الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلم والعلماء والوجه الحسن

اسماعيل موسى حميدي

2011 / 7 / 10
التربية والتعليم والبحث العلمي


يعاني التعليم العالي في البلاد من مشكلات عدة ليست هي وليدة اليوم انما نتيجة لتراكمات متعددة الابعاد والمضامين والمسببات لذا ان حلها ليس بالامر السهل انما يحتاج لوقت وجهد ومثابرة عالية وبمسؤولية تضامنية تبدأ من الوزير وتنتهي باصغر وحدة ادارية في الكلية.
لايمكن ان تُنكر المحسوبيات في دوائر الدولة على العموم وبصور مختلفة ومتنوعة وما يهمنا الحديث عنه هنا عن نوع من المحسوبية العاطفية في التعليم العالي وهي محسوبية مزمنة لمسناها طالما تواجدنا في هذا المكان وقد الحقت غبنا كبيرا بكثير من المجتهدين، وباتت مصدر ازعاج للكثير من الاساتذة والطلبة على السواء وهي حالة غير مرحب بها في هذا المكان التربوي.
وعلى الرغم من حساسيتها بالنسبة للكثيرين الا انني سأتطرق لجانب قليل منها، إذ تحظى بعض الطالبات الجامعيات اللائي يتمتعن بغنج خاص ولسان سلس ووجه حسن بخصوصية وتمييز خاص عند "بعض" التدريسيين وغالبا ما يحصد هؤلاء الطالبات الكثير من المنجزات المجانية والدرجات العالية دون سابق جهد، لدرجة ان هذه الحالة اصبحت لازمة جامعية طبيعية ولا تجلب استغراب الطلبة الاخرين وانها اصبحت جزءا من روتين الدراسة وثقافة المكان، مما افقد المكان نبله في بعض الاحيان، واصبح الاستاذ في بعض الحالات مرعبا ومحطة حذر للكثيرات، وأول ما تعرفه الطالبة هو ثقافة وطبيعة الاستاذ حتى تتجنب الشبهات والوقوع في شباك الصيد. وفي ابعد الحالات ليس امام الطالبة الجميلة من خيار سوى التوسل بالاستاذ والتودد له والا غُبن حقها في وضح النهار وعليها التغنج والتميع حتى تسترجع حقها وهكذا حتى يدخل مضمون القضية في تفاصيل لاتبتعد عن فصول روميو وجوليت.. على سبيل المثال، الطالبة "س" ارتقت سلم الدراسات العليا وحصلت على الماجستير ثم حصدت الدكتوراه وهي لاتعرف ابجديات اختصاصها بفعل التزامها من الاستاذ "ص" لانه المسؤول على برنامج الدراسات العليا في المكان وهو من يضع اسئلة الامتحان التنافسي ويصحح دفاتر الامتحان، اصبحت (س) استاذة عظيمة ولكن بنفس الوقت هي محل سخرية بالنسبة لطلبتها لان شخصيتها وطيئة ولا تعرف شيئا عن الاختصاص ..صدقوني حالات كهذه كُثر... فهل في العلم من بقية رحمة؟.
اجلالي واحترامي لكل التدريسيين في جامعاتنا، الا ان هذه الحالة وان كانت استثنائية لكنها لايمكن ان تنكر ولاني اعمل في هذا الوسط لذا كنت مشخصا عن قرب لهكذا حالات..
علينا ان نزيد من الفعالية التربوية لمكان الجامعة لتصبح نقطة اشعاع خلقي تربوي لكل المجتمع واساس هذا الاشعاع هو من يقف في المكان وما يؤتمن عليه وبحيادية وامانة علمية في التعامل مع الطالبين، علينا ان نفعل دور هذا الصرح العلمي ليكون الباعث الاول لتجسيد الاخلاق وتصحيح اخطاء المجتمع التي تكبل بها بسبب آلات الدمار التي توالت عليه فزعزعت منظومته القيمية فكان العلم اول الضحايا ولا حياة في مكان تحكمه النزوات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الشروط السعودية للموافقة على التطبيع الإسرائيلي المحتم


.. الورقة الفرنسية للتهدئة في جبهة لبنان تهدف للتنفيذ الفعال لل




.. بريطانيا.. ناشطون يحاصرون فروع مصنع أسلحة متعاون مع الاحتلال


.. أفريل هينز: الصراع في غزة عكر صفو منطقة الشرق الأوسط وأدى لظ




.. الرئيس الأمريكي: ليس في الولايات المتحدة مكان لمعادة السامية