الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


14 يوليو 1958 حاجة محلية أم ضرورة دولية.. (2)

سامي فريدي

2011 / 7 / 15
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


14 يوليو 1958 حاجة محلية أم ضرورة دولية.. (2)
ثورة» عبد الناصر.. تبيّن أنها كانت «ثورات» من أجل السلطة، لا من أجل «المجتمع» /أدونيس

ارتبطت حركة يوليو 1958 بما دُعي (تنظيمات الضباط الأحرار).
تسمية (الأحرار) كان لها من السحر التيرمينولوجي ما غيّب عن كثيرين حقيقة وإطار وتاريخ هكذا تنظيم. غيّب عن كثيرين الانتباه أو التوقف عند كلمة (الضباط) وتاريخا الاجتماعي والسياسي، سواء في العراق أو سوريا أو مصر.
ضباط آل عثمان تحوّلوا إلى أدوات بيد الانجليز بعد احتلالهم شرق المتوسط. ومع انتهاء عهد الانتداب، تعاقب الضباط على رئاسة الجمهورية السورية. وفي العهد الملكي العراقي شكّل الضباط غالبية الطاقم السياسي للحكومات العراقية. يضاف له تجربة هؤلاء (الضباط الأحرار) في مصر، ونتائج استلامهم السلطة فيها منذ يوليو 1952. كلّ هذا السجلّ الحافل بالسلبيات والانعكاسات المباشرة في معاناة الجماهير في البلاد، كان المفروض اعتبارها عند تفكير عبد الكريم وزملائه بحركتهم، كما يفترض بالناس الانتباه لها عند سماع إسم الجماعة، وعدم الانصياع العاطفي لما غاب مضمونه. بالاضافة لكلّ ذلك، لابدّ أن جانبا من النخبة المثقفة والمتقدمة بوعيها، قد نبهت الجماهير شعرا أو نثرا، مما يمكن أن يحاك لها، كما سبق مثل قصيدة الرصافي، مما يكشف أثر العاطفة والحماس المنفعل في تغييب الوعي (العقل الفاحص) عن مجال الواقع.
وفي أرشيف الذاكرة العراقية صفحتان بارزتان ومبكرتان من تاريخ العسكرية العراقية ودورها في صناعة الاضطراب السياسي..
- حركة العقيد بكر صدقي في عام 1936
- حركة العقداء الأربعة في مارس 1941
وفي الشهور الأولى من العام الحالي (2011) قدمت تجربة ملموسة وقريبة في مصر، عن حقيقة الضباط ومغبّة الوثوق الفارغ بهم. فقد جرى منذ أيام الانتفاضة الأولى التنديد الشعبي والاعلامي بقوى الأمن الداخلي ووزارة حبيب العادلي، بينما قابل ذلك اطراء غير عادي بقوى الجيش، واستذكار أمجاد انتصاراته التي حفظت مصر، الأمر الذي دفع حسني مبارك للعب على نفس الوتر، مذكرا ومستعرضا تاريخه العسكري وقيادته للقوة الجوية لاستثارة عواطف المنفعلين. ولكن كلّ سحب الكلام هذه انجلت مع تسنم المجلس العسكري لمقاليد الحكم عقب مبارك، وقلبه ظهر المجن، باستخدامه الدروع والمجنزرات لتفريق المتظاهرين واقتحام الأديرة وهدم الكنائس.
ثمة ملاحظة ربما ينفع أن تعني شيئا في هذا المجال، أي الفصل ما بين العسكر والسياسة.
1- الدولة العثمانية كانت تختار ولاة المقاطعات من الاداريين والمماليك، وليس من الضباط.
2- الاستعمار البريطاني في عقب احتلاله العراق لم يجعل ضابطا في مركز المندوب السامي في البلاد، فيما استخدم الضباط حكاما عسكريين لفترة محددة في المناطق الملتهبة (انعدام الأمن).
3- في الاحتلال الأميركي للعراق (مارس 2003) تم تعيين الجنرال جي غارنر حاكما للعراق، لكنه سرعان ما اعتذر عن المنصب، وتم تعيين بول بريمر الموظف في دائرة الخارجية بديلا عنه.
4- رغم سوء الأوضاع في كل مجال عقب الاحتلال، إلا أن الأغلبية تكاد تتفق على فكرة فصل الجيش عن السياسة والحكم. وهي العبرة المستقاة من نظام قاد البلاد إلى أكثر من حرب غبية طاحنة.
ان دور العسكر وطموحهم السياسي هو أحد أبرز مثالب حركة يوليو 1958 التي أدخلت العراق حمام دم وكوارث، كان ثمنها باهظا.. وما يعيشه العراق اليوم ليس الا أحد انعكاسات تلك التجربة المريرة.
وأخيرا.. لماذا لا توجد لعبد الكريم قاسم صورة بالثياب المدنية؟!..
سامي فريدي
لندن
ـــــــــــــــــ
• أدونيس- مجلة الحوار المتمدن- ليوم الأربعاء المصادف 13 يوليو 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له