الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طين ودين..بين مدرستين

علي شايع

2011 / 7 / 20
المجتمع المدني


قالت الأخبار:" تربية ميسان تعلن إنجاز مدارس بدل المدارس الطينية".خبر آخر.. " التعليم العالي تخصص 40 مقعداً لأداء مناسك الحج للخريجين الأوائل".
خبر شخصي: قبل أشهر دعيت لمصاحبة وفد أردني من معلمين مرّوا على الشمال الهولندي بغية الإطلاع على مستويات التعليم وآلياته. السفرة هدية رتبتّها لهم مؤسسة (كادر) الأردنية، وهي تعنى بتطوير وتحديث التعليم، وتقيم ورش عمل ورحلات في عموم العالم للإطلاع على تجارب الدول والشعوب.
من ذا ينكر ما للتعليم من أهمية كنشاط هادف لتطوير المدارك والمعرفة والقيم الروحية، وبالطبع للمكان والوسيلة والمكافأة وآليات التنشيط الذهني دورها الفاعل والمؤثر، فمدرسة من طين وقصب تعبث بمحتوياتها الرياح، تنتج جيلاً مختلفاً عن مدرسة حديثة للطالب فيها كرسيّه المريح ومنضدته العامرة، والى جانبها مخزن لأرشيفه المدرسي لكل فصل من فصول السنة، وعلى الجدار سبوّرة (مع عارضة الكترونية) مرتبطة بكمبيوتر المعلم. وفي زاوية فارهة من الصف تنتصب أربعة كمبيوترات يتبادل العمل عليها طلبة وفق جدول معلوم للجميع وبنظام دقيق.
الصف الذي نتحدّث عنه لطلبة الصف الثالث الابتدائي، أما تكلفة محتوياته فلا تتجاوز 4 آلاف دولار بكل تفاصيلها وهي أقل من نصف المرصود في ميزانيات الإنفاق لمدارسنا الحديثة، وفق حسابات الأعمار الجديدة؛ المتوجب على الوزارات متابعتها بعد إتمام المشاريع من خلال إرسال لجان بعيدة عن الرشوة والأموال القذرة، من أهل الاختصاص، وممن يثمّنون المنجز وفق ما صرف لأجله من مبالغ.
المدرسة الأولى (مدرسة الطين) راكسة في الألم، منهوبة الحلم والأمل، ولو أنجبت أذكى أذكياء الأرض فهي ستترك في نفسه غصّة وحرقة من نوع خاص، ولسنا لنعاند العلم والحضارة والبحوث العلمية فنقول غير ذلك. أما المدرسة الثانية فتنتج جيلاً متفتح الروح والسرائر، ساعيا إلى المعرفة، واثقا من نفسه لأنه يواكب العصر والحياة، ويتطلّع إلى الأفضل دائما، لا يتبادل دون وعي الحقائق العلمية الصماء، بل يلامسها كل يوم.
وعن الخبر الثاني لتخصيص التعليم العالي والبحث العلمي فرصاً لحج المتفوقين، قالت الوزارة انها تأتي انسجاماً وتوجهات رامية لمكافأة الطلبة الأوائل المتميزين، وتشجيعهم في مراحلهم الدراسية وحياتهم المهنية اللاحقة خدمة للعراق.. قلت: كلام جميل ولكن هل يحق لنا السؤال وبكل براءة؛ لم الحج تحديداً؟ فالدين لله والوزارة للعراقيين جميعاً، وماذا لو كان الطالب من ديانة أخرى؟. أو حتى من غير الراغبين بالذهاب في هذا الوقت للحج؟!. وهل هي مكرمة تعني مجموعة دون غيرها، أم هي تثمين لجهد المجتهدين، ومباركة لعملهم؟. وهل كانت الوزارة سترتكب ذنباً لو أنها خصّصت بجوار تلك الجوائز جوائز أخرى مماثلة لزيارة ذلك الصف الذي تحدثنا عنه في أحدى دول أوروبا؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل


.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة




.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا