الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلات الشيوخ والقسوس

مرثا فرنسيس

2011 / 7 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مشكلات الشيوخ والقسوس

ظاهرة محزنة ومدمرة تؤثر سلباً على حياة الكثيرين، الا وهي اللجوء لرجل الدين(شيخاً كان أو قساً مع احترامي الكامل لكل منهما) لطلب المساعدة في حل بعض المشاكل التي يكون اغلبها خطيراً ويستدعي تدخل متخصص اكثر من الأخذ بنصيحة رجل الدين غير الأكاديمية، ليس تقليلا من شأن ذلك ولكن هناك اموراً عديدة لا تحل بمجرد اعطاء النصيحة. فالأمر ليس مجرد معالجة المظاهر الخارجية للمشكلة وترك جذورها تستفحل فيصبح حلها صعباً وقد يصل لدرجة الاستحالة احياناً، وبدلا من حل المشكلة في بدايتها يتطلب الامر بعد استفحالها الى معالجة المشكلة واعراضها إضافة إلى النتائج التي ترتبت عليها.

قد يلجأ زوج او زوجة عند حدوث مشاكل زوجية في بداية الزواج الى رجل الدين الذي تكون نصيحته هي الصبر والاحتمال ويقوم بالصلح بين الزوجين بدون التطرق للاسباب الحقيقية للمشكلة وكيفية التعامل معها باسلوب صحيح ومباشر وعلمي؛ فتزيد الطينة بلة وتصبح المشكلة الصغيرة ازمة وعراك وايذاء وينتهي الامر بالانفصال او الطلاق او البحث عن طريقة للتخلص من الشريك الآخر، حتى نصائح أن تدخل الأهل في مثل هذا النوع من المشاكل غير محمود نظرا لانحيازهم للطرف الذي ينتمي لهم وايضا لعدم توفر المعرفة والطرق الصحيحة لمعالجة مشاكل الزواج.

وقد يلجأ شخص يعاني من مشاكل نفسية لا يعرف هو أو افراد اسرته تسميتها فينصحون باللجوء لرجل الدين، وان لم يكن لدى رجل الدين الخبرة والصلاحية للتعامل مع هذا النوع من المشاكل (حيث ان هناك بعض القسوس والشيوخ من خريجي كليات الطب ولديهم الصلاحية للتعامل مع هذه المشاكل) اقول إن لم يكن لدى رجل الدين خبرة وعلم يكفيان للمساعدة ستكون النتيجة سيئة ؛ لان الامراض النفسية لا تعالج بالصلاة فقط او بقراءة نص معين وفي نفس الوقت الذي نصلي فيه طلبا لشفاء الهي نلجأ للطبيب لضمان صحة التشخيص والعلاج الصحيح، فهذا ليس ضد ذاك وفي رأيي يجب على كل رجال الدين ان يقوموا بتوعية الناس بضرورة الاهتمام باللجوء الى الاطباء النفسيين فزيارة الطبيب النفسي ليست وصمة عار كما هو متعارف عليه بين قطاع كبير من الناس ، حسب الاعتقاد السائد ان من يدخل عيادة الطبيب النفسي إما هو مجنون أو مختل! المرض النفسي لايقل أهمية عن المرض الجسدي وكلاهما يحتاج متخصص، هل لرجل الدين الدراية والكفاءة للتعامل مع مرضى الاكتئاب او الانفصام او الوسواس او الذهان او غير ذلك من الامراض النفسية التي قد تقود من يعاني منها إلى الانتحار أو إلى الانعزال والسلبية والمعاناة ليس هو فقط بل ايضاً عائلته واصدقاؤه؟ احياناً تؤدي نصيحة بنيةحسنة الى مصيبة لا يمكن تداركها أو التخفيف من نتائجها.

وضع رجل الدين في اطار العالم بكل شئ والقادر على التعامل مع كافة المشاكل الحياتية يحتاج وقفة من الطرفين: من رجل الدين نفسه ،الذي لايعيبه ولا ينتقص من قدره إقراره انه لا يستطيع التعامل مع امر ما ويحيل صاحب المشكلة الى متخصص فيها وايضا يحتاج وقفة من المجتمع لوضع كل شئ في مكانه الصحيح فالمرض النفسي او المعاناة النفسية لا تعيب الشخص لانها مرض يمكن علاجه كأمراض الجسد، وايضا التخلي عن فكرة أن كلام رجل الدين مقدس ومنزل وانه يعرف في كل شئ. حقاً دور رجل الدين ضروري في تقوية الإيمان وتشديد العزم وبث الأمل في نفس المريض أما العلاج فموضوع يحتاج إلى المتخصصين..

اناشد كل رجال الدين شيوخاً وقسوساً أن يضعوا لكل مشكلة اسمها الصحيح وأن يقوموا بتوجيه كل من يلجأ اليهم الى المكان والشخص الصحيح الذي يمكنه تقديم المساعدة، وأن تكون مصلحة الانسان في المرتبة الاولى من اهتماماتهم أكثر من نوال الشهرة والمديح..

رجل الدين عليه ان يهتم بتوعية الناس ومساعدتهم في فهم محتوى الدين وربط كل ذلك بسلوكهم اليومي.

محبتي للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
سفير فريد المصرى ( 2011 / 7 / 18 - 21:18 )
رائع اختى مرثا اشكرك على هذا المقال اتمنى من الجميع قرائتة . من له اذنان للسمع فليسمع .


2 - بوركت يداك.....
جورج فارس ( 2011 / 7 / 18 - 21:54 )
موضوع قيّم جداً، وحبذا لو نتعلم ان نعطي لكل انسان اختصاصه وأن نحد من تدخل رجال الدين في كافة شؤون الحياة...

بوركت يداك وبانتظار أطروحاتك القادمة....


3 - مطالب ربما تكون مستحيلة
محمد البدري ( 2011 / 7 / 18 - 23:03 )
اختي مارتا، لن تجدي مطالبك لرجال الدين لسبب بسيط انهم فاقدين الاهلية والمعرفة العلمية التي تحدد اسباب المشاكل بين البشر إضافة لكونهم مستفيدين من وجود المشاكل ومستفيدين من عدم حلها لابقاء المقدس حيا فهم يستمدون قوتهم وسطوتهم من وجوده ولهذا السبب حاربوا اهل العلم لانهم سيسحبوا البساط من تحت اقدامهم لقدرة العلم علي حل المشاكل. انهم طفيليون علي الانسانية ولا حاجة للبشرية لهم الا إذا كان الجهل والامية سائدتين كما هو الحال الان. شكرا علي الامل الذي تكنينه لهم ومع تقديري واحترامي لاهتمامك بالخروج من جحر الضب الذي وجدنا انفسنا فيه مع مشايخ وقساوسة وكهنة لا يربطهم ببعض الا العداء لنا ووقف مسيرة العلم والمعرفة والرخاء للبشرية.


4 - اكتب هذا للتعريف وليس للافتخار فقط...
حكيم العارف ( 2011 / 7 / 19 - 04:48 )
القساوسه هم مجموعه من الشباب الناجح الذى تم اختياره للخدمه ..
اذا القسيس هو غالبا من حملة المؤهلات العليا وربما ايضا يكون حاصل على دكتوراه او ماجستير .. هذا اذ لم يكون طبيبا ..

اما الشيوخ فانتم اعلم بهم ...

هل علمتم الان من هو الدجال والمشعوذ !!!


5 - عزيزتي السيدة مرثا المحترمة
ليندا كبرييل ( 2011 / 7 / 19 - 11:02 )
أؤيد مطالبتك أن ( دور رجل الدين ضروري في تقوية الإيمان وتشديد العزم وبث الأمل في نفس المريض أما العلاج فموضوع يحتاج إلى المتخصصين) . لكنك بهذا الشكل تقضين على مصالهم عزيزتي ، إنهم يمتهنون هذا العمل ويعيشون منه . ماذا سيقول لهم رجل الدين ؟ منذ قرون وهو يحاضر بالناس أن : افعلوا كذا وكذا لتنالوا رحمة الرب ورضاه ومنذ قرون والناس تستمع له ويهزون رؤوسهم تأميناً على كلامه ثم يرتكبون الذنوب بحق الآخرين . نعم يجب إبعاد رجل الدين عن أمور ليست من اختصاصه . وشكراً


6 - الفاضل سفير المصري
مرثا فرنسيس ( 2011 / 7 / 19 - 13:54 )
سلام لك
شكرا على مرورك وتعليقك
محبتي وتقديري


7 - العزيز جورج فارس
مرثا فرنسيس ( 2011 / 7 / 19 - 13:57 )
سلام لك
شكرا لمرورك وتعليقك. اتفق معك انه لابد من اللجوء للشخص المناسب في الازمة المناسبة. ولا يعد هذا تقليلا من مكانة او شأن او دور رجل الدين، لأن ذلك قد يجعل مشوار حل المشكلة اقصر واكثر نجاحا
محبتي واحترامي


8 - اخي الفاضل محمد البدري
مرثا فرنسيس ( 2011 / 7 / 19 - 23:02 )
سلام لك
لا اعلم لماذا يشعر الانسان انه لابد ان يكون ملما ومتخصصا في كل جوانب الحياة؟
وصدقا حتى الانسان العادي تسأله عن مكان معين فيخجل ان يظهر امامك وهو لا يعلم فيعطي اي اجابة حتى لو كانت خاطئة تماما وتهذا يصعب الامور ويجعلك تلف الكرة الارضية للوصول للعنوان الوهمي الذي وصف لك
غالبية القسوس يحملون شهادات عليا ولا اعرف كم نسبة الشيوخ ولكن تخصص الرياضيات مثلا لن يفيد في الحالات النفسية او مشورات الزواج وهكذا
تقديري واحترامي استاذ


9 - العزيز حكيم العارف
مرثا فرنسيس ( 2011 / 7 / 20 - 14:08 )
سلام لك
شكرا لمرورك وتعليقك
اتفق معك تماما بخصوص القسوس، ولكن الا تتفق معي ان الماجستير والدكتوراه في فروع العلم المختلفة لا تعني بالضرورة قدرة صاحبها على التعامل مع المريض النفسي او مع عائلة اوشكت على الانهيار الا اذا كانت هذه المؤهلات في الطب النفسي او العلاقات وغيرها من التخصصات التي تفيد صاحب المشكلة اكثر من نصائح وتوصيات مع توفر النوايا الحسنة ، ما اطالب به لا يقلل من شأن رجل الدين على الاطلاق بل على العكس، الاتضاع يتجلى في اقرار الانسان انه لايعرف كيف يتعامل مع حالات معينة ويحيلها الى متخصصين وصدقا يوجد منهم الالاف في الكنائس
محبتي وتقديري


10 - عزيزتي ليندا
مرثا فرنسيس ( 2011 / 7 / 21 - 12:59 )
سلام لكِ
شكرا لمرورك وتعليقك
على كل مستويات التعاملات الانسانية هناك الجيد وهناك الردئ، واعرف شخصيا العديد من القسوس الذين يؤمنون بمبدأ التخصص في امر او امور معينة ويقرون انهم لا يستطيعون التعامل مع حالات بعينها خاصة الحالات التي تحتاج طبيب نفسي او مشورة متخصصة ولهم كل التقدير على هذا الانفتاح الفكري والايمان بأن امور كثيرة في الحياة تحتاج لخطوات عملية الى جانب الصلاة. الآن اصبح مجال المشورة في العلاقات وفي الارتبط والمقبلين على الزواج اصبح متوفرا وناجحا، ولكن يحتاج الناس الى توعيتهم بأهمية الاستعانة بهذا التخصص الرائع الذي يتبناه اشخاص بذلوا الجهد وقاموا بالدراسة والابحاث ليكونوا اكفاء لمساعدة الناس.
شكرا صديقتي العزيزة واعذريني عن تأخري في الرد
محبتي وتقديري


11 - الرائع أن
James Peter ( 2011 / 7 / 26 - 22:30 )
الرائع ان يلجــأ رجل الدين الى السحــر

اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج