، محتدمة يتأكلها الغرور والاستعلاء، لا تهادن فكرة تأتيها من خارجها، ولو كانت هذه الفكرة نقية نقاء الماء المستقطر. وهذا شأن أصحاب العقائد جميعاً.
يبتدئ (البيان الشيوعي) بقانون الإيمان الماركسي – تشبيهاً بقانون الإيمان المسيحي –:
" إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن، ليس سوى تاريخ صراعات طبقية. حر وعبد، نبيل وعامي، بارون وقن، معلم وصانع، وبكلمة ظالمون ومظلومون، في تعارض دائم، خاضوا حربا متواصلة، تارة معلنة وطورا مستترة، حربا كانت تنتهي في كل مرة إما بتحول ثوري للمجتمع كله، إما بهلاك كلتا الطبقتين المتصارعتين".
ولعلها بداية موفقة صحيحة شكلاً بحسب منطق الأوليات، تضع الصخرة التي سيقوم عليها البناء برمته أولاً، ثم تتدرج صعداً بعد ذلك في وضع التفاصيل والأركان والأجزاء. وقد آمن بهذه البداية (القانون العام) جميع الماركسيين على اختلاف مشاربهم ورؤاهم ومنازعهم، حتى إنك لا تجد بينهم واحداً ينبض في صدره شك فيها نبضة واحدة، ولا واحداً يختلج في عقله أن يبذل في التفكير فيها حُريرة واحدة، بعد إذ أيقن أنها من البداهة؛ وما كان بديهياً عنده، فمن النفل التفكير فيه، أو تقليبه على وجوه أخرى مما يتعارض مع الوجه الذي رسخت صورته في ذهنه.
فإذا جاءهم أنّ هذا الذي آمنوا به ليس قانوناً ولا هو من البداهة، استشاطوا غيظاً، أو صعّروا احتقاراً، أو سخروا متهكمين، وربما استخدموا المنهج الاعتذاري (التبريري) منهجهم الأثير، إن وجدوا أنفسهم في حالة مسترخية راضية، أو وجدوا أن لا بد من مواجهة الذي جاءهم، يدرأون به الشبهة عما آمنوا به.
وما الأستاذ حسين علوان إلا واحداً من هؤلاء، وإن كان متفوقاً على أكثرهم في الدماثة، وقوة الحجة، وحسن الرأي، ورونق العبارة.
فإنه ما يكاد يقترب من القانون المشار إليه (صراع الطبقات)، حتى يتلجلج.
ففي محاورته للأستاذ رعد الحافظ؛ الذي ناقش معه صحة ادعاء وجود قوانين ثابتة حتمية للتطور الاجتماعي كما تدعي الفلسفة الماركسية، وذلك بأسلوب (رعدي) واقعي مقنع هادئ معلل، أخذ الأستاذ علوان يعتذر للماركسية عن الضعف، ويتمحل لها أوجه الصواب والتخريج، وما ينفك يعتذر ويتمحل حتى اتسع الخرق فيها، وبات إصلاحه على أمهر الخياطين مستحيلا.
فهو يرى، مثل جميع الماركسيين، أنّ قانون التطور الاجتماعي، هو الصراع الطبقي، بيد أن هذا القانون يتوارى في مراحل تاريخية محددة كالمرحلة الشيوعية – وهي مرحلة يتخيل أنها ستخلو تماماً من الصراع الطبقي - مثلما توارى الصراع في عصور ما قبل التاريخ.
وهذه الرؤية للقانون الاجتماعي مبتسرة يشوبها القصور؛ لأنّها إذ ترى هذا القانون في مجتمعات محددة مختارة كالمجتمع الرأسمالي مثلاً، لا تراه في مجتمعات أخرى كالمجتمعات البدائية وغيرها. ومعلوم أن ما كان من القوانين، سواء الطبيعية منها أو الاجتماعية، مجرداً من صفة (العمومية)، فإنه لا يدعى قانوناً، وإنما هو حدث تاريخي عابر مرتبط بزمان ومكان كسقوط الدولة الآشورية مثلاً.
ومع أن الأستاذ علوان يقرّ بهذا في قوله - والتقويس مني -:
"القانون الاجتماعي هو (تعميم) لتوجه إجمالي (عام) محكوم بشروطه الموضوعية و الذاتية. أي أن هذا التوجه العام مشترط التحقق بتحقق موجبات ظروفة".
حيث يؤكد عمومية القانون الاجتماعي، فإنه سيظل مقيماً على وصف الحدث التاريخي (بالقانون) كما جاء لدى مؤسسي الماركسية. ولن يلمح الفرق بين القانون والحدث، ولن يراعي حقيقة أنّ القانون، فضلاً عن كونه عاماً، هو حتميٌّ.
فإذا اقترن القانون الاجتماعي العام، بشرط "تحقق موجبات ظروفه" فإن صفة الحتمية، ستنتفي منه عندئذ. وتفسير ذلك أنَّ الحتمية تحمل شروط تحققها في ذاتها، ولا تحتاج إلى شروط خارجية، مثلها مثل قانون الجاذبية. وعلى هذا، فما دام (قانون) الصراع الطبقي، ليس حتمياً، فلا يصح أن يدعى قانوناً؛ لأنه لو كان كذلك حقاً؛ أي قانوناً عاماً حتمياً – كما تصوره الماركسية - لكان هو القانون الذي نقل المجتمع المشاعي – اللاطبقي – إلى المجتمع العبودي الذي وليه. إذ لا يصح أن يعمل القانون العام الحتمي في مرحلة، ويتعطل في مرحلة أخرى. إنّ الحاجة عند الإنسان مثلاً، قانون عام ثابت حتمي لا يتغير، كان منذ بدء الإنسان، وسيكون ما دام الإنسان حياً، فإن قيل بزواله في مرحلة ما من حياة الإنسان، عُدَّ القول نكتة تلقى على الأسماع للتفكه .
وعلى هذا فإن قول مؤسسي الماركسية هنا في البيان الشيوعي، إذ يؤكدان بثقة مفرطة: "إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن، ليس سوى تاريخ صراعات طبقية"!؟
يستوجب التعديل. وإلا فعلى الماركسيين - وبينهم الأستاذ علوان - أن يقيموا البرهان على صحة أن "تاريخ أي مجتمع" هو تاريخ صراعات طبقية؟
عليهم أن يبينوا كيف انتقل المجتمع البدائي، الذي لم يكن فيه لقانون الصراع الطبقي أي وجود، إلى مرحلة أرقى؟.
لأنه، إذا كان الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى، قد تم من دون صراع طبقي، قضى ذلك بأنّ التطور الاجتماعي يحدث من دون صراع طبقي.
كما عليهم أن يفسروا: لماذا خلت المجتمعات الأفريقية والأسترالية، والأمريكية قبل غزو الأوربيين لها، من قانون الصراع الطبقي؟ ما دام " تاريخ أي مجتمع حتى الآن، ليس سوى تاريخ صراعات طبقية".
وكيف يمكن أن يقرأ المرء تاريخ الامبراطوريتين الرومانية والفارسية وما كان بينهما من الحروب والتحولات، وليس فيه من الصراع الطبقي شيءٌ؟
وهل يصح الاعتقاد بأن الغزو الإسلامي العربي لمصر، كان تاريخ صراع طبقي؟
وهل كانت الحرب الروسية التركية، صراعاً طبقياً؟
بل هل كانت ثورة أوكتوبر، وانقلابها على الأحزاب الديمقراطية والأحزاب العمالية، التي تولَّت قيادة المجتمع الروسي عقب ثورة شباط وسقوط القيصرية، طبقية حقاً؟
وهل يمكن أن تنتقل أوروبا (بقانون) الصراع الطبقي، إلى الشيوعية؟
فإذا كان انتقال أوروبا ممكناً من دون صراع طبقي، فما معنى قول الأستاذ حسين علوان:
"فقد كان ماركس و إنجلز شديدي التوكيد على أن مفهومهما هذا إنما يقترح دليل عمل في البحث التاريخي ، و ليس نظرية إسمية للتاريخ ، ولا فلسفة عظمى للتاريخ ، ناهيك عن زعم تقديم المفتاح العام للتاريخ"؟
أليس مؤسسا الماركسية "قدَّما المفتاح العام للتاريخ"؛ الذي هو صراع الطبقات كما جاء في البيان؟!
إنها أسئلة كثيرة تتحدى الماركسيَّ ذا "النظرية العلمية!" وتعترض عقله، ولكنه - مع الأسف - لا يكترث لها ولا يبالي بها؛ لأنه في شغل عنها بالسلطة، وبالحلم اللذيذ بجنةٍ لا شوك فيها.
ولا أعلم سبباً أغوى الأستاذ رعد الحافظ، وهو الكلف بالقيم الحضارية الجديدة، أن يظهر إعجابه بقول الأستاذ علوان:
"وفي العديد من المناسبات فقد عبر ماركس و إنجلز عن شديد انزعاجهما من أولئك الأكاديميين الذين يحولون معارفهم المجتزأة و القاصرة عن التاريخ إلى منظومة فكرية متعالية تروم شرح كل شيء في التاريخ ، أو ممن يستخدمون وجهة النظر المادية للتاريخ ذريعة لعدم التعمق في دراسة أدق دقائق التاريخ"
إلا أن يكون سوء الفهم الناتج عن استرخاء الذهن والشرود في زمن القراءة. فإن الكاتب إنما أراد أنّ الحقيقة وقف محبوس على ماركس وإنغلز، و ملك محتكر منهما، لا حقّ لغيرهما بالتصرف فيه.

انظر مشكوراً: مقالته (موجز لقوانين التاريخ: جواب محدد لسؤال محدد للأستاذ رعد الحافظ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكر وتوضيح
رعد الحافظ ( 2011 / 7 / 3 - 16:57 )
صديقي العزيز / نعيم إيليا
شكراً لمناقشتكَ مقال الأستاذ الكبير د. حسين علوان وإيضاح رايك العزيز
وشكراً للإطراء اللطيف لطريقتي في الحوار , عسى أن استحقّهُ منك
*******
من جهة ثانية
فهمي لتلك العبارة مازال نفسه رغم إعادتي وتركيزي عليها
ماركس وأنجلز عبّرا عن إنزعاجهم من محتكري الحقيقة التأريخية وتفسيرها المادي ثم تعميمه على باقي الأحداث
بينما دراسة تفاصيل ودقائق التأريخ ستنتج لنا بوناً واضحاً تُشير ضمناً لعدم إنطباق قانون بشري إجتماعي على الجميع بشكل مسطرة للفكر البشري
ألا تستنتج أنتَ ( مثلي ) ذلك .. من نفس الكلام ؟
لم أجد في ذلك المقطع ما يُشير الى أنّ الحقيقة ( وقفٌ ) محبوس لهما
تقبّل تحياتي لجهدكَ الكبير


2 - إقصاء الرأي الآخر
نعيم إيليا ( 2011 / 7 / 3 - 20:49 )
عزيزي أستاذ رعد
أولاً: منطقك عقلاني وأنت تستحق عليه التكريم بلا مجاملة
ثانياً: ما نقله الأستاذ علوان عن ماركس وإنغلز هو:
((وفي العديد من المناسبات فقد عبر ماركس و إنجلز عن شديد انزعاجهما من أولئك الأكاديميين الذين يحولون معارفهم المجتزأة و القاصرة عن التاريخ إلى منظومة فكرية متعالية تروم شرح كل شيء في التاريخ )).
وهو في تفسيري يعني أن كلَّ من سيخالف رأيهما في فهم حركة التاريخ، سيكون أكاديمياً متهماً بقصور معلوماته وقلة معرفته وتعاليه الفكري.
ألا يتهم إلى اليوم كل من يخالف رأيهما، بمثل هذه التهم بل وبأقسى منها؟
ثم انظر معي إلى هذا الاضطراب الفكري في الماركسية، يقول:
((لقد كان ماركس أول من قال بكون الحاجة لإنتاج مستلزمات العيش هي الأساس في فهم المجتمع البشري و التطور التاريخي)).
فجعل الحاجة أساس التطور الاجتماعي، وفي البيان الشيوعي يفهم أن الصراع الطبقي هو الذي يؤدي إلى التطور الاجتماعي.
فهل مفهوم الحاجة، ومفهوم الصراع الطبقي واحد؟
ما هو القانون الأساس الذي بفضله يتطور المجتمع؟ هل هو قانون الحاجة أم هو الصراع الطبقي؟


3 - الصراع الطبقي
فؤاد النمري ( 2011 / 7 / 3 - 22:01 )
أنت يا أخي نعيم تناقش في مسألة لا تعلم من أرقامها شيئاً
لما كان الانسان يعيش بالإنتاج ولما كان على المنتجين أن يتبادلوا منتوجاتهم بشروط تختلف بسبب عناصر مختلفة لذلك عم يتصارعون
هذا قانون وجود طالما للمنتوجات قيمة تبادلية
كنت رددت على تعليق لك بهذا المعنى ويبدو أنك لم تقرأه ولو قرأته لما كتبت ما هو أعلاه


4 - شكر وتوضيح
رعد الحافظ ( 2011 / 7 / 3 - 22:26 )
هل أفهم أنّك فسرت ( أؤلئك الأكاديميين ) ب ( كلّ الأكاديميين ) ؟
قد يكون تفسيرك صحيح , لكنّي فهمتها بطريقتي يقصدون (( البعض )) منهم فقط الذين يفسرون التاريخ ... الخ
ابداً لم أستنتج مصادرتهم لرأي الجميع ممن لايتفق معهم .. ماعلينا ربّما يجب أن أقرأ أصل النص , لكنّي أعترف لكِ بإبتعادي عن الماركسيّات ومصطلحاتها , فقط أفهم بالعموميات وحسب إطلاعي عليها , لستُ مثقف ماركسي كما تعلم وحتما لو قرأ الأستاذ حسين هذا المقال سيجيبك لكن على قدر إطلاعي فالإشارة الى (( الحاجة ا)) لى انها أساس في فهم طبيعة وتطور المجتمع البشري
بينما صراع الطبقات هو أحد القوانين الثلاثة للمجتمع البشري حسب الرؤية الماركسية مع التطوّر أو النمو , وتحوّل التراكمات الكميّة الى نوعيّة , يعني / كثرة الطرق يفّل الحديد أو الضغط الكبير يوّلد الإنفجار فسّرها براحتك ههههه وتقبّل فائق إحترامي


5 - إلى الأستاذ الفاضل فؤاد النمري
نعيم إيليا ( 2011 / 7 / 3 - 23:01 )
سيدي، هل كان المجتمع المشاعي البدائي ينتج سلعاً تبادلية!؟


6 - جواب سؤال نعيم ـ 5
فؤاد النمري ( 2011 / 7 / 4 - 04:41 )
المشاعية البدائية لم ينتج الإنسان فيها أي منتوجات ولذلك استرت المشاعية ملايين السنين بدون أي صراع طبقي لانعدام الطبقات
حين بدأ الإنسان ينتج أسباب عيشه انقسم المجتمع إلى طبقتين متصارعتين، طبقة تملك أدوات الإنتاج وأخرى لا تملكها
مع كل تطور نوعي لأدوات الإنتاج ينقلب المجتمع وتحل علاقات إنتاج جديدة


7 - الصديق والزميل نعيم-1
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 7 / 4 - 06:25 )
الصديق والزميل نعيم تحية لك ولكل الزملاء
ذكرت ((وما الأستاذ حسين علوان .... وإن كان متفوقاً على أكثرهم في الدماثة، ...) , وهذا صحيح تماما لم ينصب نفسه بطريارك كنيسة ( المتمركسين) كما يفعل البعض ويرفض ان يتحاور معنا لا لسبب الا لاختلاف في وجهات النظر, والاستاذ هو محاور خلوق جدا ,
في مقالتة (موجز لقوانين التاريخ....) سئلت الاستاذ والصديق حسين ثلاث اسئلة وسوف يجيب هنها بورقة منفصلة مشكورا.
الاسئلة كانت كالاتي:
السؤال الاول :
تقول : انتفاض للطبقات المستغَلة المنتظمة في الحركة ضد المستغِلة : ثورة سبارتاكوس ، ثورة القرامطة ، الثورة الفرنسية ، كومونة باريس ، ثورة أكتوبر ، الخ
هل تتكرم وتوضح لنا نحن المسكين :
1. ثورة سبارتاكوس: من هي الطبقات المستغلة المنظمة ومن هي المستغِلة ؟
2.ثورة القرامطة :من هي الطبقات المستغلة المنظمة ومن هي المستغِلة ؟
3.الثورة الفرنسية :من هي الطبقات المستغلة المنظمة ومن هي المستغِلة ؟
4..ثورة أكتوبر :من هي الطبقات المستغلة المنظمة ومن هي المستغِلة ؟
يتبع


8 - إلى الأستاذ النمري
نعيم إيليا ( 2011 / 7 / 4 - 11:10 )
سيدي الأستاذ
نحن نتخيل المجتمع البدائي مجتمعاً خالياً من الطبقات، وفجأة أو شيئاً فشيئاً ينتقل هذا المجتمع إلى نظام الطبقات في مرحلة العبودية. هذا متفق عليه.
ولكن الاعتراض هنا، هو: كيف؟ ما هي القوة التي حركت المجتمع البدائي فنقلته من المشاعية إلى نظام الطبقات؟
أنت ترى أنّ ((إنتاج الانسان أسباب عيشه واختراع الآلة)) هما القوتان اللتان يرجع إليهما الفضل في تطور المجتمع المشاعي وانتقاله إلى مرحلة جديدة.
وهذا يعني أن القانون العام للتطور هو (الانتاج والآلة)، وليس (الصراع الطبقي) كما يؤكد ماركس.
فلو كان الصراع الطبقي هو مبدأ التطور، لما شهد المجتمع البدائي أيّ تطور، ولظل على حاله كالمجتمعات الحيوانية، لأنه كان خالياً من الصراع الطبقي.
ولا بد من التذكير هنا بأن الانتاج والآلة، هما من إبداع عقل الإنسان.
شكراً، نحن متفقان وإن لم تكن راغباً في أن تكون متفقاً معي





9 - إلى الأستاذ جاسم الزيرجاوي الموقر
نعيم إيليا ( 2011 / 7 / 4 - 11:22 )
لقد اطلعت على أفكارك النيرة، وأعجبت بها، ولا سيما تساؤلاتك لأنها تساؤلاتي أطرحها مثلك على الماركسيين في الشرق والغرب، غير أني مع الأسف لا أتلقى منهم أجوبة مقنعة
الأستاذ علوان شخصية جديرة بالاحترام، وله آراء سديدة، إلا أنه متشبع بمبادئ الماركسية التي يحتاج كثير منها - في رأيي - إلى التغيير.
نحن في عصر الانترنيت، وماركس من عصر يبعد عنه كثيراً، فلا غرو أن نجد بعض أفكاره مرتبكاً شيئاً.
شكراً لك صديقي العزيز، ودمت في صحة جيدة


10 - الصديق والزميل نعيم-3
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 7 / 4 - 12:29 )
الصديق والزميل نعيم : تحية
وكان السؤال الثالث الذي تم حذفه من تلعيق -8 هو : يقول الاستاذ والصديق والزميل حسين
(( لقد كان ماركس أول من قال بكون الحاجة لإنتاج مستلزمات العيش هي الأساس في فهم المجتمع البشري و التطور التاريخي))
السؤال هو: اين قال ماركس هذا وماهو المصدر؟

لا اعرف سببا واقعيا حقيقيا لمنع تعليقي -8 , المهم... مو... مشكلة... تعودنا.. . تقول في حديثك عن الزميل والصديق حسين (إلا أنه متشبع بمبادئ الماركسية ...تعليق-10),,,منهجيا لا توجد مبادئ ماركسية, هذا التعبير هو من مخلفات العهد السوفيتي...يوجد مصدرين : لدراسة ماركس : اما ان تذهب الى النبع وتشرب ماءا صافيا وتسعتين ببعض تكنلوجيا العصر من مرشحات وهذا ما نفعله نحن , او تشرب من يد لينين الذي اساء جدا لمفاهيم ماركس او ستالين الذي حول ماركس المسكين الى نبي . هذه هي نقطة الخلاف الرئيسية بيننا وبينهم.
وهناك تعبير لطيف للباحث الماركسي مكليلان 1983 يقول فيه: ان الماركسية في الغرب لم تتحول الى ايديلوجيا رسمية لذالك فانها موضوع دراسة جدية....ويستمر الى ان يقول ....ان في الغرب من الماركسين الفعليين اكثر مما في عدد كبير من البلدا


11 - الصديق والزميل نعيم-4
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 7 / 4 - 13:00 )
....
ان في الغرب من الماركسين الفعليين اكثر مما في عدد كبير من البلدان التي توصف بأنها ماركسية.
مع المودة والاحترام والتقدير للجميع


12 - عبارة صادقة
رعد الحافظ ( 2011 / 7 / 4 - 13:03 )
تحيّة طيّبة للجميع
للأخ العزيز / جاسم الزيرجاوي , شكر خاص
عبارة ماكليلان التالية
إن في الغرب من الماركسين الفعليين اكثر مما في عدد كبير من البلدان الإشتراكية
من أروع العبارات واصدقها على أرض الواقع
ومن هذه العبارة قررت أن أقرأ بعض كتابات هذا الرجل , فمن ثمارهم تعرفونهم كما قال يسوع
تقبّل محبتي


13 - مسألة بسيطة 1
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 5 - 06:28 )
المسألة بسيطة جدا لدرجة تثير الدهشة على تحاور المتحاوين المحترمين حولها دون أن يصلوا لشيء محدد .. وكأنما الهدف ليس الوصول بل الابتعاد عن بعض قدر ما يستطيعون
ومن هنا فأظن من السخرية ironie أن أ. نعيم كتب مقالا يدحض فكرة -الصراع- لكنه استخدم طريقة -صراعية- بما يفند موضوع مقاله نفسه .. هذه نقطة أولى
أما الثانية: فيبدو أن أ. نعيم يقرأ فكرة - وأنا أسميها فكرة لا قانون، كوني لست ماركسيا - أقول يقرأ فكرة -الصراع الطبقي- هكذا .. -الصراع- الطبقي .. أقصد أنه يركز حصرا على فكة -الصراع- وينسى فكرة -الطبقي- .. ولذا يورد سؤاله البسيط: -كيف انتقل المجتمع البدائي، الذي لم يكن فيه لقانون الصراع الطبقي أي وجود، إلى مرحلة أرقى؟- انتهى
الإجابة بسيطة جدا أ. نعيم .. فالمجتمع البدائي لم يكن فيه -طبقات- .. وليس لم يكن فيه -صراع- .. لذا كان فيه -صراع- لكنه صراع -غير طبقي-.
الأبسط من هذا أن البدائي لم يكن -مجتمع- من الأساس .. فلم تتوفر فيه أساسا شروط الاجتماع لا الخلدوني ولا الدوركايمي ولا الماركسي .. بل كان -تجمع- وليس -مجتمع- .. هل اتضحت البساطة في المسألة؟؟


14 - التعميمية
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 5 - 06:36 )
ثالثا:
يختزل أ. نعيم الماركسية في أ. حسين علوان .. كما يختزل الليبرالية في أ. رعد الحافظ .. ومع احترامي للجميع فإني لا أذكر أن أيا منهما قد زعم أنه يتكلم رسميا باسم أي من الفلسفتين .. بل أحسبهما -مجتهدين- لا أكثر.. ومن هنا .. فإن إثبات -ضعف- حجة أ. حسين علوان أو قوة حجة أ. رعد لا ينسحب بالضرورة أوتوماتيكيا على الماركسية أو الليبرالية .. لذا فمن الوهم أن يظن أ. نعيم أن -تلجلج- أ. علوان يعني -تلجلج- الفكر الماركسي عامة .. أو أن يظن أن عبقرية أ. رعد تصب في عبقرية الليبرالية عامة .. فهكذا -وهم- هو أحد سقطات -التعميمية- التي يحذر منها أ. نعيم الماركسيين أنفسهم .. فمن المدهش أن نجده يقع في نفس -التعميمية- التي يحذر منها غيره


15 - أصول نقد قانون الصراع الطبقي
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 5 - 06:50 )
رابعا
إن كان هدف أ. نعيم هو نقد - ناهيك عن دحض - قانون الصراع الطبقي .. فأظن أنه اتبع طريقا غير سليم لم يؤد به سوى إلى التضارب.. فكان الأجدى به أن يقسم المهمة إلى النقد التدرجي الممنهج للكلمات الثلاثة التي تكون المصطلح: قانون الصراع الطبقي
فكان عليه أولا أن ينقد مصطلح القانون .. ثم الصراع .. ثم الطبقة
لكن وقع أ. نعيم في تداخلات وتشابكات بين هذه وتلك بحيث خسر في كل خطوة ما كان يكسبه فيما سبقها .. وبذلك تبدد نقده تماما لأنه فضل طريق الارتجال على طريق المنهجية
فنقد فكرة القانون يستند لفكرة أ. رعد المستعارة من بوبر عن -فوضوية- الحياة
ونقد الصراع يستند لفكرة التعاون والنسقية والنظام المستعارة من ميرتون وبارسونز وايستون
ونقد الطبقية يستند إلى مفهوم المجتمع المدني والحركات الاجتماعية والكتل التاريخية
وهذه أفكار لم نجد أغلبها في المقال .. ربما لتركيز أ. نعيم على -شخصنة- الأفكار بما حرفه عن النقاش المنهجي الموضوعي
فيبدو أن أ. نعيم كان مشغولا باثبات صحة أ. رعد ضد على خطأ أ. حسين .. وكأنما هذا الانشغال الشخصي أهم من مناقشة الأفكار


16 - أسئلة عجيبة
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 5 - 07:08 )
من الأسئلة العجيبة التي وردت في المقال ما يلي:
-ما دام - تاريخ أي مجتمع حتى الآن، ليس سوى تاريخ صراعات طبقية-.. كيف يمكن أن يقرأ المرء تاريخ الامبراطوريتين الرومانية والفارسية وما كان بينهما من الحروب والتحولات، وليس فيه من الصراع الطبقي شيءٌ؟ وهل يصح الاعتقاد بأن الغزو الإسلامي العربي لمصر، كان تاريخ صراع طبقي؟ وهل كانت الحرب الروسية التركية، صراعاً طبقياً؟- انتهى الاقتباس
فمن العجيب أن يفوت أ. نعيم أنه في هذا الأسئلة إنما يتكلم عن صراعات بين -مجتمعات- - روماني، فارسي، إسلامي روسي تركي - وليس عن مجتمع واحد فيه -طبقات- فما قيمة هذا السؤال أساسا في نقد مسألة الصراع الطبقي التي تحدث حصريا داخل مجتمع واحد وليس بين مجتمعات مختلفة؟؟
وأريد أن أوضح أنني هنا لا أنتصر لا للماركسية ولا لليبرالية ولا للمدافعين عنها .. بل أحب أن أنتصر للطريقة المنهجية والموضوعية والعلمية في الحوار
فإن أراد الكاتب نقد -علمية- الماركسية .. فعليه ألا يهدر -العلمية- نفسها في ممارسته لهكذا نقد


17 - أهلاً بالأستاذ أمير الغندر
نعيم إيليا ( 2011 / 7 / 5 - 21:07 )
أستاذي العزيز. القضية واضحة عندنا أكثر من وضوحها عند ماركس.
ماركس يتحدث عن صراع محدد هو (الطبقي)، ويزعم أنه الأصل في تطور (جميع!) المجتمعات. أما نحن فنؤمن بوجود أشكال متنوعة من الصراع ومن بينها في بعض مراحل التاريخ الصراعُ الطبقي. هذه نقطة الخلاف.
وهي ليست بسيطة، لأنّ كل تراث الماركسية ينطلق من هذه النقطة في تفسير التاريخ.
لاحظ من فضلك كيف يفسر الماركسيون هنا في الحوار المتمدن، الأحداث التاريخية. خذ الثورات العربية مثالاً: إنهم يرغمونها على أن تكون صراعاً طبقياً، فهل هذا صحيح؟ هل ترضى حضرتك بمثل هذا التفسير الساذج؟
هل الثورة الليبية طبقية؟ هل الثورة السورية طبقية؟
أما الحروب الخارجية فلها أسباب داخلية هي في عمق المجتمع لا خارجه كما تظن. حرب الاسكندر على بلاد فارس، لها أسباب داخلية تولدت من رحم المجتمع اليوناني، وكذلك غزوات العرب.
وبما أن الماركسيين يرون أنّ الصراع الطبقي هو قانون الحركة الاجتماعية التاريخية(العام) داخلية كانت أو خارجية، فعليهم أن يبرهنوا على أن هذه الحروب هي وليدة الصراع الطبقي حقاً.
وقد حاول الماركسيون تفسير الحروب الخارجية بحسب منطقهم وفشلوا.
أشكرك


18 - الفهم الرث لماركس
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 6 - 05:43 )
عندما تقول: القضية واضحة (عندنا) أكثر من وضوحها عند ماركس .. فهل تقصد تعظيم ذاتك أم تقصد جماعة هلامية تجمعك وبشار الأسد والقذافي والشعوب العربية معا في (عندنا) .. لأني لا أفهم المقصود من نون الجماعة هنا .. فإن كان هؤلاء الآخيرين ممن يظنون أنهم يفهمون حركة المجتمع العربي .. فلا أظن أن القضية واضحة (عندكم) وإلا ما كنت علقت أساسا .. أما إن كنت تقصد أشخاصا أخرين .. لا أعرفهم .. فكيف تتوقع مني أو أؤمن على صدق قولك .. بينما أنا لا أعرف أساسا من تقصد بـ (عندنا)؟؟
ما زالت التعميم سيد الموقف عندك .. فأنت تقول: ماركس يتحدث عن صراع هو (الطبقي)، ويزعم أنه الأصل في تطور (جميع!) المجتمعات. انتهى. وهذا فهم وتصوير خاطئ لما قاله ماركس .. وأظن ماركس لو سمعك لقال أن ماركس ليس ماركسيا بهذا الشكل الرث .. فماركس لم يقل (جميع) المجتمعات .. بل قال (حتى الآن) ولا أدري لماذا تصر على إغفال هذا التعبير وكأنك لا تقصد فهم حقيقة ما يقوله ماركس بل تريد تسجيل نقطة والسلام .. فهناك فرق شاسع بين الفهم (الرث) لماركس وبين التناول النقدي الجاد لماركس


19 - الفهم الرث لصراع الطبقات
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 6 - 06:05 )
أظن أن القراءة الواعية لا الرثة لماركس ترفض ما تقوله أنت من أن ماركس: يزعم أن (الصراع الطبقي) هو الأصل في تطور (جميع!) المجتمعات

فيبدو أنك تراهن على الفهم المغرض والسيء لهذه الجملة البسيطة المهوشة

فليس معنى قول ماركس أن الصراع الطبقي هو ما (يحرك) المجتمع .. أنه يقصد أن الصراع الطبقي هو (المحرك الوحيد) للمجتمع .. أو هو (الإله الوحيد) في المجتمع بينما كل ماعدا ذلك لا قيمة له.

فهذا تصوير خاطيء تماما لما يقصده ماركس .. ولابد من الرجوع إلى نقد انجلز لمثل هذا الفهم الرث حين أوضح أن ماركس كان يقصد إبراز دور الاقتصاد والصراع الطبقي .. في فترة كان التركيز فيها يدور على (تعظيم) دور (الأيديولوجيا) مع إهمال دور الاقتصاد

لذا فلا أظن أن ماركس قصد تفسير (كل) شيء بالصراع الطبقي .. لأن هذا النمط من التفكير الرث اسمه اختزال reduction وماركس طالما انتقد مثل هذا النمط في التفكير

لذا لابد أن نتناول مفهوم الصراع الطبقي باعتباره (أداة) للتحليل الماركسي .. وليس باعتباره (عقيدة) للتحليل الماركسي

فالتناول الأول تناول موضوعي جاد .. أما التناول الثاني فهو تناول دوغمائي سوفيتي


20 - إلى الأستاذ أمير الغندور المحترم
نعيم إيليا ( 2011 / 7 / 6 - 08:33 )
سيدي
الضمير (أنا) لا يفيد التعظيم دائماً، وإنما استخدمته لأنني لست الوحيد الذي يخالف الماركسية في اعتمادها الكلي على قانون ((أداة)) الصراع الطبقي في تفسير التاريخ والتغيرات الاجتماعية.
فأما لفظة ((إلى الآن)) فهي حجة لنا وليست علينا. وتفسيرها: منذ بدء تكون المجتمعات الإنسانية إلى زمن ماركس وإنغلز.
وإذا كان مؤسسا الماركسية رسَّخا قانون الصراع الطبقي في أهم مؤلفاتهما بوضوح لا يقبل التفسير والتأويل، من مثل قولهما:
((إن تاريخ [أي مجتمع ] حتى الآن، ليس سوى تاريخ صراعات طبقية))
فما حاجتنا إلى التأويل على الطريقة الدينية؟
وما قيمة تفسيرات إنغلز الذي لم يتورع عن زجّ هذا القانون في أولى المجتمعات البشرية في مؤلفه (أصل الأسرة والملكية الخاصة والدولة)
وما قيمة التأويل، إذا كان جميع أتباع الماركسية يفسرون كلّ التاريخ بقانون الصراع الطبقي؟
إن التأويل هنا لن يكون إلا تبريراً واعتذاراً للماركسية عن الخطأ. وقد ذكرت المنهج الاعتذاري في حديثي.
يتبع


21 - إلى الأستاذ أمير الغندور تابع
نعيم إيليا ( 2011 / 7 / 6 - 09:00 )
أستاذي وأخي الكريم،
اسمح لي بالتطبيق على الفكر الماركسي لإبراز ما فيه من التناقض والعيوب!
يقول إنغلز - نقله الأستاذ عبد القادر أنيس - :
((ومع ازدياد المعرفة السريعة للإنسان بقوانين الطبيعة تعاظمت أيضا وسائل تأثيره عليها، ولم يكن بمقدور اليد وحدها، إنجاز الآلة البخارية، لو لم يتطور المخ تزامنا مع تطور اليد وإلى جانبها، وإلى حد ما بفضلها)).
فما الذي يفهمه القارئ من قوله هذا؟
ألا يفهم منه أنّ تطور الإنسان تحقق بفضل الدماغ وبفضل تركيبه العضوي؟
فأين اختفى فجأة قانون الصراع الطبقي، الذي هو علة حركة وتطور المجتمعات الإنسانية؟
ألا يتناقض هذا مع ما جاء في البيان الشيوعي من أن (أي) مجتمع أو ((تجمع)) إنساني مرتبط بالصراع الطبقي في حركته؟ طيب، أليست المشاعية مجتمعاً إنسانياً؟
ثمّ، ألا يحق للقارئ هنا أن يتساءل: أحقاً تزامن تطور اليد مع تطور المخ؟
وهل تطوَّرَ المخُ بفضل اليد حقاً؟
والسؤال الأهم: ما هي العوامل الحقيقية التي فرضت على المخ واليد أن يتطورا؟
هي أسئلة سريعة أرجو التفكير فيها!
وشكراً لنقدك الذكي


22 - التأويل وإساءة التأويل
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 6 - 09:13 )
التأويل ليس منهج اعتذاري للدفاع عن مذهب ما سواء ماركس أو غيره
لكن المؤكد أن إساءة التأويل هي منهج دوغمائي مضاد للمذهب الذي نسيئ تصويره

التأويل منهج مهم لفهم النصوص وليس من -العلمي- إغفاله بدعوى أنه سيؤدي إلى الدفاع عن المذهب المنقود

فما يعنيني ليس الدفاع عن ماركس بل الدفاع عن -منهج- النقد سواء استخدمناه ضد ماركس أو معه .. لأنه ليس من السليم فكريا أن ننقد ماركس بهدف إقامة مذهب مضاد غيرنقدي بديل على أنقاض الماركسية

فما يهمني هو الانتصار -الموضوعي- للنقد وليس الانتصار -الدوغمائي- لماركس ولا لمن يخالف ماركس

لابد من التمييز بين نقد -حتمية- الصراع الطبقي .. وبين نقد -فكرة- الصراع الطبقي

نقد الحتمية هو أمر مقبول ولن تجد من يختلف معك فيه وبخاصة في ظل ثقافتنا اللاأدرية والإراداوية .. لكن هذا النمط من النقد لا يكفي لنقد فكرة الصراع الطبقي

الهدف ليس -إدانة- أفكار ماركس من خلال -إساءة- فهم أفكار ماركس .. لكن الهدف هو -تجاوز- أفكار ماركس .. وهذا لن يتم دون فهم موضوعي صحيح لأفكار ماركس


23 - قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 6 - 10:21 )
لا أفهم لماذا تصر على إقامة -تعارضات- بين -ثنائيات- لا وجود لها أساسا .. فأنت تصر على وجود تناقض بين تطور اليد وتطور العقل .. وكأنك تغفل أن المادية تؤمن بأن تركيب الاثنين واحد .. بل إنت نفسك تقول هذا عندما كتبت: تطور الإنسان تحقق بفضل الدماغ وبفضل تركيبه العضوي. انتهى الاقتباس

فمعنى (تركيبه العضوي) هي أنه لا يوجد انفصال أو تعارض بين قوى العقل وقوى اليد .. وأنه لا توجد -ثنائية- بين العقل واليد .. لأن كليهما من المادة .. من المنظور المادي؟؟

لاحظ أننا نتكلم عن تطور -المخ- وليس عن تطور -الوعي- .. ماشي؟

الخلط الأكبر عندما تتكلم عن -الصراع الطبقي- بصفته محرك -اقتصادي- بينما هو محرك -سياسي- .. ما يؤكد أنك تظن الصراع الطبقي هو الأساس لكل وأي حركة في المجتمع وهذا خطأ نبه إليه ماركس نفسه .. فهناك فرق شاسع بين -قوى- الإنتاج وبين -علاقات- الإنتاج .. والصراع الطبقي لا يبدأ إلا عند حدوث تعارض بين الاثنين .. بينما يظل ساكنا وكامنا إذا لم يحدث تعارض

المشكلة أن المستويات والمجالات هنا مختلفة ولا تأتي محصلة التفاعل متوقعة وبسيطة كما تظن .. وقد أفاض ألتوسير ومهدي عامل في شرح -التحدد المفرط- هذا


24 - إلى الأستاذ أمير الغندور المحترم
نعيم إيليا ( 2011 / 7 / 6 - 10:29 )
شكراً لك على متابعة النقاش سيدي
التأويل شائع في العقائد وفي الأدب، أما النظريات العلمية فينبغي أن تكون واضحة لا تقبل التأويل.
وأنت تعلم أن الدينيين يلجأون إلى التأويل كثيراً، لأنهم حين يصطدمون بالحقيقة ويعزّ عليهم تقبلها، يحتالون على عقولهم بالتأويل؛ ليظلوا على إيمانهم. وكذا الماركسيون.
والصراع الطبقي مبدأ حتمي في الماركسية، وليس فكرة ثانوية عابرة، وإلا ما كنا اختلفنا.
أما قولك:((الهدف ليس -إدانة- أفكار ماركس من خلال -إساءة- فهم أفكار ماركس .. لكن الهدف هو -تجاوز- أفكار ماركس .. وهذا لن يتم دون فهم صحيح لأفكار ماركس))
فيبدو مقنعاً، ولكنه عند التدقيق لن يكون كذلك:
فأولاً: من حق القارئ أن يدين الخطأ، ولن يدينه إلا إذا كان خطأ حقاً، وإلا عدَّ القارئ متحاملاً جائراً. فهل رأيت مني تحاملاً على الماركسية وإساءة متعمدة لها، حين عارضت الصراع الطبقي كمبدأ أول حتمي في تطور المجتمع الإنساني، كما يعتقد الماركسي؟
وثانياً: أليس التجاوز، هو النتيجة المترتبة على اكتشاف الخطأ؟
فمتى يظهر الخطأ جلياً، فأين محل ((إساءة الفهم)) عندئذ من الإعراب؟
تعمد إساءة الفهم، تهمة أخلاقية يستخدمها الدينيون والسياسيون


25 - بين الخطأ والصواب والتكفير والتجاوز
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 6 - 11:01 )
نحن بصدد الماركسية ولسنا بصدد ميكانيكا نيوتن مثلا .. لذا لا أظن أن -العلمية- في الأولى تعني نفس الشيء عندما نتكلم عن الثانية

ما أعنيه هو أن نظريات ماركس تنتمي للعلوم الإنسانية لا الطبيعية. لذا من المستحيل إثبات -علميتها- أو -لاعلميتها- بمثل ما يحدث مع ميكانيكا نيوتن

ولهذا فنظريات ماركس أو غيره ليست قابلة للوصف بالخطأ أو بالصواب -العلمي- بل فقط بالقرب أو البعد عن حقيقة إنسانية ما .. يفهمها التأويل

ولذا أيضا تكون أفكار ماركس قابلة فقط للتجاوز .. وليست قابلة للخطأ أو الصواب بالمعنى العلمي

أما جدل الإدانة والتجريم لماركس أو غيره .. فهو ديدن الذهنيات الدينية التقديسية والتأثيمية لا العلمية

التصرف الوحيد العلمي المتاح مع الماركسية هو البناء فوقها وتجاوزها وليس إدانتها أو تكفيرها

أما التصرف الوحيد الديني اللاعلمي الدوغمائي المتاح بصدد الماركسية فهو إدانتها وتجريمها وتكفيرها دون فهمها أو بالأحرى نتيجة لتعمد إساءة فهمها .. لماذا؟؟ لأن الغرض الديني هنا هو الإدانة والتكفير لا الفهم ولا التنوير


26 - الصراع الطبقي
نعيم إيليا ( 2011 / 7 / 6 - 11:23 )
عزيزي أستاذ أمير سأتناول قولك التالي:
((الخلط الأكبر عندما تتكلم عن -الصراع الطبقي- بصفته محرك -اقتصادي- بينما هو محرك -سياسي- .. ما يؤكد أنك تظن الصراع الطبقي هو الأساس لكل وأي حركة في المجتمع وهذا خطأ نبه إليه ماركس نفسه .. فهناك فرق شاسع بين -قوى- الإنتاج وبين -علاقات- الإنتاج .. والصراع الطبقي لا يبدأ إلا عند حدوث تعارض بين الاثنين .. بينما يظل ساكنا وكامنا إذا لم يحدث تعارض))
وأهمل ما تقدمه لأن إنغلز أولى بالرد عليه مني.
هل الصراع الطبقي قانون سياسي أم اقتصادي؟
سؤال وجيه! ما هو جواب الماركسية عليه؟
إذا كان جوابها عليه: هو سياسي كما تؤكد، فهل السياسي هو الذي يحرك المجتمع أم هو الاقتصادي؟
ألا يتناقض هذا مع المبدأ الأساس للماركسية الذي جعل الاقتصاد بناء تحتياً، والفكر - ومنه السياسة - بناء فوقياً تابعاً؟
ألا يحدث الصراع الطبقي - كما تقول - عند حدوث التناقض بين علاقات الانتاج وقوى الإنتاج؟
أليس هذا التناقض اقتصادياً؟
وهل يمكن له، إن كان سياسيّاً، أن يكمن ويسكن!؟
إذا أمكن ذلك، فقد أمكن أن تسكن الحياة


27 - النظرية العلمية
نعيم إيليا ( 2011 / 7 / 6 - 12:05 )
أخي العزيز وأستاذي القدير
إذا كان الماركسيون يجمعون على أنّ الماركسية نظرية علمية، في جانبيها الانساني والمادي.
فعلام تدل صفة العلمية التي أجمعوا على نسبتها إلى الماركسية في جانبيها؟
إن هذه الصفة لا تدلّ إلا على أنّ الموصوف بها، حقيقة موضوعية مادية صائبة، كحقيقة تمدد المعادن، أو أنها حقيقة موضوعية إنسانية صائبة كحقيقة تأثير الإنسان في بيئته.
هذه هي حقيقة ومدلول ومعنى هذه الصفة، فلماذا علينا أن نعبث بها بوساطة التأويل؟
إن إنجلز حين يزعم أن يد الإنسان مقدمة في الفضل على دماغ الإنسان في الاختراع، (يخطئ) هذا هو التعبير الصحيح عن الخطأ، وليس ((قابلة للتجاوز فقط))كما تعبر أنت، فتجمل خطأه وتكسبه معاني ليست منه وفيه، تماما مثلما يفعل المتدين الذي تنتقده من دون أن تلحظ أنك تنهج منهجه.
لماذا تعتقد يا أخي، أن ماركس وإنغلز لا يخطئان؟ هل هما إلهان!؟



28 - ماركس ليس إبليس
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 7 - 06:05 )
تأكدت بالأمس أن المشاعية والبدائية ليست مجتمعات ينطبق عليها قانون (الصراع الطبقي) - وهذا لفت إليه ماركس نفسه بأن حدد انطباق القانون - أو الفكرة - على ثلاث مجتمعات فقط: العبودية - الإقطاعية - الرأسمالية.

هذه مسألة واضحة ومحسومة في الماركسية

الصراع الطبقي آلية سياسية وليست اقتصادية لكن أرجومرة أخرى ألا نسقط في الفصل الثنوي المانوي بين الاقتصاد والسياسة كما في الاقتصاداوية الرثة، فنظن أن السياسي لا علاقة له بالاقتصادي وأن البنية الفوقية لا علاقة لها بالبنية التحتية. فهذه مسائل قد حسمها ألتوسير ومهدي عامل بعلاقة Overdetermination وهي تعني العلاقات المعقدة بين السياسي والاقتصادي والأيديولوجي.

ما قصده ماركس هو (التمييز) بين البنية الفوقية والتحتية .. ولم يقصد (الفصل) بينها
ما تنقده أنت هو (الفهم الرث) للماركسية وليس الماركسية .. فأنت تصر على المناورة حول الأفكار الصحيحة والبحث عن إساءات التأويل والإنطلاق منها لنقد ما تظنه أنت ماركسية .. بينما هو محض ماركسية رثة أو سوء فهم

ليس ماركس إلها .. لكن ذلك لا يعني أنه شيطان

نقدك للماركسية يذكرني تماما بنقد مصطفى محمود والتيار الديني لها


29 - الحلقة المفقودة
نعيم إيليا ( 2011 / 7 / 8 - 08:59 )
القانون العام ليس لعبة نتحكم بها بإرادتنا ومشيئتنا. القانون مبدأ مستقل عن رغباتنا وتصوراتنا، يفرض نفسه فرضاً على الأشياء المتعلقة به وهو كائن فيها وسيكون: إن حفظ البقاء قانون، بدأ ببدء الحياة وسيستمر ما دامت الحياة؛ ولهذا فلا يصح أن نتصور القانون منطبقاً على مرحلة دون أخرى.
ولا يصح أن نسميه فكرة؛ لأن الأفكار عرضة للتغير وتختلف من شخص إلى آخر.
تقول إن ماركس استبعد هذا القانون في المرحلة المشاعية، ولكنك لم تسأل نفسك لماذا فعل ذلك؟ ولم تسأل نفسك: أيصح أن يستبعده!؟
فإن صحّ استبعاده، فما هو القانون الذي تطور بفضله المجتمع المشاعي حتى بلغ مرحلة العبودية؟
لا بد من وجود قانون عام نقل المشاعية إلى العبودية، وإلا واجهتنا مشكلة (الحلقة المفقودة).
ولا بد من أن يكون هذا القانون هو عين القانون الذي سينقل العبودية إلى الاقطاعية - وإلا فلا معنى للحديث عن (قوانين اجتماعية عامة حتمية) - إذ لا يمكننا أن نتصور أن الحرارة التي تؤثر في معدن ما، لن تؤثر في معدن آخر من نوعه، ولا يمكننا أن نتخيل أنفسنا نحافظ على حياتنا في مرحلة الشبيبة، ولا نحافظ عليها في مرحلة الكهولة

اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح