الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكون و الاديان

نزار كمال الدين جودت

2011 / 7 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الكون و الاديان
قول مشهور للعالم انشتاين ما معناه لو كنا الحالة الفريدة في الكون فهناك تبذير مبالغ فيه قالها عندما كان كونه لا يتجاوز 12 الف مليون سنة ضوئية و هو كون واحد في عناصره المادية المكونه للجدول الدوري لذلك اذا كان لا بد من وجود حياة اخرى فمن المرجح ان تكون كاربونية .
و بموجب النظرية النسبية العامة حتى نكون موجودين لا بد لنا من الحركة المستمرة فالارض تدور حول نفسها بسرعة 1448.4 كم / ساعة و حول الشمس 29.8 كم / ثانية و حول المجرة 193.12 كم / ثانية بعد تقريب الكسور العشرية .
لو كانت حركتنا اسرع لزاد حجمنا و لو توقفنا عن الحركة لن نكون موجودين لان حجمنا يصبح صفر اذا تحركنا نكون واذا توقفنا لا نكون مع الاعتذار لشكسبير . وطبعا لا يمكن ان نبالغ بالسرعه لان منحنى الحجم ينحرف بشدة عند الاقتراب من سرعة الضوء ويزيد انحناء فيصبح عند سرعة الضوء بعدا واحدا لا سمك فية لانة هو الاخر يصبح صفرا لنختفي من جديد .
العالم انشتاين ثبت حجم الكون وحدبة في النسبية العامة ثم تراجع عن ذلك بعد اكتشاف اجرام تسمى الكازارات بعضها اجرامها مدبر عنا بسرعة تصل الى 95 % من سرعة الضوء و بموجب المعطيات الجديدة اصبحت النسبية العامة المعدلة تصلح لكون يمتد الى مسافة 10 ملايين سنة ضوئيه فقط وبذلك نحتاج الى ثابت جديد نضيفه الى سرعة الضوء كل مليون سنة ضوئيه مقداره 24 كلم / ثانية .
الاجرام التي تزيد مسافتها عن 12.5 الف مليون سنة ضوئية تصل سرعة ادبارها اكثر من سرعة الضوء بقليل اي توجد اجرام لايمكن ان نراها او نحس بوجودها لا ن الضوء المنبعث منها لا يمكن ان يصلنا ابدا ليعترف انشتاين بما نصة في كتابة المطبوع عام 1954 بأن الكون في تمدد مستمرو ليقول الكون شيء لا تدركة الاوهام ولا يخطر في الاذهان .
لو حاول الانسان ان يتعرف اكثر على محيطة الكوني في المسطلح الجديد الزمكان وصنع وسائل السفر من احدث ما وصلة له التكنلوجيا في الاشرعة الضوئية وانطلق ليزور الذراع الثاني لمجرتنا درب اللبانة المفترض ان تكون مرت بنفس الضروف واحتمال وجود الكوكب التوئم لكوكبنا علينا قطع مسافة لا تقل عن 100 الف سنة ضوئية لانة علينا تجنب مركز المجرة التي تتكدس فيها اعداد هائلة من الشموس بشكل مقلق ولا نرغب ان يكون مصيرنا في ثقب اسود .
عند انطلاقنا وبعد حل المشاكل المتسببة من فقدان الوزن على اندثار الهيكل العظمي نجد ان الزمن توقف بالنسبة لنا والكون يتحرك من حولنا فهو يطوى المسافات مثل السجادة امامنا ويبسطها خلفنا لتمر الاف السنين من حولنا دون ان نحس بها لتكون رحلتنا بلا رجعة و سفينتنا هي وطننا الوحيد .
هذه المقدمة التي اراها مسلية عن الكون العلمي امكن تصورة بالمعطيات العقل العلمية المتوفرة في الزمن الحالي .
يقابله كون اخر تصورة الانسان الموغل بالمعطيات العلمية المحدودة التي كانت معروفة بزمنة ليجسم كون بمواصفات اخرى في للكون التوراتي ففي سفر التكوين الاصحاح الاول ما نصه في البدء خلق الله السموات و الارض و كانت الارض خربة و خاليةوعلى وجه الغمر ظلمة . روح الله يرف على وجه المياة قال الله ليكن نور فكان نور و رأى الله النور انه حسن و فصل الله بين النور و الظلمة ودعى الله النور نهارا و الضلمة دعاها ليلا و كان مساء و كان صباح يوما واحدا .
قال الله ليكن جلد في وسط المياة التي تحت الجلد و المياة التي فوق الجلد وكان كذلك ودعى الله الجلد سماء و كان مساء و كان صباح اليوم ثانيا .
اكتفي بهذا الاقتباس على قدر تعلق الموضوع بالكون السفر يتحدث عن الارض كما لو كانت هي الكون . يتحدث عن فصل النور عن الظلمة كما لو كانا مخلوقين منفصلين في حين الظلمة هي مجرد لانور .
هذا ليس كلام الله انما تصور بشري كما في تصور كون انشتاين و في المستقبل سيكون كون اخر بمعطيات علمية اخرى فلا حدود للمعرفة .
ان الاستمرار في التبشير بكون الستة ايام و الطلب بتدريسها كمادة علمية بدل تدريسها كمادة دينية اصرار بائس و الطريقة الوحيدة للمحاقظة عل قدسية الدين في سلخة عن العلم تماما و النظر الية بمنظور فلسفي واعتباره علم بمعطيات خاصة تلبي مطلبا اجتماعيا .
الكائن الحي يخضع لقوانين الضرورة فالمجتمع مؤلف من ارادات حرة في تجمعها عامل قوة للفرد في صون النظام الاجتماعي حيث تتشابة قوانين الطبيعة و قوانين المجتمع في بعض الوجوه خصوصا في التأثير .
في الحقيقة لاحدهما قانون يقرر وفي الاخرى قانون يأمر والبشر يستطيع ان يتجاوز القانون الذي يأمر غير انه لا يمكن ان يتجاوز القانون الطبيعي الذي يقرر فأذا قررت الطيبعة انفجار بركان لا احد يمكن تجاوزه .
من هنا كانت البداية في اوامر اجتماعية لاتقاء غضب الطبيعة بالتودد اليها و تقديم القرابين و النذور والشعائر والطقوس و لكن غير ملزمة .
ان الانسان يعيش في تجمعات و بتأثير وظيفة طبيعتة يتصور ما يحدث حوله من القانون الطبيعي ناجم من كائنات حية مدركة خيالية لا يمكن رؤيتها ولكن هي تراه تحيا حياة شبيهة بحياتة و اسمى و اقوى من حياتة ومتصلة بها تلك هي الديانة االطبيعية الاولى .
في الجوء الى السكر في الطقوس يقصد منها وقف الاحساس وابطاء النشاط النفسي تؤدي الى حالات شبية بالتنويم في تركيز روحي صرف شكلا للتأمل الصوفي هي الديانة الحالية .
ومع تقدم الايمان في الوصول الى الخلاص ينطوي سماع اصواتا تدعو نفس الانسان لتستسلم لتيار يحملها انما لا تدرك القوة التي تجذبها ادراكا مباشرا و لكن تحس بوجودها الغامض او تستشفة في رؤية رمزية وعند ذلك يغمرها فيض من فرحو وجد تغرق فية وتشعر ان الله حاضر هو الايمان .
مثل الماني يقول اذا كلامك مقبول منطقيا فلا حاجة الى المصادر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكون والاديان
د.عبد الجبار العبيدي ( 2011 / 7 / 10 - 17:44 )
فكرة انشتاين عن الحياة الكاربونية الاخرى بناها على الحدس والتخمين في وقت لم تكن الاكتشافات قد وصلت الى الدقة في المعلومات الفلسفية للكون.وهو يعترف بان نظريته تحتاج الى ثوابت اخرى في التصديق بعد اكتشاف أجرام الكازارات،اذن نظريته في تقييم العدم.ان مقولة انشتاينن :(ان الكون في تمديد مستمر وانه شيء لا تدركه الاوهام ولا يخطر في الاذهان) .هو اعتراف اخر بعدم ادراك كنهه واسراره. ان محاولات الانسان منذ القدم هي الكشف عن السر الغامض الذي يكمن وراء خلق الكون.وهو الذي جعل ارسطو يقول:(ان الناس_الآن دائماً -يسعون الى التفلسف الافتراضي بسبب الدهشة التي تصيبهم،وقال كلما زاد وعي الانسان اتضاحاً بدت له المشكلةأعظم ما تكون ،ان مسألة انعدام الوزن وضياع البشر الا ما يكون في سفينة النجاة اكتشف الان بفضل الاقمار الصناعية التي اعطتنا من نظريات العلم الكثير.اما الافتراض التوراتي فهو وهم ايضا بأعتراف علماء التوراة انفسهم والموسوعيون ايضا حين قالوا ان اطروحات التوراة تتناقض مع مكتشفات العلم الحديث لذا لابد من فصل التوجه الديني عن سياسة حكم الناس، وهذا ما حل بالمجتمعات الاوربية بعد عصر النهضة،بالأستعاضة


2 - الكون والاديان 2
د.عبد الجبار العبيدي ( 2011 / 7 / 10 - 18:13 )
عن النص الديني بالعلمانية والخروج من احكام وفلسفة التوراة.ولان هذا القول هو تصور بشري فقد اهملته الفلسفة الاوربية لخروج الناس من شرنقة الدين الوهمي.في التفسير القرآني شيىء اخركما في النص القرآني:(وهو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء،هود 7.أي كان أمر الله على العنصر المكون للوجود،والعلماء هنا يقولون انه الهيدروجين.،,بذلك ينطبق هنا عليه قانون صراع المتناقضات الداخلي في الشيء نفسه وهكذا فهمت الآية كما بدأنا اول خلق نعيده ،وسيستمرهذا الكون متغير الصيرورة حتى يوم الهلاك،وهو بداية لتشكيل كَون مادي أخر بقوانين جديدة للمادة خالية من صراع المتناقضات الداخلية في الشيء الواحد،وهو اقرب للقناعة المنطقية في التحقيق. لا شك ان قوانين الطبيعة تتشابه مع قوانين المجتمع وبدونه لا تستديم الحياة لكن الاختلاف يقع في التطبيق حسب ما يقول كوبر نيكوس..ان مسألة الايام الستة وفصل الدين عن الدولة لا يقع في كل الاديان،هنا نحن نجابه الاعتراض النصي ،اما القبول بالقرآن او عدمه وهي اشكالية كبرى حلها يصعب علينا اليوم.ولان النص القرآني ثابت ومحتواه متحرك يمكن النظر اليه من هذا الجانب مستقبلا....


3 - الكون والأديان 3
د.عبد الجبار العبيدي ( 2011 / 7 / 10 - 18:29 )
نعم منها اعتقد الناس بضرورة ترضية الطبيعة بالتودد اليها كما في تقديم الاضاحي والنذور وقرع الطبول. وفي الاسلام ظهرت نظرية طلب الاستسقاء لورود المطر ولا زال الامر متعارف عليه في بعض الدول الاسلامية. الاحياء البشرية غير المدركة وجدت في ديانة السومرين والبابلين في الآله المفترض الذي قدم القانون لحومورابي في مسلته المعروفة ،وفي الاسلام ما يعرف بالملائكة بين الناس. لازالت بعض ساكني البيوت يشعرون بالاحياء المخفية تعيش معهم وترقص وتضرب الدفوف عن منتصف الليل مما جعل البعض يهجر داره خوفا من الارواح الاخرى.لكن الأيمان بالله وملائكته ورسله وما جاء فيهم من نصوص خففت الوطئة عليهم.
حتى العلماء اختلفوا في هذه الظواهر ،فارسطو مثلا اعترف بان الوجود الحقيقي هو الوجود الطبيعي ،لا عالم المُثل ،واهم شروط هذا الوجود هو الحركة ،وهي ازلية ابدية مجهولة التاريخ.ان فكرة حدوث العالم من لا شيء ،امر يتعذر على البشر أدراكه،اذ لا وجها للمماثلة بين القديم والمحدث ،والثابت والمتغير، والكامل والناقص،ويقول الدكتور فؤاد صروف ان في النقاش العلمي لفلسفة الكون ستبقى قائمة على قدم وساق،حتى يرث الله الارض وما عليها .

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي