الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطرف في النظم الديمقراطية

كامل داود
باحث

(رويَ اêيçï المïèçل ئ الكêçè في الïيوçنيé)

2011 / 7 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




التطرف ظاهرة قديمة قدم الإنسان ،ولم يخلُ منها مجتمع من المجتمعات ،فهي ظاهرة عالمية موصولة الحلقات ومركبة من عوامل متعددة تبلورها عوامل اجتماعية واقتصادية ويلفها أطار ديني في الغالب ، هذه العوامل تضغط على عدد من الافراد حتى تلقي بهم في دوامة من القلق وعدم التوافق السلوكي مع الآخرين ، يفضي بهم الحال الى شعور بالخيبة والاحباط سرعان ما يتسع حينما يخلص الفرد الى حقيقة مفادها "ان سبب حرمانه لا يرجع الى تقصير منه " بل يرى ان اقرانه أقل منه إنجازا وأدنى تأهيلا لكنهم يحصلون على حظ أوفر منه من الثروة والوجاهة فيكون النظام السياسي القائم هو الهدف الاوحد للمتطرف والواجب اقتلاعه حتى لو كان نظاماً ديمقراطيا، بل ان الحكم الديمقراطي اكثر ضررا للمتطرفين لسبب بسيط، هو إن نظام الحكم الديمقراطي سوق حرة لكل الافكار تحميها الدولة وتدير تداولها سلميا بين الجمهور، والمتطرف يدرك تماماً إن بضاعتَه بائرةٌ في هكذا سوق مفتوحة وليس من مصلحته التنافس الحر مع الآخرين ، وأن جازف فلا يجني غير الخسارة المحققة ،لذا فهو يفضل سوقا أخرى يحتكرُ فيها جميع الحلول ويفرض ما يريد .
وفي التفاتة بليغة للمفكر الراحل (فؤاد زكريا ) يقول فيها "انك لو سألت المتطرف الديني ايهما عدوك الاكبر ، الحاكم المستبد الذي يفتح لك جميع الابواب ثم يقمعك ،ام الحاكم الديمقراطي الذي لا يضطهدك ولكنه يعطيك فرصة الظهور ، لكان جوابه الذي اثبتته أحداث التاريخ هو ان العدو الحقيقي هو الخيار الثاني "والذي يسوّغ ذلك الخيار للمتطرفين هو تفسيرهم الحرفي للنصوص الدينية واستقائهم المصادر المعرفية عن طريق السماع من الامير ، او قائد الجماعة الذي يفرض عليهم طاعة عمياء من شأنها أن تلقي بهم في عزلة اجتماعية خانقة بعيدة عن تقبل الرأي الآخر المخالف وتحرّم الحوار والنقاش حتى في مسلمات ما يعتقدون ، لأن المتطرف يرى ان معتقده صدقاً مطلقاً وابدياً ويصلح لكل زمان ومكان ولا داعي للبحث عن أدلة تدعه او تنفيه ويرى ان كل معارف الدنيا قد أخذت منه لذا فهو يدين ويكفّر من يختلف مع اعتقاده ،ولا يكتفي بذلك ،فالمتطرف لا يتورع عن فرض ما يعتقد بالقوة والعنف وهو على استعداد تام للمواجهة ،بل يرى ذلك أعلى مرحلة للأيمان .وهنا لا يعدُم مَنْ يدخل –على الخط – ويريد ان يضغط لهدف أو مصلحة ما ،سواء افراد او شركات او احزاب او دول ، فيسعون الى سد خلل المتطرفين بتمويلهم لتحقيق اهداف مرحلية مشتركة اقلها تزييف وعي الفقراء وصرفهم عن النظر في أسباب بؤسهم الحقيقية وإشغالهم بما يصب في مصلحة الممول ،فيتفشى التعصب والتزمت ويسود سوء الظن بالآخر حتى لو كان (الآخر) هذا يسعى لمصلحة المتطرف وتحسين واقعه .
وصفوة القول ان غياب المشروع الوطني ومحدودية المشاركة السياسية والاقصاء وتدني مستوى التعليم والخدمات والخلل في توزيع الثروة ، يضاف اليها ما تقوم به الحكومات من إستثمار للمتطرفين ، كل هذه الضغوط قد خلقت حالة من الحنين الى الماضي وأحدثت نكوصا ثقافيا قتل جانب الابداع في الانسان وعطل طاقاته في صراع وعداء أستنزف قدراته الخلاقة في غير طريقها وأصبح المجتمع عاجزا حتى عن التفكير في حلول لمشكلاته المتراكمة التي جاءت الديانات كلها من اجل حلها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نريد تحديد طرق علاج هؤلاء المتخلفين
حكيم العارف ( 2011 / 7 / 13 - 02:54 )
الكل يعلم ان السلفيين مجموعه متخلفيين نفسهم يرجعوا لزمن السلف ..
وانا نفسى بدل مايستعملوا اختراعات الغرب يروحوا يسكنوافى الخيام ويستعملوا السيوف والجمال والحصان و الحمار فى التنقلات... ويشربوا من الترع والابار ويمسحوا بالزلط كما علمهم السلف الصالح...

بدلا من اسلوب اللطم على الخدود نريد اتجاه علمانى يحدد طرق علاج هؤلاء المتخلفين ...

اخر الافلام

.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل


.. 106-Al-Baqarah




.. 107-Al-Baqarah


.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان




.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_