الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضمير البشري ... صراع بين الخير والشر

شمسان دبوان سعيد

2011 / 7 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الإنسان بطبيعته الفطرية يظل عالقا بين ما يعمل وما لا يعمل .. ما يشتهي وما لا يشتهي .. بين عمل الخير والشر .... بين عمل السيئات وعمل الحسنات .. يسوق أعذار أقبح من الذنب الذي يرتكبه ... يتوب في الليل ويعصي في النهار .... يعيش في عالم من التيه اللانهائي يتخبط في حياته في صراع بين النفس اللوامة والنفس السيئة في شبكة من الخير والشر.
هناك تقصير واضح في بعض المهام سواء بحق الخالق أو بحق البشر ، ويختلف هذا التقصير وأسبابه ودواعيه كما تختلف طرق كيفية التغلب عليه والإقلاع عنه فترك الصلاة لا تعتبر لميمه ولا مخالفة ولا تقصير في أداء الواجب ولكن تعتبر عصيان بحد ذاته ، لكن الإنسان يسوق أعذار ومسببات ويستدل بدلائل لا تقل خطأ عما ارتكبه من ذنب فيقول إن الله غفور رحيم وتارة يقارن نفسه بالآخرين فيقول فلان لا يصلي ولا يصوم ولا.... الخ . فانا أفضل حالا منه . وتارة يقول إن طرق الخير كثيرة فإذا قلت استغفر الله مائة مرة غُفرت ذنوبي وإذا فعلت كذا .... حرم جسمي من النار . وفجأة يوبخ نفسه فيقول كم اسرق وكم أضيع من وقتي في مواقف لا تستحق فما الذي يمنعني من أداء فريضة لا تأخذ من وقتي الكثير ؟
يظل الشاب يكد ويتعب ويمر بمراحل النمو المختلفة فيقضي أوقاته في اللهو واللعب وصحبة رفقاؤه ، فيمشي وقد نظر إلى تلك الفتاة محللا شخصيتها ومقاساتها وملابسها وخطاها .... الخ . في نظرة مطولة حتى يرسم صورتها في ذاكرته ليستدعيها في وقت لاحق ...؟ وبعد نفس طويل يستدرك بالقول استغفر الله العظيم " ثم يستريح هو أو رفيقه بالقول أنها نظرة حلال وهي النظرة الأولى ؟! البعض يقضي أوقاته في الدردشة والكلام والتسلية والضحك والسباحة في بحر الحب . حتى إذا شارف على الغرق تعلق بقشة وأنهى علاقته بها ليبحث عن أخرى . فتصيب المرأة بالإحباط ويشعر الطرفين بالذنب ويوخز الضمير ... لكنهم يستدركون بالقول من حقي أن أحب ومن حقي أن أعيش حياتي كشاب ؟ أنا شاب لا أجد فرصة عمل ولا اقدر على الزواج ... لكنه سرعان ما يوبخ نفسه ، يسأل أسئلة ويجيب عنها في الوقت نفسه . لماذا لا أتزوج ؟ لا اقدر ، الرزق على الله ... المستقبل ما يطمئن ... الخ .
يمشي الفرد في الطريق فيرى نقودا أو مجوهرات أو غيره فيسرع بأخذها ، ويباشر التحقيق في التحقيق مع نفسه فيسأل أسئلة ويجيب عنها . هل هذا حرام ؟ لو كنت في موقفه ؟ ربما اقترض هذا المال قرضه ؟ وأسئلة أخرى . ثم يجيب الفقير لا يملك مجوهرات ، الفقير يحرص على فقدان أي شي ، إذا سلمتها إلى مركز شرطة فلم يقوم البوليس بواجبه الإنساني ، ثم يتصرف بها وينسى ما دار مع ضميره سابقا .
رسول الله محمد (ص) هو معلم الناس النجاح وهو مخرج الناس من الظلمات إلى النور ولا شك في شخصيته فهو القدوة الحسنة لنا . كان رسول الله ص يصوم ويفطر ويصلي وينام يغضب ويضحك ويمزح ولم يكذب قط . فقد سلك في حياته الوسطية بكل معانيها فجعل من الإسلام دينا للوسطية والاعتدال ، مرنا وصالحا في كل زمان ومكان . لكن هناك أحاديث وردت عن رسول الله ، هذه الأحاديث تحتمل إحدى أمرين ، إما أننا لم نفهم معنى تلك الأحاديث أو أنها لم تسند إلى رسول الله إطلاقا . فالأحاديث كثيرة ومتعددة . فإذا أخذنا مثلا حديث " لا عدوى ولا طيرة " فكم من الأمراض التي تنتقل أما باللمس أو الهواء أو غيره . فالإنسان يظل يقرأ بعض الأحاديث ويقضي معظم حياته في شك وريبة .
الكلام على الصحابة والتابعين يعتبر شي مقدس لدى بعض المسلمين بالرغم من طبيعتهم كبشر ، يصيبون ويخطئون . والتاريخ يروي لنا أخطاء بعض الصحابة والتابعين . لكن لا نستطيع القول بأنهم معصومون من الخطأ . ولا يمكن أن نقدسهم بالطريقة التي يتشدد بها البعض . وقد تحدثت آيات كثيرة جدا عن مواقف لبعض الصحابة كمخالفتهم لأوامر رسول الله في غزوة احد ... ومواقف كثيرة ذكرت في متاب التربية الإسلامية في المدرسة . وان كان الصحابة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه إلا أنهم بشر يخطئون ويصيبون . فعلماء السنة ومن يدعون أنهم الفرقة الناجية يشنون حربا هوجاء على علماء الشيعة بأنهم يسبون الصحابة يلعنون الصحابة .... وعلى العكس من ذلك نقرأ في كتب الشيعة إطراء ومدحا للصحابة وربما بعض الفرق التي لها اتجاه معين في الدين وهو من باب الاختلاف . لكن الذي نرى أن الشيعة وصلوا إلى مراتب ربما تعيد للإسلام هيبته من العلم . فهم يرهبون أعداء الله من اليهود والنصارى ، بينما السنة يختلفون على صيام أول يوم من رمضان وان رأوا الهلال مرة واحدة وهو الشهر الذي يختلفون فيه من بقية الشهور . السنة يميلون إلى الحاكم ويعتبرون جزء لا يتجزأ من الحكم والفساد أيضا . فيستخدمون الدين في الدعاية الانتخابية والترويج للبقاء على الكراسي وهذا ما لا نجده في الشيعة ؟!
إذن الكلام على التناقض وطبيعة النفس البشرية في الغموض وعدم التفريق بين الحق والباطل مشكلة لا يحل طلاسمها إلا العقل والمنطق فالحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات . فالصلاة واجب على كل مسلم بالغ عاقل ، والزواج واجب على كل شاب يقدر عليه ، وهذا لا يعني انه من لا يقدر على الزواج حق له التلاعب بمشاعر الآخرين . الغنى وكثرة المال لا يأتي بالالتزام الديني وتطبيق مبادئ الدين صغيرة وكبيرة ، الرزق يقدره الله لعباده بغض النظر عن دينهم وأصلهم وعرقهم ، فكم من الملياردير جاحد وفاسق ويعاني من أمراض نفسية وربما ينتهي بالانتحار ؟ وكم من متعبد زاهد ورع عن محارم الله لا يملك قوت يومه يعيش في أعلى مراتب السعادة ؟؟ ليس كل ما قيل عن رسول الله صحيح فهناك أحاديث تم الترويج لها لخدمة شخصية ما أو الترويج ربما لبضاعة ما وهي أحاديث موضوعة والإسرائيليات كثيرة في هذا الجانب . الصحابة بشر عاصرو رسول الله وعاشوا معه وهم أدرى بأصول الدين ، لا يمكن أن نأخذ مكانة الصحابة لإثارة الجدال المذهبي بين المذاهب الإسلامية المختلفة . فالتشدد والغلو مرفوض مرفوض مرفوض . ولا يمد إلى الإسلام بأي صلة . فالي أي طريق نسير وفي أي منعطف نتوقف ؟ فالحياة ليل ونهار فقد يطول الليل أو النهار وقد تشرق الشمس لساعات معدودة ونعيش حياتنا في الظلام ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ذلك فضل الله يوتيه من يشاء
مدحت عبيد ( 2011 / 8 / 11 - 10:45 )

استاذي العزيز الجنة والنار حق لكن تذكر مقال سابق لك لو كان الفقر رجلا لقتلته وستعلم ان مصير الجنة والنار هو نفسه الفقر والغنى فلا حول ولا قوة الا بالله ....... وذلك فضل الله يؤتية من يشاء من عباده فالبعض فقير والاخر غني وهذا يستحق النار وذاك يوجب الجنة .....تحياتي لكم


2 - ونفس وما سواها
مدحت عبيد ( 2011 / 8 / 11 - 10:49 )

اشكرك استاذي العزيز ...... القران الكريم ذكر النفس اللوامة والنفس الصادقة لكن رجوتك بكل غالي ايش المخرج ؟

اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا