الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضون وقد صاروا من أهل السنة والجماعة...!؟

جهاد نصره

2011 / 7 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لاشيء جديد في القول: إن سياسات الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية مرتهنة في المبدأ لمصالحها الإقتصادية والإستراتيجية إنه لمن الغباء كل الغباء أن يعتقد معارضو هذه الأيام وركاب القطارات بغير ذلك..! يعني كيف يمكن التعويل على مصداقية الولايات المتحدة في حكاية موقفها المستجد من بعض أنظمة الإستبداد ودعمها للحركات الإحتجاجية القائمة فيها في حين أنها ترعى وتحمي ممالك وإمارات لا تزال قابعة في الزمن القروسطي الغابر.! أليس من واجب المعارضين وخصوصاً الإسلاميين الذين يتسيدون المشهد بحكم البنية المجتمعية المتوارثة أن يتسائلوا عن هذه المفارقة الكامنة في أن الدول الغربية التي تضعها الجماعات الإسلامية في خانة الكفر والزندقة تقف إلى جانب حركات يقودها الإسلاميون أويشكلون عصبها الرئيسي في الوقت الذي تعمل فيه على حماية ودعم تلك الممالك والمشيخات...؟
لكن: فيما خص المعارضين السوريين فقد تأكَّد من أطروحاتهم الهزلية معرفياً أن شيئاً غير الرغبة في الحلول مكان المتسلطين الحاليين لا يعنيهم..! إذن هي مسألة نزوع ورغبة تسلطية هذه هي الحقيقة لا أكثر من ذلك ولا أقل..! وبالرغم من أن صورة المستقبل الذي يدعي هؤلاء المعارضين أنهم يساهمون في صنعه قد اتضحت إلى آخر مدى بعد انكشاف المستور في مدينة حماة فإنهم لم يلمسوا أو يشعروا أنه بات عليهم بالضرورة أن يصارحوا الناس الذين يدعون التعبيرعن طموحاتهم عن خططهم في التصرف مع مشايخ ( الثورة ) في حال سقط النظام ..! أم علي ترى أنهم سيظلون مغمضي العيون وخارج التغطية في تعبير فذ عن حالة البؤس الثقافي الذي وصل إلى حد تسفيه وتسطيح مفهوم الثقافة بحد ذاته فكل الحقائق والبينات لم تعد تعني هذا النمط من المعارضين بعد أن حجزوا في القطار و يعرف القاصي والداني أن المشايخ هم الذين يقودونه وليس مهرجو الكرنفالات الثقافية الإعلامية..! إنه لمن المعيب أن معارضاً واحداً من الجوقة التي تعزف نشيد الدولة المدنية الديمقراطية لم يشرح للجمهور كيف ستتصرف المعارضة حين سيدحش هؤلاء المشايخ الدولة المدنية المتوهمة في مؤخراتهم قبل أن يفرضوا عليهم الاستتابة والعودة إلى كتاب الله وسنة نبيه الطاهرة كما يقول رئيس أركان الثورة الشيخ ـ عرعور ـ..؟
مأساة المعارضين السوريين أنهم على تنوعهم لم يحترموا تاريخ نضالهم السابق ففرطوا برصيدهم بعد أن وضعوا أيديهم في أيدي الإسلامين بزعم أنهم يهدفون من خلال هذا التحالف المعيب إلى تمهيد الطريق لإنتاج دولة الحرية وهي دولة لا تقرها الشريعة الإسلامية بالأساس ولا يقرها الدين أي دين..! ثم لا يتوقف الأمر عند هذا الحد فيتواصل الحديث السمج عن دولة المواطنة التي سيبنونها برفقة الإسلاميين متجاهلين أن بلهاء القوم في العالم يعرفون أن العقل الإسلامي توقف عند حدود دولة الرعايا لا غير يعني دولة عبيد الله وممثليه على الأرض..! إنه لمخزٍ هذا الزمن السوري الذي يشهد أيدي يساريين من كل الأصناف وهي تتشابك مع أيدي الإسلاميين الساعين لإنتاج الدولة الدينية المموهة كيف لدولة عبيد الله والناطقين بإسمه أن تعرف نقيضها المتمثل بالحرية واللاعبودية..؟ لقد قدمت المعارضة السورية بمختلف مرجعياتها الأيديولوجية والفقيرة معرفياً وثقافياً من خلال التحاقها التحالفي المشين مع الإسلاميين التغطية المطلوبة لدولة الاستبداد الديني التي يسعى ويحلم الإسلاميون بإعادة إنتاجها..! نعم إنه سقوطٌ مريع تشهده سورية في الثقافة والمعرفة والسياسة والأخلاق..! سورية التي كانت قبل الأديان.. والتي ستبقى.. حتماً ستبقى..!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah