الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعد الحرّ دين!

ماريا خليفة

2011 / 7 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع




" عندما نقطع وعداً فبحسب آمالنا. وعندما يأتي وقت الوفاء بالوعود نفي بها بحسب مخاوفنا." فرانسوا دوك دو لاروشفوكو

عندما تقطع وعدًا لشخص ما، تكون قد أعطيته التزمًا. يمكنك أن تقطع هذا الوعد بطريقتين: إمّا أن تعتزم الوفاء بهذا الالتزام أو أن تقطع وعداً لتخرج من موقف ما بلباقة من دون أن تنوي الوفاء بهذا الوعد. إذًا هل تفي بوعودك؟

إذا كنت ممّن يلتزمون بوعودهم، فسيعتبرك الناس إنساناً نزيهاً أمّا إذا لم تفعل كمن يفعل آباء كثر فيخيّبون آمال أولادهم فسيعتبرك الآخرون غير جدير بالثقة. هذا الأمر يتطلّب قدرًا كبيرًا من الوعي في كل مرّة تقول فيها " أعدك بأنّ".

المشكلة الأخطر هي أن نتغاضى عن القرارات التي اتخذناها- والتي سمحنا لأنفسنا بدفنها في باطن فكرنا. على سبيل المثال، إذا خيّب والداك ظنّك في طفولتك، فقد تتّخذ قراراً بعدم الوثوق بكل الأشخاص الذين يعبّرون لك عن حبهم. من الممكن أن تكون قد نسيت الحادثة أصلاً، ولكنك الآن تعيش تداعيات القرار الذي أخذته في الماضي، وها إنه يخرّب علاقاتك بالآخرين!

من الصعب جدًا أن تتمكن من إدراك ورؤية مدى تأثير القرارات التي أخذتها في مرحلة سابقة والتي تنتج الآن تأثيرات سلبية في حياتك.
إحدى الطرق التي أتّخذها لكي أتخطى هكذا أمور هي أن أسأل نفسي مرارًا "كم كنت أبلغ من العمر عندما إتخذت هذا القرار؟" وغالبًا ما يفاجئني الجواب بأنني كنت صغيرة عندما حدث ذلك! لذا أسأل نفسي مجدّدًا:" هل تظنين أنه بإمكانك أن تتخذي قرارًا آخر الآن وقد أصبح لديك معلومات أكثر وأوضح عن الموضوع؟ ماذا سيكون قرارك اليوم في هذا الخصوص؟ إنّها طريقة فعّالة لتوضيح القرارات التي اتخذتها في الماضي والتي لم تعد تنفعك في حاضرك.

فكّر بالتالي في كل مرّة تقول فيها " أعدك " إن كنت صادقاً بوعدك، أو أنك تحاول التنصّل من شخص أو موقف ما. هل يهمّك أن يراك الآخرون كشخص يحترم كلمته ويفي بالتزاماته؟ أم إنك لا تهتم إن فقد الناس ثقتهم بك في حال لم تفِ بوعودك؟
النزاهة والالتزام عنصران لا يفترقان. إن كانت لديك عادة قديمة بعدم الوفاء بالتزاماتك فاسأل نفسك ما هي المخاوف والشكوك التي جعلت هذه العادة تترسخ. هل تريد أن تتخلّص من هذه العادة السيئة وأن تنطلق بطريق جديد لتكون أنت التغيير؟

أتح لنفسك إمكانية القيام بهذه الخطوة، فإن لم تسمح بهذا، تكون قد منعت نفسك من إختبار ما هو أجمل في الحياة. إذهب إلى الذين لم تفِ بوعودك لهم واطلب المسامحة. يمكنك حتى أن تطلب منهم مساعدتك في تطوير هذه العادة الجيدة التي تعمل على تنميتها.

كلمتك هي مرآة نفسك. التزم بها لتحفّز نفسك على السير قدمًا. وأنا أتمنى لك التوفيق في هذا المسعى.

"لا تقدم اعتذارات- بل أفعالاً خيّرة". ألبرت هوبرت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 5.4 مليار دولار تكلفة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة


.. تصاعد الانقسامات السياسية.. حرب غزة لم تنجح في توحيد الصف ال




.. طفلان يختبئان داخل تنورة والدتهما من البرد في غزة


.. كتائب القسام تعلن أن مقاتليها قطعوا إمداد قوات الاحتلال شرق




.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه