الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الاوسط على اعتاب ؛؛انتفاضة المراة لكسر قيود الشرق؛؛

علي عبد داود الزكي

2011 / 7 / 15
المجتمع المدني


ان الشعوب العربية اليوم بدات تنفض غبار الدكتاتورية بفوضى واغتراب فكري كبير تقوده اليوم مؤسسات شبحيه عبر عالم النت والاتصالات الحديثة سيمهد هذا لاحقا الى انتفاضة واسعة وعظيمة وعارمة للمراة الشرقية ضد قيود الشرق. ان الاسلام الاوربي هو غاية ما تطمح اليه امريكا في الشرق الاوسط الجديد مستغلة بذلك مزدوجي الجنسية بافكار التغرب الاسلامي التي تقمصوها من ثقافات وقيم المجتمعات التي هاجروا اليها وعاشوا فيها سنوات طويلة(اوربا والعالم الغربي). تعمل امريكا اليوم على دعم هؤلاء لغرض بناء مجتمعات بكفر اسلامي جديد بعد ما عملت امريكا على خلق الازمات والمتناقضات المختلفة في الشرق لكي تدفع المجتمعات الشرقية الى قبول ذلك. كما ان امريكا دعمت وخططت لمؤزرة قوى البترول العربي لمنحه دورا كبيرا في تخريب الثقافات الدينية والاجتماعية السائدة في الشرقي العربي وذلك باستخدام قوة المال من اجل نشر فكر التكفير الدموي في الشرق الاسط وذلك لغرض تحطيم كل القوى الاسلامية الاخرى التي يمكن ان تقف امام اي تغرب فكري يعمل على تشويه الاسلام والمساس بمعتقداته. حيث ان القوى الظلامية هذه عملت على دحر جميع القوى الاسلامية المعتدلة وان لم تدحرها فانها ستحد منها كثيرا وتشوه معالم رؤيتها وتظهر عجزها عن موجهة الغول الظلامي الجاهل المسيطر بشكل دموي على الشارع. ان هذا سيجعل الشباب العربي يتجهوا نحو التغرب الفكري ويتجهوا الى فكر العولمة ليكون المنقذ لهم خلال فترة العقد القادم من الزمن.
اليوم بدا الشرق بنفض غبار الدكتاتورية للدخول في عالم جديدة اسمه الديمقراطية المشوهة والذي رافقه ظهور قوي لقوى ظلامية جاهلة وكبيرة. ان الغرب يقف بترقب وانتظار وله دورا كبيرا في اللعب خلف الكواليس في تتبع الاحداث وتهيجيها وتوجيها وتسييرها بالريموت كنترول لغرض دفعها بالاتجاه الذي يخدم بناء شرق اوسط جديد بقيم اجتماعية ودينية جديدة. ربما سيعمل الغرب على ان يسود الاسلام التركي او الاسلام الاوربي في الشرق الاوسط. فكل الاسلاميون الذي تركوا بلدانهم في الشرق الاوسط واستقروا منذ سنين في اوربا وامريكا واستراليا حتى وان تحررت شعوبهم من الدكتاتورية فانهم سوف لن يعودوا الى اوطانهم لانهم اعتادوا على اسلام جديد وقيم ثقافية جديدة وتغربوا بما يكفي بحيث لا يستطيعوا العيش في بلدانهم الاصلية. تعمل امريكا اليوم على ان يكون هؤلاء هم نواة التغيير في الشرق بفكرهم المادي ونهمهم في الاستحواذ على مقدرات بلدانهم ليكونوا اتباع صاغرين للغرب ويعملوا على الاجهاز التدريجي على الكمبارس الامريكي (قوى الظلام التي سينتهي دورها لاحقا) على مدى عقد من الزمان ليكونوا كابطال ومخلصين للشعوب بدعم وسيناريوا اخراج امريكي. وبذلك تتخلص امريكا من القوى الاقليمية والاجتماعية والاسلامية المعتدلة والاصولية المعادية لامريكا ومصالحها في المنطقة باستخدام قوى الظلام المصطنعة من قبل المخابرات الامريكية (الذراع الخفية لامريكا) ثم معالجة ذلك لاحقا بان تعمل امريكا على اقتطاع هذه الاذرع بعد انتفاء الحاجة لها. لكن مع تركها دون اجتثاث تام للعودة اليها متى ما تطلب الامر ذلك. اي ان امريكا تعمل على ضرب هذه القوى المتنمرة بقوى اخرى بعد تجفيف مصادر تمويلها المالي وتعمل على حفظ توزنات محلية تجعل هذه البدان ضعيفة وهشة التركيبة السلطوية لاجل نمو فكر العوملة ونشوء شباب الفيسبوك او الماسونية الجديدة الذين سيغيرون الكثير مما اعتاد عليه الانسان الشرقي. نحن في مرحلة قدرية وكل ما يمكن ان نفعله هو تقليل الاذى والخروج باقل خسارة اليوم هذا طبعا ان كنا نملك قرار اما لو كنا غير ذلك فاننا نسير في قطار يسير على سكة محددة الاتجاه. لذا يجب التنبه لذلك بان الاقدار تاتي مثل شروق الشمس الذي لا يمكن منعه نهائيا لكن ممكن الاستعداد له ولظروفه.
ان خروج المجتمعات العربية منتصرة بانتصارات عرجاء معوقة على الدكتاتورية لتخوض الحرب ضد الظلام والتطرف والصراع الطائفي والعرقي ستنتشر فيها افكار النت والعولمة والاتصالات الحديثة التي ستوجه الانظار الى رؤية شرق اوسطية جديدة. المشاكل الشرقية كبيرة واهمها هي المشكلة الاقتصادية التي تكاد تكون بلا حل بظل غياب التخطيط الاستراتيجي السليم. كما ان هذه المشكلة تعتبر سلاح فعال بيد امريكا في السيطرة على الشرق وتوجيهه وفقا لمخططاتها حيث ان مشكلة المشاكل الشرقية هو الاقتصاد. اضافة الى وجود مشاكل اجتماعية وعرقية وصرعات طائفية كبيرة ولعل من ابرز مشاكل المجتمعات المريضة بالفوضى والتناحر المتنوع الوجوه في صراعاتها الدموية هي مشكلة المراة وحرية العمل والعنوسة وتعدد الزوجات التي يعتبرها البعض ضرورة شرقية وحلا لمشاكل العنوسة والمراة قبل ان تكون متعة وسعادة للرجل ويعتبرها البعض الاخر حلا مرفوضا وانتهاكا لحقوق المراة.
ان المراة هي المكون ذو النسبة العددية الاكبر في المجتمعات وخصوصا الشرقية منها ومع ذلك نجد المراة تعاني من الكثير من الضيم في مجتمعات الشرق المريضة بامراض كثيرة كلها تعمل على اذلال المراة وعدم احترام حقوقها الدينية والمدنية والجسدية. حيث برزت بشدة مشكلات اجتماعية معقدة مثل زيادة نسبة العوانس والارامل وظهور مشاكل العمل وحرية الراي والتعبير واتخاذ القرار والحرمان في ظل انظمة مجتمعية وعشائرية شديدة السطوة. فكيف ستحل هذه المشاكل يا ترا؟!!
سمعنا قبل ايام احدة الكويتيات دعت الى استقدام رجال مسلمون من روسيا وتركيا واذربيجان لغرض ان يتم تزوجيهم بالعوانس الكويتيات لحل مشكلة هذه الشريحة المظلومة وتحسين النسل. وهذه تعتبر دعوة جريئة جدا لربما هي الحجارة الاولى التي ترمى على بيت القيم الزجاجي الشرقي. لذا من المتوقع بظل سيادة الفوضى والصراع وظل متناقضات المرحلة التي تلي انهيار الدكتاتورية الشمولية وظهور افكار التغرب والصراع المبرمج والمسيطرة عليه من اجهزة مخابراتية عالمية ستظهر قوة نسائية كقوة فاعلة ستعمل على تغير وقلب المعادلة في الشرق الاوسط. حيث ان المراة التي كانت بلا قرار في ظل الانظمة الدكاتوتورية المتسلطة سيكون لها دور متميز في ترجيح الكفة الديمقراطية مستقبلا حيث ان نسبة النساء تتجاوز 65% في مجتمعاتنا الشرقية. وبذلك فانه من المتوقع ان تخرج النساء على المالوف من الظلم المجتمعي لهن خلال العشر سنوات القادمة. لذا من المتوقع ان تتغير القيم الاجتماعية وسيكون هناك حرية اكثر للمراة ولربما ستسن قوانين جديدة لذلك مثل قوانين العمل وتفعيل سنن دينية اخرى ستعمل كبديلا عن تعدد الزوجات مثلا العمل بزواج المسيار والمتعة وترويج ذلك ليكون شائعا ومؤلوفا لكل الاعمار في المجتمع وهذا سيساعد المراة الشرقية على تخطي عقبات الم كثيرة ومعاناة كثيرة. كما ان شيوع ذلك سيؤدي الى الوصول الى مجتمع مشابه لمجتمعات الجاليات الاسلامية التي تعيش في اوربا او ستيعش اسلام مشابه الى الاسلام التركي.
نتوقع انحسار قوى الظلام خلال السنوات العشر القادمة ونتوقع ظهور جيل شباب ذكوري ضعيف متناحر مما سيسهل ظهور قوى نسائية فعالة تعمل على قلب موازين القيم والاعراف الشرقية الى مفاهيم وقيم جديدة ستعمل فيه المراة على نيل ما تتمنى والذي كانت تخشى من المطالبة او حتى البوح به. لكن هل سيكون هناك تمساك مجتمعي كبير هل سيتم ربط حلقات الثقافة المجتمعية مع الماضي وتوجيه المجتمع الى ثقافات تعتمد الخصوصية الشرقية ام ستعمل على تهجين واغتراب اكبر في الفكر الشرقي مما يولد اغتراب ونكران للذات الشرقية. ان كل هذه تنبؤات قد تكون خاطئة وقد يكون فيها شيء من الصحة لكنها راي يتحمل ان يقلب على جميع الاوجه وممكن اغناءه بالنقاش وقد يثبت العقد القادم من الزمن بعض مما قلنا او يدحظه. قبل ان نكتب اي راي للنقاش للنظر حولنا جيدا ونتامل بما يجري قد نرى الصورة اوضح....
قلنا ما نعتقد ونؤمن بالتصحيح ان ثبت خطا ما اعتقدنا

د.علي عبد داود الزكي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي ينفي مزاعم تقديم أوروبا رشوة إلى لبنان لإبقاء اللاجئي


.. طلاب يتظاهرون أمام منزل نعمت شفيق




.. عرس جماعي بين خيام النازحين في خان يونس


.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما




.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع