الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطنة وثقافة الانتماء

اسراء الجزائري

2011 / 7 / 19
المجتمع المدني


لمواطنة وثقافة الانتماء))))
يتجسد مفهوم المواطنة بعلاقة ميثاقية تربط الفرد بأرضه,,,فهذه العلاقة تتصف بلهوية الوجودية للشخص,حيث تعتبر الدليل لانتماءه والجوهر الاساس التي يستند عليه في بناء مرجعياته من افكار ومعتقدات,,فهو الانتماء الاول الذي يتمثل برابطة شعورية داخلية تجاه رقعة الجغرافية التي يقطنها الفرد وهذه الغريزية الشعورية هي بلاساس غريزة فطرية لاتستقر بلكائنات البشرية فحسب بل تسكن اغلب الكائنات الحية,حسب المتطلبات الطبيعية للاحياء وحسب فكرة ارتباطهم بمكان وزمان معيينن,,فهي تعمل كقوة مغناطيسية تشدهم اتجاه الاماكن التي يقطنونها او بيئة التي يحيون وسطها لتمثل رابطة قوية يتسلحون بها اتجاه الغرباء او الدخلاء ولتشكل بتالي قوة اسناد قائمة على استعدادهم دائم لدفاع عنها وحمايتها.
فلمواطنة عبارة عن علاقة تشتمل على مجموعة من الحقوق والواجبات بين طرفيها والتي تتمثل بدولة من جهة اي السلطة الحاكمة, والافراد المواطنيين من جهة اخرى,..فيجسد الولاء والالتزام وواجب الدفاع والتجنيد من قبل الافراد اتجاه وطنهم,,اهم شكل من اشكال واجباهم,,,وليقدم بلمقابل حق الحماية والايواء والامن من قبل الدولة والمتمثلة بسلطة والتي يكون الافراد السبب الاول والاساس لوجودها لتقوم بحمايتهم وصون كرامتهم وتوفير متطلبات معيشتهم حسب القوانين الدستورية التي تكفل للافراد مجموعة حقوق قانونية وانسانية كحق التجنس والكرامة والحماية والامن,,او الحقوق المدنية المتمثلة بلمساواة او السياسية المتمثلة باتخاذ القرار..او الجماعية المرتبطة بلشؤون الاقتصادية والاجتماعية اوالثقافية,
ان فكرة ومفهوم المواطنة تعتبر من اهم الدعائم التي تقوم عليها المجتمعات المدنية الحديثة,,التي تعمل على اساس فكرة ان المواطن من اول واهم اهدافها واولوياتها,حيث تعمل على ارتقاء به لاعلى مدارج المستويات البشرية ليتمتع بكافة حقوقه الادمية ,من خلال العمل على دمجه داخل العملية الانتاجية مما يتيح له الاستفادة القصوى من الموارد العامة واقتسام الثروة الوطنية على قاعدة المساواة مع الاخرين من افراد مجتمعه ممن يحيون معا ضمن اقليم الوطن الواحد..
فلمواطنة في اصلها رغم حداثة تطبيقها وشيوعها الاانها بلاصل تعود بجوهرها لتاريخ الدولة الاسلامية فقد كانت المواطنة من اساسيات ومقومات الدستورية لهيكل الدولة الاسلامية منذ اربعة عشر قرنا لم تبلغها اي حضارة او نظام سياسي.,فقد مثل النظام الاسلامي السياسي بلمدينة المنورة في (عهد الرسول الاعظم ص)(دستور الصحيفة)دستورا متكامل وملم لكافة الحقوق والواجبات بين افراد المجتمع والافراد المختلفين دينيا-وهم المسلمين ويهود ليكفل لكل منهم حقه بلاعتقاد وحرية الراي وممارسة الشعائر الدينية واقامة دور للعبادة,ثم اتجهه لتظيم وبدقة متناهية الامور المالية من خراج وضرائب,,,,,
او وثيقة العهد الكامل التي وقعها الرسول مع نصارى نجران حتى اعتبرت هذه الوثيقة عمومية لكافة المسيحين وضمان لحسن معاملتهم من قبل المسلمين بكافة العصور وليس فقط في ذلك العصر,حتى ثبت ان الدولة الاسلامية كانت قائمة على التعددية الدينية ومبدا التعايش السلمي منذ تأسيسها,, ,,
وهذا المفهوم لم يغب ايضا عن تاريخ الدولة الكاثوليكية رغم اختلاف ابعاده واسلوب تطبيقه فهو من المفاهيم المعتمدة من عصر الدولة اليونانية لتفريق بين الغرباء والسكان الاصليين فظهر ما يميزهم كافراد اصلين وكملاك قاطنيين ببقعة ارضية معينة,لا ينازعهم بها احد,,,اما في العصور الاغريقية فكان يقترن بنوع من العنصرية انذاك,,فكانت المواطنة محصورة بلاحرار اما العبيد فكانوا يعتبرون غرباء ولايتمتعون باي حقوق تذكر,حتى ظهرت التشريعات في القرن السابع عشر كنتاج لعصر النهضة حثت فيها على التسامح وعملت على تذويب الفروقات الطبقية التي اشاعها حكم الاقطاعيين المتحالف مع الكنيسة الكاثوليكية.
فهذه النظرة الضيقة للمواطنة لم تنتهي بانتهاء تلك العصور بل مازالت تطبق للان عن طريق تبنىيها من قبل السلطات الحاكمة في الانظمة الفاشية والتي تعمل على تكريس المواطنيين لطاعتها ولخدمة مطامعها ومصالحها الخاصة دون النظر لابسط متطلبات الحياتية للفرد,ودون اي التزام من قبلها بلمقابل يرضي قناعات الافراد ويحقق التوازن المفترض بين طرفي العلاقة,نتيجة لاختراق المنظومة الدستورية من قبل السلطة الفاشية وذلك بمصادرتها لحقوق وحريات الافراد وتبنيها مبدأ الاولوية لمصالحها,,,,,,
حتى اختلت العلاقة نتيجة لذلك وتشوهة معالمها بجوهرها وخصوصيتها حتى بات سهلا على الافراد والمواطنيين الذي يحيون وسط مجتمعات دكتاتورية التنكر لوطنيتهم,ومحاولة الافلات من صيرورة علاقة مقرونة بفكرة الاخذ دون مقابل ودون النظر لادنى حقوقهم او احتياجاتهم الانسانية او القانونية.
فلمواطنة فحواها المساواة و العدل بين مواطني الدولة بغض النظر عن الاصل او اللغة او الدين او المعتقد فهي تقوم بلاساس على جوهر الانتماء والولاء للارض التي يقيم عليها مجموعة من الافراد حتى ينصهر تحت ظلها اختلافاتهم وخلافاتهم الفكرية والقومية والدينية فيتحدون تحت مسمى واحد يجمعهم باسم الوطن فيتشكل بوجودهم الكيان الاساس والوحدة الرئيسية لنظام السياسي.
فلمواطنة ليست مجرد حق قانوني بل هي غاية انسانية سامية تهدف لتعايش المشترك ولتذويب فكرة الاختلاف برابطة التعاون وبتعزيز روح الجماعة واشاعة لغة التسامح وتوسيع مفهوم المشاركة والمساهمة الفعالة داخل المجتمع وضمن رقعة الوطن الواحد,,لخلق اواصر الارتباط والرقي للوصول للاهداف المنشودة والتي يسعى كل شخص لبلوغها داخل وطنه.............................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إصابات واعتقالات خلال فض احتجاجات في حديقة أميركية شهيرة


.. في إطار خطة بريطانية لترحيلهم إلى رواندا.. تقارير عن خطة لاع




.. بريطانيا ورواندا.. خطة ترحيل اللاجئين | #غرفة_الأخبار


.. بعد إقرار -قانون رواندا- .. قلق بالغ لدى طالبي اللجوء في بري




.. إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون بصفقة تبادل أسرى