الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله أكبر.. و الدعوة للتكبير كفعل احتجاجي ؟!

حمزة رستناوي

2011 / 7 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الله أكبر هو العبارة الاستفتاحيّة للأذان و هو ربّما الشعار الأكثر شهرة عند المسلمين, هو لا يخص طقوس العبادة فقط كرفع الأذان أو مناسك الصلاة و الحج و غيرها, و لكن المسلمون يستخدمونه و في سياق مواكب لأحداث الحياة اليوميّة سواء أكانت شخصية - عائلية – اجتماعيّة -سياسيّة .

فصلاحيات شعار الله أكبر تتجاوز ما هو ديني بالخاصة, ليكون شعاراً يعبّر عن التفاعل النفسي الحي و بإيقاع مرتفع مع حدث أو موقف .

فأثناء دراستنا الإعدادية و في مقرر التربية العسكرية : أتذكّر ما كُتِبَ فيه , وبما معناه : "عندما يقترب العدو إلى مسافة أمتار من الخندق الدفاعي اسحب صمام الأمان من القنبلة , و أرمها باتجاه العدو مردّدا و بصوت مرتفع : الله أكبر"

فهل من شأن هذا الحدث الافتراضي و إلقاء قنبلة على العدو و صيحة "الله أكبر" أن يثير أي حساسيّة من النوع الطائفي أو المذهبي؟

لا أعتقد بذلك, ف: "الله أكبر" تتجاوز أن تكون شعار طائفي أو مذهبي, و يمكن حتى للأخوة الغير مؤمنين بالله تفهّم ذلك . فليس المقصود بها غير المؤمنين بالله و كذلك ليس المقصود بها فئة من المؤمنين ضد فئة أخرى , و هذا هو الأصل في الله أكبر ,ما لم نجد قرائن خاصّة للحدث تنفي ذلك .

ما دفعي لكتابة هذا المقال جدل حول التكبير, كإحدى الشعارات التي رفعتها الحركة الاحتجاجيّة السورية.

"باتت الموضة أن يكبروا في الليل ويخرجوا في تظاهرات بعد صلاة الجمعة"، بهذه الجملة لخص الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سورية محمد سعيد بخيتان، حال عدد كبير من السوريين كل ليلة تقريبًا

بالوقوف عند صلاحيات شعار التكبير نجد:

أوّلاً: السياق الكلامي للتكبير

مثلا:ً الله أكبر ..الله أكبر ..الله أكبر حرّية. فهذا سياق ذو صلاحية كبيرة كونه يؤكّد على الحرية كشعار مجمّع للمتظاهرين, و على الحريّة كشرط بدهي لأي فعل وطني سياسي . و إذا كنا نجد من يتحفّظ على شعار الله أكبر – بغض النظر عن نسبتهم- فلن نجد من يتحفّظ على شعار الحريّة , سوى معتلّي البداهة.

ثانيا ً: القصديّة

و كمثال: مشهد متظاهر سلمي جرح بالرصاص الحي , و من حوله أناس يحملونه بغية إسعافه , أو مشهد لآخر قُتِلَ و فارق الحياة و من حوله أناس متأثرين يردّدون الله أكبر ..الله أكبر .. الله أكبر عالظالم .

فهنا يكتسب شعار الله أكبر قيمة حيوية مضاعفة من حيث دلالته: فالله أكبر من كل الظلمة و المتجبرين , الله الخالق و نحن البشر مخلوقين, هنا تذكير للبشر بحقيقة كونهم مخلوقين و عبيد/ عباد لله. و منه الآية القرآنية " الله أمكر الماكرين- الله المتكبّر الجبار..الخ".

ثالثاً: التكبير من مآذن الجوامع مترافق مع شعار حي على الجهاد:

هنا نحن أمام انحراف عن التوظيف السياسي الحيوي لشعار الله أكبر للأسباب التالية :

-عدم الفصل بين السياسي و الديني , و ما قد يتبعه ذلك من توظيف الديني لمصالح سياسيّة ,خاصة أن المجتمع السوري ذو تركيب طائفي متنوع , و متنوّع ضمن السنّة أنفسهم , و تكتسب هذه السلوكيات خطورة أكبر في المدن ذات الأحياء و التوزيع السكاني المختلطة.

حيث أنّها قد تُفهم في سياق تحريض طائفي على الأخوة العلويين مثلاً أو غيرهم .

حيث أنّ الجهاد في المنظور الإسلامي التقليدي يكون ضدّ الكفاّر, و الكفّار و التكفير – مفهوم لاهوتي إشكالي - يشمل فئات من مكوّنات الشعب السوري وفق بعضهم , و خاصّة أنه ما زال و على نطاق واسع يماثل بين الكافر و العدو .

إن الفصل الإجرائي بين السياسي و الديني ليس مطلوبا في المرحلة الحالية فقط , بل إنه سيكتسب أهميّة خاصة عقب ظهور أي نظام ديمقراطي للحكم في سوريا كذلك.

-إنّ وجود تجربة سابقة في سوريا في عقد الثمانينات من القرن الماضي حيث قام الأخوان المسلمون في مدن مثل حماة بالتكبير و الدعوة للجهاد عبر مكبّرات الصوت على المآذن

و ما قد تستدعيه هذه الذكريات من تأثير سلبي و تخوّفات لجهة طبع الحراك الشعبي السلمي الآن بصبغة أخوانية طائفية تضر بمصالح الانتفاضة الوطنية السلمية .

-إن دعوات الشيخ عدنان العرعور للتكبير من على سطوح و شرفات المنازل أو عبر مآذن الجوامع, في المدن التي يجتاحها الجيش أو تسيطر عليها القوى الأمنية و الشبيحة .يحمل صلاحيات متفاوتة , فمن جهة هي تأكيد على بقاء النَفَسْ الاحتجاجي على قيد الحياة , و دلالته الإصرار و الاستمرارية , و لو على الصعيد النفسي , و هي كذلك فعل تضامني للأهالي في وجه جبروت القوة . إنّ هذه الصلاحيات يمكن تطويرها بإضفاء و إضافة محتوى سياسي وطني و محتوى قيمي عام على هذه التكبيرات و مثاله ( الله أكبر عالظالم) أو استبدالها بشعارات ذات طبيعة سياسيّة وطنيّة و مثالها ( الله – سوريا- حريّة و بس)

و ليس في ذلك انتقاصاً أو تقليلاً من شأن التكبير كشعار و رمز للمؤمنين .

و من جهة أخرى من شأن هذه الدعوات و هذا السلوك عند شيوعه و تبنّيه استراتيجيّا أن يزيد إمكانية التحريض الطائفي ,,, و لو بشكل غير مقصود لذته , و يقيم صلة ترابط بين الديني و السياسي ,تسخِّر الثاني لصالح الأول مما يضر بمشروع الدولة المدنية الديمقراطية المنشودة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا يمكن دفن الرأس في الرمال
رأي حر ( 2011 / 7 / 9 - 11:57 )
1-الواقع يقول أن الشعار المرفوع هو الله و أكبر على الكافر وهو لا يحتاج تفسير
2-العرعور و منطقه و توجهه معروف فلا يمكن القول أن دعوته للتكبير و الاستجابة لها بريئة من باب الاصرار عدا عن تهديده صراحة الطوائف الأخرى بالفرم و اطعام لحمها للكلاب
3-شعارات اقحام ايران و حزب الله في الموضوع الداخلي السوري لا تخفى على أحد و كذلك الهدف منها عدا عن الفبركات المتعمدة بشأنهم
4-العلم السوري الأخضر الذي يرفع في المظاهرات أيضا له دلالته
5-أضف الى ذلك التوزع الجغرافي للمظاهرات الرئيسية حيث يسود التطرف الديني
فلا يمكننا أن ندفن رأسنا في الرمال و تصوير الأمر بأنها مجرد مطالب حقوقية و سياسية الأمر أعمق من هذا بكثير و لا يبشر بالخير

اخر الافلام

.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم


.. 116-Al-Baqarah




.. 112-Al-Baqarah


.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ




.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا