الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حاضرنا حينما يتعثر بالماضي، علي الأديب نموذجا!

كمال يلدو

2011 / 7 / 10
المجتمع المدني


نقلت بعض وســائل الاعلام مؤخرا خبرا يتعلق بالسيد علي الاديب وزير التعليم انقل الجزء الاساسي منه للقارئ الكريم بقصد الامانة الصحفية كما ورد :
((الثلاثاء 28-06-2011 08:52 مساء:شبكة هذا اليوم للأخبار: خصصت وزارة التعليم والبحث العلمي، اربعين مقعدا لأداء مناسك الحج ، للخريجين الأوائل من الدور الأول من طلبة الجامعات، وهيئة التعليم التقني،للعام الدراسي الحالي . وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي اللأديب ان تخصيص هذه الفرص للحج يأتي انسجاما مع توجهات الوزارة الرامية الى مكافأة المتميزين والمتفوقين من طلبتها الأوائل، وتشجيعهم في مراحلهم الدراسية وحياتهم المهنية اللاحقة خدمة لبلدنا العزيز ...............)) .
وبعد تأملي في الخبر، تداعت لذهني حادثتان مرتا من عهد ليس بعيدا ومازالا يلقيان بظلالهما الثقيلة على مشهدنا السياسي والعقلية التي تدير دفة الامور في بلادنا .

الأولى:كانت حينما زار صدام حسين ذات مرة منطقة الاهوار وألتقى حينها بالأهالي وأطلع على اوضاعهم البائسة، فما كان منه الا ان اشار الى احد مرافقيه بأن يمنح "ثلاجة كهربائية" لسيدة مسنة كانت تشكو له ضنك عيشها والفاقة التي تمر بها ومنطقتها ، وطبعا كانت الابتسامة الكبيرة مرتسمة على وجهه ، متوسما انه وجد الحل لمشاكلها ، وأنه ، اي صدام سيحيل حياتها الى نعيم " مبرد" بهذه الثلاجة .كانت كاميرا التلفزيون تســجل كل هذه الاحاديث و " المكرمات" فيما تجول العدسة بين الوجوه التعبة والمضنية ، وبيوت القصب المتهالكة، وكان لابد من تقريب المايكرفون من وجه هذه المرأة العجوز لتنقل للعراقيين شكرها وتقديرها لهذه المكرمة فقالت للرئيس : " بس ما عدنه كهرباء!" .

الثانية: في زمن صدام حسين ايضا، وأثناء زيارته لبعض الاطراف النائية، نزل بطائرة الهليوكوبتر، فتحلق حوله مجموعة من الصبية الذين دفعم الفضول للتقرب من هذا النازل عليهم من السماء ، بعيونهم الشاردة وملابسهم الرثة ، وفيما كانت كاميرا التلفزيون تسجل هذا الحدث التأريخي وهو يقدم مواعظه لهؤلاء الأطفال، مسك بيد احدهم وقال كلاما موجها للعراقيين عبر التلفزيون وبشهادة هؤلاء الاطفال : " اريدكم اتعرفون ان صدام حسين هـو الذي البس العراقيين اللباس والفانيلة !

هاتان الحادثتان وأخريات غيرها كانت تشكل جزءا من الدراما العراقية في طريقة اختزال الحاكم للواقع المعاش ، وتفاعله مع مهمته كمسـؤل حكومي عليه واجب يؤديه مقابل ما يتقاضاه من راتب!
ويبدو ان السيد علي الاديب يقرأ التأريخ جيدا ويعرف احتياجات العراقيين افضل من غيره ، وهو ربما يســـعى من هذه المكرمة التي وصفها :(( فلا يجب ان نكون ناقلي أو مستنسخي تجارب الدول المتقدمة)) أن تكون بادرة يمكن ان يتخذها الوزراء الآخرون اسوة حسنة ومثلا يحتذى به ، لابل ربما ســتسهل الطريق على السيد رئيس الوزراء ( بالمناسبة الاثنين من نفس الحزب – الدعوة) بأن يقدم مثل هذه المكرمات ، للوزراء والمسـؤولين المبدعين في عملهم ، والذين لم تثبت عليهم تهمة الفساد الأداري أو الرشوة او تزوير الشهادات ( وما اكثرهم) .

ألم يكن حريا بهذا الوزير المقدام ان يقدم لهؤلاء المتفوقين مكرمة من نوع آخر كأن تكون ، قطعة ارض تضمن لهم بيتا للمستقبل ، او شـــقة من الشقق المتعاقد عليها مع كوريا الجنوبية ، أو ان تتكفل وزارته بأعادة طباعة رسائلهم وتوزعها على الجهات المسؤولة مجانا ، أو ان يقوم بصرف هذه المبالغ على بناء مدرسة في احد ارياف العراق البائسة ، و من اربعين صفا (( نعم من 40 صفا)) ويوضع اســـم كل متفوق على احد الصفوف وتســمى (( مدرسة المتفوقين للعام كذا ....بنيت على شرفهم ، وصرفت الأموال من ميزانية وزارة العليم العالي ....الخ)) ..اليس هذا افضل يا سيادة الوزير ، ام انك تريد اليوم ان تعلم العراقيين الحج والدين والتقوى ؟؟؟

لم تشــــفع صدام حسين زياراته للعتبات المقدسة ( متقلدا مسدسه طبعا وبرفقة الحراسات!!) ، ولا حتى زيارة العمرة ، ولم تنفعه ايضا وضع كلمة " الله أكبر" بخط يده على العلم ..لم تنفعه حمله للقران في المحكمة او قراءته في السجن ، فقد كان مقصرا بحق شـــعبه الذي اذله ودمره بالارهاب والقتل ، ومن اجل الكرسي لم يبال بأن يفتح وطنه للمحتل ولأنياب دول الجوار ...لم تنفعه ...ولن تنفع غيره ان لم ينتبهوا الى خدمة الرعية الذين اولوهم الثقة في الانتخابات!

تموز/ 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال


.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي




.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل