الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقويض شرعية سلطة الاستبداد

صاحب الربيعي

2011 / 7 / 10
المجتمع المدني


تكتسب السلطة المستبدة شرعيتها بالعنف ما يزيد عمرها على عمر السلطة الشرعية لإختلاف وسائل اكتسابها، لكن مؤكداً أن أزلام السلطة المستبدة مصيرهم إما القتل وإما السجن لارتكابهم جرائم متعارضة مع القانون وقيم المجتمع العامة. إن استخدام العنف يزيد الهوة بين السلطة والمجتمع ما يصعب جسرها بإجراءات ترقيعية، فالذاكرة الجمعية تحفظ على نحو خاص كل ممارسات هدر الكرامة وتعمل في اللاوعي على رد اعتبارها بابتكار أساليب لرفض سلطة الاستبداد وتقويضها.
يعتقد (( جليير الأشقر )) " أن السلطة تكتسب شرعيتها فقط، حين تحوز على قبول غالبية شعبها ".
إن خنوع المجتمع مرده عنف سلطة الاستبداد واضطهادها، فكلما زاد الاحتجاج ضدها ضعفت اجراءاتها القمعية. ومع كل تراجع لوتيرة الاحتجاج تعمل سلطة الاستبداد على ارتكاب مزيداً من الجرائم لترويع المجتمع وبث الخوف في نفوس المعارضين، على خلافه فإن الرعب والخوف ينهش ذاتها.
يقول (( مايكل مور )) : " إنه ينبغي أن لا تصمت على أساليب قمع السلطة واستبدادها، لأن صمتك يشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم ".
إن ارتكاب سلطة الاستبداد أعمال همجية ضد السكان المدنيين يعرضها للمحاسبة القانونية لانتهاكها حقوق الإنسان ويفقدها ثقة المجتمع، ما يتطلب استبدال المؤسسات العنفية غير الشرعية بمؤسسات مكتسبة الشرعية. ولابد من التمييز بين مؤسسات الدولة الشرعية بعدّها ملك المجتمع يجب مساندتها والحفاظ عليها وبين مؤسسات السلطة العنفية غير الشرعية.
تعدّ المطالبة بإسقاط سلطة الاستبداد ومحاسبة أزلامها مطالبة مشروعة لكن المطالبة بإسقاط الدولة غاية في الخطورة كونها تخل بالنظام ما يشجع حثالات قاع المجتمع على فرض هيمنتها على المجتمع، وتقويض سلطة القانون وانتهاك المصالح العامة.
يعتقد (( توماس فريدمان )) " أنه حين تفقد الدولة هيبتها أمام المجتمع يصعب استردادها، فكلما ضعفت السلطة زادت خطورتها لأن ضعفها يفسح المجال للجميع حيازة السلاح ".
لذلك يجب توظيف الحقد الكامن في الضمير الاجتماعي على نحو فعال لاسقاط سلطة الاستبداد شريطة أن يكون تحت السيطرة لتجنب الأفعال العشوائية وغير المسؤولة للإضرار بالمصالح العامة فيمنح سلطة الاستبداد المسوغات لاستخدام العنف المفرط ضد المعارضين لاجهاض الثورة. إن الخطاب العقلاني لنخب المجتمع يواجه بتهم شتى من رعاع المجتمع لرفضه الانسياق وراء حراكها المنفلت والمتعارض مع الثوابت الوطنية لتحقيق أجندة خارجية مضر بالمصالح الوطنية، فالمنعطفات الكبرى في حياة الشعوب تحددها نخبها الواعية وتوظفها لصالح المجتمع، على خلافه فإنها تتحمل المسؤولية التاريخية عن تداعياتها المستقبلية وما تسببه من أضرار اقتصادية واجتماعية للفئات الفقيرة.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار