الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل في الإسلام مواطنة: قراءة في فكر راشد الغنوشي 5

عبد القادر أنيس

2011 / 7 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذه قراءة في النقطة الثامنة في مقالة المفكر الإسلامي التونسي راشد الغنوشي (الإسلام والمواطنة):
http://www.ghannoushi.net/index.php?option=com_content&view=article&id=417:mouatana&catid=25:fikr&Itemid=2
يقو في هذه النقطة ((ولأن معظم مجالات التدبير لإدارة شؤون الناس هي من أمور الدنيا التي أهّل الله العقل الإنساني لاكتشاف سننها وبالخصوص إذا هو اهتدى بأنوار الوحي، فلا ضير على المسلمين إذن أن "يقتبسوا" من كل التجارب البشرية ما أثّلته من خبراتها مما هو نافع ويصلح لأن يجسد جانبا أو أكثر من مقاصد شريعتنا في العدل والحرية والمساواة وحفظ الأديان والأنفس والعقول والأعراض والأموال، بما يستبقي مجالات تبادل التأثر والتأثير مفتوحة على مصارعها مع كل الحضارات..)).
في هذه النقطة لا يتريث الغنوشي كثيرا ليبدأ استغفالنا بكلام معسول يبدو في الظاهر حصيفا متفتحا معقولا رغم ما فيه من خلل. فهو ما أن يقول: ((ولأن معظم مجالات التدبير لإدارة شؤون الناس هي من أمور الدنيا التي أهّل الله العقل الإنساني لاكتشاف سننها))، حتى يتراجع عنه ليؤكد ((وبالخصوص إذا هو اهتدى بأنوار الوحي)).
هكذا هم الإسلاميون، لا بد أن يغرزوا مسمار جحا في كل قضية عصرية يتناولونها حتى يتمكنوا في أية لحظة من التراجع عن الوعود والمواثيق والعودة إلى فرض موروثهم الديني حينما تحين الفرصة، مثلما يفعلون بحق الرجعة الظالم تجاه المرأة.
حكاية مسمار جحا عندنا في الجزائر مفادها أن جحا كان من عادته الماكرة أن يبيع منزلا ثم يسترده بطريقة يختلط فيها الذكاء مع الحيلة مع الخداع، ومنذ البداية كان جحا يبيّت لخداع الشاري واسترجاع المنزل منه بثمن بخس. كان جحا يلجأ إلى التنازل خلال المساومة حول السعر حد الإغراء، ولكنه يشترط فقط عدم المساس بمسمار غرزه في أحد الجدران داخل البيت كما يشترط أن يبقى حرا في التصرف بهذا المسمار متى شاء وكيفما شاء ليعلق عليه ما شاء. بالإضافة إلى هذا الشرط كان جحا يشترط أيضا على الشاري، إذا أراد بيع المنزل أن يكون جحا هو المخول الوحيد بالشراء. الشاري الساذج المخدوع بسعر المنزل المغري يعتبر المسألة هينة. مسمار؟ ولو، ماذا بوسع جحا أن يعلق عليه؟ ثم لماذا أبيع المنزل؟ وأين سأذهب؟ وهكذا يقع الشاري ضحية خدعة جحا.
كان جحا يحرص كل الحرص على إشهاد الشهود وخاصة ما تعلق في حقه في مسماره. وبعد أن يستقر الشاري في البيت يأتيه جحا حاملا جيفة ثعلب يريد تعليقها على المسمار. يحتج الشاري، لكن الاتفاق هو الاتفاق، ومن العار خيانة الكلمة والعهد أمام الناس. ويعلق جحا الجيفة ويحرص على ألا يتم إخراجها. ويصبر أهل البيت حتى تجف وتزول الروائح الكريهة، ولكن جحا يباغتهم مرة ومرة بجيف أخرى ليضطرهم إلى التخلي له عن المنزل بأبخس الأثمان.
طبعا القصة شعبية، وهي لا تلتزم بكل شروط المنطق كما هي عادة القصص الشعبية. ومع ذلك فهي مناسبة تماما لتكون عبرة لنا تجاه خدع الإسلاميين.
فقبولنا لهم كشركاء محترمين في اللعبة الديمقراطية مع القبول بشروطهم المسمارية ((وبالخصوص إذا هو اهتدى بأنوار الوحي))، وهي شروط تتخذ أشكالا مختلفة مثل (دولة مدنية ديمقراطية في إطار المبادئ الإسلامية) ومثل (الإسلام دين الدولة) ومثل (الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع)، وحتى لو وافقوا بعلمنة الدولة دون علمنة التعليم والتربية وقوانين الأحوال الشخصية وغيرها، فقبولنا ساذج ومحفوف بكل أنواع المخاطر، لأنه سيكون من السهل على الإسلاميين أن يُفعّلوا، كما قال الغنوشي، هذه المسامير التي يبدو بعضها في الظاهر بسيطا مثل (في إطار المبادئ الإسلامية كما رأينا في مقال سابق حول تصريح البرادعي وفكر منصف المرزوقي وهو يتنازل تنازلا خطيرا لا يليق بعلماني بقوله: ))ولا مجال لمنع تدريس التربية الإسلامية في مناهجنا وهي جزء من تراثنا الثقافي وهويتنا...)).
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=263371
وبينما يقول الغنوشي كلاما واضحا لا لبس فيه: ((أن الإسلاميين لا يحتاجون للقيام بانقلابات على الدول القائمة لتحويلها إلى دول إسلامية، وإنما يحتاجون إلى تفعيل دساتير هذه الدول والتي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد أو الرئيسي للتشريع.)).
http://www.ghannoushi.net/index.php?option=com_content&view=article&id=99:aslamat-alduwal-bitaf3eel-aldasateer&catid=1:dialouge&Itemid=3
ومع ذلك فوصفي لقول الغنوشي ((ولأن معظم مجالات التدبير لإدارة شؤون الناس هي من أمور الدنيا التي أهّل الله العقل الإنساني لاكتشاف سننها)) بأنه كلام معسول يبدو في الظاهر حصيفا متفتحا معقولا، هو الآخر تنازل مني لا يليق ولهذا قلت (في الظاهر). فهل إن ((معظم مجالات التدبير لإدارة شؤون الناس هي من أمور الدنيا التي أهّل الله العقل الإنساني لاكتشاف سننها)). تاريخ الإنسان لا يقول هذا ولا يقبله. عقل الإنسان تطور عبر ملايين السنين شبر شبر، خطوة خطوة، زنقة زنقة، كما يقول القذافي. هو تطور بطيء ومرير وقاس ووحشي ومليء بالمآسي والخيبات والضياع والدماء والدموع وليس بين أيدينا دليل واحد على أن قوة غيبية تدخلت في مكان ما وزمان ما لتمد يد العون لهذا الكائن الشقي. ولم يأت العقل ولا التطور كهبة إلهية دفعة واحدة كما تتصور نظرية الخلق الآدمية. ولم يعد عالم محترم يصدق هذه الحكاية. ولهذا فالسماح بتدريس التربية الإسلامية في مدارسنا التي تحرص على حشو أدمغة ناشئتنا بهذه الحكاية في الحصة الأولى ثم ينتقل الصبي إلى الحصة الثانية مع مادة العلوم الطبيعية فيدرس تطور الحياة على الأرض ونظرية التطور ثم ينتقل إلى مادة الجغرافيا فيدرس الأحقاب الجيولوجيا وعمر الأرض ثم ينتقل إلى مادة التاريخ فيدرس تاريخ المجتمعات البشرية وهي تخوض غمار الحياة من التوحش إلى التمكن ثم ينتقل إلى مادة الفيزياء فيدرس أن المادة لا تفنى ولا تخلق من عدم، كل هذا لا بد أن يصيب عقول أبنائنا في الصميم، خاصة مع غياب الفكر النقدي لدى معلمينا وعجزهم التام عن إضفاء شيء من التفلسف على هذه المواد.
الله إذن لم يؤهل العقل الإنساني لاكتشاف سننها كما يقول الغنوشي. وكيف يكون ذلك، بينما حتى التعاليم التي وردت في الكتب المقدسة المنسوبة إليه متهافتة رغم أنها صادرة عن عقل لا حدود لحكمته وعدله ورحمته كما يزعمون؟
يعود الغنوشي في هذه الفقرة إلى الحيلة نفسها ليسترجع باليسرى ما قدمه باليمنى. يقول: ((فلا ضير على المسلمين إذن أن "يقتبسوا" من كل التجارب البشرية ما أثّلته من خبراتها مما هو نافع ويصلح لأن يجسد جانبا أو أكثر من مقاصد شريعتنا في العدل والحرية والمساواة وحفظ الأديان والأنفس والعقول والأعراض والأموال، بما يستبقي مجالات تبادل التأثر والتأثير مفتوحة على مصارعها مع كل الحضارات)).
في الظاهر يبدو الغنوشي وهو يقول: ((فلا ضير على المسلمين إذن أن "يقتبسوا" من كل التجارب البشرية ما أثّلته من خبراتها مما هو نافع))، مفكرا متفتحا على العصر، مستعدا للأخذ والعطاء، ولكنه عندما يضيف ((ويصلح لأن يجسد جانبا أو أكثر من مقاصد شريعتنا في العدل والحرية والمساواة وحفظ الأديان والأنفس والعقول والأعراض والأموال، بما يستبقي مجالات تبادل التأثر والتأثير مفتوحة على مصارعها مع كل الحضارات))؛ إنما يفعل ما فعل جحا وهو يغرز مسماره في الحائط بينما يغرس الغنوشي مسماره في الدولة والحياة السياسية. فإذا كان ما نأخذ من الغير يصلح لأن يجسد جانبا أو أكثر من مقاصد شريعتنا في العدل والحرية والمساواة وحفظ الأديان والأنفس والعقول والأعراض والأموال، فلماذا لا نفعّل، كما يقول،هذا الجانب دون الحاجة إلى الاقتباس؟ بل لماذا لم نقم بهذا التفعيل من قبل ولا نتريث حتى نكون في حاجة إلى هذا الاقتباس لو كان في شريعتنا من (العدل والحرية والمساواة وحفظ الأديان والأنفس والعقول والأعراض والأموال) ما هو جدير بأن نخضع التجارب المقتبسة له؟
وطبعا يستحيل التوفيق بين هذا المطلب الإسلامي القروسطي (حفظ الأديان والأنفس والعقول والأعراض والأموال) وبين مطالب حقوق الإنسان الحديثة. وحتى في هذا الكلام لا يخفى على القارئ النبيه ما فيه من غش وخداع. الصياغة الإسلامية المعهودة تأتي دائما في المفرد (حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال)، فلماذا جاء بها الغنوشي في الجمع؟ المقصود بالجمع في رأيي هو الدين وجمعه أديان، والهدف هو إيهام الناس بأن دولته الإسلامية تقبل التعايش مع الأديان الأخرى غير الإسلام وتحترم أهلها وتحفظها. لكن، ألا ينص الإسلام على أن (الدين عند الله الإسلام)، وأن محمدا آخر النبيين، وأن لا دين بعده صحيح؟ فلماذا يخرج الغنوشي عما هو معلوم من دينه، لولا أن الحرب خدعة وأنه يجوز له ولغيره من الإسلاميين أن يحتالوا ويخدعوا مادام ذلك هدفه (غاية شريفة سامية) عزيزة عليهم: الدولة الإسلامية، وبعدها تعود حليمة إلى عادتها القديمة؟
ماذا يعني اليوم حفظ الدين مثلا بينما حقوق الإنسان التي صادقت عليها الأمم المتحدة تحمي حقوق الإنسان في الاعتقاد، وتعطيها الأولوية على حقوق الدين إذا كان فيها ما يمس بأهلية الإنسان وكرامته وحقه في ((في ممارسة حرية الفكر والاعتقاد والدين وكذلك كل الحرية في تغيير دينه ومعتقده وله حرية التعبير عن دينه ومعتقده إما بشكل فردي أو ضمن جماعات علناً أو بشكل غير علني وممارسة الدعوة والعبادة والطقوس والشعائر. ...))
http://www1.umn.edu/humanrts/arabic/SGreligion.html
وهي حقوق يتحفظ عليها الإسلاميون كما تتحفظ عليها حكوماتنا الاستبدادية.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيدي الفاضل عبد القادر انيس
رويدة سالم ( 2011 / 7 / 4 - 22:50 )
الغنوشي لا يختلف عن باقي الاسلاميين في محاولاتهم المقاربة بين الفكر الديني الاسلامي ومتطلبات العصر الثقافية لهذا لا يخجلون لما يكذبون مقدمين طرحا ذي وجهين ظاهره يحترم القيم الانسانية المعاصرة وباطنه يشترط الامتثال للشريعة كنقطة انطلاق
ما يرعبني بجد هو القول أن الانتفاضات العربية هي صناعة امريكية غايتها حصر الاسلام داخل دياره وبذلك ابعاد الارهاب الديني عن حدودها لأنها بذلك تفتح للحالمين بدولة ذات حاكمية الهية مجالا رحبا لدعوة للدخول في الاسلام الذي فارقه المسلمون الى الوثنية المتمثلة في فهم خاطئ للشريعة وبالتالي اعادة إرساء التشاريع المقدسة وما سيمثله ذلك من شغل لأفكار المنظرين الاسلامويين وفقهائهم وقنابلهم الموقوتة للعمل على بناء الدولة الاسلامية الحلم على اشلاء المثقفين والاقليات والشعوب التي اعتادت الهروب للدين لتجاوز قهرها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي دون اي إدراك لجوهره وحقيقة عدوانيته ودمويته
حدثت بعضهم عن رؤية الغنوشي الاقتصادية في ما يتعلق بتونس كأرض عنوة فاستنكروه لكنهم سارعوا بالقول ان كلام الغنوشي لا يمثل الاسلام ولما قلت لهم اذا فعلى اي اساس تختارونه فقالوا لأنه سيعيد


2 - تتمة
رويدة سالم ( 2011 / 7 / 4 - 22:50 )
سيعيد البلاد لحضيرة الاسلام بعد طول كفر
ماذا ننتظر مع شعوب مغيبة فكريا وغير قابلة للتفكير بل تعتبره نقيض للاسلام لأنه يضع المنظومة الايمانية موضع شك.. شعوب لا تقرأ الا الكتب الدينية وكتب الابراج والطبخ.. شعوب اعتادت ان تُقاد دون اي فعل ريادي بل اعتادت ايضا ان تدين اي فاعل في الساحة الاسياسية مثلا لو لم يكن شعاره بناء امة الاسلام والمسلمين؟؟
قال لي احدهم في الفيس انه يتفق معي ان تونس بلاد تجتمع فيها عدة اثنيات وعدة عقائد وحساسيات فكرية ومنذ اول التاريخ وانهم مواطنون بأتم معنى الكلمة فهي بلاد اجدادهم لكنه لعن وغضب ايما غضب لما سألته : من هذا المنطلق ألا يحق لهم كمواطنين تونسيين اصيلي البلاد ان يتولوا اي منصب سياسي كرئاسة البلاد مثلا وان كانوا ملحدين او مسيحيين؟
اشعر سيدي في اغلب الاحيان مع هذه العقول الغير قابلة للتفكير واعمال العقل ومناقشة النص المقدس بفكر نقدي أننا كمن يحرث في البحر

مع خالص مودتي


3 - الأستاذ عبد القادر أنيس المحترم
ليندا كبرييل ( 2011 / 7 / 5 - 10:41 )
حفظ الأديان والأنفس والعقول والأعراض والأموال لم تطبق على طول التاريخ الإسلامي من بدئه إلى حاضره، فهم كانوا يعتدون على الأديان ويكفرون أصحابها أو يلجمونهم بالجزية والخراج( وهم صاغرون) أما العقول فنحن نشكر الظروف التي أوجدتكم في هذا العصر لا في عصر الخلفاء الذين كانوا يقطعون الأطراف ويشوونها وأما الأعراض فتاريخهم شاهد على ذلك وجاءتنا في هذا العصر كويتية حمقاء لتطالب بعودة عصر الجواري واستيراد الشباب الحلوة ليتحسن النسل الكويتي، والأموال : تكفي الجزية التي أقرؤها( الخزية) لنعرف كيف تسلطوا على الناس، المؤسف أن بعض المنفتحين فيهم ينادون مثلا بحقوق المرأة التي تنادي بها مبادئ حقوق الإنسان وما أن تنشرح لقولهم هذا حتى يفاجئوك بقولهم وهذا ما دعا له الإسلام ! يكحلونها من هنا ويعمونها من هناك، ويؤسفني أن أقول كلهم من خامة واحدة لا تختلف إلا بدرجة اللون ، نعم لا يوجد شيء اسمه إسلام وسطي، الذي يقول هذا لا يفهم الإسلام جيدا ولا يتبع تعاليمه، لذا أراهم جميعا يرتون بدأب مستمر القماش المهلهل لكنه في النهاية على أيديكم ستمزقونه. تعظيم سلام على سلسلتك التي سبقتها القرداوي وشكراً


4 - إلى رويدة سالم
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 5 - 10:57 )
شكرا رويدة على المرور والتواصل. مأساة منطقتنا أنها وقعت في براثن الانحطاط مع تواجدها بالقرب من أوربا، فكان الاستعمار والتدخل والحماية والوصاية، بعد الاستعمار وقعت بين فكي كماشة الحرب البارد، فدفعنا الثمن غاليا بسبب دخولنا في دوامة هذا الطرف أو ذاك وتصارعنا على حساب تنميتنا، ولعل هذا أنتج الحركة الإسلامية من أجل مزيد من التيه. ثم جرى السكوت عن الاستبداد بحجة الانشغال بالخطر الأصولي، وها نحن أمام الخطر الأصولي. لنجد أنفسنا أمام نفس المطلب الملح: الدولة الوطنية الديمقراطية.
شخصيا أتهم أكثر نخبنا المثقفة من كل شاكلة لأنها لم تضع الأولويات الصحيحة مثل ضرورة بناء الدولة الوطنية الديمقراطية فراح البعض يفضل النضال بالوكالة على الشعب من أجل الاشتراكية والآخر من أجل القومية وآخرون من أجل الإسلام وخسر الجميع.
ولومي على النخب أنها تعاملت مع الشعوب كأنها قاصرة لا يجوز صدمها بالحقائق المتعلقة بتخلفها مثل الدين ومثل النمو الديمغرافي والطائفية والقبلية وغيرها. وها نحن تلاحقنا كل هذه الكوابيس. لكني مقتنع أننا هذه المرة نطرح الحقائق كما هي بدون تزوير والمستقبل واعد.
تحياتي على إضافتك القيمة


5 - سيدي عبد القادر أنيس
رويدة سالم ( 2011 / 7 / 5 - 13:01 )
واقعنا الان هو خلاصة جملة تفاعلات ساهمت في بناء بعضها البعض والانحدار بالبلاد الى هذا الحد. الاستبداد بالسلطة رغم محاولات الاصلاح الاقتصادية والاجتماعية التي قام بها بورقيبة في تونس كنموذج مغاربي الى جانب سعي اللوبي البترولي الى تعميق سلطته ودعمه للفكر الوهابي وتصديره وعدم وعي النخب المثقفة بأهمية دورها المرحلي او قبولها الانخراط في اللعبة السياسية كواجهات كرتونية أنتجت نزعات أصولية غايتها اصلاح الفساء القائم المتمثل في ابتعاد الشعب عن الاسلام السلفي
ثم سيدي هذا الشعب الذي وقع التعامل معه دوما كقاصر لو أخذنا في عين الاعتبار التجهيل الذي قام به زين العابدين بن علي .. صار تربة خصبة لخلق التطرف والتماهي فيه فمن أين يأتي الامل؟
سيدي لما تقول استاذة في الادب العربي أنها تتمنى ان يغفر لها الله قراءتها لجبران لأنه مسيحي ولما تقول اخرى ان الحجاب فريضة سادسة خاصة بالنساء وانه لا يوجد عند اليهود بل خاص بالمسلمين حصرا ولما تقول أخرى سبيلنا للنجاة من عذاب الله هو محاربة العلمانية في حين انهن جميعا لا يفقهن المعنى الحقيقي للعلمانية وهن بعض من الطبقة المثقفة هل ترى أن المستقبل واعد؟؟

مع خالص مودتي


6 - إلى ليندا
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 5 - 22:41 )
شكرا ليندا على المرور والتعقيب. ملاحظتك في الصميم. طبعا المقصود بحفظ الأديان والأنفس والعقول والأعراض والأموال هي دين وعقل وعرض ونفس ومال المسلمين فقط والمسلمين الذكور على وجه الحديد. معاملة سبايا وأسرى الحروب والغزوات دليل على ذلك وكأنهم لا ينتمون إلى جنس الإنسان. تحياتي


7 - إلى رويدة
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 5 - 22:51 )
شكرا رويدة، تقديري أن المستقبل واعد، لأن التنوير لم يكن يصل إلى الناس، خاصة المتعلمين. الآن بفضل وسائل الإعلام لجديدة خاصة الإعلام الإلكتروني، صار بالإمكان إيصال هذه الأفكار إلى الناس بعد أن ظل حكرا على القوى الاستبدادية والأصولية. هذه فرص عظيمة تتاح للمثقفين والعلمانيين عموما للعب دورهم. وعليهم أن يفعلوا ولا يتستروا وراء حجة الاستبداد والقمع.
في إيران مثلا، تعرف البلاد ظاهرة إلحاد كبيرة، بعد أن تبخرت الوعود الدينية. في بلداننا العربية مازالت الأوهام ولكن وعود الإسلاميين لن تصمد أمام التحديات الكبرى التي تتطلب حلولا عصرية وعقلانية وديمقراطية لا قبل لهم بها ولن تنفعهم شوية أحاديث وآيات
تحياتي


8 - المقصود بحفظ الدين
محمد البدري ( 2011 / 7 / 7 - 10:36 )
يقول الغنوشي كما يقول باقي امثاله من منظري الارهاب الاسلامي: ((أن الإسلاميين لا يحتاجون للقيام بانقلابات على الدول القائمة لتحويلها إلى دول إسلامية، وإنما يحتاجون إلى تفعيل دساتير هذه الدول والتي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد أو الرئيسي للتشريع.)) وهو قول لو ترجمنا معناه ضمن ما توفره ثقافة العرب والاسلام في شكلها الخام لوجدناه يقول: نريد الامية والجهل ان يكونا دستور كل مسلم او عربي. وهذا هو السبيل الوحيد لحفظ الدين فلا نعرف مجنعما او ثقافة تروج للجهل كما يروج الاسلاميين في مجتمعات الاسلام. شكرا للاستاذ انيس وتحيه له .


9 - إلى البدري
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 7 - 16:43 )
قولك: ((نريد الامية والجهل ان يكونا دستور كل مسلم او عربي. وهذا هو السبيل الوحيد لحفظ الدين فلا نعرف مجنعما او ثقافة تروج للجهل كما يروج الاسلاميين في مجتمعات الاسلام))، فكرة أصيلة وذكية.
شكرا. فعلا لا يوجد مجتمع حديث ومتقدم يحرص كما نحرص نحن على التمسك المرضي بهذا الموروث المتخلف.
تحياتي

اخر الافلام

.. مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف


.. تعمير-لقاء مع القس تادرس رياض مفوض قداسة البابا على كاتدرائي




.. الموت.. ما الذي نفكر فيه في الأيام التي تسبق خروج الروح؟


.. تعمير -القس تادرس رياض يوضح تفاصيل كاتدرائية ميلاد المسيح من




.. تعمير -القس تادرس رياض: كنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح مرسومة