الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوامش في التربية

علي ماضي

2011 / 7 / 11
التربية والتعليم والبحث العلمي


الهامش الاول :روح الامة.
يرى فريق من علماء التربية المقارنة الذين اتبعوا اثرالتربوي الانكليزي سادلر ان لشخصية الامة روح ، وهذه الروح تبني نظاما تربويا واجتماعيا يضمن دبمومتها وبقاءها ومن اجل ذلك فانهم يرون ان تغيراي نظام تربوي يجب ان يكون مسبوق بدراسة العوامل البيئية والطبيعية والفلسفية والتاريخية والاجتماعية ،لمعرفة الكيفية التي تشكلت بها هذه الشخصية وما هي سماتها وقيمها التي تسعى للحفاظ عليها.
وكمثال لتأثيرهذه الشخصية(روح الامة) على طريقة تفكيرنا ، ساتناول الموضوع الذي طرحه احد اساتذة علم التربية في جامعة واسط عن تدهور التربية والتعليم على طلبة المرحلة الثانية كلية التربية داعيا الطلبة والطالبات إلى إبداء أراهم ، استدل الأستاذ على هذا التدهورعلى ضوء التغيرالذي طرء على القيم والعادات والأعراف ، طُِرحت مجموعة من الآراء يمكن تصنيفها وفقا للمحاور التالية:
محور أنحى باللائمة على القيادة السياسية متهما إياها بعدم امتلاك رؤى واضحة لإصلاح العملية التربوية على اعتبار أنها من يمتلك المال والسلطة والقدرة على أحداث التغير.
محور أنحى باللائمة على المحاصصة التي أصابت الحكومة بالشلل نتيجة لعدم قدرة رئيس الوزراء على ممارسة سلطته على وزراءه بسب الحماية التي توفرها كتلهم السياسية .
محور أنحى باللائمة على الانفتاح على العالم الخارجي وتطور وسائل الاتصال الحديثة.
الملاحظ أن جميع محاور النقاش تشترك بالنقاط التالية:
1. أن مفهوم التربية ينحصر لديهم في المحافظة على قيم الأسلاف .
2. يقيمون التغير على انه انحلال لأنه مختلف عن عاداتهم وتقاليدهم ، وان حمل التغير ايجابيات كثيرة .
3. أنحوا باللائمة على طرف خارجي متمثلا بالقادة السياسيين أو العالم الخارجي.
4. انتظار الحلول من الاخر دون العمل على حلها.
لاحظ معي شخصية الامة كيف تبني دفاعاتها ،كيف مدت اذرعها مثل اخطبوط وابتلعت ذاكرة الجميع ، تبني منطقا عقليا يجبر افرادها على عدم الخروج عن طاعتها بل ويكرسون انفسهم للدفاع عنها ،لذلك ترى مفكريها يطرحون افكارا مفادها ان ما يصلح كنظام تربوي لبلد لا يصلح لبلد اخر ما لم يتم تكيفه(ضعوا خطا تحت كلمة تكيفه ،لان التكيف هي السكين التي يغتالون بها التغيير) ليتلائم مع عادات و... الخ اي بما يضمن بقاء شخصية الامة على قيد الحياة .
الهامش الثاني : الفلسفة والتربية.
يرى بعض علماء التربية ومنهم جوزيف لويرز** ان الفلسفة هي البعد النظري للعملية التربوية والتعليمية ، وان لها اثرا واضحا في كثير من النظم التربوية والتعليمية ، فالنظام التربوي التعليمي في فرنسا يوجه الاهتمام الى التعليم ذي الطبيعة الفلسفية العامة متاثرا بالفلسفة العقلانية والوجودية ، ونظام التربية والتعليم في الولايات المتحدة يهتم بما يستطيع ان يفعله الانسان لا ما يحفظه متاثرا بالفلسفة البرجماتية ، والنظام التربوي التعليمي في المانيا يهتم بالتعليم المهني متاثرا بالرومانسية لهذه الامثلة دلالة واضحة على اثر الفلسفة في النظام التربوي التعليمي . اما فيما يخص النظم التربوية الاسلامية عموما والعربية على وجه الخصوص فانها مبنية على الفلسفة الاسلامية التي من ابرز خصائصها
1. المحافظة والتقليد.
2. الايمان بامتلاك الحقيقة المطلقة.
هاتان الخصيصتان تركتا اثرا واضحا في المنطق العقلي او نمط التفكير الذي اشرت اليه في بداية المقال ، ويكاد يكون التطابق شبه تاما في تحليل افراد هذه المجتمعات للمعاضل بقصد حلها .
وعليه فان اي محاولة اصلاح يجب ان تمر بالبعد الفلسفي اولا ثم يتجسد على شكل نظم واسترتتيجيات تربوية وتعليمية ، وهنا تكمن الصعوبة لان تغير المنهج الفلسفي سيصتدم بالمقدس والمطلق الذي تعتقد به هذه الشعوب ، لذلك ترى عملية التغير تسير بسرعة السلحفاة ، بل اننا نعتقد ان عملية الاصلاح في البعد الفلسفي ستجري بطريقة التعرية الحضارية اي التغير البطيء الناتج من انتقال القيم العالية بين الحضارات ، بسيناريو يشابه سيناريو الثورات الاخير الذي عصف بالمنطقة . فبعد اكثر من قرنين على تبني الغرب لهذا المفهوم ، تمكنت الشعوب العربية من اداراك حاجتها الى الديموقراطية ، وبعبارة اخرى انتقلت هذه القيمة الحضارية من الغرب الى الشعوب العربية ، نتيجة لتعرض مفهوم النظام الشمولي الدكتاتوري للتعرية ، بفعل عوامل عدة اجتماعية ونفسية واقتصادية وثقافية.
الهامش الثالث :الحلقة النفقودة.
استنتج بيدرو روسللو*** تسعة مظاهر تربوية ، بعد استقراءه للعديد من النظم التربوية في بلدان العالم المختلفة، وعممها على شكل قوانين في علم التربية النقارنة، ومن هذه المظاهر"بعد الحروب والتغيرات الاجتماعية الكبيرة يحدث تغير واصلاح في النظام التربوي" .
مراجعة بسيطة للواقع العراقي ، توصلنا الى حقيقة مفادها ان هناك حلقة مفقودة في سلسلة الحروب والتغيرات الاجتماعية الكبيرة التي طرأت عليه(الواقع العراقي) ، حيث لا بوادر تشير الى تغير النظام التربوي والتعليمي ، بحجم يوازي حجم التغيرات التي اشرت اليها ، وهذا يقودنا الى نتيجة حتمية مفادها ان تناشزا بين مجالات الحياة سيحدث ، وسيعيق دوران عجلة التقدم ، المفترض حدوثه من جراء دخول الديموقراطية ، ومساحة من الحرية] وان لم تكن بمستوى الطموح ، ولكنها مقبولة كبداية لمجتمع كان محروما من ابسط حقوقه الاساسية[ كمتغيرين اجتماعيين في حياة المجتمع العراقي . فالحياة في المجال السياسي وصلت الى ذروتها ، من ناحية التشريع لا التطبيق، بسبب اقرار الديموقراطية كنظام لتداول السلطة بشكل سلمي ، في حين ان النظام التربوي - التعليمي لم ينضج الى مستوى يساند هذا التطور ، وسيكون ناتج هذا التناشز فقدان مكسبي الديمقراطية والحرية ، ولعل بوادر هذا الفقدان يتجسد ، بصرخات الحنين الى النظام الشمولي التي يطلقها الناس بين الحين والاخر .
لذلك كان الدكتور محمود سريع القلم محقا تماما في قوله " من المستحيل ان تتحق الديمقراطية من دون تحقق التربية الدينقراطية" ****

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** من علماء التربية المقارنة انكليزي الاصل درس انعكاس الفلسفة على النظم التربوية.
***من علماء القرن العشرين الذين اسهموا في تاصيل علم التربية المقارن من خلال تعميماته
**** كريمي الدكتور عبد العظيم –(مرتكزات التربية الديمقراطية – العقلانية ، والمدنية، والمعنوية)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابا مصطفى الغالي , شكرا
وليد مهدي ( 2011 / 7 / 11 - 11:00 )
اشكرك جدا على هذا الموضوع الحيوي الهام

دمت بخير


2 - اخي وصديقي
علي ماضي ( 2011 / 7 / 11 - 22:09 )
يسعدني كثيرا مرورك


3 - تعقيد العقيدة
عادل جعفر حبيب ( 2011 / 7 / 11 - 23:40 )
هنالك مشكلة : أن العقيدة الاسلامية هي عقيدة حشرية وتحاول ان تتبنى رأي في ابسط الحوادث وهي بذلك لم تترك اي مساحة من الحرية للتفكير والتقرير وهذا حقيقة ما ميزها عن سابقاتها من الديانات وكذلك اعطاء صفة الخلود ليس على مستوى العبادات فقط بل وحتى على مستوى المعاملات وكذلك قوانين العقوبات حيث قال في غير مرة ولن تجد لسنة الله تبديلاً . مما يصعب على معظم الناس ان يفلت من قوة هذه الانظمة لذلك يجب ان نفكر كيف بمقدورنا ان نقنع الناس باحقيتهم بالتفكير والتقرير والاختيار بعيداً عن القوالب الفكرية الموروثة والتعامل مع التغيير بشكل متحضر واخذ ما يمكن ان نستفاد منه وترك ما لا يفيد على اساس المصلحة . بقي ان اقول شيئاً آخر المقال مميز ولكن يحتوي على اخطاء عديدة اتمنى لو تجعلني اطلع على مقالاتك في المستقبل قبل نشرها والختام سلام


4 - عادل شكرا لملاحظاتك
علي ماضي ( 2011 / 7 / 12 - 04:42 )
عادل عزيزي تحياتي لك انت تعرف مشاكل الكي بورد فضلا عن انني اذا كتبت موضوعا لا استطيع اكتشاف الاخطاء الاملائية الموجودة فيه تحياتي

اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا