الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جامعة بابل العراقية وخطوة نحو العالمية

سرمد السرمدي

2011 / 7 / 19
المجتمع المدني


لا يستطيع الإنسان أن يكتفي بحصيلة حصار الذات وينكر أن قطب الأنا لن يتحقق إلا في علاقته مع الآخر, إن الإنسان يحيا مع الآخر وبواسطة الآخر ولأجل الآخر, ولعل جل ما يؤكد عليه فكر الأمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام) هي كلمة الأخلاق, والتي ترسخ مبدأ الأخوة الإنسانية, في تفسير دقيق على نحو: أخ لاق أخاه, أي أخلاق., وهي الدافع الحقيقي المجدي من وراء كل فعل إنساني تواصلي هادف, حرصت كافة الأديان والشرائع على ترسيخه في جهودها المعقودة نحو تجذير إنسانية الإنسان من خلال التواصل بين بني البشر .

قد يغرينا الاعتراف بالعجز في التواصل مع العالم أحيانا بناء على التجربة المريرة التي مر من خلالها العراق متجها لمخاض إعادة التقييم والتوافق مع ذاته والآخر المتمثل في الإقليم والعالم على حد سواء, بكل إمكانياته الفكرية الخلاقة التي ذابت في ظلم وطغيان ثلاثة عقود سوداء, فمسألة لمن ولماذا نرتكز في ثقتنا بأن نخطو نحو الأفضل من المراكز التي نعتقد في قرارة أنفسنا إننا نستحق استباق الآخر في نيل أعلى رتبها في كافة المجالات العلمية, هذه الثقة الخالية من التعبئة الفارغة لنظام شمولي لم تعد مسألة تعيق العراقي هي الأخرى, لأن الحال بطبيعته تغير نحو توقيت جديد للساعة العراقية تحت عنوان العمل, وحين ندمن ممارسة جلد الذات لن نحظى إلا بالسلبي من النتاج, وها نحن اليوم أمام القارئ الذي يتصفح موقع الجامعة وجها لوجه, نكشف له عن عمق وأصالة ذواتنا العراقية وإصرارها على التواصل بكل ما أتيح لها من ساحات اختبار علمي وأدبي وفني, ولعل أهم ما تمثله هذه الخطوة من قبل جامعة بابل, هو تقديم العراقي كما لم يعرفه العالم .

بيد أن مبدأ التواصل الحر الواثق مع الآخر يواجه من العقبات الكثير مما يحول دون تحقق نتاج يعول عليه في عملية بناء الذات العراقية المنهكة, ومن هذه العقبات ما يندرج تحت التصنيفات المادية العاجزة نوعا ما عن فتح قنوات الاتصال التقنية المتطورة مع الآخر خارج البوتقة المحلية العراقية, أما العقبات المعنوية الموغلة في ضبابيتها بيننا وبين كل من يندرج تحت تصنيف الآخر, وهنا نقصد بالآخر كل من يتيح له هذا الصرح التقني المتمثل في موقع وشبكة جامعة بابل للتواصل مع العالم أن يلتقي عقلا بعقل وروحا بروح مع ما يمثله الدور النهضوي المنشود لهذه الجامعة الموقرة من خلال هذا الموقع الاليكتروني المزدهر في ثنيات المجتمع الحلي والعراقي عموما, وعادة ما يكون القلق مرافقا لهكذا خطوة أتمنى على العاملين عليها من حضرة الأستاذ الفاضل رئيس الجامعة الدكتور نبيل الأعرجي, والأستاذ المحترم المجتهد حسن الرهيمي مصمم ومدير موقع الجامعة, والأستاذ المحترم عامر صباح المرزوك مدير الأعلام في الجامعة, أتمنى عليهم الصبر ومواصلة العمل الجاد في دعم كل المبادرات المساندة الدافعة إلى إعلاء وترسيخ بنية الفكر الرائد في مدينة الحلة وجامعتها, وتمتد الأماني لكافة الأساتذة الأفاضل المرتبطين بهذه الخطوة الرائدة الضاربة في أقصى أفق الأمل بفاعلية البحث العلمي في صناعة مستقبل وطن .


الكاتب
سرمد السرمدي
أكاديمي - ماجستير فنون مسرحية - كلية الفنون الجميلة - جامعة بابل - العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سرمد السرمدي
نبيل عبد الأمير الربيعي ( 2011 / 7 / 19 - 06:57 )
تحية طيبة كيف يتطور العمل الجامعي وترفض قبول التعينات من قبل عميد اكاديمية الفنون الجميلة لخريجة في مجال التشكيل والمسرح بسبب ارتدائها البنطلون, وتمنح شهادان الماجستير لطلبة في موضوعات التعازي الحسينية, اما التربية الرياضية فتمنح شهادة الماجستير لطالب اسلاموي اطروحة رسالته في عظلات العباس ع.امنياتي ان نشذب اخلاقنا من الطائفية لكي ترتقي جامعاتنا وخاصة جامعة بابل


2 - الى الكاتب المبدع
حسن ( 2011 / 12 / 17 - 10:35 )
مقالة متميزة استاذ سرمد وان شاء الله ايماننا كبير بان ما نقوم به مرتكز على خدمة الجامعة ويستمد الاستمرارية من تعاون منتسبي الجامعة وتقييمات الشخصية الاعلامية المبدعة مثل حضرتك

http://www.uobabylon.edu.iq

اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية