الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمود أمرأة من بلادي,أرادتها لا تعرف المستحيل

علي الشمري

2011 / 7 / 17
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


أمرأة بسيطة غير متعلمة تسكن في منطقة الرضوية (الجريوية سابقا)في النجف ,متزوجة ولها من الاولاد اثنان ومن البنات اثنتين,زوجها عامل بناء ,الدار الذي تسكن فيه متواضع جدا بدل أيجاره الشهري (200) ألف دينار عراقي,أبنها الكبير وتحديدا في عام 2005 قتل مع ثلاثة من صيادي الاسماك في الثرثار من قبل الارهابيين المجرمين ,ولم تعرف خبرا عنه ولم تستلم
أي حقوق لانها لا تمتلك شهادة وفاة كون الارهابين أخفوا جثثهم بعد مقتلهم ,الابن الثاني الاصغر وجهت له تهمة ارهاب كونه يحاول معرفة قتلة أخيه وتم سجنه في أحد سجون الموصل ,الاب أصابته جلطة قلبية نجا منها لكنه أصبح مشلولا وجليس داره,ولم تمتلك من المال الكافي لمداواته لكي يكتسب الشفاء,رواتب الرعاية الاجتماعية لم تصلهم بل تصل الى جيوب كبار المتنفذين ,أحدى منظمات المجتمع المدني التي زارت تلك العائلة البائسة وألتقت بالام الثكلى بولديها ,وجدتها لم تمتلك أبسط مقومات الحياة البشرية ,لا تمتلك أي جهاز كهربائي في البيت ,ولا حتى تشترك في خط مولدة كونها لا تمتلك مصاريف دفعها ,لم يشربوا الماء البارد مطلقا في ايام الصيف اللاهبة ,فقط الكهرباء الوطنية تأتيها كل ثمان ساعات ساعتين أو أقل,أصبحت هي المعيلة لزوجها المشلول ولبناتها ,شرفها وعفتها منعتها من ان تنزلق للرذيلة,لم تلفت الى كثير من المغريات التي عرضت عليها من قبل أصحاب الكروش المنتفخةتركهم مع اموالهم السحت واتجهت نحو العمل الشريف ,لتأكل وتطعم بناتها من عرق جبينها,لا تجيد حرفة او مهنة كي تعمل فيها ,لذا قررت أن تعمل في فنادق النجف لغسل الشراشف في الفنادق باجور زهيدة لتلبية أحتياجات بناتها , أستطاعت بصمودها وتحديها الصعاب وأصرارها على الصمود بوجه الفقر,وبدلا من ان تنزلق بناتها الى الرذيلة امام مغريات الزمن الاغبر,أو تزوجهن مقابل ثمن وتتخلص من تحمل المسوؤلية,دفعت بهن رغم بساطتها الى مواصلة التعليم والمعرفة واستطاعت ان تصل بهن واحدة الى كلية الطب والثانية في كلية الصيدلة,سنوات من القهر والحرمان عاشتها مع بناتها ,لا يعلم بها مسؤول في المحافظة ولا أي من المراجع ومكاتبهم المنتشرة في المدينة ,اليوم وبعد معاناة لسنوات طوال ذاع صيتها بعد أن عرفت بها أحدى منظمات المجتمع المدني ,أنهالت عليها المساعدات العينية والنقدية من فاعلي الخير الكثر في المدنية ,تطوع لها الكثيرون من أجل أجراء معاملة لها لغرض الحصول على راتب الحماية الاجتماعية,واخرتطوع لغرض حصولها راتب عن ابنها الذي قتل في الثرثار,فألف تحية فخر وأعتزاز بنزاهتها وعفتها وصمودها الاسطوري في وجه الفقر والحرمان ,ولبناتهاالساعيات الى مواصلة تعليمهن من اجل خدمة وطنهن وشعبهن , انها فعلا مفخرة للمراة العراقية المناضلة الشريفة ,والى الكثير الاخريات من امثالها في وطننا المتخم بالعوائد النفطية لكن ليس لمستحقيها بل لمسؤوليها,,,,,,,,,,,,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكريم الشمري المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 7 / 17 - 04:31 )
تحيه لك ايها النقي ولما اخبرتنا به عن تلك الأم النبيله الكريمه البطله الباسله
انها فخر لأهلها ولنا وبناتها فخر لكل عفيف شريف بل لكل انسان
تحياتنا لام العراقيين تلك ولمن بحث عنها ومن وقف معها ولو بعد حين
اكرر الشكر لك ايها العزيز الكريم


2 - صباح الخير
مارا الصفار ( 2011 / 7 / 17 - 04:51 )
اخي العزيز علي صباحك خير وسرور
شكرا على هذه القصة الواقعية
وهي فعلا امرأة جبارة ... مثلها مثل الالاف من نساء العراق الشامخات بصمودهن
التي صمدت بوجه الظلم والموت الجوع والحرب والاذلال والمغريات
وعرفت بفطرتها ان العلم والعلم فقط ... هو السلاح الوحيد لمجابهة مصاعب الحياة
تحية كبيرة لها وقبلة على جبين هذه الام الرائعة

لو استطاع احد الكتاب ان يجمع قصص مثل هذه الام العراقية الاصيلة
فلن تكفي مجلدات لتغطي مآسيهن ونضالهن المستمر

تحياتي


3 - هكذا هن النساء العراقيات
حسين محيي الدين ( 2011 / 7 / 17 - 07:26 )
الزميل علي الشمري لا يمكنني الا ان اخر ساجدا امام قدمي هذه العملاقة التي ثكلت بابناها وبزوجها وقاومت كل المغريات . وتشبثت بعفتها وعرق جبينها . لو ذهبت الى اي قزم من اقزام النظام الجديد أو رجل دين تافه لساوموها عاى شرفها وتحت عناوين براقه أحيها واحي كل الشرفاء الذين ساندوها . واحييك على هذه القصة الجميلة أو المئسات المروعة


4 - المرأة والمجتمع
عدلي جندي ( 2011 / 7 / 17 - 10:32 )
المعدن الأصيل لا يتأثر ويظل يريقه وقيمته ولا يتأثر بمرور الزمن والتجارب أما المعدن الكسر سريعا ما تنكشف حقيقته وتزبله الحياة وتدوسه الأقدام تحية للشعب البسيط الأصيل الصامد واللعنة لكل من يظن أنه من الأصائل لأنه في المقدمة وأعتبر تلك المرأة قد أثبتت أنها نصف المجتمع بل وأكثر و حقوقها ومساواتها واجب وقضية . تحية أخي علي وإحترام ,ة


5 - نار تحت الرماد
علي الشمري ( 2011 / 7 / 17 - 17:50 )
الاخ الفاضل عبد الرضا حمد جاسم المحترم
انها لواحدة من ألالاف القصص العراقية الواقعية التي يزخر بها مجتمعنا العراقي,الذي يختار طريق النجاح عليه تجنب كل المغريات التي تعترض طريقه ,,أنه قمة الوعي المتولد من الارهاصات الفكرية للمجتمع.
شكرا أخي العزيز وتقبل تحياتي


6 - صباحك سكر
علي الشمري ( 2011 / 7 / 17 - 18:01 )
الاخت العزيزة الغالية مارا الصفار المحترم
هناك من يقول ان أحد اهم أسباب الانحراف هو العوز المادي ,والضغوطات الكبيرة ,التي تمارسهاالقوى الذكورية بمختلف انواعها على المرأة كون مجتمعنا ذكوري بامتياز,يضاف اليهاعامل الجهل والتخلف,لكن كل هذه العوامل لن تثني من عزيمة الانسان الذي يختار العفة والنزاهة بديلا عنها ,فشرف المرء بنزاهته , تقبلي تحياتي


7 - تجسيد ما بين الواقع والطموح
علي الشمري ( 2011 / 7 / 17 - 18:09 )
الاخ العزيز حسين محي الدين المحترم
هذه صورة مشرقة من كثير من الصور في مجتمعنا ,,انها فعلت جسدت بصمودها المأساة والواقع المرير الذي تعانيه المراة العراقية في ظل سياسة الاقصاء والتهميش التي تتعرض لها المراة العراقية ,وطموحاتها كاي أنسان سوي بالوصول الى ما يطمح اليه عندمايستطيع أن يمزج العلم مع العمل من اجل تحقيق غاياته النبيله,أنها فعلا تستحق الاعجاب والثناء في ان واحد,
تقبل تحياتي


8 - . الام مدرسة أذا أعددتها ,أعددت شعبا ,
علي الشمري ( 2011 / 7 / 17 - 18:20 )
الاخ الفاضل عدلي جندي المحترم
مع شديد الاسف لم تولي انظمتنا العربيةأي أهتمام للمراة العراقية باعتبارها كأم ومربية للاجيال ,بل اتخذت منها وسيلة للمتعة وقضاء الحاجة ,من خلال عدم مساواتها مع الرجل في كافة ميادين الحياة,لذلك تتحمل الانظمة تلك نتائج تردي القيم والاخلاق في مجتمعاتنا .
شكرا لمرورك الكريم وتقبل تحياتي

اخر الافلام

.. نساء فلسطين عندما تصبح الأرض هي القضية


.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر




.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض


.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف




.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير