الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغزو الوهابي- السعودي للعراق مرة اخرى ..!! 3

سلام كوبع العتيبي

2004 / 11 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رحل الشريف الحسين الى شرق الاردن يحدوا بهزيمته النكراء على يد الوهابية وابن سعود ونصب ابنه علي اميرا على أطلال تشم رائحة الموت والفقر منها ؛ بدلا عن والده ؛ في الوقت الذي كان الامير عبد الله اميرا على شرق الاردن ؛ لكن لم تستمر اقامة الحسين فيها اكثر من شهور وبعدها طرد الى قبرص بامر القوات البريطانيه التي وقف معها متخليا عن علاقته مع الدولة العثمانية ولم يستطيع ابنه الامير عبد الله أن يشفع له عند البريطانيين من اجل بقائه في الاردن بعد أن اخذ يدعم ابنه الامير علي في حربه الخاسرة مع ابن سعود.. وفي الوقت الذي كان فيه الشريف الحسين يجتر همومه ومأسات هزيمته امام بن سعود وفقدان عرشه وعلاقته مع الدولة العثمانية لصالح البريطانيين الذين طردوه من كل البلاد العربية حتى في الدول التي كان يحكمها ابنائه ( عبد الله في شرق الاردن وفيصل ملكا على العراق )؛ كان خصمه ( المتوهب !) نسبة الى الوهابية ؛ عبد العزيز آل سعود يعاني مشاكل الحكم التي أقضت مضجعه واشقته كثيرا خاصة بعد أن اصبح الوهابيين يتدخلون في كل شيء يخص الدوله واموره الشخصية ؛ حتى في طول ( شنبه!) الذي لابد وان يكون قصيرا كما هو في المذهب الوهابي وطول ( ثوبه !) الذي لابد ان يكون قصير أيضا كما هو المعتاد عليه في مذهب ابن عبد الوهاب .
كان عبد العزيز ال سعود منذ بداية غزواته على الحجاز قد اعلن مرارا بانه لا يطمع ان يكون ملكا على المسلمون بل سوف يجعل الحكم امره شورى بين المسلمون وان ينزل على ما يقرره المسلمون في هذا الامر.؟! لكن بعد أن تم احتلال كافة نجد و الحجاز وجد نفسه ملزما بانجاز ما وعد به خاصة بعد أن توافدت الوفود الاسلامية الى الحجاز تلبية للدعوة التي وجهت من قبله .
وصلت الوفود الى الحجاز من كافة الدول الاسلاميه وكان من بين هذه الوفود وفدا يمثل جمعية الخلافة الاسلامية في الهند ؛ ولوحظ ان وفد الخلافة كان متحمسا لاقامة حكم جمهوري في الحجاز يشارك فيه المسلمون جميعا ؛على اساس ان أرض الحجاز بشكل عام تهم كافة المسلمين في العالم ولا يحق ان ينفرد بالحكم فريق دون اخر واخذ هذا الوفد يدعوا لهذا الراي ويسعى لتحقيقه باي شكل من الاشكال .. كان في هذه الاثناء يتجمع بعض جنود الوهابية لغرض غزو اطراف العراق الذي ينتشر في مراعيها البدو من اجل جمع بعض الاموال لغرض دعم إبن السعود في دفع رشاوي لبعض الوفود لكي تقف معه ضد موقف وفد الخلافة ؛ ووقع الغزو على بدو العراق وسرق كل ماوصلت اليه يد هؤلاء القتله من الوهابية من ابل وسلاح واموال ؛ وهذا الحادث وقع امام انظار القوات البريطانية التي دعمت الموقف السعودي هذه المرة بعد أن شعرت ان هؤلاء الاجلاف سوف يكونون سندا قويا لمواقفهم السياسية والعسكرية قبل ان يلعب السيد فيلبي لعبته الكبرى عندما اعلن اسلامه على المذهب الوهابي !! وسمي نفسه (عبد الله ) لكي يستطيع ان يلعب لعبته البريطانية على اكمل وجه .
تم لابن سعود ما كان يشغل عقله عندما وقع في ورطة لا يعلم كيف الخروج منها واخذ رجاله في دفع الرشاوي والبحث عن ايجاد حل لهذه المشكله . وقد وجدوا لها حلا ؛ حيث قرروا تشكيل لجنة من وجهاء مكة وجده ؛ وقررت هذه اللجنة مبايعة عبد العزيز آل سعود ملكا على الحجاز ؛ وعرضوا الامر على ابن سعود ووافق دون تفكير لان هذا ماكان يشغله ويطمح اليه بعد أن صرف الكثير من الاموال رشاوي لهؤلاء الذين انتخبوه ملكا على الحجاز دون أن يوفي بالعهد الذي قطعه لاتباعه عندما قال : انه سوف يجعل الحكم شورى بين المسلمين ؟!. وفي 7 كانون الثاني سنة 1926 وبعد صلاة الجمعه تقدم المرتشي عبد الله الدملوجي فتلا صيغة البيعة وفحواها انهم بايعوا عظمة السلطان عبد العزيز ال سعود ملكا للحجاز على كتاب الله وسنة رسوله والسلف الصالح للائمة الاربعة وتقدم المبايعون فئة بعد اخرى يبايعون ابن سعود ملكا على الحجاز وتم لابن سعود ما كان يريد بمساعدة القوات البريطانية الذي دعمة موقفه في غزواته الاخيرة ضد الشريف الحسين وبعده الامير علي بن الشريف الحسين .. من هنا بدأ العد التنازلي لنهاية الغرام السعودي الوهابي خاصة بعد أن تنكر عبد العزيز ال والوفود التي جائت لمواقف الوهابية ولم يذكر اثناء البيعة شيء عن اتباع الشيخ عبد الوهاب عندما قرات صيغة البيعة وذكرت فيها الائمة الاربعة دون الامام الوهابي الخامس ؛ وهنا بدء العد التنازلي لهذه العلاقة التي انقذها مؤخرا المستر فليبي ( عبد الله ) بعد إسلامه كما ادعى ومنحه ابن سعود جاريتين ليدخل بهما مرة واحده ؟!
عندما سقط الغرام بين ابن سعود واتباع عبد الوهاب من الوهابيين ؛ حاولوا ان ينشائوا مكانة خاصة بهم بين القبائل من خلال الغزوات على القبائل الاخرى وقوافل الحجاج واطراف العراق دون ان يكون لابن سعود حصة في هذه الغنائم في الوقت الذي اخذت الحالة المادية لابن سعود في الاستنزاف نتيجة لقلت الموارد من اعداد الحجاج القادمين في تلك السنة وما وزعه من رشاوي كبيرة على وجوه القوم الذين بايعوه ملكا على الحجاز.
واخذت بعض القبائل تشكوا الى عبد العزيز من غزوات الوهابين لهل وقتل ابنائها وسرقت اموالها وإبلها ؛ الامر الذي جعل ابن سعود أن يجمع البعض من افراد مقاتليه ويتحرك على مراكز تجمع الوهابيين وتبدء عمليات القتل بين الطرفين ويقوم بغنم كل ماكان قد غنمه الوهابيين من القبائل المسلمة الاخرى واستمرت الحروب بين قوات عبد العزيز ال سعود والوهابيين الى أن وصل الحال في اسر شيوخ بعض القبائل الوهابية والحكم عليهم في السجن في قلعة الرياض ؛ وبعدها اتفق الجانبين ان تكون الغنائم مناصفة بين الطريفن بشرط السرية والكتمان وعدم التعرض الى قوافل الحجيج كي لا تقع ازمة اقتصادية بسبب امتناع الحجيج من القدوم الى مكة والمدينة

.المصادر:
لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث للدكتور علي الوردي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah