الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما حقيقة الدولة الإسلامية (المدنية)؟

عبد القادر أنيس

2011 / 7 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذه قراءة ثانية في النقطة التاسعة في مقالة المفكر الإسلامي التونسي راشد الغنوشي (الإسلام والمواطنة):
http://www.ghannoushi.net/index.php?option=com_content&view=article&id=417:mouatana&catid=25:fikr&Itemid=2
يقول في هذه النقطة: ((تقديرنا أنه كما مثلت العلمانية بكل ألوانها ودرجات علاقتها بالمسيحية -حتى لتبدو أحيانا مسيحية متنكرة، كما أكد ذلك الفيلسوف الألماني كارل شميت- مدخل شعوب الغرب إلى الحداثة وثمارها العلمية والسياسية كالمواطنة والديمقراطية، فإن سبيل المسلمين إلى ذلك هو الإسلام وليس غيره بسبب جمعه في منظومة واحدة متماسكة بين ضمير الإنسان ونظامه الاجتماعي، بين المادي والروحي والدنيوي والأخروي، وبسبب عمق قيمه في الوجدان والثقافة، وهو ما يفسر أن تهميشه من قبل النخب العلمانية التي حكمت المنطقة كان العامل الرئيسي في فشل التجارب التنموية على كل صعيد، علمي تقني أو سياسي أو اقتصادي، ومنها الفشل في حل القضية الفلسطينية، وكيف ترتجى تنمية على أي صعيد مع استبعاد الروح الجامع والوقود المحرك للجماهير؟)).
احتجاج الغنوشي بالفيلسوف الألماني كارل شميت لا يكفي ليكون حجة كافية مقنعة حول كون العلمانية (مسيحية متنكرة). فكثيرون هم الفلاسفة والمفكرون والعلماء والمكتشفون الغربيون الذين أثبتوا العكس تماما. بل بوسعنا أن نشير إلى حقيقة هامة وهي أن نفس هذه المؤسسات المسيحية لم تكن تدخر أي جهد أو وسيلة لقمع رجالها من القساوسة الذين أوصلتهم بحوثهم واكتشافاتهم إلى حقائق تتناقض مع التعاليم الرسمية وتعرضوا للقمع فانكمش البعض حد التنكر لهذه الحقائق والاعتذار عنها (غاليلي) وذهب البعض في الدفاع عنها إلى حد التضحية القصوى (برونو، كوبرنيكوس) وقدموا للإنسانية أفكارا عظيمة وبعضهم دفعوا لقاء صمودهم ثمنا غاليا تكفيرا وسجنا وحرقا. لم تأت العلمانية بسهولة وكتحصيل حاصل للتعاليم المسيحية كما يوهمنا الغنوشي. كانت معارضة المؤسسة الدينية رهيبة. وقد يحاول البعض اليوم التخفيف من سلبيات هذا التاريخ بحجة أن حياة المسيح والإنجيل تخلو من تلك التعاليم الجامعة الشاملة حول إدارة كل صغيرة وكبيرة في حياة الناس خلافا لما هو الحال في اليهودية والإسلام، ولكن لا يجب أن ننسى أن المسيحية لم تكن فقط تعاليم المسيح، لأنها ضمت إلى عقيدتها طوال القرون، خاصة بعد أن صارت أيديولوجيا حكم، تعاليم وأفكارا وشعائر أغلبها يعود إلى تعاليم العهد القديم اليهودي وبعضها إلى الفلسفة اليونانية وحتى إلى مخلفات وثنية خاصة ما تعلق منها بالمواقف المعرفية والفسلفية والسياسية والمرأة والأسرة... وهي تلك التي نهل منها مؤسس الإسلام ما استطاع.
وعليه فمن الكذب على التاريخ القديم والحديث أن ننسب إلى أنظمة الحكم المختلفة ثيوقراطية كانت أم مدنية بأنها بلغت من الرشاد والنضج ما جعلها تقرر بمحض إرادتها التنازل عن امتيازاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمستضعفين. قصة الحضارة الحديثة والديمقراطية والعلمانية ليست بهذه السذاجة والبساطة بل هي أقرب إلى التوحش منها إلى التأنس.
أما أن يقول بأن ((سبيل المسلمين إلى ذلك هو الإسلام وليس غيره بسبب جمعه في منظومة واحدة متماسكة بين ضمير الإنسان ونظامه الاجتماعي، بين المادي والروحي والدنيوي والأخروي، وبسبب عمق قيمه في الوجدان والثقافة))، ويقصد سبيل المسلمين إلى (الحداثة وثمارها العلمية والسياسية كالمواطنة والديمقراطية)، فهو قول لا يصمد أمام التحليل المنطقي ويقتضي منا وقفة مطولة.
فلو كان في الإسلام ما يمكن أن يقود المسلمين إلى (الحداثة وثمارها العلمية والسياسية كالمواطنة والديمقراطية) لما كنا اليوم في هذه الوضعية الحضارية المتخلفة وهو الذي ظل ومازال يهيمن على العقول والأبدان عندنا. رجال الدين المسلمون ظلوا دائما يستغلون الدين بل ويجدون فيه كل ما يبرر رفضهم لأي جديد بحجة أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ولا فرق بين البدعة والإبداع. ومن جهة أخرى فالديمقراطية والمواطنة إبداعات غربية بامتياز لا أثر لهما في موروثنا الديني بل العكس هو الصحيح، مهما احتال الشوراقراطيون. ولهذا كان الإسلاميون سباقين إلى تكفير هذه البدع الكافرة، ومازالوا على عهدهم باقين في كثير من البلاد الإسلامية، خاصة تلك التي مازالت تستمد شرعيتها من الإسلام وشريعته وحتى من نسل نبيه.
وحتى عندما يتنازلون أمام إلحاح المستجدات ويقبلون استخدام لفظة الديمقراطية فإنما يتم ذلك بعد تجريدها من مضمونها العصري الذي أهم ركائزه الوثيقة الارتباط: الحرية والمواطنة والعلمانية بحيث يستحيل وجود ديمقراطية بدون علمانية والعكس صحيح. بما يعني ذلك كله من حق المواطنين في انتخاب ممثليهم للحكم وتشريع القوانين حسب حاجاتهم دون أي اعتبار لدين أو عرق أو جنس أو طائفة أو مذهب، وحدها التجربة والخبرة المتراكمة والعقل هي المبتدأ وهي المنتهى، وحتى مع هذا القبول الاضطراري نراهم يحتفظون بمسمار جحا، كما رأينا في مقال سابق. نقرأ مثلا للقرضاوي كونه أهم مرجعية عند الغنوشي حول تبرير قبوله بالديمقراطية: ((وبذلك ندخل التعاليم الإسلامية ونعدل المنظومة المستوردة إلى أن تصبح إسلامية. إن ما في الديمقراطية من مبادئ أصله عندنا، ولكن الوسائل والأساليب والآليات ليست عندنا، ولا مانع إطلاقا أن نأخذها من عند غيرنا لنحقق بها المبادئ والقيم الأساسية التي جاء بها الإسلام. هناك من يفهم الديمقراطية على أنها حكم الشعب بينما الإسلام حكم الله، أي أن الديمقراطية ضد حكم الله. هذا غير صحيح، فالذين يقولون بالديمقراطية لا يعارضون بالضرورة حكم الله وإنما يعارضون بها حكم الفرد المطلق، أي أن المعادلة هي حكم الشعب ضد حكم الفرد المتسلط وليس حكم الشعب في مواجهة حكم الله. ونحن المسلمون لا نريد أن يحكم الأمة فرد متسلط يفرض عليها إرادته ويقودها رغم أنوفها. ولذلك نطالب بالديمقراطية في مجتمع مسلم بمعنى أن الدستور ينص على أن دين الدولة الإسلام، وأن الإسلام هو المصدر الأساسي للحكم أو المصدر الوحيد للقوانين. وعلينا ألا نأخذ تجربة الغرب الديمقراطية بعجرها وبجرها وخيرها وشرها وحلوها ومرها كما يقول بعض الناس، بل نأخذها مقيدة بالأصول الإسلامية القطعية. ولذلك ينبغي النص في دستور الدولة الإسلامية على أن الإسلام هو المرجعية العليا وأن الشريعة الإسلامية هي مصدر القوانين، بمعنى أن أي قانون أو نظام أو وضع يخالف قطعيات الإسلام فهو باطل ومردود. وهذا في الحقيقة تأكيد لا تأسيس، إذ يكفي أن نقول إن دين الدولة الإسلام والشريعة مصدر القوانين. نود أن نؤكد على ذلك ليطمئن إخواننا الذين يخافون من الديمقراطية، ويظنون أنها إذا قامت ستلغي الإسلام)). انتهى.
http://www.egyptiantalks.org/invb/index.php?showtopic=3552
وطبعا هذه ليست ديمقراطية في شيء مادام ((أي قانون أو نظام أو وضع يخالف قطعيات الإسلام فهو باطل ومردود)). ففي هذه الحالة لا بد أن تكون كل الأحزاب إسلامية ولا يسمح أن تكون بينها إلا خلافات شكلية ولا مكان في هذه الديمقراطية مثلا لأحزاب علمانية أو من أديان أخرى تعارض تطبيق الشريعة الإسلامية، بل يعتبر وجودها بدعة وتهديدا للإسلام ومن حق الحاكم الإسلامي منعها بناء على توصيات القرضاوي هذه. بالإضافة إلى أن الديمقراطية تشترط مواطنة كاملة تتناقض مع قطعيات الإسلام التي لا ديمقراطية معها مثل حقوق الرجل المسلم التي تسمو على حقوق المرأة في الزواج بأربع وخاصة في الطاعة المطلقة للزوجة بما فيها حتى حرمانها من الخروج من البيت إذا أراد الزوج، فكيف يكون لها مواطنة ورأي سياسي مختلف عن رأي زوجها بوسعها التعبير عنه كأن تكون منتخَبة ومنتخِبة، كما تسمو حقوق المسلم على حقوق غير المسلم (الذمي) بنصوص قطعية، وحقوق الحر تسمو على حقوق العبد بنصوص قطعية، وهي حقوق ظل المسلمون يراعونها طوال القرون لأنها من القطعيات.
قبول الديمقراطية عند القرضاوي لا يعدو أن يكون مجرد خدعة لاستغفال المسلمين السذج، ولهذا يسارع إلى طمأنة أنصاره على ((أن أي قانون أو نظام أو وضع يخالف قطعيات الإسلام فهو باطل ومردود)). فما هي قطعيات الإسلام التي لا يمكن للديمقراطية أن تتجاوزها؟ يكفي أن نعرف أن من هذه القطعيات فريضة الجهاد ومحاربة الكفر ومحاربة حرية الاعتقاد وتحريم أشكال التعبير المختلفة مثل الرسم والنحت والغناء والرقص والعزف والكتابة التي تتعارض مع النصوص القطعية (تكفير نجيب محفوظ نموذجا) واغتيال المفكرين بعد تكفيرهم (فرج فودة، حسين مروة) ومباركة شيوخ الدين لذلك مثل الغزالي والقرضاوي بل عم التكفير والتقتيل ليطالا كل من لم ير رأيهم. بالإضافة طبعا، كما يقول القرضاوي، إلى (تحريم الربا أو الخمر أو الميسر أو الزنا أو إقامة الحدود أو إيجاب الاحتشام على المرأة وتحريم التبرج بل النهي عن بيع الغرر أو صنع التماثيل وما دون ذلك). (عن الإسلام والعلمانية وجها لوجه).
وطبعا ليس إلا الإسلاميون من يحق لهم الإشراف على شرح هذه التعاليم القطعية والحرص الشديد على الالتزام بها وتطبيقها. فكيف لا تكون دولتهم دولة ثيوقراطية مهما زعموا لها من مدنية خادعة؟
نقرأ في موقع القرضاوي أيضا تحت عنوان ((الإسلام والفن: قيود و شروط لابد من مراعاته))
((و لا ننسى أن نضيف إلى هذا الحكم : قيوداً لا بد من مراعاتها في سماع الغناء :
1- نؤكد : ما أشرنا إليه أنه ليس كل غناء مباحاً،‌ فلا بد أن يكون موضوعة متفقاً مع أدب الإسلام و تعاليمه .
فلا يجوز التغني بقول أبي نواس :
دع عنك لومي، فإن اللوم إغراء و داوني بالتي كانت هي الداء !

ولا بقول شوقي :‌
رمضان ولي هاتها يا ساقي مشتاقة تسعى إلى مشتاق

و أخطرها منها : قول إيليا أبي ماضي في قصيدته « الطلاسم » :
جئت لا أعلم من أين، و لكنى أتيت !
و لقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت !
كيف جئت ؟ كيف أبصرت طريقي ؟ لست أدري !
لأنها تشكيك في أصول الإيمان : المبدأ،‌ والمعاد، ‌والنبوة...

و مثل ذلك الأغنية التي تقول : « الدنيا سيجارة و كاس » . فكل هذه مخالفة لتعاليم الإسلام الذي يجعل الخمر رجساً من عمل الشيطان، ويلعن شارب « الكأس » و عاصرها و بائعها وحاملها و كل من أعان فيها بعمل. والتدخين أيضاً آفة ليس وراءها إلا ضرر الجسم و النفس و المال)) . انتهى
http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=3826&version=1&template_id=74&parent_id=1
وأنا بهذه المناسبة أتذكر أن قصيدة الطلاسم لإيليا أبي ماضي ذات التساؤلات الوجودية كانت تدرس لتلاميذ السنة النهائية للتعليم الثانوي في الجزائر طوال السبعينات من القرن الماضي، ورغم أن التحليل المرفق بها كان ينبه التلاميذ إلى أن المسلم لا يحتاج إلى طرح هذه التساؤلات، لأنه يعرف من أين أتى (منها خلقناكم) وإلى أين يذهب (وإليها نعيدكم ثم نبعثكم)، إلا أن القصيدة تم حذفها من المنهاج بعد استشراء آفة الأصولية في المجتمع والدولة خلال الثمانينات.
وعليه فمن لا يعرف معنى الفاشية، فهذه هي !
لهذا ففي الدولة (المدنية) الثيوقراطية التي يسعى الإسلاميون لإقامتها في بلداننا لا مجال لكثير من العلوم التي تتعارض مع النصوص القطعية، مثل العلوم التي تبحث في أصل الحياة والإنسان على الأرض (الداروينية)، لأن الإسلام حسم في ذلك ("خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها"، آدم وخلق حواء من ضلعه الأيسر الأعوج). بل ليس من حقنا أن نطالب بمساواة المرأة بالرجل لأنها ناقصة عقل ودين بصحيح الكتاب والسنة ومن شكك أو رفض فهو يرفض معلوما من الدين بالضرورة ويعتبر كافرا، ومن عارض نظرية الخلق وأيد نظرية النشوء والارتقاء كافر، ويمكن أن نسترسل في هذه الأمثلة طويلا، لهذا لا يجب أن ننخدع بما يقوله القرضاوي: ((هذا الإسلام يرحب بكل ما كسبته البشرية، ووصلت إليه من خلال صراعها مع الطغاة والمستبدين، من صيغ وصور تطبيقية، تضمن حقوق الشعوب في مواجهة الحكام، وحرية الضعفاء أمام الأقوياء، من دساتير تفصل بين السلطات، وتحدد العلاقات، وبرلمانات منتخبة وقضاء مستقل..)) لأنه يتراجع عن كل هذا بجرة قلم وهو يكتب بعده مباشرة ((.. إلى غير ذلك، مما يتفق مع روح الإسلام ومقاصده الكلية..)).
ويقول في موضع آخر ((أحكام قطعية الثبوت قطعية الدلالة وهذه لا مجال للاجتهاد فيها لا يدخلها التطور ولا التغير ولا التجديد التي هي تمثل الثوابت)).
http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=3764&version=1&template_id=105&parent_id=16
أما أن يقول الغنوشي: ((وهو ما يفسر أن تهميشه (يقصد الإسلام) من قبل النخب العلمانية التي حكمت المنطقة كان العامل الرئيسي في فشل التجارب التنموية على كل صعيد، علمي تقني أو سياسي أو اقتصادي، ومنها الفشل في حل القضية الفلسطينية، وكيف تُرْتَجَى تنمية على أي صعيد مع استبعاد الروح الجامع والوقود المحرك للجماهير؟)).
فمن هي النخب العلمانية التي حكمت بلداننا وهمشت الإسلام؟ أهي الأنظمة القومية الاستبدادية (الاشتراكية) أم هي الأنظمة الملكية الإسلامية القروسطية؟ هذه الأنظمة كلها لم تهمش الإسلام، صحيح أنها همشت الإسلاميين في صورة الإخوان المسلمين في بعض البلدان في إطار الصراع السياسي العنيف الذي طال شره الجميع يساريين وإسلاميين وأحرارا، لكن الإسلام لم يهمش إطلاقا وعقد رجال الدين (المعتدلون) تحالفا دائما مع السلطات القائمة، ولولا ذلك لما خرّجت مدارسنا هذه الصحوة الإسلامية المشؤومة. وبما أن الإسلاميين مثل الغنوشي والقرضاوي وغيرهم يعتبرون أنفسهم الممثلين الحقيقيين للإسلام إلى حد التماهي معه فقد خُيِّلَ لهم أن تهميشهم هو تهميش للإسلام.
ولهذا فمن التجني على الحقيقة والواقع والتاريخ قوله: ((وكيف ترتجى تنمية على أي صعيد مع استبعاد الروح الجامع والوقود المحرك للجماهير؟)). فلا الدين كان (الروح الجامع والوقود المحرك للجماهير) وهو إن لم يكن عامل ركود يكون عامل فرقة وتناحر مرير. ولم يحدث في أية دولة عربية مثلا أن حرم النظام الحاكم الشعب من التدين وحارب مثلا بناء المساجد ومنع تدريس الدين في المساجد الحكومية؟ في جزائر بومدين مثلا بُني منذ الاستقلال إلى اليوم حوالي 15000 مسجد منذ الاستقلال، وكان عددها سنة 1962 بضعة عشرات فقط، وعشرات المعاهد الإسلامية العليا وثلاث جامعات إسلامية. فكيف يقول الغنوشي هذا الكلام؟ قد يصح جزء منه عن تونس، بلده، لأن بورقيبة كان غير متدين وكثيرا ما كان يسخر من رجال الدين التقليديين المعارضين لحرية المرأة وتحديد النسل كما قمع الإخوان المسلمين، ولكنه لم يمنع التدين ولا مؤسساته من العمل.
ولو أن ما يقوله الغنوشي صحيحا لأمكننا أن نلاحظ فرقا كبيرا في الأداء السياسي والاقتصادي والتنموي في البلدان التي لم تعرف هذه العلمانية المزعومة ولم تهمش الإسلام مثل السعودية ثم في البلدان التي تحولت إلى الإسلام مع سيطرة الإسلاميين على مقاليد الحكم مثل السودان. وحتى حل القضية الفلسطينية لا علاقة له بتهميش الإسلام (من قبل النخب العلمانية) كما يزعم الغنوشي. وأنا أرى أن العكس هو الصحيح. فلو أن العلمانية سادت حقا في بلداننا لتوصلنا إلى حل سلمي للقضية الفلسطينية. هيمنة الإسلام السياسي على مؤسساتنا التعليمية والدينية وعلى الشارع وعلى العامة ساهم في عرقلة أي حل لأنه ظل يحقن الأجيال بعداء بدائي لليهود وتصويرهم بالصورة التي كانوا عليها عندما بطش بهم نبيهم وطرد البقية خارج جزيرة العرب التي (لا يجتمع فيها دينان) وتُعلِّق عليهم كل خيبات العرب وانحطاطهم وظلت هذه الأيديولوجيا الإسلامية تدفع الجماهير إلى معارضة متواصلة للوجود الإسرائيلي كان آخرها إفشال المبادرة التي قامت بها منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات. وكان الفلسطينيون يفوتون الفرصة تلو الفرصة، مما كان يمكن أن يوفر لهم دولة حرة تحفظ كرامتهم التي أهدرها العرب قبل اليهود. لكن مقصود الغنوشي شيء آخر: إنه شعارهم الجهادي (وأعدوا لهم) الذي نراه في ألوية الإخوان المسلمين وهو لواء لن ينكس حتى يؤسلم العالم بأسره أو يقضي على الشعوب المسلمة إذا لم تسارع لتحييده وإلزامه بقوانين علمانية تضمن حرية المعتقد وتحرم كل نزعاته العدوانية.
يختم الغنوشي هذه النقطة بما يؤيد زعمي الآنف الذكر حول نواياهم غير السلمية. يقول: ((وإن إنجازات المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان في تعديل موازين القوة على يد حملة مشاعل الإسلام وحلفائهم، بعد أن استسلمت معظم قوى العلمنة، يحمل دلالة على ما يتوفر عليه الإسلام من طاقات تنموية لو أمكن توظيفها لا في الإرهاب والتدمير وإنما في البناء والتعمير. وتمثل المبادرات الذكية الفدائية لنشطاء السلام كما تجلت في سفن الحرية نموذجا لما يمكن أن يحرّكه الإسلام من طاقات وفعاليات في مستوى الجهاد المدني وليس فحسب في ساحات الجهاد القتالي.)). انتهى.
فأي مقاومة هذه التي يعتبرها إنجازات إسلامية في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانسان، غير الإرهاب الذي أضر بالشعوب المسلمة أكثر مما أضر بأعدائها؟ هل تفجير الساحات والأسواق والمرافق العمومية من الإنجازات؟ وهل القيام بالاغتيالات الغادرة للمعارضين إنجازات؟ قد تكون، لكنها بالتأكيد ليس إنجازات إنسانية وطنية بناءة، بل هي إنجازات إسلاموية مدمرة. أما الإنجازات الواجب القيام بها، وهي تقع على عاتق النخب العلمانية الديمقراطية الإنسانية فهي تلك التي تدعو الناس إلى التوجه نحو الميادين الحقيقية للصراع والتنافس الإنساني في العمل والإبداع والتعليم والتنظيم والبناء والتتلمذ المتواضع على الأمم التي شقت طريقها في هذا المضمار وحققت الإنجازات الحقيقية: سلام، ديمقراطية، تعايش سلمي، رفاهية، إبداع، اكتشافات، ابتكارات، عمران، أمن صحي ودوائي واقتصادي ومائي وغذائي وكل خطوة نحو الابتعاد أكثر فأكثر عن التوحش البشري الذي تعرف الأيديولوجيات العنصرية والدينية والقومية كيف تخرجه عفاريته من القمقم.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى اعبد القادر انيس تحياتى
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 7 / 13 - 19:20 )
وهو الذى انشأكم من الارض واستعمركم فيها..
فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور
قل سيروا فى الارض فانظروا كيف بدأ الخلق
وتعاونوا على البر والتقوى
فاستبقوا الخيرات
وفى هذا فليتنافس المتنافسون
انهم كانوا يسارعون فى الخيرات

عايز تانى يا انيس علشان اثبت لك ان الاسلام دين اعمار وحب وسلام وتنافس وسباق فى الخير .كما تريد؟
لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا

يا ايها الناس (ماقلش يا ايها المسلمين او يا ايها المؤمنين ) انا خلقناكم من ذكر وانثى (يعنى كلنا ولاد حوا وادم . اخوة فى الانسانية ) وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ..(ليس لتتقاتلوا ويميت بعضكم بعضا بلا سبب ) ان اكرمكم عند الله اتقاكم لم يقل اكثركم مالا او جاها او العرب او العجم او السود او البض
اكرمكم اتقاكم .والتقوى لها معانى كثيرة جدا غير الصلاة والصوم والاخلاق الحمديدة
التقوى ان تستثمر نعم الله وعمرك كله فى منفعة الناس

افضل الناس انفعهم للناس
هذا هو مقياس رسول الله لتقييم الناس

انفعهم للناس بكل ما تحمله من معانى النفع والخير للبشرية كلها ..للناس كلهم مش للمسلمين بس ومش للمؤمنين بس ولكن للناس كما قال رسول الحرية والانسانية
سيدى وحبيبى


2 - عبد القادر انيس والتنوير !!!!!!!!!
إدريس أزيرار ( 2011 / 7 / 13 - 19:23 )
الظاهر ان كل من لديه (( حسابات )) مع فكر ما او ايديولوجيا ما يريد ان يشفي غليله منها يهرع الى امتطاء الحداثة والتنوير محاولا ايهام الاخرين انه تقدمي وانه انما يحارب الرجعية والاصولية ..
قبل ان يزعم السيد انيس انه يكتب للتنوير يجب اولا ان يعرض أداة تفكيره للنور حتى ينعكس على الاخرين.السيد عبد القادر انيس لمن لم يقرأ تدخلاته كلما تعلق الامر بنقد نظامه المفيوي تراه يدفع عنه بالمخالب والانياب محاولا صد كل تهمة خيانة وتآمر على حقوق الاخرين.قبلا حاول السيد المتنور اقناعنا بأن نظامه انما يتدخل في قضية الصحراء المغربية - بغض النظر عمن تعود اليه- لسبب سامي (( فقط لانه يؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها)) !! حاءت الايام ليتداول الاعلام تورط نظامه في التآمر ضد حق الشعب الليبي في التحرر من قبضة المعتوه القذافي فكشر عن انيابه قائلا ( اتحداكم ان تثبتوا ذلك) فقلت له ان برلمانيا جزائريا (بوقطاية) افصح عن ذلك عندما وصف الثوار الليبيين - في برنامج اجندة مفتوحة بانهم خونة وعملاء- لم يكفيه ذلك فاتاه الكاتب الجزائري سعيد هادف برابط تحت عنوان


3 - السيد انيس والتنوير 2
إدريس أزيرار ( 2011 / 7 / 13 - 19:42 )
تحت عنوان : رسالة عاجلة من الشعب الليبي إلى بوتفليقه
http://www.algeriatimes.net/showvideo532.html
في حين انه كان من الواجب عليه -لو كان حقا يهدف التنوير- ان يتبرأ من افعال نظامه اذا ثبت ذلك ولكن القول ما قاله الاستاذ سعيد هادف من ان محاربة السيد انيس للاصولية الاسلامية انما هي للدفاع والدفع عن نظامه الاكثر ارهابا. وقد قلتها له في رد لي على كلامه الشعب الجزائري عندما صوت وباغلبية واضحة في انتخابات 1991 لصالح الارهاب الاسلامي انما صوت هربا من من هم اكثر ارهابا( ما الذي اجبرك على المر .. الذي امر منه)
ولللاخت سناء صاحبة التعليق 60 في المقالة السابقة اقول لك وللسيد انيس: من مستلزمات التنوير اذا كان لديكما اية معلومات فساد نظام المخزن المغربي لا تبخلوا علينا بنشرها فهذا في صالح الشعب المغربي ((ولتتعبدوا انتم في محراب نظامكم الذي يؤمن بحق الشعوب في تقرير المصير!!!))اتمنى ان ينالكم شيئا من الكعكة و ان لا تشتغلوا ببلاش
اخيرا اقول للسيد انيس : انت فين والتنوير فين !!!
تحية للجميع من امازيغي مغربي


4 - تحياتي
شامل عبد العزيز ( 2011 / 7 / 13 - 19:50 )
جميع الأفكار أو العقائد تبحث في الإنسان - الكون - الحياة - هذه المُسميات لها مدلولاتها في الإسلام ولكن ضمن النص - سيدي أنت سيد العارفين ومن المعتزلة في بداية نشأتك قبل اليسار والليبرالية - لا يستطيع المسلم الذي يؤمن بالنص دون نقاش أن يتعمق في أي مفهوم لأنه يؤمن بأن ذلك مخالف للإيمان ورجس من عمل الأفكار فأجتنبوه - كل الذي قيل ويقال وسوف يقال ومن جميع الفقهاء او رجال الدين أو المتدّينيين لا يخرج عن نص قديم جاء على وقته يحاولون من خلاله الولوج للعصر بعدة تبريرات وتفسيرات من اجل غايات معينة وهم الذين يحلمون بما يسمى الدولة فمرة يقولون مدنية ومرة يقولون لا يتعارض الدين مع الحياة ففي الدين جميع الأجوبة وإذا كان هناك قصور فالسبب هو الإنسان الذي لا يفهم النص وهكذا ,, شخصياً لم اجد سوى هذا الكلام قديماً وحديثاً - للأسف سيدي الغرب تخلى عن الترهات ونحنُ لا زلنا نغوص في أعماقها وهذا شيء محزن - كل مفردة تاتي بها من أجل نقاشها سوف يقولون لك لم يكن غرضها وفهمها هكذا بل أراد الله منها كذا - إذن المرجع هو الله ومع هكذا مرجعية يتوقف العقل والفكر ونبقى في حيص بيص وسوف نبقى
شكراً لمجهوداتك


5 - إلى شاهر
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 13 - 20:26 )
شكرا يا شاهر على المرور والحوار. طبعا، يمكن أن نجد في كل ثقافة دينية كانت أم وضعية، الغث والسمين. بوسعي مثلا أن آتيك ما يناقض هذه الأقوال تماما من الكتاب والسنة، وبوسعي أن آتيك من حِكم بوذا وفلسفة كونفوشيوس وأريسطو وأفلاطون ما هو أفضل بكثير. الاعتماد على الانتقائية غير مثمر. ما أعرفه مثلا من تاريخ بلادي أن المسلمين جاؤوا غزاة وشنوا حروبا وأخذوا آلافا مؤلفة من العبيد والجواري، ثم مروا إلى الأندلس وفعلوا نفس الشيء (انظر كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة) وتاريخ العبر لابن خلدون. ما أعرفه مثلا أن قصور الخلفاء بمن فيهم الخلفاء الراشدون كانت تعج بالجواري والعبيد وكانوا يملكون البلاد والعباد وظل نظام الرق ساريا حتى حرمه الغرب. ما أعرفه مثلا أن الخلافة بقيت بنص قطعي في قريش قرونا طويلة. ما أعرفه أن كل هذه الأقوال لم تفد المسلمين في بناء أنظمة اجتماعية واقتصادية وسياسية تضاهي ما بناه اليونان والرومان. ما أراه في بلادي من عمران يعود كله للرومان ثم للفرنسيين أما العرب فلم يتركوا شيئا محترما.
نقدي اليوم للإسلام والإسلاميين هدفه البناء على أسس عقلانية سليمة وليس بث الأوهام كما تفعلون.
تحياتي


6 - إلى إدريس أزيرار
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 13 - 20:48 )
قولك ((الظاهر ان كل من لديه (( حسابات )) مع فكر ما او ايديولوجيا ما يريد ان يشفي غليله ......))، يعني لي أنك جئت متحمسا لتصفية حسابات سابقة. ولهذا بودي أن أحيل القراء إلى مقال السيد سعيد هادف حيث دارت حواراتنا:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=265381
لمن يريد معرفة الحقيقة عما جرى. أنا أحاول أن أكون موضوعيا قدر الإمكان. نقدي هنا للغنوشي اعتمد على نصوصه. فأين ما يؤكد اتهاماتك لي بأنني أدافع عن الاستبداد في الجزائر. جئنا يا بطل بأمثلة. أما قضية الصحراء الغربية فهي قضية تصفية الاستعمار ولو كره المستعمرون، حسب مواثيق الأمم المتحدة وبوسعك الاطلاع عليها إذا لم تكن مخدرا بالشوفينية.
الجزائر غير مرتاحة للتدخل الأطلسي في ليبيا لإزاحة الدكتاتور القذافي شأنها شأن كل الحكومات غير الديمقراطية من الصين إلى فنزويلا تشافيز مرورا بروسيا وإيران وغيرها: إنه حلف المستبدين. ولكنها لم تتدخل ولم تقدم العون للقذافي يشهد على ذلك وزير الخارجية الفرنسية
http://www.thawralibya.com/world/middle-east/1753-2011-06-16-12-35-06.html
هذه الخرافة روجتها الدعاية المغربية للإضرار بالجزائر وتبين أنها غثاء كغثا


7 - إلى إزيرار
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 13 - 21:03 )
تريد نماذج عن الفساد في المغرب؟ هاك غيض من فيض
الملك المغربي يملك مئات السيارات الفاخرة ويجند لها جيش من الخدم ويستعرضها دوريا في الشوارع، بشهادة كاتب مغربي
http://okdriss.elaphblog.com/posts.aspx?U=2489&A=27337
الملك المغربي يصنف ضمن أغنى ملوك العالم، بينما شعبه يتضور جوعا:
http://www.afrik.com/article17210.html
وأيضا
http://www.courrierinternational.com/article/2009/07/09/mohammed-vi-un-roi-en-or-massif
وأيضا.
http://www.bladi.net/enquete-sans-precedent-sur-la-fortune-du-roi-mohammed-vi.html
والسياحة الجنسية وخاصة مع القاصرين رهيبة في المغرب تصنف بعد تايلندا
http://ar.shvoong.com/humanities/1775628-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D8%B6%D8%AD%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9/
إذا كان هذا ليس فسادا يعبر عن الاستبداد فماذا يكون الفساد وماذا يكون الاستبداد ؟
هذا لا يعني أن الجزائر خالية من الفساد، ولهذا علينا أن نكنس أمام بيوتنا قبل أن نهتم ببيوت الآخرين.


8 - إلى شامل
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 13 - 21:14 )
شكرا أخي شامل على المرور والتعليق. شخصيا أعتبر من الخيانة أن نسكت على مغالطات هؤلاء الذين عرقلوا مسيرة الوعي في مجتمعاتنا مئات السنين ومازالوا يتحايلون على الناس عبر انتقائية مقيتة واستغلال بغيض للمقدسات من أجل قتل كل تجديد وحداثة وديمقراطية. ومعك حق، فقديما تسبب أسلافهم مثل الغزالي وابن تيمية وغيرهما في عرقلة الحضارة العربية الإسلامية وكفروا المفكرين والفلاسفة وكل العقلانيين واستعدوا عليهم السلاطين وأحرقوا كتبهم بحجة أنهم زنادقة وأغرقوا البلدان في انحطاط مازلنا نعاني منه. واليوم يواصلون نفس المسعى المشؤوم.
تحياتي


9 - دائرة مفرغة تماثل عقول من يصدق أنه هو الحل
عدلي جندي ( 2011 / 7 / 13 - 22:21 )
ما أن تتشبث دول عقيدة خير أمة بسبنسة قطار الحداثة كما وكان في عصور الإستعمار لمصر والجزائر وسوريا وخلاف تصاب بلوثة الثورات علي طريقة ناصر العروبية بديلا عن الخلافة الإسلامية ويستغلها الإسلاميون في إضعاف الإنتماء الوطني ليصبح الإنتماء عقائدي إسلامي وتضيع قضية الحقوق والمساواة والحرية تدور بلا توقف داخل دائرة محورها الإسلام دين ودنيا ولا هو دين ساعد شعوبه علي الرقي ولا حتي دنيا فلم يتمخض عن ممارسته إكتشاف أو صناعة أو تجارة أو حتي سياسة إقتصادية ناجحة مجرد دوران داخل دائرة مفرغة إسمها الإسلام هو الحل ملحوظة مهمة الاستعمار كان يحتل الارض ويسمح بالفكر والثقافة الحرة اما اليوم فهو يحتل الفكر ويتمكن من العقل واصبحت خطورته علي مستقبل الشعوب الواقعة تحت رحمة ايدولوجيته محل شك من ناحية الحقوق والمساواة لا زالت غالبية تلك الدول تعتمد في اطعام شعوبها علي مساعدات الاستعمار السابق ولا تعليق .........؟ظ


10 - ضربة في الهواء !
إدريس أزيرار ( 2011 / 7 / 13 - 22:50 )
ما زلت يا (متنور!) تعتقد بانك بالحديث عن فساد النظام المغربي وكانك تسدد لي ضربة قاضية واقول لك انها ((ضربة في الهواء) هات ما عندك اذكر لنا ايضا نمادج ولا تتوقف..
الغريب انك كلما حاولت اثبات براءتك من الدفاع عن نظامك القذر الا وتورطت اكثر فاكثر
الجزائر غير مرتاحة للتدخل الأطلسي في ليبيا لإزاحة الدكتاتور القذافي...
تذكرني ببعض مثقفي الممانعة البعثيين الذين يلتمسون تبريرات لجرائم نظامهم انطلاقا من نظرية المؤامرة
ولكنها لم تتدخل ولم تقدم العون للقذافي يشهد على ذلك وزير الخارجية الفرنسية..
يستشهد باقوال سياسية املتها رؤية مصلحية في حين يريدني ان اكذب اعضاء المجلس الانتقالي الليبي وكذلك الثوار والمظاهرات الذين اعلنوا غير ما مرة تورط النظام الجزائري
هذه الخرافة روجتها الدعاية المغربية للإضرار بالجزائر وتبين أنها غثاء كغثا..
اشفق عليك وعلى التنوير الذي تكتب باسمه..
من حسن حظك ان النظام الجزائري تمكن من وأد الاحتجاجات في الجزائر قبل اشتداد عودها لأنه لو كان تم لها الامتداد كبقية الثورات لظهر السيد انيس على حقيقته ولرأينا مثقفا بعثيا آخر جزائريا ولاتحفتنا بنظرية ال


11 - ضربة في الهواء2 !
إدريس أزيرار ( 2011 / 7 / 13 - 23:03 )
ولاتحفتنا بنظرية المؤامرة وان الوضع لا يسمح بالتظاهر خوفا من استغلال الوضع من طرف الارهاب والى اخر اسطوانات المفلسين اخلاقيا قبل افلاسهم الفكري..
بودي ان اتوجه اليك بنصيحة : انت نصحت السيد سعيد هادف بالكتابة بإسم مستعار اما انا فانصحك صادقا بالكتابة بإسمك الحقيقي لأنك بالترافع عن نظامك بأسم مستعار انت تحرم نفسك من امتيازات عديدة فالكعكة الكبيرة يتم اقتسامها دون حضورك..


12 - عبد القادر أنيس يدك
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 7 / 14 - 06:42 )
عبد القادر أنيس يدك معاقل لصوص زهور (الربيع العربي)
شكرا لك


13 - إنها المراوغة
سناء نعيم ( 2011 / 7 / 14 - 08:24 )
تحياتي أستاذ انيس،
إستشهاد الغنوشي بالمفكر الألماني،كارل شميث،ذكرني بالدكتور زغلول النجار حينما يريد إثبات صحة الإسلام وصلاحيته عندما يستشهد برأي احد علماء الغرب متجاهلا أراء الكثيرين المخالفة لرأيه.
ذكرني مقالك أيضا برفض مشايخ السعودية لمخترعات الغرب الكافر كالدراجة والهاتف وغيرهما باعتبارها بدعا ثم صارت اليوم نعما قائلين انها جاءت بفضل الله!!!
كما ذكرني بالشيخ يوسف البدري وهو يستهجن تحول ام كلثوم من غناء ولد الهدى إلى سيرة الحب.وأذكر انني إستمعت مرّة إلى رجل في إذاعة محلية وهو يتأسف على عزوف الناس على الفنون عامة وذكر كيف ان خلال الستينيات كان للفنون مكانة تراجعت الان ،لكنه غفل الإشارة إلى السبب وراء تلك الظاهرة .اما قصيدة الطلاسم فقد عوضت ببانت سعاد والمدارس القرآنية التي تتنافس في تحفيظ القرآن للاطفال وفرض الحجاب على الصغيرات.
عندما يطالب شيخ بإستغلال وسائل الإعلام لتوعية الناس بمخاطر الخمر ،هل مازال الحديث يجدي عن دولة إسلامية مدنية؟هذا ماطالب به اشيخ عبد الحليم قابة عبر التلفزيون.
اما المفكر علي حرب سأقرا له ،فمشاغل الحياة كثيرا ما تعيقني عن القراءة التي اعشقها كثيرا.شكرا


14 - إلى إدريس ازيرار
سناء نعيم ( 2011 / 7 / 14 - 08:29 )
أتمنى ان تقرا لمواطنك علي الهروشي لتدرك ان الإستبداد هو ثقافة عربية إسلامية حتى لا تتنطع علينا وعلى رأي فريد الاطرش:دا ما فيش حد احسن من حد


15 - ضربة سناء نعيم في الهواء ايضا !!
إديس أزيرار ( 2011 / 7 / 14 - 11:35 )
يا استاذة انا لست بحاجة لأن أقرأ للسيد لهروشي ولا لغيره حتى اعلم حجم الفساد في بلدي لأنني أعيشه وأعاني منه كبقية الشعب المغربي ونحن لم ولن نسكت عليه..
المخزي في الامر عندما يزعم احدهم كالسيد عبد القادر انيس يمتطي الحداثة والتقدمية زاعما استهداف التنوير ومحاربة الارهاب في حين هو يترافع عن اكبر ارهاب وهو نظام جبهة التخريب والتخذير في الجزائر ..
يا استاذة ما الذي يريده السيد انيس دليلا ابلغ من تفضيل اغلبية الشعب الجزائري للارهاب الاسلامي على ارهاب نظامه..
الامر لا يحتاج الا لقليل من الحياء ونزاهة الذمة حتى يقر بالواقع !


16 - الى عبد القادر ايس
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 7 / 14 - 11:39 )
وما علاقة اليونان والرومان .بالاسلام او بغيره من العقائد والاديان والنظم الانسانية؟؟!!
وما علاقة العرب كجنس وانتماء الى ارض ووطن بالاسلام كمبادئ ونظرة لله وللوجود؟؟؟؟

انت تخلط يا انيس مثل غيرك من الناقدين للاسلام بين حضارات بنائية او علمية دنيوية غير اسلامية .وتتصور ان عدم اسلامهم هو سبب نجاحهم ..وتاتى الى بلاد فقيرة اسلامية او ليست بنفس القدر من العمران الدنيوى الذى لغيرهم ثم تنسب هذا الضعف والتخلف الى الاسلام وليس الى تخلفهم البيئى او الثقافى او عدم اخذهم باسباب النجاح والرقى كبشر وليس كمؤمنين بفكر وعقيدة ما

ثم لا تنسى الاطماع التوسعية للفرس والروم من قبل الاسلام
هل هذا كان سلوك حضارى؟؟؟
هل كانوا يعمرون البلدان التى يستعمرونها او تكون فى حمايتهم .ام يكتفوا باستعباد اهلها الاصليين وترك القبائل الوثنية فى غيهم وجهلهم دون حتى ان يحاولوا اخراجهم من وثنيتهم ودعوتهم الى اليهودية او المسيحية
كل ما كان يهمهم هو جباية الجزية واحتلال الاراضى وتعمير بلادهم الام

هذا هو الفرق بين الفتوحات الاسلامية وبين الغزوات الاستعمارية للفرس والروم

يا انيس
لا تخلط الامور
وكن دقيقا فى نقدك ومنصفا
وشكرا


17 - إلى جاسم الزيرجاوي
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 14 - 15:26 )
شكرا جاسم على المرور والتعليق. لا بد من منع هؤلاء المحتالين من السطو على آمال الشعوب ونضالاتها.
تحياتي


18 - إلى سناء نعيم
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 14 - 15:27 )
شكرا سناء على المرور، إنها المراوغة فعلا، مع قدرة على التملص والتهرب والشتم. من جهة أخرى فإن إسلاميينا مثل القرضاوي والغنوشي ينطبق عليهم المثل الجزائري: (ياكل الغلة ويسب الملة). هكذا هم في التعامل مع المنجزات الحضارية الغربية.


19 - إلى شاهر
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 14 - 15:41 )
شكرا شاهر على التواصل. تسألني: (وما علاقة اليونان والرومان بالاسلام او بغيره من العقائد والاديان والنظم الانسانية؟ وما علاقة العرب كجنس وانتماء الى ارض ووطن بالاسلام كمبادئ ونظرة لله وللوجود؟). طبعا لو اقتصر الإسلام على التوحيد والعبادة لله خالصة لصح سؤالك. لكن الإسلام أيديولوجيا أي أفكار تزعم أنها جامعة مانعة شاملة (ما فرطنا في الكتاب من شيء) وأصحابها يزعمون أنهم في غنى عن تجارب الأمم، ويقتصرون على القشور منها أو تشويهها مثلما يشوهون اليوم الديمقراطية، رغم أن هذه الأيديولوجيا لا ترقى لما أنجزه بشر عاديون بينما هي تدعي القداسة لشريعتها. نظام الحكم الإسلامي ينتمي لما يسمى اليوم (الاستبداد الشرقي) القائم على سلطة مطلقة للحاكم بوصفه خليفة الله على الأرض ومن واجب الرعية الطاعة حتى في حالات الفساد والفسق (ظلم غشوم خير من فتنة تدوم). هل عندك قول للغزالي أو القرضاوي أو الغنوشي ينتقد الحكم الملك المطلق في السعودية مثلا؟ الثورة على الظلم في عرفهم فتنة، التجديد بدعة، الشك زندقة، المعارضة مروق، الصبر على أذى الظالم فضيلة، الرجل يجب أن يكون شجاعا وكريما، المرأة يجب أن تكون جبانة وبخيلة.
تحياتي


20 - ما الأمر؟
سناء نعيم ( 2011 / 7 / 14 - 15:58 )
إلى موقع الحوار المتمدن:لماذا حذفتم تعليقي 17رغم عدم إحتواءه على كلمة واحدة، غير لائقة؟وماهي القواعد التي خالفتها؟ هل قولي :لو أجريت إنتخابات حرة ،شفافة ونزيهة في الوطن العربي كله،سيفوز بها الإسلاميون مخالفة؟هل قولي أن جبهة التحرير ليست اكثر سوء من الاحزاب العربية الأخرى مخالفة؟هل إستشهادي بالمثل المصري: لا تعايرني ولا اعايرك الهم شايلني وشايلك،فيه إساءة؟لماذا تسمحون، أحيانا، بنشر مقالات وتعليقات تحوي كلمات نابية لا تليق بموقع محترم وتمنعون أخرى رغم إبتعادها عن الإسفاف والبذاءة؟


21 - أسف
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 14 - 18:07 )
آسف سناء على حذف تعليقك. أنبه الأخ المراقب هنا أن السيد أزيرار نشر تعليقات تقع تحت طائلة الحذف مثل الخروج عن الموضوع في كل تعقيباته ومحاولة جر النقاش إلى صراعات شوفينية ومثل السب والشتم في قوله (المفلسين اخلاقيا قبل افلاسهم الفكري)، وايضا في قوله (قليل من الحياء ونزاهة الذمة). ومع ذلك فأنا لم أطالب بحذف هذه الشتائم غير اللائقة بأي حوار متمدن لأني أعتقد أن القراء هم خير حكم إن لي أو له.


22 - استاذي الفاضل عبد القادر
رويدة سالم ( 2011 / 7 / 14 - 21:11 )
تحليل رائع أقف أمامك اجلالا. بالفعل يتلاعبون بالمعاني لتمرير أجندات سياسية بالاساس تخدم مصالح خاصة ولأن شعوبنا جاهلة وفقيرة وغارقة في حلم التعويض الرباني تتبعهم منقادة مطيعة فهم اهل الله وممثليه على الارض وحفظة كلماته المقدسة
راقبت الشارع التونسي في الفترة الاخيرة ولاحظت الارتفاع الكبير لعدد المحجبات والملتحين ومؤييدي راشد الغنوشي الامام القدوة. لما تناقش اغلبهم في برامج النهظة التعليمية والاقتصادية والسياسية يقولون انه يعمل بما جاء في كتاب الله وسنة ورسوله ولما تتجرأ وتسال عن نوعية هذه البرامج في النصوص المقدسة تنال التكفير. أنهم لا يقرؤون حتى كتب دينهم يرددون كالببغوات كلمات أئمتهم ويرفعون سيوف التكفير والاقصاء في وجه كل متشكك
قالت احدى -المثقفات- ان الحجاب الفريضة السادسة الخاصة بالنساء وهذا من كرم رب العالمين ومن مكانة المرأة في الاسلام وقالت أخرى أن رسالتنا هي محاربة العلمانية ولما سألتها وما العلمانية همهمت وقالت الكفر بالله لأنها تدعوا لفصل الدين عن الدولة. الدولة اما ان تكون للمسلمين حصرا يمارسون فيها كل هوسهم في الجهاد ونشر الدين بحد السيف والسبي والايماء والا فلا فأين الامل؟


23 - إلى رويدة
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 14 - 22:32 )
قلت رويدة: أين الأمل؟ أنا كتبت مقالين حول موقف منصف المرزوقي لأنه نموذج لسياسيين مخدوعين كثيرين بمرض الانتقام همهم الوحيد هو إسقاط المستبدين السابقين ولا يهم بين أيدي من تسقط البلاد. عندنا جرّوا في انخداعهم الناس معهم إلى الهاوية . فعلا، هذا حدث في الجزائر، وبعد أن خسروا أمام الإسلاميين وقامت القيامة رحل هؤلاء إلى منفاهم الذهبي في أوربا وتركونا نغرق في مستنقع الإرهاب.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=267126
الموقف السليم هو رفض الدخول في أي تحالفات مع الإسلاميين أو انتخابات ما لم تتوفر ضمانات كافية يشهد عليها الشعب والعالم والسلطة المشرفة على الانتخابات أو الجيش. هذه الضمانات يجب أن تنص عليها بنود دستورية واضحة لا مجال فيها لأي منفذ للإسلاميين مثل الإسلام دين الدولة ومثل الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، ومنع قيام أحزاب دينية من حيث برامجها وممارساتها..
الأمل في جماهير يقظة وخاصة في نخب واعية لا توهم الناس أن الديمقراطية مجرد صندوق انتخاب، ثم يفعل الفائز ما يريد بالبلاد والعباد.
تحياتي


24 - استاذي الفاضل عبد القادر
رويدة سالم ( 2011 / 7 / 14 - 23:07 )
استاذي قرأت مقالاتك السابقة وقرأت هاذين الماقالين الذين اشرت لهما ومن هنا يتبدأ الحكاية.. اعترف انه في مرحلة ما اعجبني طرح المرزوقي لكني صدمت لما رايته يرتدي زي الكهان ويتمسح بقدمي الغنوشي. أالى هذا الحد السياسي العربي عديم الهمة والكرامة والموقف؟
سواء كان يسعى لأنشاء تكتل حزبي متناسيا مبادئه القديمة أو يسعى لظمان بعض الاصوات عبر التمسح بأهل الله لنزع تهمة الالحاد فهذا السلوك خسيس وتقول لي ان هناك أمل؟
أستاذي أجلك واحترم جدا موقفك لكني أعلم أن الربيع العربي بذوره مستوردة والمعاول التي عزقت الارض مستوردة. لست من أنصار نظريات المؤامرة لكن لا أمل اطلاقا مهما حاولت ان اقنع نفسي. انهم عائدون لأنشاء دولة الاسلام وللممارسة الارهاب في عقر الدار وهذا ما يسعى اليه الامريكان والاروبيون جميعا. حصر الافعى داخل جحرها لكي تلتوي حول نفسها حتى تموت بسمها
الشعب لا يقرأ فهل ستعلق الامل على الثلة التي تمتلك أجهزة كمبيوتر وهل عددها كاف لنسشر الوعي وهل تهتم بشيء أكثر من الفيس بوك والالعاب الالكترونية والشات؟
قل لي صراحة أني مخطئة وسأصدقك واقتنع بكل كلمة تقولها. هل تمتلك القدرة على قول ذلك؟
دمت بخير استاذي


25 - لا شيء محسوم
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 15 - 00:25 )
شكرا رويدة على الصراحة والثقة. هناك في رأيي تحالف غريب يجمع قوى تبدو متنافرة، تعمل كلها على هذه النتيجة العبثية التي توصلت إليها لصالح الإسلاميين: اليساريون المتطرفون، الديمقراطيون الانتخابويون، بقايا النظام البائد، الشعب الحائر. ويبدو لي أن الغرب وعلى رأسه دوائر التفكير وصنع القرار في أمريكا يئسوا من أي تحول جاد لمنطقتنا نحو الديمقراطية. وأنا ضد شيطنتهم كما يفعل اليساريون. وبعضهم يرون، فعلا وكما قلت، أن المرور على الدولة الإخوانجية لا مفر منه، حتى تشبع شعوبنا دينا مثلما حدث في إيران، حيث يزداد الإلحاد وتشق العلمانية طريقها بشكل أكيد وحتى في السودان يبدو الإسلام السياسي في مواقع دفاعية. حالة تركيا أيضا جديرة بالانتباه: كان استبداد القوميين الأتاتوركيين وخنقهم للحريات قد دفع الناس نحو الإسلاميين، والمستقبل غامض هناك. مرور الجماهير بمحنة الإسلاميين، في نظرهم، كفيل بالدفع نحو تحولات نوعية على مدى متوسط. مشاكل التنمية عويصة لا حل لها بديمقراطية انتخابوية سوف تضع في السلطة أي مغامر قادر على تسويق الوعود في حلول فورية، بينما الحلول الحقيقية تتطلب مزيدا من الصبر والتضحيات والتقشف.
يتبع


26 - كل شيء غير محسوم 2
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 15 - 00:49 )
في الجزائر مازال الناس لم يفطنوا من صدمة الإرهاب الإسلامي الذي خسر المعركة المسلحة، لكن الإسلام السياسي مثل الإسفنكس قد يبعث من الرماد بسبب عجز الدولة والنخب السياسية والمجتمع عن تقديم بديل عصري ديمقراطي حداثي في التعليم والإعلام والسياسة والشروع في ممارسة ديمقراطية حقيقية. الصدمة ونعمة (نقمة) البترول أجلت الحسم بعد أن راحت الدولة تضخ أموالا طائلة في مشاريع الإسكان والتشغيل، لكن إلى متى؟ لعل هذا من أهم الأسباب في فشل أية محاولة لتثوير الوضع. لكن الملاحظ أن الإسلاميين لا يجرؤون اليوم على المطالبة بدولة إسلامية وتكفير الديمقراطية وتطبيق الشريعة كما كانوا يفعلون، وكما نرى ذلك في تونس مع النهضة وحزب التحرير مثلا. لقد فقدوا الكثير من الزخم والاحترام وتكبد الدين خسائر كبيرة: نفاق، تدين مظهري، تردي المعاملات والأخلاق. لكن الثمن كان غاليا.
يتبع


27 - لا شيء محسوم 3
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 15 - 00:58 )
ومع ذلك فمن كان يتوقع هذه السرعة في الإطاحة بالمستبدين وعائلاتهم؟ ومن كان يتوقع هذا الاستعداد الشباني للتضحية من أجل رفض الغبن، ولو بدون تصور سياسي واضح ولكن بدون وصاية غير ديمقراطية أصولية أو يسارية. الشباب والطلبة كما أعرفهم غير مسيسين ولكنهم لبراليو المنزع والطموح بشكل عفوي وجريئون. المعركة لم تحسم بعد لصالح أي طرف. ليس من السهل أن يتمكن الإسلاميون بسهولة من تركيع الناس وهم يعرفون ذلك لهذا بلجئون إلى المراوغة والغش والخداع كما يفعل الغنوشي وكان من قبل يقولون: لا نخشى في الله لومة لائم، وهم يخشون اليوم. ولكنني، ومن خلال المحنة التي مرت بها الجزائر، لا أقبل ولا أتمنى الحل الغربي الذي سماه أحد المفكرين الجزائريين: التقهقر المخصب، أي ترك الأمور تتعفن وتتقهقر مع الإسلاميين. فليس شرطا أن تلد الأزمة الهمة ما لم تؤطر نضالات الناس بنخب ديمقراطية وهذا هو المطلوب الآن ولا يجب الاستسلام قبل الأوان.
من الصعب معرفة ما سوف يحدث، لكننا نعرف ما يجب أن نفعل: محاربة الفكر الأصولي المعرقل الأول لوعي الشعوب والتوقف عن إلقاء اللوم على الجماهير.


28 - انتي غنوشي
محمد حسين يونس ( 2011 / 7 / 15 - 10:10 )
يذكرني هذا المقال بكتاب انجلز انتي دوهرينج .. وكيف استخدم غباوات فيلسوف متواضع الفكر و الرؤية ليشرح قوانين الماديه الجدلية .. هذا الغنوشي و من نقل عنهم ذوى فكر متهافت خارج العصر لا يصمد امام معطيات العلمانية و الليبرالية .. وكما لم يبق من مستر دوهرنج الا نقد انجلز.. لن يبق من الغنوشي الا هجوم الاستاذ


29 - يا سيدنا الشرقاوي : إن بُليتم فإستتروا
الحكيم البابلي ( 2011 / 7 / 15 - 15:01 )
السيد قادر انيس
مقالاتك تصلح لإعادة تأهيل العقول المعطوبة ، فقط لو تم قراءتها بصورة حيادية لعقل غير مؤدلج
اؤيد رأي السيدة رويدة حول عرضها للحالة الفكري والمعرفية الفقيرة جداً لغالبية قطيع المؤمنين في كل الأديان وليس في الدين الإسلامي فقط ، فنادراً ما لا نتفاجأ بضحالة معرفة أغلب المؤمنين بأبسط أمور دينهم !!!، فأغلبهم يؤمنون هكذا ( بالعافية ) كما يقول أخواننا المصريين ، يعني بالوراثة والعناد والمكابرة والجهل
ومنهم - حتما - السيد شاهر الشرقاوي مع إحترامي ، والذي يعزو تخلف كل الدول ألإسلامية إلى (تخلف بيئي وثقافي) وربما بيتنجاني !!، متناسياً على سبيل المثال أن إسبانيا تقع على الطرف الآخر من البحر ومن مواقع دول إسلامية متخلفة بجدارة وتفوق في قائمة التخلف العالمية
ويروح يصول ويجول متكلماً عن (الأطماع التوسعية للفرس والروم قبل الإسلام) !! ويتجاهل بطريقة كيدية مُخجلة توسع ومطامع الإسلام بعد الإسلام ، ويتكلم عن جهل أو مكابرة كاذبة عن (الجزية والسلوك الحضاري) وأشياء أخرى مارسها الإسلام وألبسها لغيره
يا سيدنا الشرقاوي ، كنا نفضل مليون مرة أن نكون وثنيين على أن نصاب بالجرب الفكري الإسلامي


30 - إلى محمد حسين يونس
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 15 - 16:21 )
شكرا أخي محمد حسين يونس على المرور والتواصل. طبعا، أنت تعرف أنه لولا النفوذ الكبير الذي يحظى به القرضاوي والغزالي والغنوشي في أوساط الناس العاديين وحتى في أوساط المثقفين والجامعيين، بالإضافة إلى الضرر الكبير الذي تتسبب فيه أفكارهم لمجتمعاتنا من خلال دفاعهم عن أنماط حكم دينية رجعية ووقوفهم ضد إمكانية الاستفادة من المنجزات الحضارية العالمية، لولا هذا لما كنا في حاجة إلى بذل هذا الجهل. مكره أخوك لا بطل.
تحياتي


31 - إلى الحكيم البابلي
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 15 - 16:23 )
شكرا يا حكيم على المرور والتواصل. أنا أعرف أن هواجس رويدة في محلها ومن حقها أن تتشاءم. والتشاؤم في حد ذاته تعبير عن قلق. والقلق هو صانع الحضارة الإنسانية. وأعرف الوحل الذي تتخبط فيه جماهيرنا، ولكني أحمل النخب المسؤولية كاملة قبل غيرها لأن بدونها لا يرتجى أمل. ولكن يجب مقاومة الإسلاميين حتى النهاية. سنة 1991 بدأ الكثير من الناس عندنا يحزمون أمتعتهم ويتوجهون نحو الموانئ والمطارات خوفا من الإسلاميين بينما قاومهم آخرون وهزموهم، ولو أن الهزيمة النهائية لم تتحقق بعد. رأيك حول طريقة الأخ شاهر الشرقاوي في الدفاع عن الإسلام نصوصا وتاريخا سيكون، في جزء منه، موضوع مقالي القادم. تحياتي


32 - شكرا
ناديه احمد ( 2011 / 7 / 17 - 10:23 )
اعجبنى ردك على مقال السيد الغنوشى , وتذكرت مقوله كنت قد قرأتها يوما : ان الاديان السماويه قد انزلها الله وهى تحمل بذرة التقدم ولكن من ينصبون انفسهم حماة لهذه الاديان السماويه هم من يقتلون بذرة التقدم .


33 - إلى نادية
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 17 - 10:48 )
شكرا نادية على المرور. رجال الدين بالفعل عطلوا حركة التطور حتى داخل الدين. نلاحظ ظاهرة هامة لا ينتبه إليها رجال الدين وهو أن (نزول) القرآن تواصل 23 سنة، خلال هذه المدة القصيرة (مقارنة بـ 14 قرنا) تدرج التشريع حسب تغير أحوال المسلمين بين مكة والمدينة ونسخت تشريعات فكيف بعد 14 قرنا وتغير أحوال الناس ومعارفهم وعاداتهم ونظمهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟
يريدون أن يبقى الإنسان جامدا حتى لا تتغير الشريعة.
تحياتي


34 - الإسلام السياسي
أمناي أمازيغ ( 2011 / 7 / 19 - 18:32 )
يعتقد مروجو ايدولوجيا الإسلام السياسي بأن الديمقراطية هي الإنتخابات ، و هذا كلام مجانب للحقيقة ، لأسباب نذكر منها ، أن العملية الإنتخابية ليست إلا وسيلة لتحقيق الديمقراطية وتفعيلها ، و يتغاضى شيوخ الإسلام السياسي على أن الديمقراطية هي نظام حكم له أسس ومباديء علمانية ، يتمتع فيه الأفراد بكافة حقوق الإنسان والحريات العامة كما هي منصوص عليها في المواثيق الدولية . يقود الإسلاميون حملاتهم السياسية في كل إستحقاقات إنتخابية بخطابات يبلغ عليها التوظيف المكثف للدين في المجال السياسي واللعب على الوتر الحساس لدى الشعب من أجل إستقطاب أكبر عدد من المؤيدين في الإنتخابات ، لضمان أغلبية في البرلمان ، و بالتالي الوصول إلى السلطة لتكريس مزيد من الإستبداد و ممارسة كافة أشكال الحجر والوصاية على الشعب وتضييق الخناق على حريات المواطنين والوصول إلى هدفهم الأسمى ألا و هو إخضاع مفهوم الديمقراطية لأهوائهم ولما يسمونه ب -الخصوصية الإسلامية-. تحية للكاتب عبد القادر أنيس

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية