الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفوا أيها السادة :لسنا مجتمعات متدينة كما ندعي

مجدي عطاالله

2011 / 7 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من أراد أن يكسب ويربح في مجتمعاتنا العربية الميمونة فعليه أن يدعي التدين وستكون تجارته رائجة لاشك .الأمر فقط لا يقتصر على مجال السياسة من قبل جماعة تتاجر بالشعارات الدينية لتكسب أصوات البسطاء من الناس في الانتخابات ولكن الأمر يمتد ليشمل باقي أفراد المجتمع فمن أراد أن يكون صاحب مشروعا صغيرا أصبغه بصبغة دينية بدءا بالتسمية وانتهاء بالشعارات الجوفاء التي تكسب الناس الثقة فتأمل الأسماء المستخدمة فهذه بقالة الإيمان ، وتلك عطارة الصحابة ، وهذا سمى صيدليته بصيدلية القدس (وكأنه حرر القدس ) ويمتد الأمر لأسماء الصحابة والتابعين وغيرها من الشعارات و يا حبذا لو كان على باب المحل لوحة تشير (مغلق للصلاة ).
منظومة تجارة بالدين بطريقة شعورية ولاشعورية وصل الأمر لإطلاق آيات قرآنية لتكسب صاحب المشروع نوعا من القدسية فصاحب محل العصير تجده يكتب الآية (وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) وصاحب المطعم يكتب (كلوا من طيبات ما رزقناكم )!!
-هل هناك أمة تاجرت بدينها بهذا الشكل؟
-هل هناك أمة استغلت دينها وشوهته كما فعلنا ؟
وتأتي المفارقات العجيبة في أننا أكثر شعوبا الأرض صلاة وحجا وحديثا عن عذاب القبر وعذاب جهنم ولكننا في الوقت نفسه أكثر شعوب الأرض رشوة وعملا بالواسطة والمحسوبية وأكثر شعوبا الأرض ذهابا للدجالين والمشعوذين والعرافين وحكامنا أكثر الحكام استبدادا ونهبا لثرواتنا وتوريثا للحكم !!!
لاحظوا وضعنا بمنظمة الشفافية الدولية ولاحظوا أوضاع الدول التي نسميها الكافرة أين نحن وأين هم بدون الدين وبدون أحاديث وخطب عذاب القبر وكتيبات عذاب جهنم فلقد حققت السويد و الدنمرك والنرويج (على سبيل المثال لا الحصر ) مقدمة الدول في قائمة الشفافية الدولية بينما احتلت دولنا ذيل القائمة مع أننا شعوب الصلاة والصيام والحج وثقافة الحجاب والنقاب والقبر وجهنم !!
هم أخذوا بجوهر الدين فنهضوا ونحن تمسكنا بشكل الدين فتخلفنا وأصبحت قضايانا الرئيسة حجاب ونقاب ولحية لدرجة انه من الشيوخ من اعتبر أن الديموقراطية كفر بين ، وحتى الرشوة أبدعنا لها أسماء أخرى فأصبحت تدعى الهدية ، الحلاوة ، الشاي، المكرمة ..ومن المشايخ من حللها في ظروف معينة بحجة أن الدين مرن ويصلح لكل زمان ومكان .!!
ألا نستحق عن جدارة أن نكون" الأمة التي ضحكت من جهلها الأمم" ؟
ويتساءل البعض أين الخلل إذن ؟ الخلل يكمن في ثقافة خلط الواقع العلمي بالدين وتقديس ما ليس مقدس. ..تلك الثقافة التي زمنها الثقافي زمنا راكدا وتحمل العديد من عوامل التخلف داخلها ... ثقافة متشددة مركزيا علي مستوي الزمان والمكان , فزمنها القياسي والمرجعي زمن مقدس ومطلق وماضي حيزه بواكير الإسلام وزمن الجاهلية , ومكانها القياسي مكان مقدس حيزه الجزيرة العربية و لا يجوز نقد هذا الزمان أو هذا المكان وإلا استلت لك سيوف التكفير.
إن الإسلام كدين ظل في أغلب الأحيان مرهونا عبر تاريخه بإشكاليات هذه الثقافة لأنها ظلت تقدم نفسها كمعيار أصح وأوحد لتفسير مقولاته وسيظل حالنا باقيا في يل الأمم ما بقيت هذه الإشكاليات وهذا الفهم البدائي للدين وتقديس قشوره وشيوخه باعتبارهم الآلهة المقدسة المفوضة من قبل الإله والتي أعطاها الإله حصريا حق التحدث باسمها فهي تحلل وتحرم كيفما شاءت ووقتما شاءت وأينما شاءت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دكان حلاقة
حكيم علي ( 2011 / 7 / 18 - 11:47 )
هل يمكن ان نرى يوما -وجوه يومئذ ناعمة- على واجهة محل حلاقة!


2 - سنظل نتاجر بالدين طالما هناك من يستفيد
سعد الشروكي ( 2011 / 7 / 18 - 15:13 )
ان الشيوح والدجالة هم المستفدين من لعبة الدين والتدين ,فهم يسفيدون ماديا وجنسيا ز وتعتلي كروشهم.

اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال