الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس سوى، ذكاء مستعار!

دنيا فاضل فيضي

2011 / 7 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ليس سوى، ذكاء مستعار!

يسعى الانسان دوما الى اكتشاف الواقع النهائي، واولى مبادئ الفكر، سواء اكانت ضمن اسس المعرفة أوالحقيقة، وغالبا ما تمتنع الفلسفة عن اعطاء تعريف محدد تحظى بقبول العامة به. وحين تصبح الرؤيا النظرية مسارا للفعل، بغض النظر عما هو ذلك الفعل، وفي كل مسعى؛ نصل الى الفلسفة. تزداد المسالة تعقيدا حين تفرض الجذور الاشتقاقية اصولها حول اصل الحكمة واصل الفلسفة والمعرفة، وتقترن رحلة السعي مع مفردات ومصطلحات و"تفلسُف" ولف ودوران والولوج في متاهات والى واقع يميل الى الافتراضي، بدلا من الواقعي!
يحكى ان، وفي دراسات إعادة الترتيب الفلسفي لاصل الكلمة، ان الامر حين يكون متعلقا بالفضول، او الذكاء، سعيا وراء الحكمة، فهذا لا يجعل منك فيلسوفا! كذلك الحال لمن يحب الحكمة والذي يسعى وراءها, هو ليس بالضرورة فيلسوفا. والافضل هنا استخدام مصطلح " الذكاء المستعار والثابت" – (borrowed fixed intelligence) – بدلا من "ذكاء الانسان" ولسبب بسيط جدا، ان كل انسان يولد حاملا القدرة على امتلاك الذكاء، حتى في سن مبكرة! ومن ثم، يكبر وتكبر معه بذرة الذكاء وتتطور ولكن ما يعلو عليها هو القدرة على استعارة الذكاء من اسلافه، او من مصدر خلقها. ولكن حتى مع هذا كله، يبقى الانسان محددا بالذكاء نفسه. فيستطيع ان يحصل على الذكاء بالكم الذي يتوقعه، ولكن ليس بالكم الذي يتمناه..
ولكن هذا كله ضمن اطار مفهوم الذكاء كاسطورة من الماضي، من زمن الفلاسفة اليونان. اليوم، يطرح الفلاسفة مفهوما جديدا، ومن خلال السؤال، هل الذكاء ثابتُ ام نامِ؟
الجواب قيد الدراسة، وآخر الدراسات والتي اجرتها كارول دويك، البروفيسورة ومدرسة علوم الفلسفة في جامعة ستانفورد، تشير الى ان ثبوتية الذكاء وولادتها مع الطفل، هي احدى اصعب الاساطير إلغاءا. فهي مرتبطة بالفلسفة اليونانية والولادة المتكاملة لغالتون. فهم، كانوا يؤمنون ان الذكاء هو ما تتوارثه الاجيال، مثل العين البنيـــــة. ومثــــــل هذا النوع من التحليـــــــل يسمـــى بطريقـــــة آي.كيــو (IQ way of thinking)، وتتلخص نظريتها بان الانسان يحظى بقدرات قابلة للتطور دوما، من ضمنها الذكاء، وان اخضعنا الذكاء الى انظمة تطويرية وتدريبية فاننا سنتوجه بقدرات وقابليات اكبر، ويجب ان لا نقف عند حد حول امكانياتنا وكيف انها تؤثر على التحفيز، فهي مفتاح فهمنا لكيفية خلق التميز الملحوظ في كافة مجالات الحياة.
هي حال آدم، يحاول ان يعرف كل شئ عن ما هو غير قابل للتفكير! وتفنيد المعتقدات القديمة، وإعادة صياغتها وفق اسس علمية اكثر وحديثة اكثر، وفكرة الخلق نفسها هي خير دليل والمثال الامثل، والتناقض يكمن في اجوبة الانسان، وفي بعض الحالات، لا تكون الاجوبة بالضرورة نابعة من ذكاءه الثابت، ولا المستعار!. ويبقى الانسان هو صاحب القدرة جلب الذكاء من مَن خلقه، وهكذا يصبح ثابت ومستديم، وملك له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا