الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمخض الجبل فولد فأرا

عبد القادر أنيس

2011 / 7 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذه قراءة أخيرة في النقاط المتبقية (10-13) في مقالة المفكر الإسلامي التونسي راشد الغنوشي (الإسلام والمواطنة):
http://www.ghannoushi.net/index.php?option=com_content&view=article&id=417:mouatana&catid=25:fikr&Itemid=2
في النقطة العاشرة يقول ((كما أننا على تمام الثقة في قدرات الإسلام التنموية على صعيد تأصيل فكرة المواطنة في ثقافتنا والديمقراطية والمجتمع المدني، وأن السلم هو الأصل في العلاقة مع غير المسلم، وأن الجهاد لم يجعل أداة للدعوة إلى الإسلام أو لفرضه على مخالفيه أو لاستئصال الكفر من العالم، فكل ذلك مباين لنصوص وروح ومقاصد شريعة جاءت لتعلي من حريات الإنسان وتحيله بعد إقامة الحجة عليه مسؤولية مصيره "ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة" (انظر التفسير) (الأنفال-42) و"لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل" (انظر التفسير) (النساء-165) وإنما هو سبيل لدفع العدوان وإتاحة حرية الاختيار والعبادة للناس آمنين من كل فتنة وإكراه وحسابهم على الله (انظر المؤلف الضخم المهم للشيخ يوسف القرضاوي "فقه الجهاد".)).
لقد قرأنا في النقطة الثالثة التي سبق أن كانت محلة قراءتي، قول السيد الغنوشي: ((وفي السياق الإسلامي تمتّع أهل ديانات وأعراق مختلفة بحقوق المواطنة أو بكثير منها في ظل حكومات إسلامية عبر تاريخ الإسلام الذي برئ من حروب الإبادة والاضطهاد الديني أو العرقي)).
وفي النقطة الرابعة قال: ((لقد تمتع سكان المدينة من غير المسلمين بحقوق المواطنة)).
وفي النقطة الخامسة كتب: ((وبينما تمتع كل الأقوام وأتباع الديانات ممن يقيم في أرض الدولة بحقوق المواطنة)).
وفي النقطة السابعة كتب ((فإذا كانت هذه هي المواطنة قد تحققت في التجربة الغربية في سياق الدولة القومية العلمانية، فتلك واقعة وليست قانونا لأنها قد تحققت قبل ذلك على نحو أو آخر في سياق التجربة الإسلامية وحسبما سمح به مستوى التطور البشري)).
وها هو في هذه النقطة العاشرة يكتب ((كما أننا على تمام الثقة في قدرات الإسلام التنموية على صعيد تأصيل فكرة المواطنة في ثقافتنا والديمقراطية والمجتمع المدني)).
وهو ما يعني أن فكرة المواطنة ليست أصيلة ولا متأصلة في ثقافتنا الإسلامية ولا فكرة الديمقراطية والمجتمع المدني، وبالتي فكل ما قاله سابقا حول وجود مواطنة تمتع بها المسلمون وغير المسلمين في رحاب الدولة الإسلامية مجرد ذر الرماد في العيون، بالنظر إلى أننا مازلنا حتى اليوم، كما يقول، في حاجة إلى تأصيل هذه الأفكار في ثقافتنا، وهو صادق في هذه النقطة، لكن صدقه كان قد صادره هو بنفسه في مزاعم سبق لي دحضها.
وبما أن هذه الأفكار أو القيم ليست أصيلة في ثقافتنا فلا بد أن قيما أخرى تناقضها كانت متأصلة، فالطبيعة تخشى الفراغ، فعدم وجود ثقافة مواطنة متأصلة يعني وجود ثقافة تمييز بين المواطنين تخدش هذه المواطنة، كما يعني وجود الاستبداد محل الديمقراطية ويعني سيادة ثقافة الطائفة والقبيلة والمذهبية المغلقة وما تفرزه من تناحر وتقاتل محل المجتمع المدني. وهذا فعلا ما كان سائدا في المجتمعات الإسلامية شأنها شأن غيرها من المجتمعات البشرية القديمة التي كان يسودها التوحش وإرادة القوة ومنطق الغلبة في ظل الأديان وخارجها. لهذا لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن نعترض على الكاتب وهو يكتب: ((وأن السلم هو الأصل في العلاقة مع غير المسلم، وأن الجهاد لم يجعل أداة للدعوة إلى الإسلام أو لفرضه على مخالفيه أو لاستئصال الكفر من العالم، فكل ذلك مباين لنصوص وروح ومقاصد شريعة جاءت لتعلي من حريات الإنسان وتحيله بعد إقامة الحجة عليه مسؤولية مصيره)).
فلم تكن علاقة المسلم بغير المسلم سلمية، وكيف يكون ذلك بينما حتى علاقة المسلم بالمسلم لم تكون سلمية، بل هي علاقة خضوع وإخضاع ساهمت فيه النصوص الإسلامية غير الدقيقة والقابلة لكل تأويل بحيث أدت إلى تشظي المسلمين باكرا رغم أنها وحدتهم للخروج من صحرائهم لغزو العالم تحت لواء الجهاد وتبليغ رسالة ربهم. لقد كان انتشار الإسلام في القرون الأولى كلها يعتمد على الغزو والاحتلال والاستعباد خاصة عندما تهب الشعوب لمقاومتهم. مصير الأراضي المفتوحة عنوة كما يقول فقهاء الإسلام معروفة: إنها ومن عليها ملكية خالصة للمسلمين يفعلون بها ما يشاؤون: احتلال واستعبادا وخراجا وجزية. لهذا نجد فقه الجهاد يحتل مرتبة عالية بين أبواب الفقه المختلفة.
محاولات الإسلاميين اليوم التنكر لهذا التاريخ خداع في خداع. مازلنا نحفظ ونتذكر كيف كنا نزهو ونفخر، على مقاعد الدراسة في الجزائر، بأقوال جهادية منسوبة إلى عقبة بن نافع الفهري الذي غزا شمال أفريقيا خاصة قولته المدوية التي كانت تهز نفوسنا الصغيرة هزا، عندما أوقف فرسه أمام أمواج المحيط الأطلسي وصاح ((يارب لولا هذا البحر لمضيت في البلاد مجاهداً في سبيلك، اللهم اشهد أني قد بلغت المجهود، ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل من كفر بك حتى لا يعبد أحد دونك)).
كما نتذكر قولة هارون الرشيد المشهورة للسحابة ((شرقي أو غربي فأينما حللت يأتيني خراجك))، وهارون الرشيد نفسه كان، كما يقول المؤرخون، ومنهم ابن خلدون، ((يحج عاما ويجاهد عاما)). ولولا ذلك لما أمكنه توسيع خلافته الإمبريالية التي كانت تكاد لا تغرب عنها الشمس. فلماذا يحاول الغنوشي والقرضاوي التنصل من هذا التاريخ ومن تلك المناهج التعليمية، ويزعم أن النخب العلمانية همشت الإسلام. أليس هذا مجرد خدعة لا غير؟
تاريخ المسلمين لا يختلف في هذا عن تاريخ غيرهم. وما يهمنا هنا أن غير المسلمين رفعوا عن تاريخهم ثوب القداسة وأخضعوه للنقد المتواصل بل واعتذروا لمن ظلمهم هذا التاريخ، أما نحن فمازال التاريخ جاثم على صدورنا، ومازال الأسلاف يتحكمون فينا من قبورهم عبر وكلاء لهم يستغلون هذا التراث كما تستغل حكوماتنا ريع البترول وغيره من الثروات الطبيعية مع الفارق أن الريع الطبيعي ينفد وهذا الريع لا يبدو أنه سينفد قبل أن تنفد تلك الثروات.
لهذا فقول الغنوشي: ((((وأن السلم هو الأصل في العلاقة مع غير المسلم، وأن الجهاد لم يجعل أداة للدعوة إلى الإسلام أو لفرضه على مخالفيه أو لاستئصال الكفر من العالم، فكل ذلك مباين لنصوص وروح ومقاصد شريعة جاءت لتعلي من حريات الإنسان وتحيله بعد إقامة الحجة عليه مسؤولية مصيره))، هو قول يجانب الحقيقة تماما. فنصوص وروح ومقاصد الشريعة تقول عكس ذلك تماما، والمسلمون لم ينطلقوا من صحرائهم لغزو العالم لولا أنهم كانوا مزودين بمبررات دينية واضحة تبيح لهم أسلمة (الكفار) رغما عنهم، بل إن أولى السرايا لغزو العالم بدأت بإمرة النبي محمد، الذي كان قد وعد أصحابه سابقا بخزائن كسرى. كما تبيح لهم في حالة مقاومة الشعوب المغزوة ورفض الخضوع والاستسلام للمسلمين اللجوء إلى الحرب وما ينجر عنها من احتلال واستعباد. وحتى السيد الغنوشي في هذه الفقرة لا يكاد يخفي هذه الحقيقة حتى تنبجس من بين يديه ومن خلفه. ماذا نفهم مثلا من قوله ((بعد إقامة الحجة عليه))؟ هل كان من حق المسلمين أن يقيموا الحجة على غيرهم بالسيف؟ والأدهى والأمر، هل يعقل أن نبرر هذه الحجة اليوم؟ هل كان يجب أن يفتح الناس بلدانهم للغزاة لمجرد أنهم يدّعون أنهم يحملون رسالة ربانية؟ ثم كيف يعقل أن يتخلى الناس عن أديانهم التي ألفوها ولم يعرفوا غيرها لمجرد أن آخرين قالوا لهم إن الإسلام هو الأصح وهو آخر الأديان. وهي حقائق تتطلب منا اليوم، بوصفنا ورثة هذا التاريخ أن ننظر إليها بروح نقدية جريئة، تمهد العقول والمشاعر لقرارات لا بد من اتخاذها حول تدريس هذا التاريخ وحول واجب الاعتراف بأخطائه وواجب الاعتذار لأحفاد المتضررين منه.
في مسرحية للمسرحي الجزائري سليمان بن عيسى، يلتقي القائد الأمازيغي بقائد جيش المسلمين الذي يقول له ((لقد أتيناكم بكتاب الله العزيز، رسالة من محمد فأسلم تسلم)). فيقول الممثل، بتهكم لاذع، على لسان القائد الأمازيغي: جبتو(جئتم بـ) برية (رسالة) مرحبا بكم، بالصح، كنتو تبعثوها مع مرسول، كنا نقروها ونردولكم الجواب، وإلا انتم في عوايدكم تشقيوا (تتعبوا) جيش بسلاحه على جال (من أجل) برية؟ ! فقال القائد العربي: ((إنا قاصدينا فتوح الأندلس)).
http://www.youtube.com/watch?v=6R3tM535KgY
ما ذا تعني عبارة ((بعد إقامة الحجة))، غير التهديد المغلف ثم تبرير الغزو والاحتلال تحت ذريعة نشر الإسلام. الدليل على خطل هذه الفكرة أن الإسلام واصل انتشاره بعد توقف (الفتوحات) بطرق سلمية عبر الدعاة والتجار في أفريقيا ما وراء الصحراء التي احتقرها المسلمون ولم يروا أية جدوى من التوجه إليها، ربما لفقرها من الذهب والفضة أو من حور العين. ولقد انتبهنا ونحن شباب معتزليين بعد أن راح الشك في هذه التاريخ يدب في عقولنا إلى الخدعة التي انطوت عليها قولة عقبة بن نافع الفهري، وكنا نتهكم منها قائلين: أما كان يمكن أن يتوجه جنوبا نحو بلاد أفريقيا ما وراء الصحراء وأسلمة شعوبها الوثنية بدل التفكير في خوض غمار المحيط ثم التراجع ليقتل في كمين نصبه له القائد الأمازيغي كسيلة، ثم يقرر خلفه ركوب البحر وقطع المضيق وغزو أهل الكتاب في أسبانيا لولا جاذبية الغنائم؟ !
ينهي الغنوشي هذه النقطة بقول أبشع مما سلف: ((وإنما هو سبيل لدفع العدوان وإتاحة حرية الاختيار والعبادة للناس آمنين من كل فتنة وإكراه وحسابهم على الله (انظر المؤلف الضخم المهم للشيخ يوسف القرضاوي "فقه الجهاد".)).
فأي عدوان تسبب فيه المصريون وأمازيع شمال أفريقيا على المسلمين وهم الغزاة لا المغزوون؟ وأي ((إتاحة لحرية الاختيار والعبادة))، هل بين أيدينا روايات تفيدنا أن الناس في تلك البلدان المغزوة طلبوا من المسلمين مساعدتهم على حرية الاختيار للتحول عن أديانهم؟ ومتى كان للناس حرية الاختيار بين أديانهم والأديان الأخرى مهما كانت من البساطة والوثنية؟ وهل إتاحة حرية الاختيار تعني الاحتلال والأسلمة القسرية والتعريب والتربع على العروش قرونا من الزمن؟
في النقطة الحادية عشر يكتب الغنوشي: ((إننا لا نجهل أنه بدوافع رد الفعل على سياسات دولية عدوانية ضد الإسلام وأهله ، وضد حكومات فرضها الغرب على أمة الإسلام ، وبأثر الجهل بالإسلام، انبعثت من داخل الإسلام نفسه تيارات مضادة لقيمه الإنسانية العليا تسيء إليه أيما إساءة ، وتقدّم وقودا للنار التي يلهبها أعداؤه من حول قيمه لربطها بالإرهاب، وبالعداوة لكل ما ناضلت البشرية من أجله من حريات وحقوق وعدالة وحقوق للنساء وللأقليات وفنون جميلة، وعلاقات دولية يسودها السلم باعتباره الأصل في علاقة الإسلام مع غير معتنقيه لا الحرب والقوة. ولكن الإسلام إذا كان رسالة الله الأخيرة إلى خلقه ورحمته بهم فلن يضيّعهم وبالخصوص في زمن ثورة المعلومات والتواصل البشري والانكشاف المتسارع للحقائق وتزايد الحاجة للرواسي في زمن تزلزلت فيه اليقينيات، واستبدت الحيرة)).
وهذا بدوره كلام فيه الكثير من التزييف للحقائق والالتفاف عليها والتنصل من المسؤولية. لقد ظل الغنوشي وصحبه من الإسلاميين يتهمون الحكام العرب بالعلمنة والعداء للإسلام وتهميشه والعمالة لقوى الكفر، كما ظلوا يعبئون الشباب للجهاد من أجل الخلافة الإسلامية، وقوله ((إننا لا نجهل أنه بدوافع رد الفعل على سياسات دولية عدوانية ضد الإسلام وأهله، وضد حكومات فرضها الغرب على أمة الإسلام)) لا يمكن أن يفسر ظاهرة الإرهاب التي عمت كل بلداننا بما فيها تلك التي لم تهمش الإسلام وتلك التي لم تكن حليفة للغرب، وعندما آمن الشباب المسلم بهذه الأفكار ونهضوا لتغيير (المنكر) بالسيف عند الاستطاعة كما يدعوهم إلى ذلك دينهم، اعتبره الغنوشي جاهلا بالإسلام وإرهابيا. ماذا نتوقع من شباب تلقن في المدرسة وفي المسجد وفي ووسائل الإسلام بأن الغرب يمارس عدوانية ضد الإسلام وأهله وبأن حكوماتنا كافرة عميلة لا تحتكم إلى الإسلام، ماذا نتوقع منه أن يفعل غير تحويل الكلمات إلى رصاص؟ ماذا ننتظر منه أن يسلك تجاه ((حكومات فرضها الغرب على أمة الإسلام)). ألا تكون هذه الحكومات كافرة أو بالأحرى مرتدة ويجب القضاء عليها؟
قول الغنوشي إذن ((وبأثر الجهل بالإسلام، انبعثت من داخل الإسلام نفسه تيارات مضادة لقيمه الإنسانية العليا تسيء إليه أيما إساءة ، وتقدّم وقودا للنار التي يلهبها أعداؤه من حول قيمه لربطها بالإرهاب، وبالعداوة لكل ما ناضلت البشرية من أجله من حريات وحقوق وعدالة وحقوق للنساء وللأقليات وفنون جميلة، وعلاقات دولية يسودها السلم باعتباره الأصل في علاقة الإسلام مع غير معتنقيه لا الحرب والقوة)) قول غير مسؤول وهو يتنصل من مسؤوليته تجاه ظاهرة الإرهاب التي عمت العالم بأيدي شباب أشرف هو وغيره من شيوخ الوهابية والإخوان المسلمين على تكوينهم. فأي إسلام يجهله هؤلاء الشباب؟ هل أخطأ الشباب أم أخطأ شيوخهم؟ هل أخطأ من اتهم الحكومات العربية والغربية بمعاداة الإسلام أم أخطأ من آمن بهذا الكلام ووضعه موضع التطبيق وعمل على تصحيح هذ المنكر؟ هل أخطأ من كان يتهم كل المجتمعات العربية بالجاهلية (سيد قطب) ويتهم الديمقراطية والعلمانية بالكفر(القرضاوي والغزالي وتلميذهم علي بلحاج في الجزائر) أم أخطأ من آمن بكلامهم وقام يحارب الجاهلية تأسيا بسيرة نبيه الضحوك القتال! كما وصف نفسه، كما قام يحارب الخونة وأعداء الإسلام؟ هل أخطأت الدوائر الأصولية المتحالفة مع حكومات البترودولار الوهابية التي ضخت الملايير لتعبئة الشباب المسلم لمحاربة الكفار في أفغانستان والشيشان والبوسنة ثم قبل أن يعودوا ليمارسوا جهادهم في البلاد العربية (العلمانية) أم أخطأ الشباب المسلم حين رفض الانصياع لأوامرهم عندما قالوا له: انتهت مهمتك وعليك بإلقاء سلاحك والعودة إلى بؤسك وصبرك رغم أنه يرى في الميدان أن مهمته لم تنته وأن الأعداء الذين وصفوهم له مازالوا في أماكنهم. بل بعد أن اكتشف أن هؤلاء الشيوخ كانوا يضحكون على ذقنه وأنهم كانوا يتحالفون وراء ظهره مع من وصفوهم بأعداء الإسلام، تحول ضدهم فصاروا في نظره علماء السلطان لا علماء القرآن.
كيف نصدق الغنوشي وهو يصف الحركات الجهادية لشباب آمنوا بما تعلموه عن الإسلام، حد التضحية القصوى، بأنهم ((تيارات مضادة لقيمه الإنسانية العليا تسيء إليه أيما إساءة))؟ كيف يستقيم الظل والعود أعوج؟ أليس الغنوشي نفسه وغيره من الشيوخ هم الذين ظلوا ومازالوا ينظرون إلى كل ((ما ناضلت البشرية من أجله من حريات وحقوق وعدالة وحقوق للنساء وللأقليات وفنون جميلة، وعلاقات دولية))، نظرة عدوانية ولا يقبلونها إلا إذا توافقت مع تعاليم الإسلام القروسطية؟ من المسئول عن بناء هذا الصرح المنيف من الفكر الأصولي الوهابي الذي هيمن على كل حياتنا ولوث تعليمنا ومؤسساتنا وشوارعنا إلى غاية أسرنا؟
وماذا نفهم من قوله ((ولكن الإسلام إذا كان رسالة الله الأخيرة إلى خلقه ورحمته بهم فلن يضيّعهم وبالخصوص في زمن ثورة المعلومات والتواصل البشري والانكشاف المتسارع للحقائق وتزايد الحاجة للرواسي في زمن تزلزلت فيه اليقينيات، واستبدت الحيرة))؟ هل نفهم منه أنهه يعتبر نفسه وصحبه وكلاء الله على البشرية الضالة؟ أليس هو الله القائل: إنما إمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون؟)
لعلنا نجد الإجابة في النقطتين الأخيرتين. ففي النقطة الثانية عشر يقول: ((يبقى العاصم الأساسي من الضلال هو الالتزام بموجّهات الشريعة، وهي موجهات لا تكبل العقل ولا تحد من نشاطه بل تطلقه حرا طليقا مزوّدا بأنوار تهديه ومقاصد تحميه من الضلال وبيقينيات تعمر القلب وتجنّبه الحيرة)). فماذا بقي للدولة المدنية التي ينادون بها كنقيض للدولة العلمانية؟ هل يمكن الالتزام بموجهات الشريعة خارج الدولة الدينية الثيوقراطية التي يتحكم فيها رجال الدين بوصفهم وحدهم المؤتمنين على هذه الشريعة وفهمها وتطبيقها؟ ثم ما هو العقل الذي لا تكبله هذه الشريعة اليوم بينما كبلته طوال القرون بعد أن قضت على الإنجازات الحضارية العقلية التي عرفتها الحضارة العربية الإسلامية خلال القرون الأولى قبل أن يؤدي تحالف الاستبداد والدين إلى تعطيل العقل نهائيا؟ ومازال الغنوشي يوجه نفس الضربات التي وجهها أسلافهم النقليون للعقل في قوله عنه: ((... وتلك الطامة الكبرى الواقعة: غرور العقل بما كسب وزعمه إمكان تنظيمه الحياة ونيل السعادة بمغنى عن الله خالقه سبحانه ورسله، فتألّه، بل أعلن موت الله!! وإنما هو قد أمات نفسه وفقد البوصلة ودخل في مهمه وظلمات وفوضى بلغت حد تهديد الحياة جملة وتدمير الأسرة)).
أليس هذا العقل، يا مولانا، هو الذي كان وراء ((ما ناضلت البشرية من أجله من حريات وحقوق وعدالة وحقوق للنساء وللأقليات وفنون جميلة، وعلاقات دولية))، أم عقلك الإسلامي المستنير بموجهات الشريعة كما زعمت؟
وبعد كل هذه المنازلة الدونكيشوتية لإثبات وجود المواطنة في الإسلام نرى شيخنا يلتف عليها في قول غريب عجيب غامض يختم به هذه المقالة بالنقطة الثالثة عشر: ((كل هذا لا يؤكد الجدوى الإجرائية والقيمية لمفهوم المواطنة ولو في الحد الأدنى من معناه وهو الاعتراف -ولو النظري- لكل سكان بلد بحقهم في امتلاك البلاد بالتساوي، أي بشرعية أن تكون لهم حقوق وفرص وعليهم واجبات متساوية أمام قانون عادل، يقوم على المساواة لا على المحاباة وعلى الاعتراف بكبرى اليقينيات الكونية أن لهذا الكون خالقا آمرا عادلا رحيما)).
كل هذا التنظير من أجل علمانية عرجاء تطالبنا بالاقتناع بالحد الأدنى وبالاعتراف -ولو النظري- بحقوق المواطنين؟ فما أبدع من قال: تمخض الجبل فولد فأرا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مهما جمل القبيح لن يتجمل ؟
سرسبيندار السندي ( 2011 / 7 / 17 - 22:59 )
بداية تحياتي لك أيها المبدع عبد القادر أنيس وتعليقي ؟
1 : مهما حاول شيوخ الدجل والخديعة أن يجملو ألإسلام فلن يفلحو ، مادامو يفخرون بالتقية والسير للوراء وليس للأمام ، ومادامو يقدسون الجهل والجهالة ويحولون الحلال حرام ، وما دامو يكفرون الفكر والعقل والعلم والحب والسلام ؟
2 : فلا الغنوشي ولا القرضاوي ولا غيرهم يستطيعون أن يجملو القبح الذي في السنة والقرأن وألإسلام ولو بعد مئة عام ، بدليل ما نراه من نفاق من شيوخ وفقهاء وطغاة وحكام ؟
3 : فإذا كان الدين كله لله في ألإسلام ، فكيف يرضى ألإله إذن بزكاة من كفار وكلام ، أم أن في الموضوع إن ، وأل محمد كأل صدام ؟
4 : أخر الكلام الحب دين الطيبين ، وليس دين من يفلسون القتل بأيات كلها فسق وتجني وحرام في حرام ، والذين لازلو حتي يومنا يعبدون إله القمر الذي شعاره فوق المساجد والجوامع وهو ألأكبر في ألأصنام ؟
5 : والسؤال متي تستفيق أمة لاتعرف إلا الكسل والكلام ؟


2 - حرامية ثورة الشباب
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 7 / 18 - 09:09 )
تحية للاستاذ عبد القادر وللصديق السندي
الذي حصل في العراق الجديد هو تربع الاحزاب الدينينة والذي نخشاه في الربيع العربي هو تسمم هواء هذا الربيع بالمتاسلمين السياسيين, وعبد القادر سبق الجميع بفضح الظلاميين ..حرامية ثورة الشباب


3 - تصحيح
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 18 - 09:58 )
كان يجب أن أكتب في السطر ما قبل الأخير (مواطنة عرجاء) وليس (علمانية عرجاء)، فمعذرة


4 - إلى السندي
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 18 - 11:16 )
شكرا للأخ السندي على المرور والتعليق والإطراء. طبعا يجب نعرف أن القوة العظيمة التي يتمتع بها هؤلاء الشيوخ مصدرها جهل الناس بحقائق الدين ومختلف المعارف. وهو ما يلقي على عاتق النخب مسؤولية كبيرة لتحرير العقول من هيمنة هؤلاء.
بالنسبة لسؤالك الأخير: تاريخ البشرية بين أنه كلما توسعت مساحات العلم والمعرفة والوعي كلما ضاقت المساحات التي يهيمن عليها هؤلاء.
تحياتي


5 - إلى جسام
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 18 - 11:56 )
شكرا جاسم على المرور والتواصل والإطراء. بالنسبة لحرامية الثورة، يبدو لي أن الإسلاميين لا يمكن أن يعيشوا خارج أجواء الاستبداد، سقوط الاستبداد سوف يجرفهم وراءه لا محالة. . لو حكموا ومارسوا الاستبداد والقمع والإرهاب فستكون نهايتهم ولو بعد مدة معينة، ولو قبلوا بالديمقراطية فستكون نهايتهم مع ازدياد التنوير والعقلانية.
الاستبداد هو الحاضنة المناسبة لهم لهذا لم تأت المبادرة منهم رغم قوتهم وتنظيمهم.
تحياتي


6 - بوركت وشكرا
farouk mourad ( 2011 / 7 / 18 - 14:16 )
كيف انت يا اخ عبد القادر قامة فكرية سامقة ولا نسمع بك في الجزائر .خسارة ان يتوارى المخلصون والواعون ويتصدر الساحة الغوغائين واشباه المتقفين .اعتقد انه لو قيض للجزائر الف مثقف مثلك فقط ما كان حالها على هذا الشكل المزري . وهل يا ترى تؤيد القضية الامازيغية العادلة ام لا ؟


7 - أستاذ الأساتذة
محمد بن عبدالله ( 2011 / 7 / 18 - 14:58 )
لا يمكن اضافة كلمة إلى مقالات أستاذنا المبدع ذو العقلية التحليلية الكارتيزية عبد القادر أنيس..لذا ورغم متابعتي لكل ما يكتب لم أجرؤ أبدا على التجاسر بتعليق فأمام العالم على الجميع الصمت والانصات

اليوم أضيف مداخلة صغيرة كاستغاثة وتحذير مما تنحدر إليه الأمور في مصر..ف(عيال الثورة) المؤدلجين القومجية المتأسلمين منعدمي كل حس سياسي كشفوا عن أهدافهم الدكتاتورية الرامية إلى قطع مصر عن العالم الغربي المتقدم لالحاقها بأفغانستان وبفلول الماركسية المنقرضة
بعد جرائم عصور عبد الناصر والسادات ومبارك ينتظرنا الأسوء على يد هؤلاء الأقزام المغرورين !




8 - إلى مراد
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 18 - 18:46 )
شكرا سيد فاروق مراد على المرور والتعقيب. الكتابة في مواقع إنترت توفر لمن أراد أن يعبر عن آرائه بكل حرية مجالا فسيحا لا يمكن أن يجده في الصحافة الموجهة للجمهور العريض. أنت تعرف أن الصحافة الجزائر خاصة المكتوبة بالعربية متخلفة وأصولية. تتملق الناس ولا تجرؤ على تناول الطابوهات. صحيح هي جريئة جدا هذه الأيام في نقد النظام وهي بذلك تخدمه بقصد أو بدون قصد لأنها توهم الناس أن هناك حرية تعبير في البلاد وتحرف وعيهم، لكنها أول من يهاجم الأحرار الذين يتناولون الطابوهات بالنقد مثل الدين واللغة والهوية والمرأة. ولعلك لاحظت ما أحدثته زيارة أدونيس للجزائر وتعبيره عن رأيه في بعض القضايا. وكيف دفع أمين الزاوي مدير المكتبة الوطنية الثمن وعزل من منصبه.
القضية الأمازيغية عادلة طبعا. للأمازيغ الحق في ترقية لغتهم وفي تصحيح النظرة لهويتهم التي أساء إليها التاريخ الرسمي الإسلامي العربي، الذي حول الغزاة إلى أبطال وطنيين وأبناء الوطن الأحرار المقاومين خونة طواهم النسيان. مع ذلك يجب الحذر من الانغلاق في الهويات القاتلة
تحياتي


9 - إلى محمد بن عبد الله
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 18 - 19:15 )
شكرا أخي محمد على المرور والتعقيب والإطراء. هذه التحولات الجارية في الساحة العربية مهمة جدا مهما كانت سلبياتها الحالية. قناعتي أن الأصولية لا تنتعش إلا في أجواء الاستبداد الحليف الطبيعي لهم مهما حاولوا الظهور بمظهر المعادي له. الاستبداد هو الذي فشل في تنوير الناس وتعليمهم تعليما عصريا عقلانيا كما رأينا مع الأنظمة التي ذكرتها. وسقوط الاستبداد سوف يؤدي لا محالة إلى سقوطهم. لقد ركب الإسلاميون موجة الثورات وهم يحاولون السطو عليها وقد ينجحون نسبيا ولكنهم سيخسرون في كلا الحالتين: في حالة تسلم السلطة والغرق في مشاكل تستعصي على أي حل من الحلول الوهمية التي يروجون لها. وفي حالة انتصار الديمقراطية سوف تتسارع وتيرة الحريات والتنوير .
مهمة الديمقراطيين والعلمانيين هي فضح نواياهم بشتى السبل حتى يتخلى الناس عن أوهامهم في أقرب وقت وينخرطوا في حياة اجتماعية وسياسية وحزبية وجمعوية عصرية كسبيل وحيد لممارسة المواطنة الحقيقية.
تحياتي


10 - تنميرت
farouk mourad ( 2011 / 7 / 18 - 19:32 )
شكرا جزيلا على التوضيح . لكن اعتقد انه يمكن تنوير الناس بطريقة ذكية بدون تسفيه معتقداتهم بطريقة مباشرة.بأن نبين لهم مزايا الحرية والديمقراطية والعلمانية .ان الاقلام التنويرية التي تكتب بالغة العربية في الجزائر قليلة ان لم تكن منعدمة.ان توعية العامة عمل نبيل وعظيم يحتاج الى صبر وطول نفس واعداد خطة ذكية حتى يفهم الناس وحدهم ان مقدساتهم ما هي الا فكر بشري ضيق و احادي يزرع الكراهية والبغظاء بينهم ويطمس المعرفة العلمية عندهم بطريقة بشعة.ولكن في نفس الوقت يجب توفير البديل اذ ان شعوبنا للاسف لا تعيش بدون غيبيات .لم لا يكون إلاها رحيما متسامحا عطوفا على كل البشر.يعني ان تمحى عن الاذهان مسألة تقديس النصوص وتقدم لهم تأويلات مبتكرة تتماشى مع قيم الانسانية بطريقة ذكية ومبتكرة.ربما يكون تطويرا لأفكار الشيخ العلماني القبانجي مثلا .وحينها سنخرج شعوبنا من المحنة دون ان نصدم شعورهم وثوابتهم . مع تحياتي واحتراماتي


11 - الغنوشي كاذب ومدعي لا يستحق قيادة قطيع غنم
الحكيم البابلي ( 2011 / 7 / 18 - 19:54 )
صديقنا المفكر قادر أنيس المحترم
شكر دائمي على جهودك التي تقدم لنا فكراً مُقشراً من مُخجلاته الدينية والسياسية
لا شيئ يُثير حنقي قدر الطريقة الإسلامية المعتادة في خلط ألأوراق وقلب المفاهيم ولي عنق الحقائق وبلا أي نوع من الخجل والحياء أو حتى الشروع بالخجل
حسب مقالك ، يقول الغنوشي المُدعي الكاذب : (( وفي السياق الإسلامي تمتع أهل ديانات وأعراق مختلفة بحقوق المواطنة أو بكثير منها في ظل حكومات إسلامية عبر تأريخ الإسلام الذي برئ من حروب الإبادة والإضطهاد الديني أو العرقي )). إنتهى
يعني هذا الغنوشي زَوَرَ كل كلمة جائت عبر تصريحه المُخجل هذا
فكتب التأريخ تضج وتزدحم وتتصارخ بكل الإنتهاكات اللا إنسانية التي مارستها دولة ألإسلام أينما حلت ، ولا تزال تُمارسها ، وأعتقد أن الكثير من المسلمين يتباهون بتواجد بعض من ليس على دينهم لحد اليوم في بلدانهم الإسلامية ، ويعتبرونها مكرمة ومواطنة وتمتع بالحقوق !!، وهذا للأسف تفكير بائس وساذج وجاهل
أما عن حروب الإبادة والإضطهاد الديني والعرقي !!!، فأتحدى كل التأريخ لو كان هناك قوم مارسوا هذه الجرائم بالحجم والطريقة والقباحة التي مارسها الإسلام
تحياتي


12 - الغنوشي الكداب
قطيفة ذياب ( 2011 / 7 / 18 - 20:17 )
هل تنكر ايها البابلي الحكيم على ان افضع ابادة يعرفها التاريخ حاليا هي عنصرية النازية الدي كادت ان تقطع دابر اليهود بصليبها المعكوف


13 - إلى مراد
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 18 - 20:32 )
لا شكر على واجب أخي فاروق.
سمعت وشاهدت القبانجي عدة مرات. طريقته ذكية وجريئة. وكل الطرق متكاملة وتؤدي إلى روما.
تقديري أنه يجب أن نثق في ذكاء الناس ونخاطبهم كمسؤولين وراشدين. رأيي أننا كعلمانيين ارتكبنا أخطاء جسيمة سابقا ساهمت في تقوية الإسلاميين. كأن نقول الإسلام فيه كل الحلول وحاشاه، المشكل في فهمه، أو نقول بأن رجال الدين لا يمثلون الإسلام، أو نقول بأن الناس غير ناضجين لتقبل هذه الأفكار!!!
رأيي أن الأولوية يجب أن تُعطى لخلق نخب قادرة على فهم متطلبات العصر، وهي التي عليها تأطير نضالات الناس اليومية. لا بد أنك تتذكر أن الناس عندنا انتخبوا حزبا إسلاميا يكفر الحريات والديمقراطية وأدى ذلك إلى كارثة. فماذا بعد هذا؟
المطلوب من المتعلم (طالب، معلم، موظف...) أن يكون على قدر من التسامح والاستعداد لوضع قناعاته موضع تساؤل، وإلا لن ننتظر منه خيرا.
تخلف مجتمعاتنا وأوطاننا عويص وركب الحضارة العالمية لا ينتظرنا، ومن أجل هذا يجب أن نصدم الناس في قناعاتهم. مهادنة الدين ورجاله جربت وهي مستمرة منذ قرن وزيادة ولم تحقق نتائج، بل حدث العكس، فحتى المكتسبات العلمانية السابقة تم التراجع عنها.
تحياتي


14 - إلى المعلق 12
محمد بن عبدالله ( 2011 / 7 / 18 - 20:49 )
استسمح الحكيم البابلي في الرد

في القرن العشرين وحده فاق ضحايا المجازر الاسلامية (أرمن-سريان-يونانيين في الدولة العثمانية) و مذابح تقسيم الهند لخلق باكستان على أساس ديني ثم مذابح جنوب السودان ودارفور والجزائر وغيرها بمرّات أعداد ضحايا النازية

ناهيك عن 13 قرنا سبق مارس فيها المسلمون (جهادهم) على الشعوب الآمنة فحابوا وقتلوا وروعوا وسبوا نساء مكما أمرهم كتابهم الكريم

النازيين ملائكة إذا قورنوا بهؤلاء

ألم تعرف ما فعل ابني عثمان بالصرب وبأبناء شرق أوروبا؟ إقرأ قليلا عن الانكشارية الذين كان على القرى المسيحية تسليمهم للدولة أطفلا ليعودوا بعد سنين فرسانا سفاحين يغتصبون أمهاتهم وأخواتهم (تفضل بالقراءة عن الدوشرمة)!

كراهية الصرب لمن تأسلم منهم لها مبرراتها التاريخية على أرض الواقع مما جعلهم مستعدين للقتل في سبيل عدم عودتهم تحت حكم دولة مسلمة

تذكر تيمورلنك المسلم وخالد وعمروبن العاص وغيرهم وغيرهم


15 - إلى قطيفة ذياب
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 18 - 21:13 )
شكرا قطيفة. إذا أزعجك حكم الحكيم البابلي من منطلق إسلامي، فالإسلاميون لا يعترفون بمصداقية قصة الهولوكست ويقدرون عدد الضحايا اليهود بمئة ألف فقط وليس بستة ملايين! وكأن مائة ألف شوية، أما إذا كان هاجسك لوجه الحقيقة، فمن حقك أن تبدي هذا النقد. تاريخ المذابح في تاريخ البشرية فضيع وأفضع منه تاريخ المذابح الدينية لأن القتلة يقتلون باسم الله وباسم قيم يزعمونها سامية رحيمة عادلة. تاريخ المسلمين لا يقل فضاعة عن تاريخ المذابح النازية: الفارق الوحيد في أدوات الإبادة ولهذا قد يختلف العدد. قديما: بنو قريضة، مذابح الحجاج، مذابح العباسيين ضد بني أمية، وحديثا: مذابح أندونيسيا ضد الشيوعيين ومذابح إيران ضد (أعداء) الثورة ثم المذابح المتبادلة بين العراق وإيران ومذابح الجهاديين في الجزائر والسودان وأفغانستان ومذابح العراق الحالية، وأغلبها وراءها الهوس الديني، ويقدر الضحايا بالملايين وأغلبها مدنيون مسالمون.
لا يجب أن نتوقف عند العدد، فقتل مائة لا يقل فضاعة عن قتل مليون عندما يكون القتلى أبرياء مسالمين ليسوا طرفا في النزاعات.
تحياتي


16 - شكرا للاخ الكاتب
قطيفة ذياب ( 2011 / 7 / 18 - 22:32 )
اشكرك على الرد والايضاح، ان القرأة للجرائم الدينية يجب ان تكون من زاوية محايدة والا تفقد اهميتها لان تاريخ اوربا القديم والى حد تاريخ المعارك التي كانت تدور بين حاملي رايات الله اكبر وريات الصليبية كانت ولازالت لحد الان تنطلق من الشمال الى الجنوب من نصفي الكرة الارضية
علاوة على ذلك فان المعارك الطاحنة بين طوائف الدين المسيحي لاتزال علاماتها بارزة لحد يومنا هذا والبريطانيون مثلا هم بانفسهم يعترفون بان امبراطوريتهم التي لا تغيب عنها الشمس قد بنيت على عظام ضحايا الحروب الدينية
من يدعي بان التاريخ الاسلامي هو الاكثر دموية اطلاقا لم يقرا حرف من تاريخ اوربا ونستبعد هنا امريكا مثلا لان حروب ابادته لشعوب اخرى كانت ولم تزل لحدما قومية
اريد ان اقول ان استعمال الدين كسلاح في المعركة لا ولم يقتصر على المسلمون فقط فهو اخر الاديان السماوية واخذت تجارب سابقاتها جاهزة واضافت عليها
اتنكر قتل هابيل لاخيه قابيل على اساس ديني
البسطاء في اي المجتمع هم الاغلبية دائما والشعارات الدينية ترد صداها بينهم بشكل يشجع الحكماء على مر العصور ان يزيدو من هذه الشريحة في المجتمع اي البسطاء ليكون كلامهم مسموع


17 - توضيح إلى قطيفة
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 18 - 23:38 )
طبعا أنت تعرفين أن تناول تاريخ الحروب الدينية في أوربا الآن هو بمثابة النفخ في الرماد لأن القوم هناك أدوا ما عليهم تجاه تاريخهم نقدا وتنديدا وشجبا بل واعتذارا وتخليا عن نزعات الهيمنة وهي المهمة التي لم نقم بها نحن ولا شيوخنا حتى الآن. مشكلتنا نحن في العالم العربي من نوع آخر لا علاقة لها بالتاريخ، ولا تهدف إلى البحث العلمي الأكاديمي. هي مشكلة انسداد حضاري نعاني منه منذ قرون بسبب هيمنة الدين على حياة الناس وعرقلة كل نهضة عقلية علمية حرة.
لقد عارض رجال الدين المسلمين باسم الدين منذ بداية النهضة كل خطوة للاستفادة من تجارب الأمم الحية بحجة أن لنا في موروثنا الروحي ما يغنينا عن تقليد الكفار. حتى استخرجوا من الدين علوم الدنيا كلها بالإضافة إلى علوم الدين وتسببوا في أضرارا مدمرة على الأجيال.
من أجل هذا يجب أن نعمل على كشف وتعرية أكوام الكذب والخداع والانتقائية والتحايل لديهم علنا نساهم في رفع هيمنتهم على عقول الناس وأبدانهم.
شخصيا لا أعتقد بتاتا أن هدفنا هو نقد الإسلام والانتصار للمسيحية أو لدين آخر بينما نطالب بحرية الاعتقاد.
تحياتي


18 - الأستاذ عبد القادر أنيس المحترم
ليندا كبرييل ( 2011 / 7 / 19 - 10:07 )
أستاذ حتى قول عقبة بن نافع الذي حفظناه مثلكم أشك فيه ، هم واضعوه ، إنه شيء من نوعية الأغاني الحماسية أيام السقوطات المدوية في عصرنا القريب هذا، لرفع همة الشعب تجاه دينه . وبدءاً من القرضاوي الذي أجدت كثيراً وها أنت أيضاً مع الغنوشي وعقبال الآخرين تكتسحهم بقلمك النافذ ، كلهم ليسوا أغبياء ، يجمّلون الإسلام حتى لا يدب الشك في نفوس أتباعه ، فصنعوا لهم تاريخاً زوزقوه على كيفهم ليمشوا مصالحهم السياسية والاقتصادية أيضاً ، معتمدين على جهل الشعب . إنهم بالأصل لا يعرفون كلمة الوطن ولم ترد في أدبياتهم إلا حديثاً فإذا قالوا ديموقراطية .. بحبشوا فيما لديهم لاستخراج ما يؤكد وجودها منذ السيد محمد ، وإذا قيل حرية ..، مساواة حقوق ، كله كله سيستخرجونه لنا بشكل أو بآخر ، وإذا جادلتهم زينوا لك الجزية وعبارة ( وجادلهم بالتي هي أحسن) وغيرها الكثير وأعطوها معاني ذات أبعاد خرافية . قلت في بداية المقال قراءة أخيرة ، فمنْ سيأتي بعده هذا وذاك ؟ أنت لهم أستاذ فأنِرْنا وتسلم إيديك


19 - إلى ليندا
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 19 - 11:13 )
شكرا ليندا على المرور والتشجيع. طبعا أنت تعرفين أن جزءا كبيرا من التراث مشكوكا فيه أو على الأقل لا يمكن البرهنة على وجوده نظرا إلى أن التدوين بدأ متأخرا بأكثر من 150 سنة عن قائلي هذه الأقوال ولا يمكن للنقل عن طريق الذاكرة ألا يحدث فيه التغيير والتحريف بل والانتحال الضروري لمقتضيات اللحظة. كما تعرفين أن نقد هذا التراث ما كان يهمنا لو لم يكن مستغلا من طرف أعداء الحرية والتقدم. قول عقبة إذن قد يكون خرافيا، ومثله خطبة طارق ابن زياد، وهناك من يشك في وجود محمد وقرآنه بالنظر إلى غياب الأدلة المادية ولكن حراس التراث يستغلون كل هذا لخلق التطرف ثم يحاولون التنصل منه انتهازية أو خداعا أو جبنا وهذا مرادي.
تحياتي


20 - ضرورة البدء بالأهم.
حمدان عليان ( 2011 / 7 / 19 - 19:54 )
أشكرك السيد أنيس على نشاطك و اجتهادك في الدفاع عن التوجه العلماني الهادف الى نشر الوعي المدني و السياسي البناء.غير اني لا أوافقك في التركيز على نقد الدين ، بالضبط كما أشار الأخ فاروق مراد..و ذلك لأن فكرة الدين كاعتقاد ترسخت في النفوس بشبكة معقدة من العوامل النفسية و الاجتماعية و التاريخية و غيرها مما يصعب استبيانه بوضوح .ثم ان الدعوة لبناء مجتمع متطور تحترم فيه مبادئ حقوق الانسان لا تستدعي اقناع الناس بالتخلي عن معتقداتهم من حيث هي خصوصيات ذاتية تمارس بشكل فردي أو جماعي كما هو واقع في أنظمة المجتمعات المتقدمة بشرط القبول بفصلها عن السياسة.
أنا أعتقد أن مهمة الفكر العلماني هو نشر الوعي المدني الذي يتطلب الفصل بين مقومات الحياة الدنوية التي تتطلب اكتساب العلم و التقنية لتسخير الطبيعة كما تتطلب رشاد الادارة و السياسة لضمان أكبر قسط من الحرية و العدالة بين المواطنين . و بين مقومات الحياة الروحية التي تستمد استمرار وجودعا مما يصعب عقلنته نفيا أو اثباتا.
دمت بخير.


21 - إلى حمدان عليان
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 19 - 22:03 )
شكرا سيد حمدان التعليق والإطراء. رأيي أن (الدعوة لبناء مجتمع متطور تحترم فيه مبادئ حقوق الانسان (التي) لا تستدعي اقناع الناس بالتخلي عن معتقداتهم) مستحيلة، ببساطة لأن مبادئ حقوق الإنسان تتعارض مع معتقدات الناس الدينية. فعلينا أن نختار بين التخلي عن مبادئ حقوق الإنسان أو نقد يقينيات الناس الدينية؟
لقد توالت أجيال من المثقفين منذ عبده ممن هادنوا الدين وشيوخه، وخرّجت جامعاتنا الملايين في شتى الاختصاصات بعقول غير علمية وغير مفيدة.
نحن لا نطالب بتخلي الناس عن الدين، بل نطالب بأن يقبلوا بينهم، على الأقل، من يريد أن يتخلى عنه ويعيش خارج هيمنته ثم البقاء للأصلح. النخب التي يجب أن تؤطر نضالات الجماهير يجب أن تكون علمانية علمية متحررة تماما من أوهام الدين. التجارب (التقدمية) السابقة عندنا فشلت لأنها تعاملت مع الناس كقصر وسذج ومؤمنين يتوجب إخفاء الحقائق عنهم. ومن أهم الحقائق خرافة الأديان. ماذا يجب أن نفعل؟ هل نقبل تحريم تدريس نظرية التطور مثلا لأنها تدحض يقينيات الناس الدينية، أم نتوقف عن المطالبة بتحرير المرأة لأن يقينيات الناس الدينية لا تقبل؟
يتبع


22 - كيف تم نشر الإسلام ؟
أمناي أمازيغ ( 2011 / 7 / 19 - 22:27 )
تحية طيبة للكاتب ، مباشرة بعد تلك المحاضرة الشهيرة للبابا بنيديكت ، والتي توقف فيها عن التاريخ الإسلامي الملييء بالدماء والغزوات وضرب الرقاب ، اهتاجت المجتمعات الإسلامية كعادتها ، في ضروف من الصخب والتنديد والتهديد ، دون أن يحتكمو إلى العقل أو يفكرو في فحوى ما جاء به أب الكنيسة الكاثوليكية ، وحقيقة الأمر أن ما جاءت به رسالة البابا لا تخرج عن نطاق الواقع الأليم للمسلمين ، وهو أن الإسلام لم ينتشر بطريقة سلمية وحضارية، وانما إنتشر بحد السيف ،لكن للأسف لم يكن هم المسلمين انذاك أن يدخل الناس أفواجا في ديانتهم ، لكن كان شاغلهم هو الحصول على الغنائم و الوصول إلى مواقع السلطة، وإحتلال الأراضي و يتم تغليف كل هذه الأطماع بنشر الإسلام ، فإذا كان هذا هدفهم فلماذا يحتل العرب هذه البلدان لحد الأن؟؟، ولماذا لا يتركوها لشعوبها الأصلية بعد أن بلغو الرسالة كما يزعمون ؟ لكن هذا إن كان يدل، فإنه يدل على أن هذا الدين تمت صناعته لغزو الشعوب الأخرى واحتلالها مدى الحياة .


23 - إلى أمناي أمازيغ
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 20 - 16:21 )
شكرا للفارس أمازيغ، في الحقيقة، كان الأمر في البداية احتلال كما رأيت أنت، لكن الأمر بدأ يختلف بعد مدة القصيرة بعد أن اعتنق الناس الإسلام طوعا وكرها. في المغرب (العربي) مثلا جميع الممالك التي تأسست كانت أمازيغية ابتداء من الأغالبة والرستميين والصنهاجيين والمرينين والزيانيين والزيريين والموحدين والمرابطين إلخ. ومع ذلك لم يفكروا في استخدام اللغة الأمازيغية ولا في إحياء أي نوع من القومية الأمازيغية، كانوا براغماتيين، استخدمت النخب السياسية والفكرية والدينية اللغات الجاهزة مثل اليونانية والرومانية والعربية منذ القديس أوغسطين إلى ابن باديس الأمازيغي الصنهاجي. لماذا؟ لغز.
اليوم غالبية السكان الذين يزعمون أنهم عرب، هم أصلا أمازيغ. في الجزائر، أكثر الكتاب تطرفا في الدفاع عن العروبة ورفض الأمازيغية هم أمازيغ (عثمان سعدي، بن نعمان..)
لهذا لا أعتقد أن الفرز هو بين عربي وأمازيغي بل بين عصراني ديمقراطي علماني وبين تقليدي متطرف عنصري.
تحياتي


24 - تعقيب على تعقيب21
حمدان عليان ( 2011 / 7 / 21 - 15:42 )
أشكرك أخي أنيس على الرد..
و أقر بقبول معظم مضمونه عدا فكرة الربط بين مأساة تخلفنا و وجود الاعتقاد الديني حصريا ..و مازلت مقتنعا بان الاولوية في للتنوير الثقافي ينبغي ان تنصب على عقلية التخلف التي يكرسها توظيف الدين وتوظيف كل ما له صلة بتأجيج الانفعالات و العواطف كالفن والرياضة و الامجاد الوطنبة و القومية ..الخ مما يمكن استغلاله من طرف المستفيدين من رواج عقلية التخلف .
المسفيدون من عقلية التخلف لايرتاحون لثقافة التنوير التي تستهدف سيادة القانون الضامن لحقوق الانسان بغض النظر عن أي اعتبار لا يخدم هذه الحقوق ناهيك عما يتعارض معها..
صحيح أن المجتمعات الاسلامبة هي أكثر المجتمعات تضررا من توظيف الدين لصالح المنتفعين من بقاء التخلف..لكنني أكاد اجزم أنهم لو وجدوا في ترويج الالحاد ما يخدم استمرار التخلف لما ترددوا في نشره ..
خصومنا الحقيقيون لادين لهم و لا ملة ، على الأقل في الوقت الحالي ..
لا هم مهمومون بالحرص على الاعتقاد بوجود الله و لا هم معنيون بأهمية الدفاع عن الالحاد..
أما نحن المهمومون بمأساة التخلف فيجدر بنا الترويج لعلمانية موضوعية بناءة ...
يتبع.

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية