الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا هذا الخوف من الشيعة

محمد خضير عباس

2011 / 7 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صعد نجم التيار الاسلامي الشيعي في العراق بعد احداث عام 2003 وذلك بحكم ما كان يشكله هذا التيار من قوة فاعلة في قيادة حركة المقاومة الشعبية ضد نظام صدام المقبور سواء كان ذلك في الداخل او من خلال نظاله مع قوى المعارضة العراقية الاخرى في الخارج ونتيجة لتطبيق النظام الديمقراطي الذي بشرت به امريكا في تشكيل الحكومة العراقية فقد فازت الاحزاب الاسلامية الشيعية في الانتخابات البرلمانية لما تتمتع به هذه الاحزاب من قاعدة جماهيرية واسعة مما ادى الى الاستحواذ على كافة المناصب الحكومية المهمة في الدولة ونتيجة للتقارب الكبير بين الحكومتين العراقية والايرانية الذي حصل بعد احداث عام 2003 المتأتي من جراء استضافة الاخيرة لاغلب القادة السياسيين العراقيين الحاليين ايام كانوا يعملون في حركة المعارضة العراقية على اراضيها ولسنين عديدة من جهة ولتشابه نفس المذهب الحاكم الذي يشكل الاغلبية من بين مكونات شعبي كلتا الدولتين مما ادى الى نشوء تصور لدى الرأي العام الداخلي والخارجي مفاده تبعية شيعة العراق الى ايران و هذا ما عبر عنه الملك عبد الله الثاني ملك الاردن عندما حذر عام 2004 من خطورة هذا التقارب ووصفه بالهلال الشيعي الجديد الذي يمثل كل من ايران والعراق وسوريا امتدادا الى جنوب لبنان وكذلك اتهام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في مقابلة له مع قناة العربية شيعة العراق بتبيعتهم الى ايران هذا بالاضافة الى عدم الترحيب العلني والحذر الذي ابداه كافة حكام دول الخليج العربي من النظام الجديد في العراق لذلك بدأت تشن حملة جماعية عدائية من قبل ما يطلق عليهم الان علماء الامة ورجال الدين في كل من السعودية وبعض اقطار الخليج العربي ومصر لتكفير هذا المذهب والطعن به من خلال الفتاوى والتصريحات التي يطلقها هؤلاء الدعاة وكان اخرها ما صرح به الشيخ ( يوسف البدري ) المقرر المساعد لمؤتمر الوفاق القومي الذي انعقد مؤخرا في مجلس الشعب المصري والمخصص اصلا لدراسة المستقبل السياسي لمصر في المرحلة الحالية حيث حذر في كلمته من خطورة الشيعة على الامن القومي المصري وقال انهم منحرفون وطالب مصر الحذر والحيطة منهم وزاد من تخرصاته بالقول انهم لا يعترفون بالرسول ويشككون بالقران الكريم . ان تخوف دول جوار العراق من الفكر الشيعي ربما يكون له ما يبرره كون اغلبية هذه الدول شعوبا وحكومات محسوبة على المذهب السني لذا تحاول جاهدة محاصرة هذا الفكر والتامر عليه واسقاطه خوفا من انتقال عدوى ا لتغير اليها كما حصل في البحرين ولكن ما هي اسباب هذه الحملة في مصر التي تقع بعيدا عن العراق وفي قارة اخرى اما كان من الاجدى والاحسن لهذا الداعية الالتفات الى مناقشة وحل الكم الهائل من المشاكل التي تواجه الشعب المصري في المرحلة الراهنة بدلا من زرع التفرقة والشقاق بين صفوفه وحسناً فعل شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب عندما رد عليه وعلى امثاله حين قال ( ان تكفير الشيعة شيئ مرفوض وغير مقبول ولا نجد له مبرراً لا من كتاب ولا سنة ولا اسلام واضاف نحن نصلي وراء الشيعة فلا يوجد عند الشيعة قرأن اخر كما تطلق الشائعات والا ما ترك المستشرقون هذا الامر فهذا بالنسبة لهم صيدا ثمين) . ان رجال الدين وعلمائه في كافة الدول العربية والاسلامية يلعبون دورا كبيرا في التاثير على عقول قطاعات واسعة من شعوبهم بسبب تدخل الدين في كل شيئ من حياتهم لذا نوجه ندائنا الى كافة المرجعيات الدينية التي تمثل كافة المذاهب الاسلامية بتحديد الاشخاص المخولين الناطقين بأسمها وان لا تسمح بل وتعاقب كل من هب ودب والذي يحسب نفسه رجل دين او فقيه او داعية بالتصريح في هكذا مسائل خطيرة لان الامة العربية لا تحتاج الى انقسام اكثر مما هي منقسمه عليه كما نناشد الحكام العرب المنادين بوحدة الامة والاسلام بالتدخل لردع امثال هؤلاء الاقزام ويجب عدم اعتبار ما يقولونه من باب حرية التعبير والرأي التي شرعتها الدساتير وقوانين حقوق الانسان الدولية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأمر أخطر من ذلك
رافد الجشعمي ( 2011 / 7 / 13 - 16:53 )
الاستاذ محمد ما عرضتم يؤشر الى الازمة الاخلاقية العميقة في نفوسنا بعدم قبول الاخر , بل والتنكيل به ووصفه بكل سيء وقبيح . ارى ان الذوق السياسي السائد يدعو الناس الى حرب اهلية لاسباب لا قيمة لها فعلاً , وفي كافة ميادين الحياة في بلادنا , و للأسف لاسبيل للتخفيف من ذلك . وشكراً

اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة